الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليالي وصالٍ قد مضين كأنها
…
لآلي عقودٍ في نحور الكواعب
وأيام هجرٍ أعقبتها كأنها
…
بياض مشيبٍ في سواد الذوائب ومن شعره:
تقبيل ثغرك أشتهي (1)
…
أمل إليه أنتهي
لو نلت ذلك لم أبل
…
بالروحي مني أن تهي
دنياي لذة ساعةٍ
…
وعلى الحقيقة أنت هي 273 (2)
جمال الدين ابن شيث
عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن شيث، القاضي الرئيس جمال الدين الأموي الأسنائي القوصي، صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى؛ ولد بأسنا سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وعشرين وستمائة، نشأ بقوص وتفنن بها وقرأ الأدب، وكان ورعاً ديناً حبراً حسن النظم والنثر، ولي الديوان بقوص ثم بالإسكندرية ثم بالقدس، ثم ولي كتابة الإنشاء للمعظم، وكان يوصف بالمروة وقضاء الحاجة، وكانت وفاته بدمشق، ودفن بقاسيون بتربته.
وكانت بينه وبين المعظم مداعبات. كتب إليه مرة أنه لما فارقه ودخل منزله طالبوه أهله بما حصل له من بر السلطان فقال لهم: ما أعطاني شيئاً، فقاموا إليه بالخفاف وصفعوه، وكتب بعد ذلك:
(1) ص: أشهى.
(2)
الزركشي: 174 وصبح الأعشى 6: 352 والطالع السعيد: 305.
وتخالفت بيض الأكف كأنها ال
…
تصفيق عند مجامع الأعراس
وتطابقت سود الخفاف كأنها
…
وقع المطارق من يد النحاس فرمى المعظم الرقعة إلى فخر القضاة بن بصاقة وقال: أجبه عنها، فكتب إليه نثراً، وفي آخره:
فاصبر على أخلاقهن ولا تكن
…
متخلقاً إلا بخلق الناس
واعلم إذا اختلفت عليك بأنه
…
ما في وقوفك ساعةً من باس (1) ومن شعره:
ما لقبي إلى السلو طريق
…
أنا من سكرة الهوى لا أفيق
ضحكوا يوم بينهم وبكينا
…
فتراءت سحائب وبروق
لو ترانا وللمطالب إخفا
…
ق إلينا وللقلوب خفوق
لرأيت الدليل حيران منا
…
كلما لاح للهلال شروق
وسهام اللحاظ قد فوقت لي
…
فلها كلما رمقت مروق
لست أدري إذ ضرم اللثم وجدي
…
أحريق رشفته أم رحيق
ليدعني أهل الرشاد وشأني
…
ليس يدري ما بالأسير الطليق
أقفرت دار من أحب وكم ور
…
قاء كانت بها وغصن وريق
وهفا ثوبها الصفيق وللري
…
ح عليها من حسرةٍ تصفيق
دار لهوي وللهوى في مغاني
…
ها عروق تنمى ووجد عريق
أي روحٍ وفت هناك لجسمٍ
…
عندما فارق الديار الفريق
أشبهتني تلك الديار فجسمي
…
دار ميٍ ودمع عيني العقيق
وكأن الثياب لفظ وجسمي
…
فيه معنى من المعمى دقيق
ورشيق القوام يرشق باللح
…
ظ ولا يستقل منه الرشيق
(1) صدر بيت لأبي تمام وتتمته ((نقضي ذمام الأربع الأدراس)) .
لحظه قاطع وما فارق الجف
…
ن وفي جفنه عن السيف ضيق
مشقت نون حاجبيه فأبدى
…
ألف الحسن قده الممشوق
ولماه في صدغه لامه وال
…
ميم فوه والرق منه الريق
فغدا خط حسنه وهو منشو
…
ر وأخلاقه عليه خلوق
أحدق الحسن بالحدائق من خد
…
يه لما آذاهما التحريق
مسحة للجمال مسح بركني
…
ها وخد له الشقيق شقيق
وكأن الخال الذي لاح في لج
…
ة خديه وهو طافٍ غريق
طابق الحسن فيه فهو إذا (1) يش
…
عر فيه التجنيس والتطبيق
مردف الردف وهو مختصر الخص
…
ر فذا مفعم وهذا دقيق
فاتك الطرف باتك الظرف عمداً
…
وهو في كل حالةٍ معشوق
يا خليلي إن العدو كثير
…
فاحذرنه وأين أين الصديق
والرفيق الذي يؤمل منه ال
…
رفق قاسٍ فما رفيق رفيق
وبسوق الهوان يبتذل الفض
…
ل فما للفروع فيه بسوق
فسد الناس والزمان ولا
…
بد بحقٍ أن يخلق المخلوق
فالكريم الذي يغيث يغوث
…
واللئيم الذي يعق يعوق
غير أن الملك المعظم فردٌ
…
فاق فضلاً وخصه التوفيق وكان هذا ابن شيث قد رمي من ابن عنين بالداء العضال فإنه هجاه مرات، منها قوله (2) :
الله يعلم يا ابن شي
…
ث ما حصلت من الكتابة
إلا على الداء الذي
…
خصت به تلك العصابة وقال فيه أيضاً (3) :
(1) ص ر: إن، والتصويب عن الزركشي.
(2)
ديوان ابن عنين: 237.
(3)
ديوانه: 147.