الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيَاضَ، فإنها أطهرُ وأطيبُ، وكفنوا فيها موتاكم" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم وقال صحيح على شرطهما.
3 -
وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن ما زُرْتمُ الله عز وجل به في قبوركم ومساجدكمُ البياضُ" رواه ابن ماجة.
الترغيب في القميص
والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس، وجرِّه خيلاء، وإسباله في الصلاة وغيرها
1 -
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أحبَّ الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص" روه أبو داود، والنسائي والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن ماجة، ولفظه، وهو رواية لأبي داود: لم يكن ثوبٌ أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القميص.
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسفلَ منَ الكعبينِ من الإزار ففي النار" رواه البخاري والنسائي، وفي رواية النسائي:"إزْرَةُ المؤمن إلى عَضْلَةِ ساقه، ثم إلى نصف ساقهِ، ثم إلى كَعْبِهِ، وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار".
3 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص" رواه أبو داود.
4 -
وعن العلاء بن عبد الرحمن رضي الله عنه عن أبيه قال: "سألت أبا سعيدٍ عن الإزار فقال: على الخبير بها سقطتَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج، أو قال: لا جُناح عليه فيما بَيْنَهُ، وبين الكعبين وما كان أسفل (1) من ذلك فهو في النار، ومن جرَّ إزارهُ بطراً (2) لم ينظرُ (3) الله إليه يوم القيامة" رواه مالك، وأبو داود والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه.
(1) أي ما دونه من قدم صاحبه في النار عقوبة له، أو على أن هذا الفعل معدود في أفعال أهل النار، ومنه إزرة المؤمن بالكسر: الحالة وهيئة الائتزار مثل الركبة، والجلسة. أ. هـ.
(2)
رياء، ومفاخرة، وعجباً.
(3)
لم يرحمه.
5 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: "حَمِيدٌ كأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإزار إلى نصف الساق فشقَّ عليهم، فقال: أو إلى الكعبين لا خيرَ فيما في أسفل من ذلك" رواه أحمد ورواته رواة الصحيح.
6 -
وعن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ إزارٌ يَتَقَعْقَعُ (1)
فقال: مَنْ هذا؟ فقلتُ عبد الله بن عمر قال: إن كنت عَبْدَ اللهِ، فارفعْ إزاركَ فرفعتَ إزاري إلى نصف الساقين، فلم تزل أُزْرَتهُ حتى مات" رواه أحمد، ورواته ثقات.
7 -
وعن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا يُكلمهمُ الله يوم القيامة، ولا ينظرُ إليهم، ولا يُزكيهمْ، ولهم عذابٌ أليمٌ. قال: فقَرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مراتٍ. قال أبو ذرٍ: خابوا وخسروا. مَنْ هُمْ يا رسول الله؟ قال: المُسْبِلُ، والمنان (2)، والمنفقُ (3) سِلْعَتَهُ بالحلف الكاذب" وفي رواية: المسبل إزاره" رواه مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة.
[المسبل]: هو الذي يطوِّل ثوبه، ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبراً واختيالاً.
8 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإسبالُ في الإزار، والقميص، والعمامة، مَنْ جَرَّ شيئاً خُيلاء (4) لم ينظر الله إليه يوم القيامة" رواه أبو داود والنسائي، وابن ماجة من رواية عبد العزيز بن أبي روّاد، والجمهور على توثيقه.
9 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء" رواه مالك والبخاري، ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
10 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1) يضطرب ويتحرك.
(2)
كثير المن الثرثار المحسن، ويذيع فعله.
(3)
المروج بضاعته بالأيمان الكاذبة.
(4)
تكبراً، وتجبراً، وتفاخراً، ففيه الاقتصاد في الجلباب، وعدم إطالته.
"لا ينظرُ الله يوم القيامة إلى من جَرَّ إزارهُ بطراً" رواه مالك والبخاري، ومسلم وابن ماجة إلا أنه قال: من جر ثوبه من الخيلاء.
من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
11 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إن إزاري يَسْتَرْخِي (1) إلا أن أتعاهده (2)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لست ممن يفعله خُيلاء" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
ولفظ مسلم قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُذني هاتين يقول: من جرَّ إزاره لا يريدُ بذلك إلا المخيلة (3)، فإن الله عز وجل لا ينظر إليه يوم القيامة.
[الخيلاء]: بضم الخاء المعجمة وكسرها أيضاً وبفتح الياء المثناة تحت ممدوداً: هو الكبر والعجب.
[والمخيلة]: بفتح الميم، وكسر لخاء المعجمة، من الاختيال، وهو الكبر واستحقار الناس.
12 -
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بِحُجْزَةِ سفيان بن أبي سهلٍ، فقال: يا سفيان لا تُسْبلْ (4) إزارك، فإن الله لا يحب المسبلين" رواه ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له.
[قال الحافظ]: ويأتي إن شاء الله تعالى في طلاقة الوجه حديث أبي جريّ الهجيمي، وفيه: وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة ولا يُحبها الله.
13 -
وعن هبيب بن مُغْفِل بضم الميم وسكون المعجمة وكسر الفاء، رضي الله عنه "أنه رأى محمداً القرشي قام فَجَرَّ إزارهُ، فقال هبيبٌ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ وَطِئَهُ (5) خُيلاء وَطِئَهُ (6) في النار" رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو يعلى والطبراني.
14 -
ورويَ عن بريدة رضي الله عنه قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل رجلٌ من قريشٍ يَخْطُرُ (7)
في حُلَّةٍ له، فلما قام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بُريدةُ: هذا لا يقيمُ (8) الله له يوم القيامة وزناً" رواه البزار.
(1) يطول.
(2)
أرفعه عن الأرض.
(3)
العجب والغطرسة.
(4)
لا تطوله.
(5)
مشى بثوبه على سبيل الكبر.
(6)
مشى به في جهنم.
(7)
يتحرك، ويتباهى، ويمر.
(8)
لا حسنات له، فيرمى في النار رمياً.
15 -
وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن مجتمعون، فقال: يا معشر المسلمين، اتقوا الله وَصِلُوا أرْحَامَكم (1)، فإنه ليس من ثوابٍ أسرعُ من صلة الرحم، وإياكم والبغيَ (2) فإنه ليس من عقوبةٍ أسرعُ من عقوبةِ بغيٍ، وإياكم وعقوق الوالدين (3)، فإن ريح الجنةِ يُوجدُ من مسيرةِ ألف عامٍ، والله لا يجدها عاقٌ (4)، ولا قاطعُ (5) رحمٍ، ولا شيخٌ زانٍ (6)، ولا جارٌّ إزارهُ (7) خُيلاء، إنما الكبرياء (8) لله رب العالمين (9) " الحديث رواه الطبراني في الأوسط.
16 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جر ثوبه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، وإن كان على الله كَرِيماً (10) " رواه الطبراني من رواية علي بن يزيد الألهاني.
17 -
ورويَ عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: هذه ليلةُ النصف من شعبان؛ ولله فيها عُتَقاء (11)
مِنَ
(1) زوروا وودوا أقاربكم.
(2)
احذروا الظلم.
(3)
احذروا شق عصا الطاعة على الأبوين وعدم برهما.
(4)
عاص والديه.
(5)
غير واصل أقاربه.
(6)
كبير في السن، وفاسق مرتكب الفاحشة.
(7)
مطول ثوبه يجره تكبراً.
(8)
العظمة، والجلال لله مالك الملك سبحانه.
(9)
الإنس، والجن، والحجر، والمدر، وكل شيء.
(10)
والمعنى ولو كانت أفعاله حميده يشينها الكبر.
(11)
مبعدون منها.
الآيات القرآنية الناهية عن الكبر والعجب والخيلاء
أولاً: قال الله تعالى: "ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة"(37 - 39 من سورة الإسراء).
ثانياً: وقال تعالى: "ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"(19 من سورة لقمان).
ثالثاً: وقال تعالى: "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"(146 من سورة الأعراف).
رابعاً: وقال تعالى: "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق"(9 من سورة الحج).
خامساً: وقال تعالى: "ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذابٍ أليم"(7 - 8 من سورة الجاثية). =
النار بعدد شعر غنمِ كَلْبٍ لا ينظرُ الله فيها إلى مشركٍ (1)، ولا إلى مُشاحنٍ (2)، ولا إلى قاطع رحمٍ (3) ولا إلى عاقٍ (4) لوالديه، ولا إلى مدمن (5) خمرٍ" رواه البيهقي.
18 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أسبل (6) إزاره في صلاته خُيلاء فليس من الله في حِلٍّ (7)، ولا حَرَامٍ" رواه أبو داود وقال: وروه جماعة موقوفاً على ابن مسعود.
19 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجلٌ يُصلي مُسبلاً إزاره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال له: اذهب فتوضأ، فقال له رجلٌ آخرُ: يا رسول الله: ما لك أمرتهُ أن يتوضأ، ثم سكتَّ عنه؟ قال: إنه كان يصلي وهو مسبلٌ إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجلٍ مُسبلٍ (8) " رواه أبو داود، وأبو جعفر المدني، إن كان محمد بن علي بن الحسين فروايته عن أبي هريرة مرسلة، وإن كان غيره فلا أعرفه.
= سادساً: وقال تعالى: "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون"(87 من سورة البقرة).
سابعاً: وقال تعالى: "وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً"(7 من سورة نوح): أي جعلوا ثيابهم غطاءً لهم، وأعرضوا عن دعوة الرسول أنفة وكبراً، فحرموا من الخير.
ثامناً: وقال تعالى: "إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين"(40 من سورة الأعراف) فتجد الكبر مانعاً من رحمة الله، ومبعداً من دخول الجنة، وهل يعقل جمل مع ضخامته يدخل في ثقب إبرة ضيق، كناية عن أن هذا مستحيل مادام المتكبر متكبراً غير عامل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
تاسعاً: وقال تعالى: "فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين"(22 - 23 من سورة النحل) فالذي دعا إلى الإنكار ليوم الجزاء الاستكبار والتعنت والعناد، والله تعالى عليم بأسرار عباده يكره المتكبرين.
عاشراً: وقال تعالى: "قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون"(48 من سورة الأعراف) تجد جمعاً لا فائدة فيه لاستكباره.
(1)
جعل لله شريكاً.
(2)
مشاكس يحب النزاع والخصام.
(3)
بينه وبين أقاربه عداوة.
(4)
عاص أبويه.
(5)
مكثر من شرب الخمر.
(6)
طول ثوبه، وأرسله كبراً واختيالاً.
(7)
أفعاله الطيبة، وأعماله الحلال غير مقبولة، وكذا الحرام أشد.
(8)
مرخ ثيابه تكبراً.