الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبلغ ابن عمر أن زياداً (1) كتب إلى معاوية: إني قد ضبطت العراق بشمالي، ويميني فارغة، يسأله أن يوليه الحجاز واليمامة والبحرين، فكره ابن عمر أن يكون في ولايته فقال: اللهم إنك تجعل القتل كفارة لمن شئت من خلقك، فموتاً لابن سمية لا قتلاً، قال: فخرج في إبهامه طاعونة، فما أتت عليه جمعة حتى مات سنة ثلاث وخمسين، وبلغ ابن عمر موته فقال: إليك يا ابن سمية، لا الدنيا بقيت (2) عليك ولا الآخرة أدركت.
وهو معدود من دهاة العرب؛ قال ابن حزم في الفصل: وقد امتنع زياد - وهو فقعة القاع لا عشيرة له ولا نسب ولا سابقة ولا قدم - فما أطاقه معاوية إلا بالمداراة حتى أرضاه وولاه.
159 -
(3)
زيادة الله بن الأغلب
زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الأغلب أبو منصور ابن أبي العباس التميمي صاحب القيروان، وكان أبوه وجده ومحمد أخو جده وجد أبيه كلهم قد ولي افريقية، وكان هذا قد دخل في طاعة المكتفي، وأهدى إليه هدايا من جملتها عشرة آلاف درهم، في كل درهم عشرة دراهم، وألف دينار في كل دينار عشرة دنانير، وكتب إلى الدرهم في أحد (4) وجهيه:
(1) ص: زياد.
(2)
ص: بقت.
(3)
بغية الطلب 8: 26 وتهذيب ابن عساكر 5: 395 والحلة السيراء 1: 175 وابن خلكان 2: 193 والبيان المغرب 1: 134 - 149 وصفحات متفرقة من رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان وأعمال الأعلام 3: 37. وهذه الترجمة لم ترد في المطبوعة.
(4)
ص: إحدى.
يا سائراً نحو الخليفة قل له
…
ها قد كفاك الله أمرك كله
بزيادة الله بن عبد الله سيف (1)
…
الله من دون الخليفة سله وعلى الجانب الآخر:
ما ينبري (2) لك بالشقاق مخالف
…
إلا استباح حريمه وأذله
من لا يرى لك طاعةً فالله قد
…
أعماه عن طرق الهدى وأضله قال الصولي: وابن الأغلب هذا من ولد الأغلب بن عمرو المازني، وكان من أهل البصرة، ولاه الرشيد الغرب بعد أن مات ادريس بن عبد الله بن حسن، فما زال بالمغرب إلى أن توفي وخلفه ابنه ثم أولاده، إلى أن صار الأمر إلى زيادة الله هذا، وذكر أنه أقام بمصر شهوراً ثم توفي.
قال الحافظ بن عساكر: بلغني أنه توفي بالرملة في جمادى الأولى سنة أربع وثلثمائة. ودفن بالرملة فساخ به قبره فسقف عليه وتركه مكانه. وكان له غلام يدعى خطاباً فسخط عليه وقيده بقيد ذهب، فدخل عليه صاحبه على البريد عبد الله بن الصايغ، فلما رأى الغلام مقيداً تأخر وعمل بيتين، وكتب بهما إلى زيادة الله وهما:
يا أيها الملك الميمون طائره
…
رفقاً فإن يد المعشوق فوق يدك
كم ذا التجلد والأحشاء راجفة
…
أعيذ (3) قلبك أن يسطو على كبدك فأطلق الغلام ورضي عنه، وأعطى عبد الله بن الصايغ القيد.
ولزيادة الله هذا أخبار حسان في الجود، ولكنه أكثر من شرب الخمر والمجون والفساد، واتخذ ندامى يتصافعون قدامه ويتخذون مثانات الغنم منفوخة
(1) ص: بن سيف.
(2)
ص: ينبغي، والتصويب عن الحلة السيراء.
(3)
ص: أعيذك.