الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مأخوذ من خبر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو أنه كان رجل مجنون في زمانه يمشي أمام الجنائز وينادي: الرحيل الرحيل، لا تكاد جنازة تخلو منه، فمرت يوماً جنازة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم يره أمامها، ولم يسمع نداءه، فسأل عنه فقيل له: هو هذا الميت، فقال: لا إله إلا الله:
ما زال يصرخ بالرحيل منادياً
…
حتى أناخ بابه الجمال وقال الأصمعي: حدثني أبي قال: رأيت رجلاً على قصر أويس أيام الطاعون وبيده كوز يعد الموتى فيه بالحصى، فعد في أول يوم ثمانين ألفاً، وعد في الثاني مائة ألف، فمر (1) قوم فرأوا على الكوز رجلاً (2) غيره، فسألوا عنه فقال: وقع في الكوز.
ومثل هذا قول التهامي (3) :
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً
…
حتى يرى خبراً من الأخبار 251 (4)
أبو شامة
عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، الإمام العلامة ذو الفنون
(1) ص: فمروا.
(2)
ص ر: رجل.
(3)
ديوان التهامي: 47.
(4)
ذيل الروضتين: 37 وطبقات السبكي 5: 61 والبداية والنهاية 13: 250 وغاية النهاية 1: 365 والدارس 1: 23 وبغية الوعاة: 297 والزركشي: 101 والسلوك 1: 563 وعبر الذهبي 5: 280 وتذكرة الحفاظ: 1460 والأسنوي 2: 118 وقد عرف بأبي شامة لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر.
شهاب الدين أبو شامة المقدسي الأصل، الدمشقي الشافعي الفقيه المقرئ النحوي؛ ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة بدمشق، وكانت وفاته سنة خمس وستين وستمائة، ودفن بمقابر باب كيسان.
قرأ القرآن وله دون العشر، وجمع القراءات كلها سنة ست عشرة (1) على الشيخ علم الدين السخاوي، وسمع بالإسكندرية من الشيخ أبي القاسم عيسى ابن عبد العزيز وغيره، وحصل له سنة بضعٍ وثلاثين عناية بالحديث، وسمع أولاده، وقرأ بنفسه، وكتب الكثير من العلوم، وأتقن الفقه ودرس وأفتى، وبرع في العربية، وصنف شرحاً نفيساً للشاطبية، واختصر تاريخ دمشق مرتين: الأول في عشرين مجلد والثاني في عشرة، وشرح القصائد النبوية للسخاوي في مجلد، وله كتاب الروضتين في أخبار الدولتين: النورية والصلاحية وكتاب الذيل عليها، وكتاب شرح الحديث المقتفى في مبعث المصطفى وكتاب ضوء القمر الساري إلى معرفة الباري والمحقق في علم الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول وكتاب البسملة الأكبر في مجلد، وكتاب البسملة الأصغر وكتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث وكتاب السواك وكشف حال بني عبيد والأصول في الأصول ومفردات القراء ومقدمة نحو ونظم المفصل للزمخشري، وشيوخ البيهقي، وغير ذلك.
وذكر أنه حصل له الشيب وعمره خمس وعشرون (2) سنة، وولي مشيخة الاقراء بالتربة الأشرفية، ومشيخة دار الحديث الأشرفية (3) ، وكان متواضعاً مطرحاً للكلف، أخذ عنه القراءات الشيخ شهاب الدين حسين الكفري والشهاب
(1) ص ر: عشر.
(2)
ص: وعشرين.
(3)
نسبة إلى الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، وكانت هذه التربة شمال الكلاسة (الدارس 2: 291 وما بعدها) .
أحمد اللبان وزين الدين أبو بكر بن يوسف المزي وجماعة، وقرأ عليه شرح الشاطبية الشيخ شرف الدين الفزاري الخطيب.
دخل عليه اثنان جبليان إلى بيته الذي بآخر المعمور من طواحين الأشنان ومعهم فتوى، فضرباه ضرباً مبرحاً كاد يتلف منه، ولم يدر به أحد ولا أغاثه. وتوفي رحمه الله تعالى في تاسع عشر رمضان، ودفن بباب الفراديس، وقيل بباب كيسان.
قال رحمه الله تعالى (1) : جرت لي محنة بداري بطواحين الأشنان فألهم الله الصبر ولطف، وقيل لي اجتمع بولاة الأمر، فقلت: أنا قد فوضت أمري إلى الله تعالى وهو يكفينا، وقلت في ذلك:
قلت لمن قال أما تشتكي
…
ما قد جرى فهو عظيم جليل
يقبض الله تعالى لنا
…
من يأخذ الحق ويشفي الغليل
إذا توكلنا عليه كفى
…
وحسبنا الله ونعم الوكيل ومن نظمه في السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله:
إمام محب ناشئ متصدق
…
وباكٍ مصل خائف سطوة الباس
يظلهم الله الجليل بظله
…
إذا كان يوم العرض لا ظل للناس
أشرت بألفاظٍ تدل عليهم
…
فيذكرهم بالنظم من بعضهم ناسي وقال في المعنى:
وقال النبي المصطفى إن سبعةً
…
يظلهم الله العظيم بظله
محب عفيف ناشيء متصدق
…
وباكٍ مصلٍ والإمام بعدله
(1) زيادة من ر.