الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب النكاح وما يتعلق به
ابتداء الجزء الثاني من النسخة المعمارية المخطوطة المحفوظة
الترغيب في غض البصر
والترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها
1 -
عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني عن ربه عز وجل: "النظرة (1) سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته (2)
إيماناً يجد حلاوته في قلبه" رواه الطبراني، والحاكم من حديث حذيفة، وقال: صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: خرّجاه من رواية عبد الرحمن بن إسحق الواسطي، وهو واهٍ.
2 -
وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلمٍ ينظرُ إلى محاسن امرأة، ثم يغض (3) بصرهُ إلا أحدث الله له عبادةً يجدُ حلاوتها في قلبه" رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: ينظر إلى امرأةٍ أول رَمْقَةٍ، والبيهقي وقال: إنما أراد إن صح، والله أعلم: أن يقع بصرهُ عليها من غير قصدٍ فيصرفَ بصره عنها تورعاً.
3 -
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُ عينٍ باكيةٌ (4) يوم القيامة إلا عينٌ غضتْ (5) عن محارم الله، وعينٌ سهرت (6) في سبيل الله، وعينٌ خرج منها مثل رأس الذباب (7) من خشية الله" رواه الأصبهاني.
(1) الاطلاع بالعين إلى الأجنبية يبعث شعاعاً من أشعة إبليس المهلكة.
(2)
جعلت بدله إيماناً يشعر بلذاته في قلبه.
(3)
يمنعه خوفاً من الله.
(4)
متألمة بشدة البكاء من هول الموقف.
(5)
امتنعت من المعاصي.
(6)
باتت تحرس يقظة طيلة ليلها.
(7)
تدمع ويسيل من غربها خوفاً من عذابه.
4 -
وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا ترى أعْيُنُهُمُ النار: عينٌ حرست في سبيل الله، وعينٌ بكتْ من خشية الله، وعينٌ كَفَّتْ عن محارم الله" رواه الطبراني، ورواته ثقات معروفون إلا أن أبا حبيب النعقري ويقال له القنوي لم أقف على حاله.
5 -
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي سِتاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا (1) إذا حدَّثتم، وأوفوا (2) إذا وعدتم، وأدوا الأمانة (3) إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم (4)، وغضوا (5)
أبصاركم وكفوا (6) أيديكم" رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
[قال الحافظ]: بل المطلب لم يسمع من عبادة، والله أعلم.
يا علي لا تتبع النظرة النظرة
6 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عليُّ إن لك كنزاً في الجنة، وإنك ذو قَرْنيْها فلا تُتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة (7) " رواه أحمد.
ورواه الترمذي، وأبو داود من حديث بُريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرةُ"، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. قوله صلى الله عليه وسلم لعليٍ: "وإنك ذو قَرْنَيْها: أي ذو قَرْنَيْ هذه الأمة، وذاك لأنه كان له شَجَّتَانِ في قرني رأسه إحداهما من ابن مُلجَمٍ لعنه الله، والأخرى من عمرو بن وُدٍ، وقيل معناه: إنك ذو قرني الجنة: أي ذو طرفيها ومَلِيكُهَا المُمَكَّنُ فيها الذي يسلك جميع نواحيها كما سلك
(1) قولوا الصدق، وتحروا الحق، الموافق للواقع، والخبر الصحيح.
(2)
أتموا الميعاد، وحافظوا عليه.
(3)
راعوا الودائع.
(4)
لا تفعلوا الفاحشة.
(5)
لا تنظروا إلى الأجنبيات.
(6)
امنعوا أيديكم من الأذى، والسرقة والتعدي.
(7)
إرسال النظرة الثانية، واستمرار العين تطلع، ع.
الإسكندر جميع نواحي الأرض شرقاً وغرباً فَسُمِّيَ ذا القرنين على أحد الأقوال، وهذا قريب، وقيل: غير ذلك، والله أعلم.
7 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، فهو مُدركٌ ذلك لا محالة، العينان: زناهما (1) النظر، والأذنان: زناهما الاستماع (2)، واللسان: زناه الكلام (3)، واليد: زناها البطش، والرِّجْلُ: زناها الخطى (4)،
والقلبُ يَهْوَى (5) وَيتمنى، ويُصَدِّق ذلك الفَرْجُ، أو يُكذبه (6) " رواه مسلم والبخاري باختصار، وأبو داود والنسائي، وفي رواية لمسلم، وأبي داود: واليدان تزنيان، فزناهما البطشُ، والرِّجْلَانِ تزنيان، فزناهما المشي، والفمُ يزني فزناه القُبَلُ.
8 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العينان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني" رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى.
9 -
وعن جرير رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفُجَاءةِ، فقال: اصرف (7) بصرك" رواه مسلم، وأبو داود والترمذي.
ما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع
10 -
وعن عبد الله، يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإثم حَوَّازُ القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع (8) "
(1) المعنى أن الله تعالى يعذب العين بالنار يوم القيامة لتطلعها إلى محرم بقصد بلا فجاءة.
(2)
سماع صوت المرأة.
(3)
التحدث بالفسوق، وفعل الفاحشة.
(4)
المشي إلى المعصية.
(5)
يميل ويرجو.
(6)
والوقوع في حمأة الزنا، وارتكاب هذه الموبقة من هذا العضو، فهذه أعضاء الجسم تسبب صغائر، ولكن عضوا التناسل إذا حصل منهما التقاء الختانين فقد زنيا. وفي جواهر البخاري شرح القسطلاني: كتب: أي قدر، ونصيبه حظه بما قدره الله عليه (لا محالة) أي لا حيلة له في التخلص من إدراك ما كتب عليه، ولابد له منه فزنا العين النظر بشهوة، وزنا اللسان النطق بما يستلذ به من محادثة ما لا يحل له، قال ابن بطال سمى النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي. أ. هـ. ص 507، والمراد أن العاقل يحفظ جوارحه من كل صغيرة، ولا يسترسل في مقدمات الفاحشة خشية غواية الشيطان، والوقوع في شركه، وفي الحكم (من العصمة أن لا تجد) وعد الشيخ القسطلاني النظرة، والقبلة، واللمسة، والغمزة من الصغائر في شرح قول ابن عباس رضي الله عنهما (ما رأيت شيئاً أشبه باللمم).
(7)
بمجرد وقوعه على شيء تكرهه حوله ووجهه إلى جهة أخرى.
(8)
رجاء وأمل لأنه مفسد يتتبع الأخطاء.
رواه البيهقي وغيره، ورواته لا أعلم فيهم مجروحاً، لكن قيل صوابه الوقوف.
[حوّاز القلوب]: بفتح الحاء المهملة، وتشديد الواو، وهو ما يحوزها، ويغلب عليها حتى ترتكب ما لايحسن، وقيل: بتخفيف الواو، وتشديد الزاي: جمع حازة، وهي الأمور التي تحزّ في القلوب، وتحك وتؤثر، وتتخالج في القلوب أن تكون معاص، وهذا أشهر.
11 -
ورويَ عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَتَغُضُّنَّ (1)
أبصاركم، وَلتَحْفَظُنَّ فُرُوجكم، أو لَيَكْسِفَنَّ اللهُ وجوهكم" رواه الطبراني.
ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال
12 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من صباح إلا وَمَلَكَانِ يُنَاديانِ: ويلٌ (2) للرجال من النساء، وويلٌ للنساء من الرجال" رواه ابن ماجة، والحاكم وقال صحيح الإسناد.
13 -
وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجد إذ دخلت امرأةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ في زِينةٍ لها في المسجد، فقال النبي
(1) لتمنعن عيونكم أن تنظر إلى محرم، ولتبتعدن عن الفاحشة، وإلا يغير الله معالمكم، ويطمس على قلوبكم ويمسخكم أيها الفسقة العصاة الفجرة، قال تعالى:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون"(30 - 31 من سورة النور). (يغضوا) يمنعوا ما يكون نحو محرم (إن الله خبير) لا يخفى عليه إجالة أبصارهم، واستعمال سائر حواسهم، وتحريك جوارحهم، وما يقصدون بها فليكونوا على حذر منه في كل حركة وسكون (يغضضن) فلا ينظرن إلى ما لا يحل لهن النظر إليه من الرجال (ويحفظن فروجهن) بالتستر أو التحفظ عن الزنا وتقديم الغض لأن النظر بريد الزنا (ولا يبدين زينتهن) كالحلي والثياب والأصباغ فضلاً عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له (إلا ما ظهر منها) عند مزاولة الأشياء كالثياب، والخاتم فغن في سترها حجراً، وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المواضع أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية والمستثنى هو الوجه، والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر، فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة، وتحمل الشهادة (وليضربن بخمرهن) ستراً لأعناقهن (إلا لبعولتهن) فإنهم المقصودون بالزينة، ولهم أن ينظروا إلى جميع بدنهن حتى الفرج يكره. أ. هـ (بيضاوي).
(2)
غواية، وفتن جالبة الدخول في جهنم، وفي الغريب، قال الأصمعي، ويل قبح، وقد يستعمل على التحسر، ومن قال ويل واد في جهنم، فإنه لم يرد أن ويلاً في اللغة هو موضوع لهذا، وإنما أراد من قال الله تعالى ذلك فيه، فقد استحق مقراً من النار وثبت ذلك له "فويل لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون" أ. هـ.
يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لُبْسِ الزينة والتبختر (1) في المسجد، فإن بني إسرائيل لم يُلْعَنُوا حتى لَبِسَ نساؤهم الزينة، وتبختروا في المساجد" رواه ابن ماجة.
لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان
14 -
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجلٌ من الأنصار: أفرأيت الحَمَ؟ قال: الْحَمَ الموْتُ (2) " رواه البخاري ومسلم والترمذي، ثم قال: ومعنى كراهية الدخول على النساء، على نحو ما رويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان (3) ".
[الحم]: بفتح الحاء المهملة، وتخفيف الميم، وبإثبات الواو أيضاً، وبالهمز أيضاً: هو أبو الزوج، ومن أدلى به كالأخ والعم، وابن العم ونحوهم، وهو المراد هنا، كذا فسره الليث بن سعد وغيره، وأبو المرأة أيضاً، ومن أدلى به، وقيل: بل هو قريب الزوج فقط، وقيل: قريب الزوجة فقط. قال أبو عبيد في معناه: يعني فليمت، ولا يفعلن ذلك، فإذا كان هذا رواية في أب الزوج، وهو محرَم فكيف بالغريب؟ انتهى.
15 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1) المشي خيلاء.
(2)
قد يكون الهلاك مع أقارب الزوجة لتيسر وجودهم مع المرأة، والقرابة لا تدعو إلى الاختلاط مع الطمأنينة ويؤتى الحذر من مكمنه، وفي كتابي (مختار الإمام مسلم) فيه تحريم الخلوة بالأجنبية، والحمو أقارب زوج المرأة كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه، ونحوهم، ومعنى الحمو الموت: أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة من غير أن ينكر عليه، وقد يكون المراد أيضاً بالحمو أقارب الزوج (غير آبائه وأبنائه لأنهم محارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها) مثل الأخ، وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم.
(3)
يرخي لهما عنان الغواية، ويمشي بينهما بالفساد، ويوسوس ويزين لهم المعصية، ويسول لهما الزنا، اكتب هذا، وبيدي صحيفة الجهاد تنبئ عن حادثة شاب موظف بالمساحة عشق فتاة من سنة، واصطحبا في النزهة، والذهاب إلى الأماكن الخلوية، وفي يوم تغيرت أخلاق الشاب فاختار حبيبة ثانية، ولما رأته الأولى خدعته، وزينت له نزهة في زورق، واختليا على شاطئ النيل، وانتهزت فرصة، وغدرت به، ورمته في النيل، تلك حادثة الخلوة بالأجنبية آخرها دمار وفاحشة، نسأل الله السلامة فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسن قانون السعادة، ومنهج السيادة، ورغد العيش، وطيب السيرة هو عدم الخلوة بالأجنبية مطلقاً.
"لا يخلون أحدكم بامرأةٍ إلا مع ذي مَحْرَمٍ"(1) رواه البخاري ومسلم.
وتقدم في أحاديث الحمّام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه:"وَمَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه مَحْرَمٌ" رواه الطبراني.
16 -
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يُطْعَنَ (2)
في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأةً لا تحل له" رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح.
[المخيط]: بكسر الميم، وفتح الياء: هو ما يخاط به كالإبرة والمسلة، ونحوهما.
ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا ودخل الشيطان بينهما
17 -
وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياك والخلوة (3) بالنساء، والذي نفسي بيده ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا ودخل الشيطان بينهما، ولأن يَزْحَمَ رجلٌ خنزيراً مُتلطخاً بطين، أو حَمْأةٍ خيرٌ له مِنْ أن يَزْحَمَ (4) منكبهُ منكب (5)
امرأةٍ لا تحل له" حديث غريب، رواه الطبراني.
(1) ذو الحرم من لا يحل له نكاحها من الأقارب كالأب، والابن، والأخ، والعم، ومن يجري مجراهم. أ. هـ (نهاية).
(2)
والله لأن يطعن رأس أحدكم بسلاح حاد أهون عقاباً، وأيسر عذاباً من لمس امرأة أجنبية.
(3)
احذر الخلوة وتجنبها، والجلوس معها منفرداً.
(4)
يدفع من زحمته زحماً من باب نفع: دفعته، وزاحمته مزاحمة وزحاماً، والمعنى القرب من خنزير، ذلك الحيوان القذر أحسن من القرب من المرأة وملامستها.
(5)
منكب الشخص: مجتمع رأس العضد والكتبف: لأنه يعتمد عليه، من نكب عن الطريق: عدل ومال، ونكب على القوم نكابة بالكسر فهو منكب مثل مجلس، وهو عون العريف. أ. هـ. (مصباح). يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يتجنبوا الخلوة بالسيدات خشية إفساد الشيطان وإضلاله، ورجاء العصمة، والابتعاد عن الغواية، والوقوع في المكاره، ثم يقسم صلى الله عليه وسلم بالقاهر القادر الذي بيده تصاريف الأمور إن خلوة الرجل بالمرأة تجعل للشيطان ميداناً واسعاً يمرح فيه بالتحدث بالوقوع في المعاصي ومقاربة الخنزير أسلم عاقبة من الجلوس بجوار المرأة والاحتكاك بها، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الحوادث الآن تنبئ بالقتل والانتحار من جراء مزاحمة الأجنبيات، والاختلاط بهن بلا نكاح شرعي، نسأل الله السلامة، قال تعالى:"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"(52 من سورة النور)، وقال تعالى:"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"(36 من سورة الإسراء)، (ولا تقف) ولا تتبع ما لم يتعلق به علمك تقليداً أو رجماً بالغيب قال البيضاوي: أي كل هذه الأعضاء، فأجراها مجرى العقلاء، لما كانت مسئولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها، وفيه دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه على المعصية. أ. هـ.، وقال تعالى:"اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجهلم بما كانوا يكسبون"(65 من سورة يس)، (نختم) نمنعها عن الكلام (يكسبون) بظهور آثار المعاصي عليها ودلالتها على أفعالها أو إنطاق الله إياها.