الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر
1 -
عن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليقٍ (1) " رواه مسلم.
2 -
وعن الحسن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مِنَ الصدقة أن تُسَلِّمَ على الناس، وأنت طليقُ الوجهِ" رواه ابن أبي الدنيا، وهو مرسل.
3 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ معروفٍ صدقةٌ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طلقٍ، وأن تُفْرِغَ (2) من دَلْوِكَ في إناء أخيك" رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصدرُه في الصحيحين من حديث حذيفة وجابر.
= "يمشون على الأرض هوناً" أي حلماً. وقال ابن أبي حبيب في قوله عز وجل (وكهلاً): قال الكهل منتهى الحلم، وقال مجاهد "وإذا مروا باللغو مروا كراماً" أي إذا أوذوا صفحوا، وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وقال الحسن: اطلبوا العلم وزينوه بالوقار والحلم. وقال علي رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن لا تباهي الناس بعبادة الله وحده، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى. ومعنى الحلم كما في الغريب: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب. وقد وصف الله به سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام "إن إبراهيم لحليم أواه منيب" وكما قال تعالى في ولده "فبشرناه بغلام حليم" أي وجدت فيه قوة الحلم.
ومن أقوال الشعراء في الحلم:
أحب مكارم الأخلاق جهدي
…
وأكره إن أعيب وأنا أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلماً
…
وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه
…
ومن حقر الرجال فلن يهابا
ولا خير في حلم إذا لم تكن له
…
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
…
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ألا إن حلم المرء أكرم نسبة
…
تسامى بها عند الفخار حليم
فيا رب هب لي منك حلماً فإنني
…
أرى الحلم لم يندم عليه كريم
(1)
منبسط الوجه متهلله ببشاشة ولطف، يقال طلق الرجل طلاقة فهو طلق وطليق. ينهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستصغر الإنسان عمل الخير مهما قل، وإن كان مثل إظهار المودة والبشاشة لأخيك.
(2)
تصب: أي من عمل البر إعطاء الماء لأخيك، وإن كثر الماء، وهذا فعل محمود حسن لك عليه ثواب من الله جل وعلا.
تبسمك في وجه أخيك صدقة
4 -
وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقةٌ، وأمْرُكَ بالمعروف، ونَهيُكَ عن المنكر صدقةٌ، وإرشادك الرجل في أرض (1) الضلال لك صدقةٌ، وإماطتك الأذى (2) والشَّوْكَ والْعَظْمَ عن الطريق لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيك لك صدقةٌ" رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه، وزاد:"وبَصَرُكَ للرجلِ الرَّدِئ البَصَرِ لكَ صدقة".
5 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ تبسمك في وجه أخيك يُكْتَبُ لك به صدقةٌ، وإماطتك الأذى عن الطريق يُكتبُ لك به صدقةٌ، وإنَّ أمْرَكَ بالمعروف صدقةٌ، وإرشادكَ الضال (3) يُكْتَبُ لك به صدقةٌ" رواه البزار والطبراني من رواية يحيى بن أبي عطاء، وهو مجهول.
6 -
وعن أبي جُرِيٍّ الْهُجَيْمِي رضي الله عنه قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلتُ يا رسول الله: إنا قومٌ من أهل الباديةِ، فَعَلِّمْنَا شيئاً ينْفَعُنَا الله به؟ فقال: لا تَحْقِرَنَ من المعروف شيئاً، ولو أن تُفرغَ من دَلوكَ في إناء المُسْتَسْقِي (4)، ولو أن تُكلمَ أخاك، ووجهكَ إليه مُنْبَسِطٌ، وإياك وإسبالَ (5) الإزارِ فإنه من المخيلة (6)، ولا يُحِبُّهَا اللهُ، وإن امرؤ شَتَمَكَ بما يعلمُ فيك فلا تشتمهُ بما تعلمُ فيه، فإن أجرهُ لك وَوَبَالَهُ (7) على من قالهُ" رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي مفرّقاً، وابن حبان في صحيحه واللفظ له.
7 -
وفي رواية النسائي: "فقال: لا تحقرن من المعروف شيئاً أن تأتيهُ، ولو أن تَهَبَ صَلَةَ الْحَبْلِ، ولو أن تُفرغَ من دلوك في إناء المُستسقي، ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك
(1) نصيحته أو دلالة على الخير والصواب بلا فسوق.
(2)
إزالتك كل ما فيه ضرر. يبين صلى الله عليه وسلم تشعب أفعال الخير من بشاشة وهداية وإبعاد أذى.
(3)
الضال كذا (د وع ص 201 - 2)، وفي (ن ط): الضلال، ومعنى الضال الضائع التائه غير عارف الطريق أو الجهال.
(4)
طالب السقيا من استسقى.
(5)
إمداده وطوله.
(6)
الكبر والبطر.
(7)
ضرره وعقابه.
بَسطٌ إليه، ولو أن تُونِسَ (1) الوَحْشَانَ بنفسك، ولو أن تَهَبَ الشِّسْعَ (2) ".
الكلمة الطيبة صدقة
8 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ" رواه البخاري ومسلم في حديث.
9 -
وعن عدي بن حاتمٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار (3)، ولو بشقِّ تمرةٍ، فمن لم يجد فبكلمة طيبةٍ" رواه البخاري ومسلم.
10 -
وعن المقدام بن شُريحٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قُلْتُ يا رسول الله حَدِّثْنِي بشيء يُوجبُ لي الجنة، قال: مُوجبٌ الجنة (4) إطعامُ الطعامِ، وإفشاء السلامِ (5) وَحُسْنُ الكلامِ" رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت، والحاكم إلا أنهما قالا: "عليك بِحُسْنِ الكلام، وبَذْلِ الطعامِ" وقال الحاكم: صحيح ولا علة له، رواه البزار من حديث أنس، "قال: قال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي عملاً يُدْخِلُنِي الجنة؟ قال: أطعِمِ الطعامَ، وأفْشِ السلامَ، وأطِبِ الكلامَ، وَصَلِّ (6) بالليل والناسُ نيامٌ تدخل الجنة بسلامٍ".
11 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غُرْفَةً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالكٍ الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً
(1) كثير الوحشة الخائف فتزيل وحشته وتطمئن خاطره.
(2)
النعل تجعله له هبة وعطاء.
(3)
اجعلوا وقاية بينكم وبين النار بإقامة حاجز حصين، ولو بالتصدق بنصف تمرة، والذي ليس عنده شيء يقدم كلمة طيبة تنفعه في حشره وتبعد عنه عذاب جهنم.
(4)
الذي يوصل الجنة بحق ويضمن:
(أ) كثرة الجود والإنفاق وبذل العيش للأكل.
(ب) بذل السلام لمن عرفت، ومن لم تعرف.
(جـ) طيب الكلام وبديعه ولطيفه.
(5)
(على من عرفت ومن لم تعرف)، وفي الفتح أي لا تخص به أحداً تكبراً أو تصنعاً، بل تعظيماً لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم.
(6)
تهجد.