الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل. خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل.
الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا أخطأ (1) خطيئةً نكتتْ في قلبهِ نُكتةً (2) سوداء، فإن هو نزعَ واستغفر صقُلَتْ (3) فإن عاد زيدَ فيها حتى تعلو قلبهُ، فهو الرانُ الذي ذكر الله تعالى (كَلَاّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) " رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، والحاكم من طريقين قال في أحدهما: صحيح على شرط مسلم.
[النكتة] بضم النون وبالتاء المثناة فوق: هي نقطة شبه الوسخ في المرآة.
2 -
وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومُحَقَّرَاتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنَهُ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً كمثلِ قومٍ نزلوا أرضَ فلاةٍ، فحضر صنيعُ القومٍ، فجعل الرجل ينطلقُ فيجئ بالعودِ، والرجلُ يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً،
= فمن عفي له
…
" (فمن عفي له): عن جنايته (من): جهة (أخيه): يعني ولي الدم وذكره بلفظ الأخوة الثابتة بينهما من الجنسية والإسلام (شيء فاتباع): أي فليكن اتباع أو فالأمر اتباع، والمراد به وصية العافي بأن يطلب الدية بالمعروف فلا يعنف المعفو عنه بأن يؤديها بالإحسان وهو أن لا يمطل ولا يبخس. وفيه دليل على أن الدية أحد مقتضى العمد وإلا لما رتب الأمر بأدائها على مطلق العفو (تخفيف) تسهيل ونفع (اعتدى): قتل بعد العفو وأخذ الدية (القصاص): تنفيذ الحدود سبب حياة النفوس وإتمام النظام واستتباب الأمن يا أصحاب العقول الكاملة.
(ز) وقال تعالى: "ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير"(60 - 61 من سورة الحج).
(1)
فعل ذنباً.
(2)
تركت في قلبه نقطة.
(3)
انجلت وظهرت ونظفت.
وأجَّجُوا (1)
ناراً، وأنضجوا ما قذفوا فيها" رواه أحمد والطبراني والبيهقي كلهم من رواية عمران القطان، وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى بنحوه من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه، وقال في أوله: "إن الشيطان قد يئس أن تُعبدَ الأصنامُ في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات، وهي الموبقات يوم القيامة" الحديث. ورواه الطبراني والبيهقي أيضاً موقوفاً عليه.
إياكم ومحقرات الذنوب .. الحديث
3 -
وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مَثَلُ مُحقرات الذنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ حتى حملوا ما أنضجوا به خُبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يأخذُ بها صاحبُها تَهْلِكُه" رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح.
4 -
ورويَ عن سعد بن جُنادة رضي الله عنه قال: "لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حُنينٍ نزلنا قَفْراً (2) من الأرض ليس فيها شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجمعوا، من وجد شيئاً، فليأتِ بهِ، ومن وجد عظماً أو سِناً فليأتِ به. قال: فما كان إلا ساعةٌ حتى جعلناهُ رُكاماً (3)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذا؟ فكذلك تُجْمَعُ الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا، فليتقِ الله رجلٌ فلا يُذنب صغيرةً ولا كبيرةً، فإنها مُحْصَاةٌ (4) عليه".
5 -
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشةُ: إياكِ (5)
ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً" رواه النسائي، واللفظ له وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، وقال: الأعمال، بدل الذنوب.
(1) أوقدوا: أي الشيء الصغير مع مثله يكبر فكذا الذنوب إذا كثرت تهلك صاحبها وتوجب له النار.
(2)
مكاناً لا نبات فيه: أي صحراء جرداء.
(3)
كومة كبيرة مجتمعاً، والركام يوصف به الرمل والجيش: أي ما يلقى بعضه على بعض (سحاب مركوم) متراكم.
(4)
معدودة مقيدة عليه، قال تعالى:"مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً"(49 من سورة الكهف).
(5)
احذري صغائر الذنوب خشية عقاب الله، وأن تجر إلى الكبائر.
إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
6 -
وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليحرمُ (1) الرزقَ بالذنب يُصيبهُ" رواه النسائي بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه بزيادة الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
7 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: "إني لأحسبُ الرجلَ ينسى (2) العلمَ كما تعلمهُ للخطيئة يعملها" رواه الطبراني في الكبير موقوفاً، ورواته ثقات إلا أن القاسم لم يسمع من جده عبد الله.
8 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدقُّ (3) في أعينكم من الشَّعَر كُنا نَعُدُّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات، يعني المهلكات" رواه البخاري وغيره، ورواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح.
9 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن الله يُؤاخذني وَعيسىَ بذنوبنا لعذبنا، ولا يظلمنا شيئاً. قال: وأشار بالسبابةِ والتي تليها".
10 -
وفي رواية: "لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان، يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا الله ثم لم يظلمنا شيئاً" رواه ابن حبان في صحيحه.
11 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو غُفِرَ لكم ما تأتون إلى البهائم (4) لَغُفِرَ لكم كثيراً" رواه أحمد والبيهقي مرفوعاً هكذا،
(1) يمنع عنه الله الرزق ويضيقه من جراء معاصيه، ومصداق ذلك:
(أ) قوله تعالى: "وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً"(16 من سورة الجن).
(ب) وقوله تعالى: "وفي السماء رزقكم وما توعدون".
(جـ) وقوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"(من سورة الأعراف).
(2)
يذهب منه كما قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله"(من سورة البقرة).
(3)
هي أصغر ولكن لشدة إيمانهم بالله عدوها كبيرة مهلكة كما قال صلى الله عليه وسلم "أما والله إني لأخشاكم لله" وكما قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"(من سورة فاطر).
(4)
أي ما تفعلون بها من الضرب وتكليفها فوق طاقتها من الحمل والركوب لغفر الله تعالى لكم كثيراً من الذنوب. أهـ. جامع صغير ص 200 =