الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رب خذ بيدي من ظلم مقتدرٍ
…
علي قد لج في ظلمي وعدواني
لين قساوته لي أو فيسر لي
…
صبراً لأحظى بوصل أو بسلوان
أو فاطف جمرة خديه وأيقظ (1) جف
…
نيه اللذين أراقا ماء أجفاني ومن شعر ابن المعتز عفا الله عنه:
يا رب ليلٍ سحر كله
…
مفتضح البدر عليل النسيم
لم أعرف الإصباح في ضوءه
…
لما بدا إلا يسكر النديم 240 (2)
تاج الدين اليمني
عبد الباقي بن عبد المجيد بن عبد الله، تاج الدين اليمني المخزومي المكي؛ ولد بمكة في شهر رجب سنة ثمانين وستمائة، وتوفي في أواخر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ورد إلى دمشق أيام الأفرم وأقام فيها متصدراً بالجامع يقرئ الطلبة المقامات الحريرية والعروض وغير ذلك من علوم الأدب، وقرر له على ذلك مائة درهم في كل شهر على مال الجامع الأموي، ثم توجه إلى اليمن وكتب الدرج لصاحب اليمن وربما وزر له، ثم لما مات الملك المؤيد صادره ولده وأخذ منه ما حصله، ثم ورد إلى مصر سنة ثلاثين وسبعمائة، وفوض إليه تدريس المشهد النفيسي وشهادة البيمارستان المنصوري، ثم ورد إلى دمشق سنة إحدى وثلاثين ورتب مصدراً بالحرم في القدس، فأقام به مدة، وتردد إلى دمشق، ثم باع
(1) ص: وانفظ.
(2)
الزركشي: 161 والدرر الكامنة 2: 423 والعقود اللؤلؤية 1: 362 والشذرات 6: 138 والبدر الطالع 1: 317 (وجعل وفاته سنة 744) ؛ وقد أخلت المطبوعة بقسم كبير من هذه الترجمة.
وظائفه (1) وتوجه إلى القاهرة وبها توفي، رحمه الله.
وكان شيخاً طوالاً حسن الشكل والعمة حلو الوجه، قادراً على النظم والنثر، وكان ضنيناً بنفسه، يعيب كلام القاضي الفاضل وغيره ويظن أن كلامه خير من كلام الفاضل، ويفضل ابن الأثير عليه، وكان خطه جيد قوي، عمل تاريخاً للنحاة، وذيل تاريخ ابن خلكان بذيل قصير جداً رايته لم يبلغ به ثلاثين رجلا، وكان يعظم نفسه ويمدحها، ولكلامه وقع في النفوس إذا أطنب في وصف فضائله، فمن شعره:
تجنب أن تذم بك الليالي
…
وحاول أن يذم لك الزمان
ولا تحفل إذا كملت ذاتا
…
أصيت العز أم حصل الهوان ومنه:
بخلت لواحظ من رأينا مقبلا
…
برموزها ورموزهن سلام
فعذرت نرجس مقلتيه لأنه
…
يخشى العذار فإنه نمام أخذ هذا المعنى من قول الأول، وهو أحسن وأكمل:
لافتضاحي في عوارضه
…
سبب والناس لوام
كيف يخفى ما أكابده
…
والذي أهواه نمام وقال في حمار وحش:
حمار وحشٍ نقشه مبدع
…
فلا يضاهى حسنه في الملاح
فمذ غدا في حسنه أوحدا (2)
…
تشاركا فيه الدجى والصباح وقال يهجو مدينة عدن:
عدن إذا رمت المقام بأرضها
…
فلقد أقمت على لهيب الهاويه
بلد خلا عن فاضلٍ وصدوره
…
أعجاز نخلٍ إذ تراها خاويه
(1) ص: وضايقه.
(2)
ص: أوحد.
وقال:
لا أعرف النوم في حالي جفا ورضى
…
كأن جفني مطبوع من السهد
فليلة الوصل تمضي كلها سمراً
…
وليلة الهجر لا أغفي من الكمد وقال:
لو لم تكن وجرة منشا عفرها
…
ما طاب وصف نورها وغفرها (1)
منازلاً (2) لولا الصبا ما شاقني
…
نور أقاحيها وظل سدرها
إن المغاني كالغواني لم تزل
…
معشوقةً تصبي بحسن ذكرها
علام أهوى منزلاً ما عطرت
…
فجاجه سلمى بنشر عطرها
ولا غدت تسحب ذيل مرطها (3)
…
فيه ولا مدت حبال خدرها
مرت على الوادي فمال نحوها
…
أراكه يبغي ارتشاف ثغرها
وراعها منه الحصى فسيرت
…
يمينها تكشف عقد نحرها
غزالة إن سفرت لناظرٍ
…
رأيت ليلي في فروع شعرها
تملي على خلخالها شكايةً
…
من ردفها مرفوعةً عن خصرها
يا حبذا منها أصيل وصلها
…
لو لم ينغصه هجير هجرها
سارت بها فوارس من وائلٍ
…
قد أطلعت كواكباً من سمرها
وخلقتني في الديار نادباً
…
أبكي طلول رسمها وعقرها
أعملت في طلابها رواحلاً
…
بوخدها تفري أديم قفرها
والليل مثل غادةٍ زنجيةٍ
…
قد زانها عشاقها بدرها
وصفحة الأفق كمثل روضةٍ
…
تبدو لنا أنوارها من زهرها وقال أيضاً:
(1) ر: روضها وعفرها؛ ص: وعقرها.
(2)
ر: منازل.
(3)
ص: مطرها.