الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" رواه أبو يعلى وغيره، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر، وبالجملة فهذا المتن مع غرابته يكتسب بكثرة طرقه قوة، والله أعلم.
ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا نصح لسيده (1) وأحسن عبادةَ الله فله أجرهُ مرتين" رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
2 -
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المملوك الذي يُحسن عبادة ربه، ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق، والنصيحة والطاعة، له أجران" رواه البخاري.
3 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لهم أجران: رجلٌ من أهلِ الكتاب آمن بنبيه (2) وآمن بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك (3) إذا أدى حق الله، وحقَّ مواليه (4)
ورجلٌ كانت له أمَةٌ (5) فأدَّبها، فأحسن تأديبها، وعَلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها (6) فتزوجها، فله أجران" رواه البخاري، ومسلم والترمذي وحسنه، ولفظه قال:
(1) أخلص لمالكه خدم بجد: يدخل فيه كل خادم أخلص في عمله وأتقنه، وأدى حقوقه مستوفاة وحفظ ماله وغيبته واتبع ما يرضي رئيسه، ثم أدى حقوق الله تعالى، وأطاع ربه، فالله تعالى يؤتيه:
(أ) ثواب إتقان عمله وإطاعة رئيسه وأمانته وإخلاصه.
(ب) وثواب عبادته سبحانه وتعالى من ذكر وتسبيح واستغفار وصلاة وصوم وهكذا.
(2)
أي كان متبعاً شريعة نبي من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم ثم اتبع شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فثوابه مضاعف:
(أ) ثوابه اتباع نبيه.
(ب) ثواب اتباع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
وكذا المملوك إذا أحسن لله في عبادته وأطاع سيده وحفظ ماله وأتقن عمله.
(4)
أسياده ومالكيه.
(5)
جارية.
(6)
أطلقها حرة فله أجران:
(أ) ثواب تربيتها.
(ب) ثواب زواجها، قال الله تعالى:"فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة" وفي الفتح العبد المملوك الصالح له أجران، واسم الصلاح يشمل شرطين: إحسان العبادة والنصح للسيد، ونصيحة السيد تشمل أداء حقه من الخدمة وغيرها. أ. هـ. (ص 108 جـ 13)، ووصف العبد بالمملوك لأن العبد أعم من أن يكون مملوكاً أو غير مملوك، فإن الناس كلهم عبيد الله.
ثلاثةٌ يؤتون أجرهم مرتين: عبدٌ أدى حق الله وحق مواليه، فذاك يُؤتى أجرهُ مرتين، ورجلٌ كانت عنده جاريةٌ وضيئةٌ فأدَّبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها، ثم تزوجها يبتغي بذلك وجه الله، فذلك يؤتى أجره مرتين، ورجلٌ آمن بالكتاب الأول، ثم جاء الكتاب الآخرُ فآمن به فذلك يؤتى أجره مرتين.
[الوضيئة]: بفتح الواو، وكسر الضاد المعجمة ممدوداً: هي الحسنة الجميلة النظيفة.
4 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للعبد المملوك المصلح (1) أجران، والذي نفسُ أبي هريرة بيده (2) لولا الجهاد في سبيل الله، والحج، وبرُّ أمي لأحببتُ أن أموت وأنا مملوك (3) " رواه البخاري ومسلم.
5 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عبدٌ أطاع الله، وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً، فيقول السيد: رب
(1) أي الصالح في عبادة الرب ونصح السيد.
(2)
هذا من كلام أبي هريرة (1). وذكر الجهاد والحج يشترط فيهما إذن السيد وكذلك بر الأم قد يحتاج في بعض الأوقات إلى إذن سيده، بخلاف بقية العبادات البدنية، ولم يذكر المال لأنه فقير ليست عنده أموال ينفقها في القربات، أو أن العبد له أن يتصرف في ماله بغير إذن سيده.
(3)
قال الخطابي ولهذا المعنى امتحن الله عز وجل أنبياءه عليهم السلام، ابتلى يوسف عليه السلام بالرق، ودانيال حين سباه بختنصر وكذا ما روي عن الخضر عليه السلام حين سئل لوجه الله فلم يكن عنده ما يعطيه فقال: لا أملك إلا نفسي فبعني واستنفق ثمني ونحو ذلك. أ. هـ (عيني ص 110 جـ 13). وفي الفتح زاد مسلم في آخر طريق بن وهب قال يعني الزهري: وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصبحتها، ولأبي عوانة وأحمد من طريق سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أنه كان يسمعه يقول:"لولا أمران لأحببت أن أكون عبداً، وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما خلق الله عبداً يؤدي حق الله عليه وحق سيده إلا وفاه الله أجره مرتين" أ. هـ. (وقال ابن عبد البر): على العبد واجبان: طاعة ربه في العبادات، وطاعة سيده في المعروف فلو قام بهما جميعاً كان له ضعف أجر الحر المطيع لطاعته، لأنه قد ساواه في طاعة الله، وفضل عليه بطاعة من أمر الله بطاعته. أ. هـ. (وقال ابن التين): المراد أن كل عمل يعمله بضاعف له قال وقيل سبب التضعيف أنه زاد لسيده نصحاً وفي عبادة ربه إحساناً فكان له أجر الواجبين وأجر الزيادة عليهما، قال والظاهر خلاف هذا وأنه بين ذلك لئلا يظن ظان أنه غير مأجور على العبادة. أ. هـ.
واستدل به على أن العبد لا جهاد ولا حج في حال العبودية وإن صح ذلك منه.
_________
(1)
كما جزم به الداودي وابن بطال وغير واحد بأن ذلك مدرج فيه. أ. هـ (فتح ص 108 جـ 5).
هذا كان عبدي في الدنيا؟ قال: جازيتهُ بعملهِ، وجازيتكَ بعملك" رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال: تفرّد به يحيى بن عبد الله بن عبدربه الصفَّار عن أبيه.
[قال الحافظ]: لا يحضرني فيهما جرح ولا عدالة.
6 -
ورويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عبداً دخل الجنة، فرأى عَبْدَهُ فوق درجتهِ، فقال يا رب: هذا عبدي فوق درجتي؟ قال: نعم جزيتهُ بعمله وجزيتكَ بعملك" رواه الطبراني في الأوسط.
ما جاء في المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه
7 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عُرِضَ عليَّ أولُ ثلاثةٍ يدخلون الجنة: شهيد (1)، وعفيفٌ (2) مُتَعففٌ، وعَبدٌ أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه (3) " رواه الترمذي وحسنه واللفظ له، وابن حبان في صحيحه.
8 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نِعِماً (4) لأحدكم أن يطيع الله عز وجل، ويؤدي حق سيده، يعني المملوكَ" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
9 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ على كُثبان المسك (5) أرَاهُ. قال يوم القيامة: عبدٌ أدى حق الله وحق مواليه، ورجلٌ أمَّ قوماً (6) وهم به راضون، ورجلٌ يُنادي (7) بالصلوات الخمس في كل يومٍ وليلةٍ" رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب، ورواه الطبراني في الأوسط والصغير، ولفظه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يَهُولُهُمُ (8) الفزعُ الأكبر، ولا ينالهمُ الحساب (9)، هم على كَثِيبٍ من مسك حتى يُفرَغَ
(1) مجاهد في سبيل نصر دين الله تعالى.
(2)
ذو قناعة وعفاف وعزة نفس، يقال عف الشيء يعف من باب ضرب عفة وعفافاً: امتنع عنه فهو عفيف، واستعف عن المسألة مثل عف، ورجل عف وامرأته عفة، وتعفف كذلك، ومنه متعفف: أي يتكلف القناعة ويلزم العفاف ليعفه الله إعفافاً.
(3)
مخدوميه وأصحاب العمل.
(4)
قال الزجاج ما بمعنى الشيء فالتقدير نعم الشيء. أ. هـ.، وميم نعم مدغمة في ما، كما قال تعالى:"إن الله نعما يعظكم به" أي أمدح عمل شخص عبد الله وأخلص في عمله.
(5)
قطع الطيب: أي على مكان ذي الرائحة.
(6)
صلى بهم إماماً.
(7)
يؤذن ويدعو الناس إلى الله.
(8)
لا يخوفهم هول يوم القيامة.
(9)
ولا يلحق بهم عذاب.