الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيت قال: نعم ما لم تقم على باب سُدةٍ (1)،
أو تأتي أميراً تسألهُ" رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات، والمراد بالسُّدَّة هنا: باب السلطان ونحوه، ويأتي في باب الفقر ما يدل له.
10 -
وعن علقمة بن أبي وقاصٍ الليثي رضي الله عنه: "أنه مرَّ برجلٍ من أهل المدينة له شَرَفٌ، وهو جالسٌ بسوق المدينة، فقال علقمةُ: يا فلان! إن لك حُرْمةً (2) وإن لك حقاً (3)، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، فتتكلمُ عندهم، وإني سمعت بلال بن الحارث رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن أحدكم ليتكلمُ بالكلمةِ (4) من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة (5) من سُخْطِ الله ما يظنُ أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها سُخْطَهُ إلى يوم القيامة. قال علقمة: انظر ويحك ماذا تقول، وما تكلمُ به؟ فَرُبَّ كلامٍ قد مَنَعَنِيهِ ما سمعت من بلال بن الحارث" رواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه، وروى الترمذي والحاكم المرفوع منه وصححاه، ورواه الأصفهاني، إلا أنه قال عن بلال بن الحارث أنه قال لبنيه: إذا حضرتم عند ذي سلطان، فأحسنوا المحضرَ (6)، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره.
الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر، وقيل هو الباب نفسه، وقيل هي الساحة بين يديه، ومنه حديث واردي الحوض "هم الذين لا تفتح لهم السدد، ولا ينكحون المنعمات" أي لا تفتح لهم الأبواب، وحديث أبي الدرداء: أنه أتى باب معاوية فلم يأذن له، فقال من يغش سدد السلطان يقم ويقعد. أ. هـ. نهاية ص 154، أي أنت من أهل البيت مدة تعففك ولزومك القناعة وعدم ذهابك إلى أبواب الحكام تذل نفسك في طلب شيء.
(2)
مكانة سامية، وجاهاً قوياً.
(3)
واجب الاحترام.
(4)
الطيبة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتصلح.
(5)
كلمة تغضب.
(6)
الجلوس، وأهدوا إلى الخير وانصحوا وقولوا الحق.
يقول: "مَنْ حَالَتْ (1) شفاعتهُ دون حَدٍ من حدود الله عز وجل، فقد ضَادَّ (2) الله عز وجل، ومن خَاصم في باطلٍ، وهو يعلم لم يزل في سُخطِ الله حتى ينزع (3)،
ومن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه الله رَدْغَةَ الخَبَالِ حتى يخْرُجَ مما قال" رواه أبو داود، واللفظ له، والطبراني بإسناد جيد نحوه، وزاد في آخره: وليس بخارجٍ، ورواه الحاكم مطولاً ومختصراً وقال في كل منهما صحيح الإسناد.
ولفظ المختصر قال: "من أعان على خُصومةٍ بغير حقٍ كان في سُخطِ الله حتى يَنْزِعَ" وفي رواية لأبي داود: "ومن أعان على خصومةٍ بظلمٍ فقد باء بغضب من الله".
[الردغة]: بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحريكها أيضاً وبالغين المعجمة: هي الوحل، وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة: هي عصارة أهل النار، أو عرقهم كما جاء مفسراً في صحيح مسلم وغيره.
2 -
وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعودٍ عن أبيه رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ الذي يُعِينُ قومهُ على غير الحق كمثلَ بعيرِ تَرَدَّى (4) في بئرٍ، فهو يَنْزِعُ (5) منها بِذَنَبِهِ" رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه، وعبد الرحمن لم يسمع من أبيه.
[قال الحافظ]: ومعنى الحديث أنه قد وقع في الإثم، وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار ينزعُ بِذَنَبِهِ، ولا يقدر على الخلاص.
3 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما رجلٍ حالتْ شفاعتهُ دون حدٍ من حدود الله لم يَزَلْ في غضبِ الله حتى يَنْزِعَ، وأيما رجلٍ شد غضباً على مسلمٍ في خُصومةٍ لا عِلْمَ له بها فقد عاند الله حقهُ، وحرص على سُخْطِهِ
(1) منعت تنفيذ حق من حقوق الله.
(2)
صار لله ضداً.
(3)
يقلع ويبعد عن المعاصي.
(4)
سقط.
(5)
يصعد ولن يخرج، قال في النهاية ينزع: أصل النزع الجذب والقلع، فالمعنى حتى يقلع عما هو عليه من الإعانة في الخصومة.