الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
282 -
(1)
أمين الدين ابن عساكر
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد ابن عساكر، الإمام المحدث الزاهد أمين الدين أبو اليمن، الدمشقي الشافعي نزيل الحرم؛ سمع من جده ومن الشيخ الموفق ومن ابن البن وأبي القاسم ابن صصرى وابن الزبيدي وابن غسان والقاضي أبي نصر ابن الشيرازي، وأجاز له المؤيد الطوسي وأبو روح الهروي وطائفة، وحدث بالحرمين بأشياء، وكان عالماً فاضلاً جيد المشاركة في العلوم، وله نظم، وهو صاحب عبادة، كل من يعرفه يثني عليه. ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وتوفي سنة سبع وثمانين وستمائة؛ وكان شيخ الحجاز في وقته، وله تواليف في الحديث.
قال الشيخ علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار قدس الله روحه: لما ودعت الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد محيي الدين النواوي رحمه الله تعالى بنوى حين أردت السفر إلى الحجاز حملني رسالة في السلام عنه للامام جار الله أبي اليمن عبد الصمد ابن عساكر، فلما بلغته سلامه رد عليه السلام وسألني عنه أين تركته، فقلت: ببلده نوى، فأنشدني بديهاً:
أمخيمين على نوى أشتاقكم
…
شوقاً يجدد لي الصبابة والجوى
وأروم قربكم لأني مرتجي
…
يا سادتي قرب المقيم على نوى وكتب إليه الشيخ العلامة شهاب الدين محمود وأرسلها إليه إلى مكة:
(1) الزركشي: 177 والشذرات 5: 395 والعقد الثمين 5: 422 (وجعل وفاته سنة 686) وفيه نقل عن ذيل تاريخ بغداد لابن رافع وعن تاريخ شمس الدين الجزري؛ وقال: ذكره ابن رشيد في رحلته.
أترى يرجع عهد العلم
…
وزمان الوصل في ذي سلم
وعهودي بالحمى روى الحمى
…
مدمع المشتاق قبل الديم
زمن هيج أشواقي به
…
وعهودي فيه طول القدم
كلما أملت تجديداً به
…
عقل الحظ مطايا هممي
وحقيق أنا بالسعي ولو
…
ناب طرفي في السرى عن قدمي
طالما قد مر لي عيش به
…
كان أحلى من دوام النعم
في حمى من إضمٍ من حله
…
راجياً أو لاجياً لم يضم
نمت في البعد ولولا أملي
…
أن أراه في الكرى لم أنم
وبرغمي بعد طول الوصل أن
…
صرت أرجو زورةً في الحلم
صرت أبكي خيم الوادي وقد
…
عشت دهراً بين تلك الخيم
فحنيني دام إذ فارقتها
…
ونعيمي بعدها لم يدم
جيرة الوادي وحبي لكم
…
فهو عندي من أبر القسم
وليالٍ بمنىً كانت لنا
…
بسناكم مشرقات الظلم
والتزام العهد فيما بيننا
…
بين ذاك الركن والملتزم
وأحاديث رضىً كانت إذا
…
مرض القلب شفاء السقم
ما ذكرت العهد إلا سفحت
…
نار شوقي عوض الدمع دمي
إن قلبي سار في الركب الذي
…
بالسرى قد أمكم من أمم
عارض النوق بشوقٍ لم تطق
…
حمل شيء منه حمر النعم
سار في ذمة إحسانكم
…
مستجيراً بأهيل الذمم
ندمي إذ بعت أيام الحمى
…
أترى يرجع بيعي ندمي
فهنيئاً لكم إحرامكم
…
كلما شئتم بذاك الحرم
وجوار أنتم الآن به
…
شرفاً أهل الصفا والعلم
ليتكم أن تذكروا من خصكم
…
دونه السعد بأوفى القسم
أو تنادوا قلبه المضنى عسى
…
أن يلبي بعد طول الصمم