الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى إذا اصطفوا لدعوتهم
…
وبدا لأعينهم بها نضح
كشف الغمام إجابةً لهم
…
فكأنما خرجوا ليستصحوا قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: وقد سبقه إلى معناها أبو علي المحسن ابن أبي القاسم التنوخي صاحب كتاب الفرج بعد الشدة في قوله:
خرجنا لنستسقي بيمن دعائه
…
وقد كاد هدب الغيم أن يلحق الأرضا
فلما ابتدا يدعو تقشعت السما
…
فما تم إلا والغمام قد ارفضا 182 (1)
أبو الربيع بن سالم
سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي الأندلسي البلنسي الحافظ الكبير؛ ولد في شهر رمضان سنة خمس وخمسين، وتوفي سنة أربع وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.
كان بقية أعلام الحديث ببلنسية، عني أتم عناية بالتقييد والرواية، وكان إماماً حافظاً عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك؛ وكان الخط الذي يكتبه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار في البلاغة، فرداً في الرسائل مجيداً (2) في النظم،
(1) التكلمة رقم: 1991 والذيل واتكلمة 4: 83 وقضاة النباهي: 119 وبرنامج الرعيني: 66 والمقتضب من التحفة: 129 واعتاب الكتاب: 249 والديباج: 122 وتذكرة الحفاظ 1417 والنفح (صفحات متفرقة) والمغرب 2: 316 والنجوم الزاهرة 6: 298 والزركشي: 130 والشذرات 5: 164 وانظر مقدمة الاكتفاء؛ وأخلت المطبوعة بالقسم الأكبر من هذه الترجمة.
(2)
ص: مجيد.
وكان هو المتكلم عن الملوك في مجالسهم، والمبين عنهم لما يريدونه في المحافل على المنابر.
وله تصانيف مفيدة في عدة فنون، ألف الاكتفا في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الثلاثة في أربع مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب مصباح الظلم يشبه الشهاب وكتاب في أخبار البخاري وسيرته وكتاب الأربعين سوى ما صنف في الحديث والأدب والخطب. ومن شعره:
أشجاه ما فعل العذار بخده
…
قلبي شجا وهواي فيه هيجا
ما رابه والحسن يمزج ورده
…
آساً ويخلط بالشقيق بنفسجا
ولقد علمت بأن قلبي صائر (1)
…
كرة لصدغيه غداة تصولجا ومنه:
ولما تحلى خده بعذاره
…
تسلو وقالوا ذنبه غير مغفور
وهل تنكر العين اللجين منيلاً
…
أو المسك مذروراً على صحن كافور ومنه:
قالوا اكتست بالعذار وجنته
…
هل في الذي قلتموه من باس؟
أكلف بالورد وهو منفرد
…
فكيف أسلو إذ شيب بالآس؟ ومنه:
رياض كالعروس إذا تجلت
…
وقل لها مشابهة العروس
فمن زهرٍ ضحوك السن طلق
…
لجهمٍ من سحائبه عبوس
وقضب تحسب الأرواح سقت
…
معاطفها سلافة خندريس
ونهر مثل هنديٍ صقيلٍ
…
تجرد فوق موشيٍ نفيس
تولت نسجه السحب الغوادي
…
وحاكت وشيه أيدي الشموس
(1) ص: صائراً.