الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
= رابعاً: لا يقدم على شرب الخمر إلا العاصي الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر.
خامساً: شرب الخمر يجر إلى الوقوع في ارتكاب المعاصي كلها.
سادساً: يعذب الله الشارب يوم القيامة بشرب القذارة الخارجة من فروج المياميس الزانيات.
سابعاً: لقد حرم الله الجنة على شارب الخمر.
ثامناً: عقاب شارب الخمر شديد كعقاب عابد الصنم.
تاسعاً: يحشر شارب الخمر شديد الظمأ: كثير العطش.
عاشراً: لا يقبل الله عبادة شارب الخمر أربعين يوماً.
الحادي عشر: يستحق شارب الخمر الإهانة والازدراء، والتحقير والجلد، كما قال صلى الله عليه وسلم: لا تسلموا على شربة الخمر.
الثاني عشر: شارب الخمر حل عليه غضب الله، ولو مات في هذه الحالة حرم من ثواب الله ورحمته.
الثالث عشر: السكران إن مات على حالته يعذبه الله بسكره يذوق مرارة فعله هذا في قبره، وتنبع له عين تمده بالقيح والصديد وأنواع الأذى (يجري منها القيح والدم) شارب الخمر مسكين مضيع فاقد الخير (فكأنما ملك الدنيا وسلبها).
الرابع عشر: شرب الخمر إحدى الخصال المدمرة التالفة المذهبة الثروة؛ والمضيعة العقل والجالبة النقم (فعليهم الدمار) هذا، والمراد بالخمر كل مائع مسكر سواء كان متخذاً من العنب، أو من غيره كما قال تعالى:"ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً" من سورة النحل. هذه الآية قبل تحريم الخمر، ويحرم التداوي بصرف الخمر ويجوز التداوي بسائر النجاسات غير الخمر إن لم يجد ما يقوم مقامها من الطاهرات، ولا يجوز شرب الخمر لعطش لأنها لا تزيله، ويحرم كل ما يخدر العقل من النباتات كالبنج، والأفيون والحشيش، واستثنى العلماء البنج في العمليات الجراحية لجوازه، ويحرم تناول كل نجس كدم ولحم ميتة؛ وبول ومعجون بخمر.
الآيات القرآنية الدالة على تحريم الخمر والميسر والحشيش والأفيون:
(أ) قال تعالى: "يسألونك عن الخمر والميسر قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" من سورة البقرة، المنافع كالتجارة بالخمر والتلهي بالميسر، ثم أرشد سبحانه وتعالى إلى أن الشيء متى كان ضرره أكبر من نفعه حرم.
(ب) وقال تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون"(188 من سورة البقرة). والتكسب بالميسر من أكل أموال الناس بالباطل. =
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق السارقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وزاد النسائي في رواية: "فإذا فعل ذلك خلع (1) رِبْقَةَ الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله عليه".
ورواه البزار مختصراً: "لا يسرق السارق وهو مؤمنٌ، ولا يزني الزاني وهو مؤمن. الإيمان أكرمُ على الله من ذلك".
= (جـ) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"(90 من سورة المائدة).
(د) وقال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"(195 من سورة البقرة). ينهى الله عن كل شيء فيه ضرر يقع فيه العاقل، وفيه النهي عن الخمر لأنه يضر الصحة، وكذا الحشيش والأفيون وجميع المخدرات.
(هـ) وقال تعالى: "ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب" من سورة النساء.
(و) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" من سورة البقرة.
(ز) وقال تعالى: "وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً" من سورة المائدة.
(ح) وقال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"(29 من سورة النساء).
(ط) وقال تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم"(51 من سورة المؤمنون).
(ي) وقال تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون"(157 من سورة الأعراف). (عزروه): عظموه، ووقروه، واحترموه. قال الشاعر:
من جعل الخمر شفاء له
…
فلا شفاه الله من علته
وفي البخاري: قال ابن عباس: ينزع منه نور الإيمان في الزنا: أي من الزاني. ومن طريق مجاهد عن ابن عباس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من زنى نزع الله نور الإيمان من قلبه. فإن شاء أن يرده إليه رده. قال المهلب: أي ينزع نور بصيرته في طاعة الله تعالى لغلبة شهوته عليه فكأن تلك البصيرة نور أطفأته الشهوة من قلبه، يشهد لهذا قوله عز وجل:"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" وقيل هذا من باب التغليظ، أو معناه نفي الكمال، وقال ابن عباس: المراد منه الإنذار بزوال الإيمان إذا اعتاده فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وقال آخرون عنى بذلك لا يزني الزاني وهو مستحل للزنا غير مؤمن بتحريم الله تعالى ذلك عليه، فأما إن زنى وهو معتقد تحريمه فهو مؤمن، روى ذلك عن عكرمة عن مولاه، وحجتهم فيه حديث أبي ذر يرفعه "من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق" وقال آخرون ينزع منه الإيمان فيزول عنه فيقال له منافق وفاسق، روى هذا عن الحسن. قال النفاق نفاقان: تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم فهذا لا يغفر، ونفاق خطايا وذنوب يرجى لصاحبه، وقال الكرماني: كلمة (حين) متعلقة بما قبلها أو بما بعدها ثم قال تحتملهما: أي لا يزني في أي حين كان، أو هو مؤمن حين يزني، وفيه تنبيه على جميع أنواع المعاصي لأنها إما بدنية كالزنا، أو مالية إما سراً كالسرقة أو جهراً أو عقلية كالخمر، فإنها مزيلة له. عيني ص 365 جـ 23
(1)
أزال عروته.
لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، الحديث
2 -
وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاثٍ: الثَّيِّبُ (1)
الزاني، والنَّفْسُ بالنَّفُسِ، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
(1) المتزوج المحصن قال تعالى: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"(2 من سورة النور).
فلقد وضع الله حداً للزنا، واتفق أهل الملل على تحريمه، وعرفه الفقهاء بأنه إيلاج المكلف حشفته الأصلية المتصلة أو قدرها في فرج محرم مشتهى طبعاً، بخلاف الميتة والبهيمة مع الخلو عن الشبهة. واللواط، وهو إيلاج الحشفة أو قدرها في دبر ذكر أو أنثى، ويحد المحصن الزاني أو اللائط إن كان مكلفاً حراً سبق له وطء في نكاح صحيح ذكراً كان أو أنثى بالرجم بالحجارة المعتدلة حتى يموت بقدر ملء الكف لا بحصى صغيرة لئلا يطول تعذيبه ولا كبيرة لئلا يموت حالاً فيفوت التنكيل الذي هو المقصود من الرجم، ويجب أن يتوقى الوجه. ويحد غير المحصن والمراد به حر مكلف لم يسبق له وطء في نكاح صحيح مائة جلدة ويغرب سنة إلى مسافة القصر، ويحد المكلف الرقيق خمسين جلدة ويغرب نصف سنة سواء سبق له نكاح شرعي أو لا، قال تعالى:"فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب"(25 من سورة النساء). أي الجلد والتغريم لا الرجم.
وفي العيني في باب قول الله تبارك وتعالى: "النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"(45 من سورة المائدة).
بإحدى ثلاث: أي بإحدى خصال ثلاث:
(أ) الثيب من ليس ببكر يقع على الذكر والأنثى يرجم بالحجارة، وغير المحصن يجلد مائة.
(ب) النفس بالنفس: أي تقتل النفس التي قتلت عمداً بغير حق بمقاتلة النفس المقتولة.
(جـ) المارق لدينه قال الطيبي هو التارك لدينه، من المروق وهو الخروج: أي المرتد. وقد أجمع العلماء على قتل الرجل المرتد إذا لم يرجع إلى الإسلام وأصر على الكفر. واختلفوا في قتل المرتدة فجعلها أكثر العلماء كالرجل المرتد، وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: لا تقتل المرتدة لعموم قوله: "نهى عن قتل النساء والصبيان" وفي قوله "التارك للجماعة" إشعار بأن الدين المعتبر هو ما عليه الجماعة. وقال الكرماني: فإن قلت: الشافعي يقول يقتل بترك الصلاة. قلت لأنه تارك للدين الذي هو الإسلام، يعني الأعمال. ثم قال لم لا يقتل تارك الزكاة والصوم. وأجاب بأن الزكاة يأخذها الإمام قهراً. وأما الصوم فقيل تاركه يمنع من الطعام والشراب لأن الظاهر أنه ينويه لأنه معتقد لوجوبه. أهـ. باختصار ص 41 جـ 24
وكذا الصائل يجوز قتله للدفع، ولا يحل تعمد قتله إذا اندفع بدون ذلك، وداخل في قوله صلى الله عليه وسلم "التارك للجماعة" واستدل به أيضاً على قتل الخوارج والبغاة لدخولهم في مفارقة الجماعة. والذي ينفذ حدود الله الإمام الراعي الذي نصبه الله والياً شرعياً ينفذ أوامره جل وعلا ويراعى نواهيه. قال تعالى:"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً"(21 من سورة النساء).
لقد حفظ الله دم الإنسان من الضياع وجعل له حرمة وكرامة وسن في شرائعه السابقة "من قتل نفساً بغير =
إن الزناة تشتعل وجوههم ناراً
3 -
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأن محمداً رسول الله إلا في إحدى ثلاثٍ: زناً بعد إحصانٍ (1) فإنه يُرجمُ، ورجلٌ خرج مُحارباً لله (2) ولرسوله فإنه يُقتلُ أو يُصلبُ أو يُنفى من الأرض، أو يَقْتُلُ نفساً فَيُقْتَلُ بها" رواه أبو داود والنسائي.
4 -
وعن عبد الله بن زيدٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا بغايا العرب! يا بغايا العرب، إن أخوف ما أخاف عليكم الزنا، والشهوةُ الخفيةُ" رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح، وقد قيده بعض الحفاظ الرياء بالراء والياء.
5 -
وعن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فَيُنَادي مُنَادٍ: هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من سائلٍ فَيُعْطَى؟ هل من مكروبٍ فَيُفَرَّجَ عنه؟ فلا يبقى مُسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب الله عزوجل له إلا زانيةً تسعى بفرجها أو عَشَّاراً (3) ".
6 -
وفي رواية: إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفرُ إلا لبغيٍ بفرجها أو عَشَّارٍ" رواه أحمد والطبراني واللفظ له، وتقدم في باب العمل على الصدقة.
7 -
وعن عبد الله بن بُسرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزناةَ تشتعلُ وجوههم ناراً" رواه الطبراني بإسناد فيه نظر.
8 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزنا يُورثُ الفقر (4) " رواه البيهقي، وفي إسناده الماضي بن محمد.
9 -
وعن سَمُرَةَ بن جُندبٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
= نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (32 من سورة المائدة) ولكن يذهب دم الإنسان هدراً بثلاث:
(أ) زنا المحصن.
(ب) القتل بلا حق.
(جـ) الردة وخلاف إجماع المسلمين.
(1)
نكاح شرعي.
(2)
خرج من دينه وارتد.
(3)
صاحب المكس الذي يأخذ ضريبة على أموال الناس وحاجاتهم ظلماً وباطلاً.
(4)
يجر إلى الخراب وضياع الثروة.
"رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرضٍ مقدسةٍ، فذكر الحديث إلى أن قال: فانطلقنا إلى ثُقبٍ (1) مثل التنور أعلاهُ ضَيِّقٌ، وأسفلهُ واسعٌ يتوقدُ تحته ناراً، فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، وإذا أُخمدت رجعوا فيها، وفيها رجالٌ ونساء عرُاةٌ" الحديث.
10 -
وفي رواية: "فانطلقنا على مثل التنور: قال: فأحْسِبُ أنه كان يقولُ: فإذا فيه لَغَطٌ (2) وأصواتٌ. قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجالٌ ونساء عراةٌ، وإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهبُ ضَوْضَوْا (3) " الحديث.
وفي آخره: وأما الرجال والنساء العُراةُ الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناةُ والزواني" رواه البخاري وتقدم بطوله في ترك الصلاة.
11 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائمٌ أتاني رجلان فأخذا بضَبْعَيَّ (4)، فأتيا بي جبلاً وَعْراً (5)، فقالا اصعد، فقلت: إني لا أطيقهُ فقالا: إنا سنسهلهُ لك، فصعدتُ حتى إذا كنت في سواء (6) الجبل فإذا أنا بأَصواتٍ شديدةٍ، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواء (7) أهل النار، ثم انْطُلِقَ بي، فإذا أنا بقومٍ مُعَلقينَ بعراقيبهم (8)
مُشققةٍ أشداقهُم (9) تسيلُ أشداقهم دماً. قال: قلت: مَنْ هؤلاء؟ قيل: هؤلاء الذين يُفطرون قبل تَحِلَّةِ (10) صومهم، فقال: خابت اليهود والنصارى، فقال سُلَيْمٌ: ما أدري أسَمِعَهُ أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء مِنْ رَأيه؟ ثم انْطُلِقَ بي فإذا أنا بقومٍ أشد شيء انتفاخاً، وأنتنهُ (11) ريحاً، وأسوأه منظراً، فقلتُ: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء
(1) خرق كبير لا عمق له مثل الذي يحمى عليه لإنضاج الطعام والذي يخبز فيه: أي الفرن. جمع ثقبة.
(2)
جلبة وضوضاء.
(3)
صوتوا وبكوا، وفي النهاية: أي ضجوا واستغاثوا، الضوضاء: أصوات الناس وغلبتهم، وهي مصدر. أهـ.
(4)
الضبع: وسط العضد، أو الضبع ما تحت الإبط، والمعنى مدا أيديهما على كتفي وجذباني إليهما لأتبعهما.
(5)
صعب المرتقى.
(6)
وسطه.
(7)
صوت بنحيب وضجيج وبكاء.
(8)
العرقوب من الإنسان قويق العقب: أي مشدودين من أقدامهم من هذه الجهة منكسين.
(9)
جوانب الفم مقطعة.
(10)
حلول زمن الإفطار بغروب الشمس.
(11)
أقذره.
قتلى الكفار، ثم انْطُلِقَ بي، فإذا أنا بقومٍ أشد شيء انتفاخاً وأنتنهُ ريحاً كأن ريحهم المراحيضُ (1) قلتُ: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون، ثم انْطُلِقَ بي فإذا أنا بنساء تنهشُ (2) ثُدِيَّهُنَّ الحياتُ. قلتُ: ما بال هؤلاء؟ قيل: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن (3)، ثم انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين. قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين، ثم شَرَفَ (4) شَرْفاً فإذا أنا بثلاثةٍ يشربون من خمرٍ لهم. قلتُ: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفرٌ وزيدٌ وابن رواحةَ، ثم شَرَفَ بي شَرْفاً آخرَ فإذا أنا بنفرٍ ثلاثةٍ. قلتُ: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك" رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، واللفظ لابن خزيمة.
[قال الحافظ]: ولا علة له.
12 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زنى الرجلُ خرج منه الإيمانُ، فكان عليه كالظلةِ (5)،
فإذا أقلعَ (6) رجع إليه الإيمان" رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والبيهقي والحاكم، ولفظه قال: "من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلعُ الإنسانُ القميص من رأسه".
13 -
وفي رواية للبيهقي "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإيمان سِرْبَالٌ (7) يُسَرْبِلُهُ (8) اللهُ من يشاء، فإذا زنى العبدُ نزع منه سربال الإيمان، فإن تاب (9) رُدَّ عليه".
(1) مجاري البول والغائط وكل شيء قذر. 123 - 2 ع
(2)
تأخذ بأسنانها: مقدمها أو بأضراسها.
(3)
لشدة قسوتهن على أطفالهن لا يرضعن أولادهن، أو مرضعات أطفال غير أطفالهن، ويتركن أولادهن يموتون جوعاً. وفيه طلب الرأفة والرحمة على الطفل وإرضاعه.
(4)
أي ارتفع شوطاً، من الشرف وهو العلو، وبابه نصر فهو مشروف.
(5)
الوقاية الحاجبة المانعة الأنوار مثل المظلة وظلة الشجرة.
(6)
كف عن الفاحشة.
(7)
قميص أو درع.
(8)
يلبسه. يسبه صلى الله عليه وسلم الإيمان بالملابس الساترة، ومن وقع في الفاحشة عرى وتجرد من الإيمان.
(9)
أناب إلى الله وعمل صالحاً وتحلى بالإيمان واستضاء به صدره.
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
14 -
وروى الطبراني عن شريكٍ عن رجلٍ من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه".
15 -
وعن عبد الله رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برَجُلٍ قد شرب فقال يا أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله (1) فمن أصاب من هذه القاذورة شيئاً فليستتر (2) بستر الله، فإنه من يُبدِ لنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليه كتاب الله (3)
وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: والَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلوُنَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلَاّ باِلْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ. وقال: قُرِنَ الزنا مع الشرك (4)، وقال: ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ" ذكره رزين، ولم أره بهذا السياق في الأصول.
16 -
وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَبَّدَ عابدٌ من بني إسرائيل، فَعَبَدَ اللهَ في صومعته ستين عاماً، فأمطرت الأرضُ فاخضرتْ، فأشرف (5) الراهبُ من صومعتهِ، فقال: لو نزلتُ فذكرتُ الله فازددتُ خيراً، فنزلَ ومعهُ رغيفٌ أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيتهُ امرأةٌ، فلم يزل يُكلمها وتُكلمهُ حتى غشيها (6)، ثم أُغْمِيَ عليه فنزل الغدير يستحمُّ (7) فجاء سائلٌ فأومأ (8) إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات، فَوْزِنَتْ عبادةُ ستين سنة بتلك الزنية فرجحت تلك الزنيةُ بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته، فرجحت حسناتهُ فَغُفِرَ له (9) " رواه ابن حبان في صحيحه.
(1) معاصيه. قال تعالى: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً واللذان يأيتانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً"(14 - 16 من سورة النساء).
(2)
معناه فليتب وليخف أمره وليتجنب الفضيحة والمجون وقلة الأدب والتبجح بذكر فعلته الشنعاء المنكرة.
(3)
نجلده أو نرجمه.
(4)
الكفر بالله.
(5)
اطلع على زهرة الدنيا وخضرتها.
(6)
جامعها.
(7)
يستحم كذا (ط وع) ص 123 - 2 أي يغتسل، وفي (ن د) ليستحم.
(8)
أشار.
(9)
معناه أن الله تعالى رجح ثقل هذه الفاحشة على عبادته، ولكن رجح الصدقة فقبل الله توبته وسامحه.
17 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يُكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظرُ إليهم ولهم عذابٌ أليمٌ، شيخٌ زانٍ (1)، وملكٌ كذَّابٌ، وعائلٌ مُستكبرٌ (2) " رواه مسلم والنسائي، ورواه الطبراني في الأوسط ولفظه:"لا ينظر الله يوم القيامة إلى الشيخ الزاني، ولا العجوز الزانية".
[العائل]: الفقير.
18 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعةٌ يُبغضهمُ الله: البياعُ (3) الحلَاّفُ، والفقير المُخْتَالُ (4)، والشيخ الزاني، والإمام الجائر (5) " رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
19 -
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: الشيخ الزاني، والإمام الكذاب (6)، والعائل المزهو (7) " رواه البزار بإسناد جيد، وتقدم في باب صدقة السر حديث أبي ذر، وفيه:"والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم (8) " رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
20 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله عز وجل إلى الأُشَيْمِطِ الزاني، ولا العائل المزهو" رواه الطبراني، ورواته ثقات إلا ابن لهيعة، وحديث حسن في المتابعات.
[الأشيمط]: تصغير أشمط، وهو من اختلط شعر رأسه الأسود بالأبيض.
21 -
وعن نافعٍ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) رجل كبير في السن هرم ليست عنده قوة الشهوة البهيمية، ومع ضعفه يزني.
(2)
مختال لا يسعى لعمله بل يتكبر.
(3)
كثير الحلف بالله ليروج بضاعته.
(4)
المتكبر الذي يتعاظم أن يحترف أو يكون في مهنة.
(5)
الظالم.
(6)
الحاكم ذو السلطان، ومع ذلك جبان يغير الحقيقة ويداهن ويخادع ولا يصدق مع قوته ونفاذ أمره.
(7)
الذي أصابه الزهو والعجب والكبر.
(8)
كثير الظلم.
قال: "لا يدخل الجنة مسكينٌ مُستكبرٌ (1)، ولا شيخٌ زانٍ، ولا منانٌ (2) على الله بعمله" رواه الطبراني من رواية الصباح بن خالد بن أبي أمية عن رافع، ورواته إلى الصباح ثقات.
22 -
ورويَ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن مجتمعون فقال: فذكر الحديث إلى أن قال: وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عامٍ، والله لا يجدها عاقٌ، ولا قاطعُ رحمٍ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا جارٌّ إزاره خُيلاء، إنما الكبرياء (3) لله رب العالمين" رواه الطبراني، ويأتي بتمامه في العقوق إن شاء الله.
23 -
وروي عن بُريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن السموات السبع، والأرضين السبع ليلعنَّ (4) الشيخ الزاني، وإن فُرُوجَ الزناة لَيُؤذِي أهل النار نَتْنُ ريحها (5) " رواه البزار.
24 -
ورويَ عن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما من حديث عبد السلام بن شداد أبي طالوتَ عن غزوان بن جرير عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "إن الناس تُرسلُ عليهم يوم القيامة ريحٌ مُنتنةٌ حتى يتأذى منها كل بَرٍّ وفاجرٍ حتى إذا بلغت منهم كل مبلغٍ ناداهم مُنادٍ يُسمعهمُ الصوتَ، ويقولُ لهم: هل تدرون هذه الريحَ التي قد آذتكم؟ فيقولون: لا ندري (6) والله إلا أنها قد بلغت منا كُلَّ مبلغٍ، فيقال: ألا إنها ريح فروج الزُناةِ الذين لقوا الله بزناهم ولم يتوبوا منه، ثم ينصرفُ بهم، ولم يذكر عند الصّرْفِ بهم جنةً ولا ناراً".
(1) متعاظم لا يعمل لكبره وعجبه بنفسه.
(2)
يتحدث بعمله افتخاراً ورياءً.
(3)
الترفع عن الانقياد، وذلك لا يستحقه غير الله تعالى، وقال عز شأنه:"وله الكبرياء في السموات والأرض"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما قصمته) ولتعظيم الله تعالى يقال الله أكبر لعبادته واستشعار تعظيمه.
(4)
ليلعن كذا (د وع) ص 135 - 2 وفي (ن ط): لتعلن.
(5)
قذارة ورداءة وشدة.
(6)
لا نعلم.
المقيم على الزنا كعابد وثن
وتقدم في شرب الخمر حديث أبي موسى، وفيه: "ومن مات مدمن الخمر سقاهُ الله من نهرِ الْغَوْطَةِ (1).
قيل: وما نهرُ الغوطة؟ قال: نهرٌ يجري من فُرُوج المومسات يعني الزانيات، يؤذي أهل النار ريحُ فروجهم".
25 -
وعن راشد بن سعدٍ المقرائي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عُرِجَ (2) بي مررتُ برجالٍ تُقْرَضُ (3) جلودهم بمقاريض من نارٍ، فقلت: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: الذين يتزينون لِلْزِّنَيةِ. قال: ثم مررتُ بِجُبٍّ مُنتن الريحِ، فسمعتُ فيه أصواتاً شديدةً، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: نساءٌ كُنَّ يتزينَّ لِلْزِّنْيَةِ، ويفعلن ما لا يحلُّ لهنَّ" رواه البيهقي في حديث يأتي في الغيبة إن شاء الله تعالى.
26 -
ورويَ عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المقيم على الزنا كعابد وَثَنٍ" رواه الخرائطي وغيره. وقد صح أن مدمن الخمرإذا مات لقيَ الله كعابد وثنٍ، ولاشك أن الزنا أشد وأعظم عند الله من شرب الخمر، والله أعلم.
27 -
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزالُ أمتي بخيرٍ ما لم يَفْشُ (4) فيهم ولدُ الزنا، فإذا فشا فيهم ولدُ الزنا فأوشك أن يَعُمهمُ الله بعذاب" روه أحمد، وإسناده حسن، وفيه ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع، ورواه أبو يعلى إلا أنه قال: لا تزالُ أمتي بخيرٍ مُتَماسكٍ أمْرُها مَا لم يظهر فيهم ولدُ الزنا".
وتقدم في كتاب القضاء حديث ابن عمر، وفي آخره:"وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة" رواه البزار.
(1) النهر العميق كما في النهاية. الغوط: عمق الأرض الأبعد، ومنه قيل للمطمئن من الأرض غائط، ومنه قيل لموضع قضاء الحاجة الغائط، لأن العادة أن الحاجة تقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر لها، ثم اتسع فيه حتى صار يطلق على النحو نفسه.
(2)
صعد به إلى السموات مع جبريل.
(3)
تقطع.
(4)
يكثر.
ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله
28 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قريةٍ فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله" رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
29 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه ذكر حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه: "ما ظهر في قومٍ الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله" روه أبو يعلى بإسناد جيد.
30 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية المُلَاعنة: "أيما امرأةٍ أدخلت على قومٍ مَنْ ليس منهم فليستْ مِنَ الله في شيء، ولن يُدخلها الله في شيء، ولن يُدخلها الله جنتهُ، وأيما رجلٍ جحد ولدهُ وهو ينظرُ إليه احتجبَ الله منه يوم القيامة، وفَضَحَهُ (1) على رؤوس الأولين والآخرين" رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه.
31 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنبِ أعظمُ عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً (2)، وهو خَلقَكَ، قلتُ: إن ذلك لعظيمٌ، ثم أيٌ؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يَطْعَمَ معك (3). قلتُ: ثم أي؟ قال: أن تُزاني حليلةَ جارك" رواه البخاري ومسلم، ورواه الترمذي والنسائي.
وفي رواية لهما: وتلا هذه الآية: "والَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلَاّ بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً".
[الحليلة] بفتح الحاء المهملة: هي الزوجة.
الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه، الحديث
32 -
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) كشف ستره أمام الخلائق كلهم، لأنه لا يحتاط ولا يغار على زوجته في حياته، وحوادث الصحف الآن شاهدة علىستهتاره. 27 - 6 - 1955 م.
(2)
شريكاً.
(3)
يأكل فيشاركك في رزقك. قال تعالى: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم".
لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرامٌ حَرَّمَهُ الله عز وجل ورسوله فهو حرامٌ إلى يوم القيامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لأن يزني الرجلُ بعشرِ نسوةٍ أيسرُ عليه من أن يزني بامرأةِ جارهِ (1) " رواه أحمد، ورواته ثقات، والطبراني في الكبير والأوسط.
33 -
ورويَ عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الزاني بحليلةَ جارهِ لا ينظرُ الله إليه يوم القيامةِ، ولا يُزكِّيهِ، ويقولُ: ادخُلِ النار مع الداخلين" رواه ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما.
34 -
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قعدَ على فِراشِ مُغِيبَةٍ قَيَّضَ (2) الله له ثُعباناً يوم القيامة" رواه الطبراني في الأوسط والكبير من رواية ابن لهيعة.
[المغيبة] بضم الميم وكسر الغين وبسكونها أيضاً مع كسر الياء: هي التي غاب عنها زوجها.
35 -
وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما، رفع الحديث، قال:"مثل الذي يجلسُ على فراش المُغِيبَةِ مثلُ الذي يَنْهَشُهُ (3) أسْوَدُ من أسَاوِدِ يوم القيامة" رواه الطبراني، ورواته ثقات.
[الأساود]: الحيات، واحدها أسود.
36 -
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُرْمَةُ نساء المجاهدين على القاعدين كَحُرْمَةِ أمهاتهم، ما من رجلٍ من القاعدين يَخْلُفُ
(1) عقاب هذه الفاحشة مضاعف مرات عديدة، لأن الله تعالى أمر بإكرام الجار ورعاية حرمته.
(2)
سبب وقدر، قال تعالى:"وقيضنا لهم قرناء" وقال تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين".
(3)
يقضمه بأضراسه، وفي العيني حليلة جارك: أي امرأة جارك، والرجل حليل لأن كل واحد منهما يحل على صاحبه، وقيل حليلة بمعنى محللة، من الحلال، وإنما عظم الزنا بحليلة جاره وإن كان الزنا كله عظيماً، لأن الجار له من الحرمة والحق ما ليس لغيره، وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه" أهـ ص 289 - 23
رجلاً من المجاهدين في أهله، فيخونهُ فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذُ من حسناته ما شاء حتى يرضى، ثم التفتَ إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فما ظنكم؟ " رواه مسلم وأبو داود إلا أنه قال فيه: "إلا نُصِبَ له يوم القيامة، فقيل: هذا خَلَفُكَ في أهلكَ، فخذ من حسناته ما شئت" ورواه النسائي كأبي داود، وزاد: أترون يَدَعُ لَهُ مِنْ حسناتهِ شيئاً؟.
فصل
37 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سبعةٌ يُظلهمُ (1) الله في ظلهِ يوم لا ظل إلا ظلهُ: الإمام العادل (2) وشابٌ (3) نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ قلبهُ مُعلقٌ بالمساجد (4)، ورجلان تحابا في الله (5) اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجلٌ دعتهُ (6)
امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخاف الله (7)، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (8)، ورجلٌ ذكر الله خالياً (9) ففاضت عيناهُ" رواه البخاري ومسلم.
(1) يدخلهم في رحمته وكنفه، قال في العيني إضافة الظل إلى الله تعالى إضافة تشريف إذ الظل الحقيقي هو منزه عنه، لأنه من خواص الأجسام، وقيل ثمة محذوف: أي ظل عرشه، وقيل المراد منه الكنف من المكاره في ذلك الموقف الذي تدنو منهم الشمس ويشتد عليهم الحر ويأخذهم العرق، يقال فلان في ظل فلان: أي في كنفه وحمايته. أهـ ص 287 جـ 23
(2)
الوالي الذي يضع الشيء في موضعه ويحكم بالحق.
(3)
فتى نشأ وترعرع من صغره. قيل لم يقل رجل، لأن العبادة في الشاب أشق وأشد لغلبة الشهوات، لأنه جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل مع القوة والفتوة والميل إلى الشهوات.
(4)
أي يحافظ على الجماعات في أول الوقت ويكثر من الاعتكاف فيها يذكر الله ويسبحه ويحمده. ويعمرها وينظفها.
(5)
تصاحبا بسبب طاعة الله.
(6)
طلبته: أي ذات حسب ونسب، وخصها بالذكر لكثرة الرغبة فيها.
(7)
امتنع، خشية من الله وخوف عقابه.
(8)
مبالغة في الإخفاء: أي لو قدرت الشمال رجلاً مستيقظاً لما علم صدقة اليمين لمبالغته في الإسرار، وهذا في صدقة التطوع. أهـ عيني.
(9)
أي في موضع هو وحده، إذ لا يكون فيه شائبة الرياء، بكى لتقصيره أمام الله جل وعلا واستصغر صالحاته بجوار نعم ربه، قال تعالى:"ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" أسند الفيض إلى العين مبالغة في شدة الخوف، وقال تعالى:"إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"(10 - 12 من سورة الملك). =
حديث الكفل، وحديث الثلاثة الذين سد عليهم الغار
38 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ حديثاً لو لم أسمعهُ إلا مرةً أو مرتين حتى عد سبع مراتٍ، ولكن سمعتهُ أكثر من ذلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان الكفل من بني إسرائيل، وكان لا يتورعُ (1)
من ذنبٍ عملهُ، فأتتهُ امرأةٌ، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما أرادها على نفسها ارتعدتْ (2) وبكت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: لأن هذا عملٌ ما عملتهُ، وما حَمَلَنِي عليه إلا الحاجةُ (3)، فقال: تفعلين أنتِ هذا من مخافةِ الله، فأنا أحرى (4)، اذهبي فلك ما أعطيتُكِ، ووالله لا أعصيهِ بعدها أبداً، فمات من ليلتهِ فأصبحَ مكتوباً على بابه: إن الله قد غفرَ (5) للكفلِ، فعجبَ الناسُ من ذلك" رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
39 -
وعن ابن عمر أيضاً رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "انطلقَ ثلاثةُ نفرٍ (6) ممن كان قبلكم حتى أواهمُ المبيتُ (7) إلى غارٍ (8) فدخلوهُ فانحدرتْ (9) صخرةٌ من الجبلِ فسدتْ عليهم الغار فقالوا: إنه لا يُنْجِيكم (10) من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فذكر الحديث إلى أن قال (11) الآخر: اللهم كانت لي ابنةُ عمٍ، كانت أحب الناس إليَّ، فأردتها (12) على نفسها، فامتنعت مني حتى ألَّمَتْ (13)
بها سنةٌ من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة
= أي يخافون عذابه غائباً عنهم لم يعاينوه بعد، أو غائبين عنه أو عن أعين الناس، أو بالمخفى عنهم وهو قلوبهم. أهـ بيضاوي. أريد أن تكون أيها المسلم واحداً من هذه السبعة: إذا وليت أمور الناس فاعدل، وتحر الحق، وإذا كنت يافعاً صغير السن فاتبع سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وبكر على طاعة الله وحافظ على أداء الفرائض في المسجد جماعة، وآخِ في الله، واترك الفواحش، وأنفق ينفق الله عليك، واخش الله في سرك وعلانيتك تربح.
(1)
لا يتكلف التباعد، يقال ورع عن المحارم وورعته: كففته فتورع.
(2)
رجف فؤادها واقشعر جسمها.
(3)
الفاقة والفقر.
(4)
أولى وأحق.
(5)
ستر عيوبه وسامحه فحظي بالقبول ونال رحمة الله.
(6)
جماعة الرجال من ثلاثة إلى عشرة أو سبعة.
(7)
ألجأهم موضع البيتوتة إلى كهف.
(8)
بيت منقور في جبل.
(9)
هبطت ونزلت.
(10)
لا يخلصكم.
(11)
إلى أن قال الآخر كذا (د وع 138 - 2)، وفي (ن ط) إلى أن قال: قال له الآخر.
(12)
كناية عن طلب الجماع.
(13)
نزلت بها سنة من سني القحط فأحوجتها. في الحديث: إخلاص العمل لله وحده ينفعك.
دينارٍ على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أُحِلُّ لك أن تَفُضَّ الخاتمَ إلا بحقهِ فتَحَرَّجْتُ (1) من الوقوع عليها فانصرفت عنها، وهي أحبُّ الناس إليَّ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها (2). اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج (3) عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرةُ" الحديث. رواه البخاري ومسلم، وتقدم بتمامه في الإخلاص، ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه، ويأتي في بر الوالدين إن شاء الله تعالى.
[ألمت] هو بتشديد الميم، والمراد بالسنة: العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئاً سواء نزل غيث أم لم ينزل، ومراده أنه حصل لها احتياج وفاقة بسبب ذلك.
[وقوله: تفض الخاتم]: هو كناية عن الوطء.
40 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا شباب قريشٍ: احفظوا فروجكم، لا تزنوا، ألا من حَفِظَ فَرْجَهُ، فله الجنة" رواه الحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
41 -
وفي رواية للبيهقي: "يا فتيان قريشٍ لا تزنوا، فإنه من سَلِمَ (4) له شبابهُ دخل الجنة".
42 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها (5)، وحصنت (6) فرجها، وأطاعت بعلها (7)
دخلت من أي أبواب الجنة شاءت" رواه ابن حبان في صحيحه.
من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة
43 -
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) فعلت فعلاً يبعدني عن الإثم، ويخرج بي من الحرج، وهو الذنب والضيق.
(2)
أي المبلغ المتفق عليه، والذهب يذكر ويؤنث.
(3)
أزل ما عندنا من الألم، فأزاح الله الصخرة إجابة لطلبهم، ذكر هذا الحديث البخاري في باب من استأجر أجيراً فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد، أو من عمل في مال غيره فاستفضل. أهـ من العيني ص 90 جـ 12
(4)
من حفظ فتوته من الوقوع في المعاصي.
(5)
الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
(6)
حفظت فرجها من الزنا.
(7)
زوجها كأن المطلوب من الزوجة المحافظة على:
(أ) الصلاة.
(ب) العفاف.
(جـ) الطاعة. ص 122 جـ 12
"من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ (1) وما بين رجليه تَضَمَّنْتُ له بالجنة" رواه البخاري واللفظ له، والترمذي وغيرهما.
[قال الحافظ]: المراد بما بين لحييه: اللسان، وبما بين رجليه: الفرج، واللحيان: هما عظما الحنك.
44 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وقاهُ الله شر ما بين لحييهِ، وشر ما بين رجليه دخل الجنة" رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
45 -
وعن أبي رافعٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ ما بين فَقْمَيْهِ وفخذيهِ دخل الجنة" رواه الطبراني بإسناد جيد.
[الفقمان] بسكون القاف: هما اللحيان.
46 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة" رواه أبو يعلى، واللفظ له والطبراني، ورواتهما ثقات.
47 -
وفي رواية للطبراني قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: يحفظ الرجل ما بين فقميه وما بين رجليه".
48 -
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً (2)
من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا
(1) يريد صلى الله عليه وسلم إخبار ذلك الذي يتحفظ من أن يدخل في فمه طعاماً حراماً ولا يقع في فاحشة بالجنة أي الذي ضمن فمه وفرجه لا تحصل منهما معصية ضمن صلى الله عليه وسلم له الجنة ليحظى بنعيمها ورضوان الله هذا إلى حفظ لسانه من الغيبة والنميمة، والإفساد بين الناس كما ذكره الحافظ المنذري في معاصي اللسان.
(2)
يطلب صلى الله عليه وسلم من أمته أن تحافظ على ستة:
(أ) الصدق.
(ب) الوفاء.
(جـ) أداء الأمانة.
(د) عدم ارتكاب الفواحش.
(هـ) غض البصر.
(و) عدم السرقة، وكف الأذى عن الناس، وعدم الظلم.
قال تعالى: "ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون =
إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغُضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.
= حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون وذلك ظنكم الذي ظننتم بربك أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم، وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين" (18 - 24 من سورة فصلت). (يوزعون): يحبس أولهم على آخرهم لئلا يتفرقوا، وهو عبارة عن كثرة أهل النار، وينطق الله تعالى الجوارح، أو يظهر عليها آثاراً تدل على ما اقترف بها فتنطق بلسان الحال وتعد أفعال العصاة (وما كنتم): أي كنتم تستترون عن الناس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضيحة وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم فما استترتم عنها، وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق أنه لا يمر عليه حال إلا وهو عليه رقيب (المعتبين): المجابين إليها. أهـ. بيضاوي.
لقد ذكر الله تعالى هذه الآيات بعد تعداد أفعال عاد وثمود لينبه المسلمين أن يعتبروا ويتعظوا ويتباعدوا من فعل الموبقات وارتكاب المعاصي، رجاء إحسان الله إليهم في الدنيا والآخرة، ولذا أعقب هذه القصة قول الله تبارك وتعالى:"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"(30 - 36 من سورة فصلت).
الآيات الواردة في اجتناب النكاح المحرم:
(أ) قال تعالى: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا"(32 من سورة النساء).
(ب) وقال تعالى: "ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً"(68 - 69 من سورة الفرقان). وقال تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"(90 من سورة النحل).
(جـ) وقال تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن"(33 من سورة الأعراف).
(د) وقال تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً" (15 - 16 من سورة النساء).
(هـ) وقال تعالى: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين"(2 - 3 من سورة النور). =