المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٣

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترهيب من الربا

- ‌ الترهيب من غصب الأرض وغيرها

- ‌الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخراً وتكاثراً

- ‌الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه

- ‌ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه

- ‌ترهيب العبد من الإباق من سيده

- ‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

- ‌كتاب النكاح وما يتعلق به

- ‌الترغيب في غض البصروالترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها

- ‌الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود

- ‌ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته، وحسن عشرتهاوالمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسقاطه ومخالفته

- ‌الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات، وترك العدل بينهم

- ‌الترغيب في النفقة على الزوجة والعيالوالترهيب من إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن

- ‌الترغيب في الأسماء الحسنةوما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها

- ‌الترغيب في تأديب الأولاد

- ‌الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه

- ‌ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحدفيما يذكر من جزيل الثواب

- ‌الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده

- ‌ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس

- ‌ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة

- ‌الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌الترغيب في لبس الأبيض من الثياب

- ‌الترغيب في القميص

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوباً جديداً

- ‌الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة

- ‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما

- ‌الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك

- ‌الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعاً واقتداءً بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابهوالترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة

- ‌الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه

- ‌الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه

- ‌الترهيب من خضب اللحية بالسواد

- ‌ترهيب الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجة

- ‌الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء

- ‌كتاب الطعام وغيره

- ‌الترغيب في التسمية على الطعام، والترهيب من تركها

- ‌الترهيب من استعمال أواني الذهب والفضةوتحريمه على الرجال والنساء

- ‌الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناءوالشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح

- ‌الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها

- ‌الترغيب في أكل الخل والزيت، ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر

- ‌الترغيب في الاجتماع على الطعام

- ‌الترهيب من الإمعان في الشبع، والتوسع في المأكل والمشارب شَرَهاً وبطراً

- ‌الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين

- ‌الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة

- ‌الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل

- ‌الترغيب في غسل اليد قبل الطعام وبعده، والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها

- ‌كتاب القضاء وغيره

- ‌الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك

- ‌ترغيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين في العدل إماماً كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته، أو يجور، أو يغشهم، أو يحتجب عنهم، أو يغلق بابه دون حوائجهم

- ‌ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلاً وفي رعيته خير منه

- ‌ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما

- ‌الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله، والترغيب في نصرته

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالماً

- ‌الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم

- ‌الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك

- ‌ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل

- ‌الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم، ورحمتهم والرفق بهم

- ‌ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة

- ‌الترهيب من شهادة الزور

- ‌كتاب الحدود وغيرها

- ‌الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما

- ‌الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله

- ‌الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته

- ‌الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم

- ‌الترغيب في إقامة الحدود، والترهيب من المداهنة فيها

- ‌الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها والتشديد في ذلكوالترغيب في تركه والتوبة منه

- ‌الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج

- ‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

- ‌الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

- ‌الترهيب من قتل الإنسان نفسه

- ‌الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه وما جاء فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق

- ‌الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالموالترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم

- ‌الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها

- ‌كتاب البر والصلة وغيرهما

- ‌الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما

- ‌الترهيب من عقوق الوالدين

- ‌الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت، والترهيب من قطعها

- ‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

- ‌الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه

- ‌الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام الزائرين

- ‌الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقهوترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

- ‌الترهيب أن يحتقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن يقدمه للضيف

- ‌الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة

- ‌الترهيب من البخل والشح، والترغيب في الجود والسخاء

- ‌الترهيب من عود الإنسان في هبته

- ‌الترغيب في قضاء حوائج المسلمين، وإدخال السرور عليهموما جاء فيمن شفع فأهدى إليه

- ‌كتاب الأدب وغيره

- ‌الترغيب في الحياء، وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء

- ‌الترغيب في الخلق الحسن وفضله، والترهيب من الخلق السيئ وذمه

- ‌الترغيب في الرفق والأناة والحلم

- ‌الترغيب في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في إفشاء السلام، وما جاء في فضلهوترهيب المرء من حب القيام له

- ‌الترغيب في المصافحة، والترهيب من الإشارة في السلاموما جاء في السلام على الكفار

- ‌الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن

- ‌الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه

- ‌الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط

- ‌الترهيب من الغضب، والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب

- ‌الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر

- ‌الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر

- ‌الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدمياً كان أو دابة وغيرهماوبعض ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف المحصنة والمملوك

- ‌الترهيب من سب الدهر

- ‌الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جاداً أو مازحاً

- ‌الترغيب في الإصلاح بين الناس

- ‌الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره

- ‌الترهيب من النميمة

- ‌الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما، والترغيب في ردهما

- ‌الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام

- ‌الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر

- ‌الترغيب في التواضع، والترهيب من الكبر والعجب والافتخار

- ‌الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع:يا سيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم

- ‌الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب

- ‌ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين

- ‌الترهيب من الحلف بغير الله سيما بالأمانة، ومن قوله أنا بريء من الإسلام أو كافر ونحو ذلك

- ‌الترهيب من احتقار المسلم وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى

- ‌الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في قتل الوزغ وما جاء في قتل الحيات وغيرها مما يذكر

الفصل: ‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

أيما عبد مات في إباقته دخل النار وإن قتل في سبيل الله

5 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنان لا تجاوزُ صلاتهما رءوسهما: عبدٌ أبقَ من مواليه حتى يرجعَ، وامرأةٌ عصت زوجها حتى ترجع (1) " رواه الطبراني في الأوسط، والصغير بإسناد جيد، والحاكم.

6 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبدُ الآبقُ حتى يرجع، وامرأةٌ باتت وزوجها عليها ساخطٌ (2)،

وإمامُ قومٍ وهم له كارهون (3) " رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب.

7 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما عبدٍ (4) مات في إباقته (5) دخل النار، وإن قتل (6) في سبيل الله" رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل، وبقية رواته ثقات.

‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

1 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما رجلٍ أعتقَ (7) امرأً مُسلماً استنقذ (8) الله بكل عضوٍ منه عُضواً منه منَ النار. قال سعيد بنُ مرجانة: فانطلقتُ به إلى عليِّ (9) بن الحسين فَعَمَدَ (10)

عليُ بن الحسين إلى عبدٍ له

(1) تتوب وترضيه.

(2)

غضبان.

(3)

غير راضين عنه لسوء سيرته وعدم استقامته وظلمه وبطشه.

(4)

أي عبد. إنسان مضاف إليه وما زائدة.

(5)

هربه ونفوره وجموحه.

(6)

وإن صادف الهرب أنه كان مجاهداً في سبيل نصر دين الله، والعتق في الشرع عبارة عن إزالة الملك عن الآدمي، لا إلى مالك تقرباً إلى الله تعالى.

(7)

أطلقه حرا، يقال أعتقت العبد أعتقته عتقاً وعتاقة، أي حررته فصار حراً.

(8)

أخرج، يعني أن فكاك الأسير من أسره والعتيق من عنقه يسبب نجاة المعتق من النار، وفي العيني: أي نجى الله وخلص بكل عضو منه من النار، وعند أبي الفضل الجوزي حتى أنه ليعتق اليد باليد والرجل بالرجل، والفم بالفم. قال الخطابي: ينبغي أن يكون المعتق كامل الأعضاء، وفيه فضل العتق، وأنه من أرفع الأعمال، وربما ينجي الله به من النار، وفيه أن المجازات قد تكون من جنس الأعمال فجوزى المعتق للعبد بالعتق من النار، وفيه عتق المسلم أفضل من عتق الكافر.

(9)

وهو زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وكان سعيد بن مرجانة منقطعاً إليه فعرف بصحبته. أ. هـ (ص 79 جـ 13).

(10)

أي قصد إلى عبد له واسمه مطرف.

ص: 29

قد أعطاه (1) عبد الله بن جعفر فيه عشرةَ آلاف درهمٍ، أو ألف دينارٍ فأعتقه (2)" رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وفي رواية لهما، وللترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أعتق رقبةً مُسلمةً أعتق الله بكل عضوٍ منه من النار حتى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ".

من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار

2 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرئ مسلمٍ أعتق امرَأً مُسلماً كان فِكاكَهُ من النار يَجْزِى كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً مِنْهُ، وأيما امرِئٍ مسلمٍ أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار، يجزي كل عضوٍ منهما عُضواً منه" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجة من حديث كعب بن مرة، أو مرة بن كعب، ورواه أحمد وأبو داود، بمعناه من حديث كعب بن مرة السلمي، وزاد فيه:"وأيما امرأة مسلمة أعتقتِ امرأةً مسلمةً كانت فكاكها من النار، يجزي كل عضوٍ من أعضائها عُضواً من أعضائها".

3 -

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعتق رقبةً مؤمنةً فهي فكاكه (3) من النار" رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له، وأبو داود والنسائي في حديث مرَّ في الرمي، وأبو يعلى والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، ولفظه قال:"من أعتق رقبةً فك اللهُ بكل عُضوٍ من أعضائه عُضواً من أعضائه من النار".

4 -

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك (4) فإذا نفرٌ من بني سليم، فقالوا: إن صاحبنا قد أوجب،

(1) أي قد أعطى علي بن الحسين به، أي في مقابلة عبده وعبد الله بن جعفر مرفوع لأنه فاعل أعطاه ابن أبي طالب، وهو ابن عم والد علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم، وهو أول من ولد للمهاجرين بالحبشة، وكان آية في الكرم، ويسمى ببحر الجود، وله صحبة، ومات سنة ثمانين من الهجرة.

(2)

في رواية إسماعيل بن الحكيم، فقال: اذهب أنت حر لوجه الله تعالى. أ. هـ (عيني).

(3)

إطلاقه وإزالة أغلاله.

(4)

بلد نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أرضاً لا عمارية فيها وفي هذا الوقت أزمة شديدة وأصاب الناس عسر وجدب واشتد الحر فأمر عليه السلام بغزو الروم وبعث إلى مكة واستنفر قبائل العرب وحث الموسرين على تجهيز المعسرين فأنفق عثمان بن عفان عشرة آلاف دينار وأعطى ثلثمائة بعير بأحلامها وأقتابها =

ص: 30

فقال: أعتقوا عنه رقبةً يُعتِقِ اللهُ بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار" رواه أبو داد وابن حبان في صحيحه، والحاكم قول صحيح على شرطهما.

[أوجب]: أي أتى بما يوجب له النار.

من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار

5 -

وعن شعبة الكوفي قال كنا عند أبي بُردة بن أبي موسى فقال: "أي بَنِيَّ ألا أحدثكم حديثاً؟ حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه في النار" رواه أحمد، ورواته ثقات.

6 -

وعن مالك بن الحارث رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من ضَمَّ يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغنى (1) عنه وجبت له الجنةُ البتة (2)،

ومن أعتق امرأً مسلماً كان فكاكه من النار يجزي بكل (3) بكل عضوٍ منه عضواً من النار" رواه أحمد من طريق علي بن زيد عن زرارة بن أبي أوفى عنه.

7 -

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الليل أسمعُ؟ قال: جوف الليل الآخر، ثم الصلاة مقبولة حتى تطلع الشمس، ثم لا صلاة حتى تكون الشمس قيد (4) رُمحٍ، أو رمحين، ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح، ثم لا صلاة حتى تزول الشمس قيد رمح أو رمحين، ثم الصلاة مقبولة، ثم لا صلاة حتى تغيب الشمس، قال ثم أيما امرئٍ مسلم أعتق امرأً مسلماً، فهو فكاكه من النار، يجزي بكل عظمٍ منه عظماً منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار يجزي بكل عظمٍ منها عظماً منها، وأيما امرئٍ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار، يجزي بكل عظمين من

= وخمسين فرساً فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم ارض عن عثمان، وجاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله وهو أربعة آلاف درهم فقال صلى الله عليه وسلم: هل أبقيت لأهلك شيئاً فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائة أوقية، وجاء العباس وطلحة بمال كثير، وتصدق عاصم بن عدي بسبعين وسقاً من تمر، وأرسلت النساء بكل ما يقدرن عليه من حليهن، وقدم عليه صلى الله عليه وسلم يوحنا صاحب أيلة وصحبته أهل جرباء (قرية في جنوب الشام) فصالح يوحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعطاء الجزية.

(1)

تعهد تربية اليتيم حتى أينع ثمره وأورق شجره وترعرع زهره وكبر حتى يمكنه أن يستقل بأمور معاشه.

(2)

لزاماً.

(3)

يجزى بكل كذا (ط وع ص 610) وفي (ن د) يجزى كل.

(4)

قدر.

ص: 31

عظامها عظماً منه" رواه الطبراني، ولا بأس برواته إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه.

من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار

8 -

وعن أبي نجيحٍ السُّلَمِي رضي الله عنه قال: حاصرنا (1) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما رجلٍ مسلم أعتق رجلاً مسلماً، فإن الله عز وجل جاعلٌ وفاء (2) كل عظمٍ من عظامه عظماً من عظام مُحرره (3)،

وأيما امرأة مسلمة أعتقت امراة مسلمة، فإن الله عز وجل جاعلٌ وفاء كل عظمٍ من عظامها عظماً من عظام مُحررتها من النار" رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه، وفي رواية لأبي داود والنسائي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار" [قال الحافظ]: أبو نجيح هو عمرو بن عبسة.

9 -

وعن البراء عازب رضي الله عنه قال: "جاء أعرابيٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة؟ قال: إن كنت أقصرت الخُطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة، وفك (4) الرقبة. قال: أليستا واحدةً؟ قال لا. عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك لارقبة أن تُعطيَ في ثمنها، والمنحةُ (5) الوكوف (6) والفيء (7) على ذي الرحم القاطع (8)، فإن لم تُطِقْ ذلك، فأطعم الجائع، واسقِ الظمآن (9)، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تُطق ذلك فكف (10) لسانك

(1) غزونا أهل ثقيف وهوازن، وجعل صلى الله عليه وسلم على مقدمته خالد بن الوليد ومر عليه السلام بحصن لعوف بن مالك النصري فأمر بهمه، واستمر الحصار ثمانية عشر يوماً، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم المسلمين.

(2)

كل ما وقيت به شيئاً وقاء ككتاب، ووقاه الله السوء: حفظه.

(3)

معتقه.

(4)

أبعد عنها الذل والاستعباد.

(5)

الناقة أو الشاة يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها، ثم يردها إذا انقطع اللبن، ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء. أ. هـ (مصباح).

(6)

التي تدر اللبن، وتعطي الخير، وفي النهاية من منح وكوفاً: أي غزيرة اللبن، وقيل التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها. أ. هـ.

(7)

الصدقات، وفعل الإحسان، والفيء ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد، والمراد هنا عمل البر.

(8)

القريب التي لا تحصل منه مودة، كثير الجفاء.

(9)

العطشان.

(10)

امنع.

ص: 32

إلا عن خير" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي وغيره.

10 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمسٌ من عملهن في يومٍ كتبهُ الله من أهل الجنة: من عاد مريضاً، وشهد جنازةً، وصام يوماً، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبةً" رواه ابن حبان في صحيحه.

فصل

11 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا تُقبل منهم صلاةٌ: من تقدم قوماً وهم له كارهون، ورجلٌ أتى الصلاة دِبَاراً: والدِّبارُ أن يأتيها بعد أن تفوته، ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحررهُ (1) " رواه أبو داود، وابن ماجة من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمران المعافري عنه.

[قال الخطابي]: واعتبار المحرر يكون من وجهين: أحدهما أن يعتقه، ثم يكتم عتقه أو ينكره، وهذا أشر الأمرين، والثاني: أن يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرهاً.

12 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يوم القيامة، ومن كنت خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حُراً وأكل ثمنه، ورجلٌ استأجر أجيراً فاستوفى، ولم يُوفِهِ أجره" رواه البخاري، وابن ماجة وغيرهما.

راجعت على النسخة المعمارية المؤرخة 22 من شهر ربيع الأول سنة 849 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام غفر الله لي ولوالدي ولجميع المسلمين.

(1) حراً كان عبداً له، والمعنى أنه استبد بمن كان عبداً له، وخدمه وملكه مع أنه أعتقه، محرره كذا دع ص 616، وفي (ن ط) محرراً. أ. هـ.

ص: 33