الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كفيناك ودفناك وقطعنا ذكرك إلى آخر الدهر، وغن كان باطلاً فإنما دفنا الخشب وما أهون ذلك، ثم قذف به في البئر وهال عليه التراب، وسويت الأرض، ورد البسط إلى حاله، وجلس الوليد، وما رأى الوليد ولا أم البنين في وجه واحد (1) منهما أثراً حتى فرق الدهر بينهما.
253 -
(2)
الرشيد النابلسي
عبد الرحمن بن بدر بن الحسن ابن المفرج بن بكار، رشيد الدين النابلسي الشاعر المجيد؛ مدح الناصر وأولاده وأولاد العادل، وهو عم الحافظ شرف الدين يوسف بن الحسن النابلسي.
قال شهاب الدين القوصي في معجمه: أنشدني رشيد الدين النابلسي، وقد رأى مليحاً بديع الصورة بين أسودين قبيحي الصورة:
لله من عاينت عيني محاسنه
…
يوماً فعوذته بالله من عيني
(1) ص: واحداً.
(2)
الزركشي: 101 وابن الشعار 3: 377 وقال فيه: ((كثير الشعر نبيه الذكر ذو نظم مستجاد أحسن إنشائه وأجاد، يجمع السهولة والمتانة والعذوبة والرصانة، امتدح الملوك من بني أيوب ملوك الشام، وأكرموه بفضل أدبه غاية إكرام، ثم غيرهم من الأمراء والقضاة والوزراء والولاة، تأدب على أبي اليمن الكندي وقرأ عليه كثيراص من مسموعاته واستغل في صباه على فتيان الشاغوري، ورحل إلى بغداد وقرأ المقامات الحريرية على أبي الفضل منوجهر البغدادي الكاتب، واتصل بأخرته بالملك المعظم شرف الدين عيسى صاحب دمشق ولم يزل منقطعاص إليه إلى أن توفي؛ وكان شغوفاً بشرب الخمر إلى حين مماته، وكان نزقاص مر المذاق شرس الأخلاق جافي الطباع، وديوان شعره يدخل في مجلدين)) اه؟. قلت وانظر ابن خلكان 5: 366 وهو عنده عبد الرحمن ابن محمد بن بدر، ولقبه مدلويه.
يختال كالغصن تيهاً في شمائله
…
ما بين عبدين لون الليل علجين
فقلت والشوق يطويني وينشرني
…
لم ألق قبلك صبحاً بين ليلين
فمر يضحك من قولي وقال بلى
…
كم قد رأى الناس سعداً بين نحسين وأنشدني لنفسه:
يا من عيون الأنام ترقبه
…
رقبة شهر الصيام والفطر
وإنما يرقب الهلال فلم
…
ترقب بعد الكمال يا بدري ومن شعره قصيدة لها أربع قوافي:
كم الحشا معذب
…
موجع على المدى صب الفؤاد مغرم
بناره يلتهب
…
ملذع ما خمدا أواره والضرم
حكم فيه أشنب
…
ممنع من الفدا فهو الأسير المسلم
مبتعد مجتنب
…
مودع تعمدا وهو القريب الأمم
زمانه تعتب
…
وولع قد أكمدا من عز فهو يحكم
ما الحب إلا لهب
…
ومدمع تجددا ولوعة وسقم
يا هل إليه سبب
…
ممتع يولي يدا من لبه مخترم
ما أنا إلا أشعب
…
وأطمع فيما عدا فما إليه سلم ومن شعره:
مالك والورق على أوراقها
…
تعجم ما تعرب (1) عن أشواقها
دعها وما هيجها فإنها
…
أوالف تفرق في فراقها
وإنما يريب ذا الوجد بها
…
ملبسها الحلي في أطواقها
أفدي الأولى فارقتهم فمهجتي
…
لا تطمع الأساة في إفراقها (2)
(1) ص: يعرب.
(2)
الأساة: الأطباء، والأفراق: الابلال من مرض.