الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضاً:
أقسمت ما خده القاني من الخجل
…
أرق من دمعي الجاري ولا غزلي
غزال إنسٍ غضيض الطرف ناظره
…
خلو من الكحل مملوء (1) من الكحل
لاهٍ عدلت إليه بالهوى وله
…
جور علي بقد منه معتدل
فماس غصناً ولكن غير مهتصرٍ
…
واهتز رمحاً ولكن غير معتقل
يا نظرةً ما جلت لي حسن طلعته
…
حتى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت (2) إنسان عيني في تسرعه
…
فقال لي خلق الإنسان من عجل
يا عاذلي ليس مثلي من تخادعه
…
وليس مثلك مأموناً (3) على عذلي
ما دمت خلواً فما تنفك متهماً
…
اعشق وقولك مقبول علي ولي وقال أيضاً:
سألت سوارها المثري فنادى
…
فقير وشاحها: الله يفتح
لها طرف يقول الحرب أولى
…
ولي قلب يقول الصلح أصلح 290 (4)
؟
الزكي ابن أبي الإصبع
عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله بن محمد، الأديب أبو محمد ابن
(1) ص ر: مملواً.
(2)
الزركشي: عاينت.
(3)
ص ر: مأمون.
(4)
ابن الشعار 4: 199 والنجوم الزاهرة 7: 37 والشذرات 5: 265 وحسن المحاضرة 1: 567 والزركشي: 191 ومقدمة كتابه ((تحرير التحبير)) ، ومقدمة ((بديع القرآن)) .
أبي الإصبع العدواني المصري الشاعر المشهور الإمام في الأدب؛ له تصانيف حسنة في الأدب، وشعره رائق، عاش نيفاً وستين سنة، وتوفي بمصر في ثالث وعشرين شوال سنة أربع وخمسين وستمائة، رحمه الله.
ومن شعره:
تصدق بوصلٍ إن دمعي سائل
…
وزود فؤادي نظرةً فهو راحل
جعلتك بالتمييز نصباً لناظري
…
فلم لا رفعت الهجر والهجر فاعل وقال:
فديت التي (1) إذ ودعتني أودعت
…
من اللفظ سمعي ساعة البين جوهرا
فلما التقينا رد دمعي لنحرها
…
وديعتها فهي اللآلي التي ترى
بكت ورنت نحوي فجرد لحظها
…
من الجفن سيفاً بالدموع مجوهرا وقال:
من يذم (2) الدنيا بظلم فإني
…
بطريق الإنصاف أثنى عليها
وعظتنا بكل شيء لو أنا
…
حين جادت بالوعظ من مصطفيها
نصحتنا فلم نر (3) النصح نصحاً
…
حين أبدت لأهلها ما لديها
أعلمتنا أن المآل يقيناً
…
للبلى حين جددت عصريها
كم أرتنا مصارع الأهل والأح
…
باب لو نستفيق بين يديها
ولكم مهجةٍ بزهرتها اغت
…
رت فأدمت ندامةً كفيها
أتراها أبقت على سبإٍ من
…
قبلنا حين بدلت جنتيها
يوم بؤسٍ لها ويوم رخاء
…
فتزود ما شئت من يوميها
وتيقن زوال ذاك وهذا
…
تسل عن ما تراه من حادثيها
(1) ص ر: والزركشي: الذي.
(2)
ص: يضم.
(3)
ص ر والزركشي: نرى.
دار زادٍ لمن تزود منها
…
وغرورٍ لمن يميل إليها
مهبط الوحي والمصلى التي كم
…
عفرت صورة بها خديها
متجر الأولياء قد ربحوا الجن
…
ة فيها وأوردوا عينيها
رغبت ثم رهبت ليرى
…
كل لبيبٍ عقباه من حالتيها
فإذا أنصفت تعين ان يث
…
ني عليها ألبر من ولديها وقال:
انتخب للقريب لفظاً رقيقاً
…
كنسيم الرياض في الأسحار
فإذا اللفظ رق شف عن المع
…
نى فأبداه مثل ضوء النهار
مثلما شفت الزجاجة جسماً
…
فاختفى لونها بلون العقار وقال في قيم حمام:
وقيمٍ كلمت جسمي أنامله
…
بغير ألسنةٍ تكليم خرصان
إن أمسك اليد مني كاد يكسرها
…
أو سرح الشعر من فودي أدماني
فليس يمسك إمساكاً بمعرفة
…
ولا يسرح تسريحاً بإحسان وقال رحمه الله تعالى:
أراني لا ينفك نجمي هابطاً
…
نراه براه ربنا حسب للرجم
جفتني الليالي فاغتديت كأنني
…
أفتش دهري في التراب على نجمي
فصرت إذاً قوساً وعقلي رامياً
…
ورأيي الذي أصمي الرمايا به سهمي وقال:
وساقٍ إذا ما ضاحك الكأس قابلت
…
فواقعها من ثغره اللؤلؤ الرطبا
خشيت وقد أمسى ضجيعي على الدجى
…
فأسلبت دون الصبح من ثغره حجبا
وقسمت شمس الطاس بالكاس أنجماً
…
ويا طول ليل شمسه قسمت شهبا وقال: