الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
227 -
(1)
الورن
عبد الله بن عمر بن نصر الله، الفاضل الحكيم موفق الدين الأنصاري المعروف بالورن، كان قادراً على النظم وله مشاركة في الطب والوعظ والفقه، وكان حلو النادرة لا تمل مجالسته، أقام ببعلبك مدة، وخمس مقصورة ابن دريد ومرثية في الحسين بن علي عليه السلام، وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة. ومن شعره رحمه الله تعالى:
أنا أهوى حلو الشمائل ألمى
…
مشهد الحسن جامع الأهواء
آية النمل قد بدت فوق خدي
…
هـ فهيموا يا معشر الشعراء وكتب أيضاً إلى بعض الكتاب:
أيا ابن السابقين إلى المعالي
…
ومن في مدحه قالي وقيلي
لقد وصل انقطاعي منك وعد
…
فمن قطع الطريق على الوصول وقال أيضاً:
من لي بأسمر في سواد جفونه
…
بيض وحمر للمنايا تنتضى
كيف التخلص من لواحظه التي
…
بسهامها في القلب قد نفذ القضا
أو كيف أجحد صبوةً عذريةً
…
ثبتت بشاهد قده العدل الرضا وقال أيضاً:
تجور بجفن ثم تشكو انكساره
…
فواعجبا تعدو علي وتستعدي
(1) الزركشي: 135 (المعروف: بالوزن) والشذرات 5: 358 والنجوم الزاهرة 7: 282.
أحمل أنفاس القبول سلامها
…
وحسبي قبولاً حين تسعف بالرد
تثنت فمال الغصن شوقاً مقبلاً
…
من الترب ما جرت به فاضل البرد وقال أيضاً:
يا سعد إن لاحت هضاب المنحنى
…
وبدت أثيلات هناك تبين
عرج على الوادي فإن ظباءه
…
للحسن في حركاتهن سكون وقال أيضاً:
لله أيامنا والشمل منتظم
…
نظماً به خاطر التفريق ما شعرا
والهف نفسي على عيشٍ ظفرت به
…
قطعت مجموعة المختار مختصرا وقال أيضاً:
أرى غدير الروض يهوى الصبا
…
وقد أبت منه سكوناً يدوم
فؤاده مر تجف للنوى
…
وطرفه مختلج للقدوم وقال أيضاً:
حار في لطفه النسيم فأضحى
…
رائحاً نحوه اشتياقاً وغادي
مذ رأى الظبي منه طرفاً وجيداً
…
هام وجداً عليه في كل وادي وقال أيضاً:
يذكرني نشر الحمى بهبوبه
…
زماناً عرفنا كل طيبٍ بطيبه
ليالٍ سرقناها من الدهر خلسةً
…
وقد أمنت عيناي عين رقيبه
فمن لي بذاك العيش لو عاد وانقضى
…
وسكن قلبي ساعةً من وجيبه
ألا إن لي شوقاً إلى ساكن الغضا
…
أعيذ الغضا من حره ولهيبه
أحن إلى ذاك (1) الجناب ومن به
…
ويسكرني ذاك الشذا من جنوبه
(1) الزركشي: لذياك.
أخا الوجد إن جاوزت رمل محجر
…
وجزت بمأهول الجناب رحيبه
دع العيس تقضي وقفةً بربى الحمى
…
ودع محرماً يجري بسفح كثيبه
وقل لغريب الحسن ما فيك رحمة
…
لمفرد وجدٍ (1) في هواك غريبه
متى غرد الحادي سحيراً على النقا
…
أمال الهوى العذري عطف طروبه
وإن ذكرت للصب أيام حاجرٍ
…
هناك يقضي (2) نحبه بنحيبه وقال أيضاً:
رق النسيم لطافةً فكأنما
…
في طيه للعاشقين عتاب
وسرى يفوح معطراً وأظنه
…
لرسائل الأحباب فيه (3) جواب وقال أيضاً:
يا ليالي الحمى بعهد الكثيب
…
إن تناءيت فارجعي من قريب
أي عيشٍ يكون أطيب من عي
…
ش محب يخلو بوجه الحبيب
يقطع العمر بالوصال سروراً
…
في أمانٍ من حاسدٍ ورقيب
يتجلى الساقي عليه بكأسٍ
…
هو منها ما بين نورٍ وطيب
كلما أشرقت ولاح سناها
…
آذنت من عقولنا بغروب
خلت ساقي المدام يوشع لما
…
رد شمساً بالكأس بعد المغيب
نغمات الراووق يفقهها الكأ
…
س ويوحي بسرها للقلوب
فلهذا يميل من نشوة الكا
…
س طروباً من لم يكن بطروب
يا نديمي أشمأل أم شمول
…
رق منها وراق لي مشروبي
أم قدود السقاة مالت فملنا
…
طرباً بين واجدٍ وسليب
أم نسيم من حاجرٍ هب وهناً
…
فسكرنا بطيب ذاك الهبوب
أم سرى في الأرجاء من عنبر الج
…
وأريج بالبارق المشبوب
(1) الزركشي: حزن.
(2)
الزركشي: هنالك يقضي.
(3)
المطبوعة: فهو، والتصويب عن الزركشي.
ما ترى الركب قد تمايل سكراً
…
وأمالوا مناكباً لجنوب
لست أبكي على فوات نصيبٍ
…
من عطايا دهري وأنت نصيبي
وصديقي إن عاد فيك عدوي
…
لا أبالي ما دمت لي يا حبيبي وقال أيضاً:
لا غرو إن سلبت بك الألباب
…
وبديع حسنك ما عليه حجاب
يا من يلذ على هواه تهتكي
…
شغفاً ويعذب لي عليه عذاب
حسبي افتخاراً في هواك بأن لي
…
نسباً له تسمو به الأنساب
أحبابنا وكفى عبيد هواكم
…
شرفاً بأنكم له أحباب
يا سعد مل بالعيس حلة منزلٍ
…
أضحى لعزة ساكنيه يهاب
ربع تود به الخدود إذا مشت
…
فيه سليمى أنها أعتاب
كم في الخيام أهلة هالاتها
…
تبدو لعينك برقع ونقاب
وشموس حسن أشرقت أنوارها
…
أفلاكهن مضارب وقباب
شنوا على العشاق غارات الهوى
…
فإذا القلوب لديهم أسلاب
من كل هيفاء القوام إذا انثنت
…
هز الغصون بقدها الإعجاب
تهب الغرام لمهجتي في أسرها
…
فجمالها الوهاب والنهاب
وغدت تجر على الكثيب برودها
…
فإذا العبير لدى ثراه تراب وقال أيضاً:
طرفي على سنة الكرى لا يطرف
…
وبخيلة بخيالها لا تسعف
وأضالعي ما تنطفي زفراتها
…
إلا وتذكيها الدموع الذرف
شمت الحسود لأن ضنيت وما درى
…
أني بأثواب الضنى أتشرف
يا غائبين وما ألذ نداهم
…
وحياتكم قسمي وعز المصحف
إن بشر الحادي بيوم قدومكم
…
ووهبته روحي فما أنا منصف
قد ضاع في الآفاق نشر خيامكم
…
وأرى النسيم بعرفها يتعرف