الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبابُ المؤمن (1) فسوقٌ، وقتالهُ كُفْرٌ (2) " رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، والأحاديث من هذا النوع كثيرة، وتقدم بعضها.
الترغيب في الإصلاح بين الناس
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّ سلامى (3) من الناس عليه صدقةٌ (4) كُلَّ يومٍ تطلعُ فيه الشمسُ: يَعْدِلُ بين الاثنين صدقةٌ (5) وَيُعِينُ الرجل (6) في دابته، فيحمله عليها، أو يرفعُ له عليها متاعهُ صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ (7) صدقةٌ، وبكل خطوةٍ يمشيها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذى عن الطريق (8) صدقةٌ" رواه البخاري ومسلم.
[يعدل بين الاثنين]: أي يصلح بينهما بالعدل.
= عائشة له فرجح عنده الترك. وأخرج الطبري من طريق قتادة قال: نزل علي بالزاوية فأرسل إليه الأحنف إن شئت أتيتك، وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف، فأرسل إليه كف من قدرت على كفه. أهـ ص 27 جـ 12 فتح الباري.
(1)
شتمه وأذاه. قال الأحنف بن قيس: ألا أخبركم بأدوأ الداء؟ اللسان البذيء والخلق الدنئ. وقال الغزالي: الفحش التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأهل الصلاح يتحاشون عنها، بل يكنون عنها، ويدلون عليها بالرموز. والباعث على الفحش إما قصد الإيذاء. وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق، وأهل الخبث واللؤم، ومن عادتهم السب. أهـ ص 105 جـ 3
(2)
إعلان الحرب عليه وتقديم الأذى له، وتقديم كل رعب وفزع مناف لآداب الإسلام.
(3)
كل مفصل من المفاصل الثلثمائة والستين التي في كل واحد.
(4)
حسنة وأجر جزيل.
(5)
إن الله سبحانه وتعالى جعل في العظام مفاصل بها تقدر على القبض والبسط، وفي أعمالها من دقائق الصنائع ما تتحير فيه الأفهام، فهي من أعظم نعم الله تعالى سبحانه على الإنسان، وحق المنعم عليه أن يقابل كل نعمة منها بشكر يخصها فيعطي صدقة كما أعطي منفعة، ولكن الله تعالى خفف بأن جعل العدل بين الناس ونحوه صدقة وصلاة ركعتي الضحى تؤدي حق ذلك. أهـ قسطلاني ص 117 جواهر البخاري.
(6)
يساعده على عمله.
(7)
الجبالية الخير الدالة على النصح والإرشاد.
(8)
الطريق كذا (د وع ص 227)، وفي (ن ط): طريق، أي يزيل كل ما فيه الضرر، ويبعد كل شر، وفي حديث شعب الإيمان "أدناها إماطة الأذى عن الطريق" أي تنحيته، يقال مططت الشيء وأمططته. قال في الفتح: سلامى مفصل. قال ابن المنير: ترجم على الإصلاح والعدل ولم يورد في هذا الحديث إلا العدل، =
2 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى (1). قال: إصلاحُ ذاتِ الْبَيْنِ (2)، فإن فساد ذات البين هي الحالقةُ (3) " رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث صحيح.
قال: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هي الحالقةُ، لا أقول تَحْلِقُ الشعرَ، ولكن تحلقُ الدِّينَ (4) " انتهى.
3 -
وعن أم كلثومٍ بنت عقبة بن أبي مُعَيْطٍ رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكذب من نَمَى بين اثنين لِيُصْلِحَ".
4 -
وفي رواية: "ليس بالكاذبِ من أصلحَ بين الناس فقال خيراً أو نَمَى خيراً" رواه أبو داود.
[وقال الحافظ]: يقال نميت الحديث بتخفيف الميم: إذا بلَّغته على وجه الإصلاح، وبتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين: كذا ذكر ذلك أبو عبيد، وابن قتيبة والأصمعي والجوهري وغيرهم.
5 -
ورويَ عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما عُمِلَ شيء (5)
= لكن لما خاطب الناس كلهم بالعدل، وقد علم أن فيهم الحكام وغيرهم كأن عدل الحاكم إذا حكم وعدل غيره إذا أصلح، وقال غيره: الإصلاح نوع من العدل. أهـ ص 195 جـ 5.
(1)
للإثبات بمعنى نعم.
(2)
البين البعد والفراق: أي إصلاح كل متخاصمين متنافرين متشاققين بينهما التنابذ.
(3)
المصيبة الفاتكة المسببة كل آلام والباعثة على التنافر والحرب والقتال، المزيلة الأمن والاطمئنان. قال في النهاية:"دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء وهي الحالقة". الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق: أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر، وقيل هي قطيعة الرحم والتظالم. أهـ.
(4)
تزيل كل خير وهداية، وتجعل المتنافر بعيداً عن آداب الإسلام جاحداً فضله منكراً تعاليمه.
(5)
شيء كذا (ط وع)، وفي (ن د): بشيء، أي لا يوجد فعل أكثر ثواباً عند الله جل وعلا من:
(أ) أداء الصلوات في أوقاتها.
(ب) إزالة النفور بين المتخاصمين وإصلاح المتباعدين، وهداية من فيه السب والشتم والأذى والبعد وإصلاح صاحب الخلق الذميم.
أفضل من الصلاة، وإصلاح ذات البين، وَخُلُقٍ جائرٍ (1) بين المسلمين" رواه الأصبهاني.
6 -
وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الصدقة إصلاحُ ذاتِ البين" رواه الطبراني والبزار، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه هذا حسن، لحديث أبي الدرداء المتقدم.
7 -
ورويَ عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "قال لأبي أيوب ألا أدلك على تجارةٍ؟ قال: بلى. قال: صِلْ (2) بين الناسِ إذا تفاسدوا (3)، وَقَرِّبْ بينهم إذا تباعدوا" رواه البزار والطبراني، وعنده:"ألا أدلك على عملٍ يرضاه الله ورسولهُ؟ قال: بلى. قال: صِلْ بين الناس إذا تفاسدوا وقَرِّبْ بينهم إذا تباعدوا" رواه الطبراني، وعنده:"ألا أدلك على عملٍ يرضاه الله ورسولهُ؟ قال: بلى" فذكره.
8 -
ورواه الطبراني أيضاً والأصبهاني عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا أيوب! ألا أدلك على صدقةٍ يُحبها الله ورسوله؟ تُصْلِحُ بين الناس إذا تباغضوا (4) وتفاسدوا" لفظ الطبراني، ولفظ الأصبهاني:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على صدقةٍ يُحبُّ الله موضعها؟ قال: قلتُ بأبي أنت وأمي، قال: تُصلحُ بين الناس، فإنها صدقةٌ يُحِبُّ الله موضعها".
9 -
وروي عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصلحَ بين الناس أصلحَ الله أمرهُ، وأعطاه بكل كلمةٍ تَكَلَّمَ بها عتق رقبةٍ، ورجعَ مغفوراً له ما تقدم من ذنبه (5) " رواه الأصبهاني وهو حديث غريب جداً.
(1) ظالم يحب التشاكس، أي إرشاده.
(2)
تحبب وتودد وتقرب وأصلح.
(3)
حصل منهم فساد وشقاق، أبعدوا من الدين فهذبهم بآدابه.
(4)
حصل منهم تنافر وشقاق وقطيعة.
(5)
سيئاته زائلة محاها الله جل وعلا جزاء إصلاحه وأعطاه ثواباً جزيلاً بعدد كلماته المصلحة المجلبة كل مودة. فعليك أخي بإزالة الخلاف بين المتشاقين والإصلاح بين المتخاصمين. وإيجاد التآلف بين الأخوين كما قال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" من سورة الحجرات. =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= فضائل الإصلاح بين الناس من حكمه صلى الله عليه وسلم:
أولاً: كسب الصدقات الجمة.
ثانياً: نيل الدرجات السامية والنعيم المقيم (يعدل بين الاثنين).
ثالثاً: الاكتساء بمحامد الطاعات وسمو آداب المصلح (إصلاح ذات البين).
رابعاً: يعد المصلح ماهراً صادق القول عذبه مهما أطنب في المدح (من نمى ليصلح).
خامساً: الإصلاح أفضل الإنفاق وتجارة رابحة وأعمال صالحة (أدلك على تجارة).
سادساً: الإصلاح أفعال جليلة يكسوها القبول والغفران: ويحيط بها إجلال الرحمن ورضوانه (أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله).
سابعاً: المصلح يثيبه الله جل وعلا ويمده بالرعاية والصيانة ويجيب طلباته وينصره (أصلح الله أمره).
ثامناً: المساعي المشكورة، إزالة خصام الطرفين، ودليل سمو نفس الساعي للصلح وتقدم آماله المثمرة المنجحة عند الله وعند الناس وله بأقواله حسنات عدد حروفها (بكل كلمة عتق رقبة).
تاسعاً: الصلح جالب المودة ومعمر وباعث الأمن والطمأنينة ومزيل كل شقاق.
عاشراً: يبين صلى الله عليه وسلم نذير التشاحن (الحالقة) أي الخصلة الماحية لكل ثواب القاطعة لكل صلة الذاهبة بخيري الدنيا والآخرة، ليتباعد المسلمون عن التنافر.
الحادي عشر: أعد صلى الله عليه وسلم ثواباً جزيلاً يزيد عن ثواب الصلاة والصيام والزكاة للباذلين جهدهم المضحين براحتهم وأموالهم في رأب الصدع وجمع الشتات، وإصلاح فساد القلوب وإزالة ما في النفوس من ضغينة وحقد، والعمل على إحكام روابط الألفة والإخاء وإطفاء نار العداوة والفتن:
لا ترتقي المجد المؤثل
…
والعلا إلا بكدك
واشمل خلالك بالمكا
…
رم كي يفوح شميم وردك
فادأب معاشرة النبيـ
…
ل تجده منتظماً بعقدك
انفع برفدك من جفا
…
ك تكرماً وارحب بوفدك
لا تصرمن من الصديـ
…
ق ولو قلاك حبال ودك
فاحفظ لنفسك قدرها
…
واحذر تجاوز رسم حدك
واعطف على ذل الحقيـ
…
ر إذا ارتقيت سرير مجدك
ما إن يزيدك هيبة
…
بين الورى تصغير خدك
كلا ولا تزري شما
…
ئلك الحسان بلين صدرك
بالحلم تبلغ غاية الشـ
…
رف الرفيع برغم ضدك
واجهد نهاك ببذل علمـ
…
ك وامزج التقوى بجهدك
لا رث ثوبك يزدريـ
…
ك ولا يزينك وشى بردك
إن التفاضل بالفضا
…
ئل لا ببرقك أو علوك
لا تفرحن بسقطات الرجال ولا
…
تهزأ بغيرك واحذر صولة الدول
فخير مال الفتى مال يصون به
…
عرضاً وينفقه في صالح العمل
والق الأحبة والإخوان إن قطعوا
…
حبل الوداد بحبل منك متصل=