الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنه:
أنفقت شرخ شبابي في دياركم
…
فما حظيت ولا أحمدت إنفافي
وخير عمري الذي ولى وقد ولعت
…
به الهموم فكيف الظن بالباقي ومنه:
ولما التقى للبين خدي وخدها
…
تلاقى بهار ذابل وجنى ورد
ولفت يد التوديع عطفي بعطفها
…
كما لفت النكباء مائستي رند
وأذرى النوى دمعي خلال دموعها
…
كما نظم الياقوت والدر في عقد
وولت بي من لوعة الوجد ما بها
…
كما عندها من حرقة البين ما عندي ومنه:
الدهر كالميزان يرفع ناقصاً
…
أبداً ويخفض زائد المقدار
وإذا انتحى الإنصاف عادل عدله
…
في الوزن بين حديدةٍ ونضار 271 (1)
أبو القاسم القشيري
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري من أهل نيسابور؛ كان من أئمة الدين وأعلام المسلمين، قرأ الأصول على والده وتفسير القرآن والوعظ،
(1) تبيين كذب المفتري: 308 والبداية والنهاية 12: 187 وطبقات السبكي 4: 249 وتاريخ عبد الغافر (الموجز الثاني، الورقة: 93) وابن خلكان 3: 207 (في ترجمة والده) ومرآة الجنان 3: 210 وعبر الذهبي 4: 33 والمنتظم 9: 220 وطبقات الحسيني: 73 والزركشي: 173 والأسنوي 2: 302 وراجع أخبار ما جرى له مع الحنابلة في تاريخ ابن الأثير وانظر مقدستي على طبقات الفقهاء للشيرازي.
ورزق في ذلك وافر الحظ، ولازم إمام الحرمين ودرس عليه المذهب والخلاف وبرع في ذلك وجاوز أقرانه، وقرأ الأدب ونظم ونثر، وعقد مجلس الوعظ ببغداد، وظهر له القبول العظيم، وأظهر مذهب الأشعري، وقامت سوق الفتنة بينه وبين الحنابلة وثار العوام إلى المقاتلة، وكوتب الوزير نظام الملك بأن يأمره بالرجوع إلى وطنه، فأحضره وأكرمه وأمره بلزوم وطنه، فأقام يدرس ويعظ ويروي الحديث إلى أن توفي سنة أربع عشرة وخمسمائة.
كتب إليه فتوى وهي:
يا إماماً حوى الفضائل طراً
…
طبت أصلاً وزادك الله قدرا
ما على عاشق (1) رأى الحب مختا
…
لاً كغصن الأراك يحمل بدرا
فدنا نحوه يقبل خدي
…
هـ غراماً به ويلثم ثغرا
وعليه من العفاف رقيب
…
لا يداني في سنة الحب غدرا فأجاب رحمه الله تعالى:
ما على من يقبل الحب حد
…
غير أني أراه حاول نكرا
امتحان الحبيب باللثم حيف
…
لو تعففت كان ذلك أحرى
لا تشرف للثم خدٍ وثغرٍ
…
فتلاقى من لحظ نفسك مرا
واخش منه إذا تسامحت فيه
…
غائلات تجر إثماً ووزرا
قمعك النفس دائماً عن هواها
…
لك خير فألزم النفس صبرا
من بلاه إلهه بهوى الخل
…
ق فقد سامه هواناً وصغرا
فاجتنبهم وراقب الله سراً
…
فهو أولى بنا وأعظم أجرا
ذا جواب لابن القشيري فاسمع
…
إن أردت السداد سراً وجهرا ومن شعره:
(1) ص ر: عاشقاً.