الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طلبت ورداً فأبى خده
…
ورمت راحاً فأبى ريقه ومنه:
وشادنٍ قلت له
…
هل لك في المنادمة
فقال: كم من عاشقٍ
…
سفكت بالمنى دمه ومنه:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتبٍ
…
فإن للكتب آفاتٍ تفرقها
الماء يغرقها والنار تحرقها
…
والفار يخرقها واللص يسرقها 265 (1)
ابن السنينيرة
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي القاسم، جمال الدين الواسطي المعروف بابن السنينيرة - تصغير سنورة - الشاعر المشهور؛ ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي سنة ست وعشرين وستمائة، طاف البلاد، ودخل حلب، ومدح الظاهر، وجرى قضية يجيء ذكرها إن شاء الله تعالى في ترجمة ابن خروف علي بن محمد بن يوسف.
وكان عسر (2) الأخلاق صعب الممارسة كثير الدعاوى، لا يعتقد في أحد
(1) ابن الشعار 3: 467 وابن خلكان 1: 215 وقال ابن الشعار: ((شاهدته بمدينة الموصل سنة اثنتين وعشرين وستمائة وهو شيخ كبير وسألته عن ولادته فذكر أنه ولد بواسط سنة سبع أو تسع وأربعين وخمسمائة. وكان ينتجع الناس بأشعاره ويطوف البلاد، وكان من عوام الشعراء قليل البضاعة في صناعة القريض، ذا بضاعة في الأدب مزجاة إلا أن له طبعاً يعينه في إنشاء الشعر لا غير؛ وأقام في إربل مدة وقصد صدرها ابن المستوفي)) .
(2)
ر: حسن.
من أقرانه من الشعراء - مثل الأبله وابن المعلم وغيرهما - شيئاً، ويقول: أنا أسحب ذيلي عليهم فضلاً ومزية. ومدح الملك الظاهر غازي بقصيدة يذكر فيها القناة التي أجراها بحلب، وهي:
دون الصراة بدت لنا صور الدمى
…
لا أدم صيران الصريم ولا الحمى
غيد هززن من القدود ذوابلاً
…
لدنا ورشن من النواظر أسهما
عنت وكم دون الحريم أحل من
…
دم عاشق عانٍ وكان محرما
فنبهن أنقاء الصريم روادفاً
…
ووهبن إيماض البروق تبسما
وأعرن أنفاس النسيم من الصبا
…
أرجاً أبت أسراره أن تكتما
وعلى أوانا كم ونى يوم النوى
…
جلد وعهد هوىً وهى وتصرما
أأميم لولا فرط صدك لم أهم
…
ظمأً ولا ألماً إلى رشف اللمى
ولما وقفت بسفح سلمى منشداً
…
أمحلتي سلمى بكاظمة اسلما
خلفتني بين التجني والقلى
…
لا ممعناً هرباً ولا مستسلما
وتركتني تفني الزمان تعللاً
…
نفسي بذكر عسى وسوف وربما
ولكم طرقتك زائراً فجعلت لي
…
دون الوسادة والمهاد المعصما
ومنحتني ظلماً ولثماً لم يكن
…
حوض (1) العفاف بورده متهدما
فاليوم طيفك لو ألم لبخله
…
للصب في سنة الكرى ما سلما
يا سعد إن حلاوة العيش التي
…
قد كنت تعهدها استحالت علقما
سر بي فلي في السرب قلب (2) سار في
…
أثر الفريق مقوضاً ومخيما
قد فاز بالقدح المعلى من أتى
…
نهر المعلى زائراً ومسلما
لو لم تكن تلك القباب منازلاً
…
ما قابلت فيها البدور الأنجما
يا ساكني دار السلام عليكم
…
مني التحية معرقاً أو مشئما
(1) ص: خوض.
(2)
ص: قلباً.