المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٣

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترهيب من الربا

- ‌ الترهيب من غصب الأرض وغيرها

- ‌الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخراً وتكاثراً

- ‌الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه

- ‌ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه

- ‌ترهيب العبد من الإباق من سيده

- ‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

- ‌كتاب النكاح وما يتعلق به

- ‌الترغيب في غض البصروالترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها

- ‌الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود

- ‌ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته، وحسن عشرتهاوالمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسقاطه ومخالفته

- ‌الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات، وترك العدل بينهم

- ‌الترغيب في النفقة على الزوجة والعيالوالترهيب من إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن

- ‌الترغيب في الأسماء الحسنةوما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها

- ‌الترغيب في تأديب الأولاد

- ‌الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه

- ‌ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحدفيما يذكر من جزيل الثواب

- ‌الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده

- ‌ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس

- ‌ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة

- ‌الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌الترغيب في لبس الأبيض من الثياب

- ‌الترغيب في القميص

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوباً جديداً

- ‌الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة

- ‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما

- ‌الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك

- ‌الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعاً واقتداءً بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابهوالترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة

- ‌الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه

- ‌الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه

- ‌الترهيب من خضب اللحية بالسواد

- ‌ترهيب الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجة

- ‌الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء

- ‌كتاب الطعام وغيره

- ‌الترغيب في التسمية على الطعام، والترهيب من تركها

- ‌الترهيب من استعمال أواني الذهب والفضةوتحريمه على الرجال والنساء

- ‌الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناءوالشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح

- ‌الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها

- ‌الترغيب في أكل الخل والزيت، ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر

- ‌الترغيب في الاجتماع على الطعام

- ‌الترهيب من الإمعان في الشبع، والتوسع في المأكل والمشارب شَرَهاً وبطراً

- ‌الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين

- ‌الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة

- ‌الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل

- ‌الترغيب في غسل اليد قبل الطعام وبعده، والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها

- ‌كتاب القضاء وغيره

- ‌الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك

- ‌ترغيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين في العدل إماماً كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته، أو يجور، أو يغشهم، أو يحتجب عنهم، أو يغلق بابه دون حوائجهم

- ‌ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلاً وفي رعيته خير منه

- ‌ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما

- ‌الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله، والترغيب في نصرته

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالماً

- ‌الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم

- ‌الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك

- ‌ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل

- ‌الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم، ورحمتهم والرفق بهم

- ‌ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة

- ‌الترهيب من شهادة الزور

- ‌كتاب الحدود وغيرها

- ‌الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما

- ‌الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله

- ‌الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته

- ‌الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم

- ‌الترغيب في إقامة الحدود، والترهيب من المداهنة فيها

- ‌الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها والتشديد في ذلكوالترغيب في تركه والتوبة منه

- ‌الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج

- ‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

- ‌الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

- ‌الترهيب من قتل الإنسان نفسه

- ‌الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه وما جاء فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق

- ‌الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالموالترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم

- ‌الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها

- ‌كتاب البر والصلة وغيرهما

- ‌الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما

- ‌الترهيب من عقوق الوالدين

- ‌الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت، والترهيب من قطعها

- ‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

- ‌الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه

- ‌الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام الزائرين

- ‌الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقهوترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

- ‌الترهيب أن يحتقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن يقدمه للضيف

- ‌الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة

- ‌الترهيب من البخل والشح، والترغيب في الجود والسخاء

- ‌الترهيب من عود الإنسان في هبته

- ‌الترغيب في قضاء حوائج المسلمين، وإدخال السرور عليهموما جاء فيمن شفع فأهدى إليه

- ‌كتاب الأدب وغيره

- ‌الترغيب في الحياء، وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء

- ‌الترغيب في الخلق الحسن وفضله، والترهيب من الخلق السيئ وذمه

- ‌الترغيب في الرفق والأناة والحلم

- ‌الترغيب في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في إفشاء السلام، وما جاء في فضلهوترهيب المرء من حب القيام له

- ‌الترغيب في المصافحة، والترهيب من الإشارة في السلاموما جاء في السلام على الكفار

- ‌الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن

- ‌الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه

- ‌الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط

- ‌الترهيب من الغضب، والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب

- ‌الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر

- ‌الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر

- ‌الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدمياً كان أو دابة وغيرهماوبعض ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف المحصنة والمملوك

- ‌الترهيب من سب الدهر

- ‌الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جاداً أو مازحاً

- ‌الترغيب في الإصلاح بين الناس

- ‌الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره

- ‌الترهيب من النميمة

- ‌الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما، والترغيب في ردهما

- ‌الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام

- ‌الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر

- ‌الترغيب في التواضع، والترهيب من الكبر والعجب والافتخار

- ‌الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع:يا سيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم

- ‌الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب

- ‌ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين

- ‌الترهيب من الحلف بغير الله سيما بالأمانة، ومن قوله أنا بريء من الإسلام أو كافر ونحو ذلك

- ‌الترهيب من احتقار المسلم وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى

- ‌الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في قتل الوزغ وما جاء في قتل الحيات وغيرها مما يذكر

الفصل: ‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما

‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهب

وترغيب النساء في تركهما

1 -

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلبسوا الحرير، فإنه من لَبِسَهُ في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" رواه البخاري، ومسلم، والترمذي والنسائي، وزاد وقال ابن الزبير: من لبسه في الدنيا لم يدخل الجنة. قال الله تعالى: "وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ".

2 -

وعنه رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يلبسُ الحريرَ من لا خَلاقَ له (1) " رواه البخاري وابن ماجة والنسائي في رواية: مَنْ لا خلاق له في الآخرة.

3 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه" رواه النسائي وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال صحيح الإسناد.

4 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسهُ في الآخرة" رواه البخاري، ومسلم، وابن ماجة.

5 -

وعن علي رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعلهُ في يمينه وذَهَباً فجعله في شماله، ثم قال: إن هذين حرامٌ على ذكور أمتي" رواه أبو داود والنسائي.

6 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة، ثم قال: لباسُ

(1) لا نصيب له.

ص: 96

أهل الجنة وشراب أهل الجنة، وآنية أهل الجنة" رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد.

7 -

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "أهديَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حريرٍ فَلَبِسَهُ، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعهُ نزعاً شديداً (1) كالكارِهِ له، ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين" رواه البخاري ومسلم.

[والفروج]: بفتح الفاء، وتشديد الراء وضمها وبالجيم: هو القباء الذي شق من خلفه.

8 -

وعن أب رُقية رضي الله عنه قال: "سمعت مَسْلَمَةَ بن مَخْلَدٍ وهو على المنبر يخطبُ الناس يقول: يا أيها الناس أما لكم في العَصْبِ والكتان ما يُغنيكم عن الحرير وهذا رجلٌ يخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُمْ يا عقبةُ، فقام عقبةُ بن عامر، وأنا أسمعُ، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب (2) عليَّ متعمداً فليتبوأ (3) مقعده من النار، وأشهدُ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لبس الحرير في الدنيا حَرَمَهُ (4) أن يلبسه في الآخرة" رواه ابن حبان في صحيحه.

[العصب]: بفتح العين، وسكون الصاد مهملتين: هو ضرب من البرود.

9 -

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشربَ في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وعن لُبْسِ الحرير والديباج (5)،

وأن نجلس عليه" رواه البخاري.

10 -

ورويَ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستمتعُ بالحرير من يرجو (6) أيَّامَ الله" رواه أحمد، وفيه قصة.

11 -

وعن أبي هريرة رضي الله قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يلبسُ الحرير في الدنيا من لا يرجو أن يلبسهُ في الآخرة. قال الحسن: فما بالُ أقوامٍ يبلغهمْ هذا عن نبيهم فيجعلون حريراً في ثيابهم وبيوتهم" رواه أحمد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عنه.

(1) خلعه ورماه رمية الغضبان لأنه زي الترف والبذخ، ولا يتحلى به المتقون الأبرار.

(2)

أخبر بغير الواقع.

(3)

فليأخذ مكانه في جهنم.

(4)

منعه الله أن يتمتع به في الجنة.

(5)

ثوب سداه ولحمته أبريسم.

(6)

ينتظر نعيم الله في الجنة.

ص: 97

إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار .. إلخ

12 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استحلت أُمتي خمساً فعليهمُ الدمار (1) إذا ظهر التلاعُنُ (2)، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات (3)، واكتفى الرجالُ بالرجال (4)، والنساء بالنساء" رواه البيهقي عقيب حديث، ثم قال: إسناده وإسناد ما قبله غير قوي غير أنه إذا ضم بعضه إلى بعض أخذ قوةً.

13 -

وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: "استأذن سعدٌ رضي الله عنه على ابن عامرٍ، وتحتهُ مَرَافِقُ من حريرٍ، فأمَرَ بها فرُفعت فدخل عليه وهو على مَطْرَفٍ مِنْ خَزٍ، فقال له: استأنت وتحتي مَرَافِقُ من حريرٍ، فأمَرْتُ بها فرفعت، فقال له: نِعْمَ الرجلُ أنت يا ابن عامرٍ إن لم تكن ممن قال الله: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا، والله لأن أضطجع على جَمْرِ الغضا أحبُّ إليَّ أن أضطجع عليها" رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

[المرافق]: بفتح الميم جمع مرفقة بكسرها: وفتح الفاء: وهي شيء يتكأ عليه شبيه بالمخدة.

14 -

وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جُبَّةً مُجيَّبَةً بحريرٍ، فقال: طَوْقٌ من نارٍ يوم القيامة" رواه البزار والطبراني في الأوسط، ورواته ثقات.

[مجيبة]: بضم الميم، وفتح الجيم بعدهما ياء مثناة تحت مفتوحة، ثم باء موحدة: أي لها جيب بفتح الجيم من حرير، وهو الطوق.

15 -

وعن جويرية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لبس ثوبَ حريرٍ في الدنيا ألبسهُ الله عز وجل يوماً، أو ثوباً من النار يوم القيامة"

(1) حل بهم الخراب.

(2)

الفسوق، وفي النهاية: وأصل اللعن الطرد، والإبعاد من الله، ومن الخلق السب والدعاء، وفي حديث اللعان: فالتعن، هو افتعل من اللعن: أي لعننفسه، واللعان والملاعنة بين اثنين فصاعداً. أ. هـ.

(3)

المغنيات الفتيات الملهية المسلية التي يتخذها الرجل بلا نكاح شرعي.

(4)

رضي الأعزب بعيشه ولم يتزوج، وكذا الفتاة، وتنتشر العزوبة وتقل الرغبة في النكاح.

ص: 98

وفي روايةٍ: من لبس ثوب حريرٍ في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلةٍ (1) من النار، أو ثوباً من النار" رواه أحمد والطبراني، وفي إسناده جابر الجعفي، ورواه البزار عن حذيفة موقوفاً: من لبس ثوب حريرٍ ألبسهُ الله يوماً من نارٍ ليس من أيامكم، ولكن من أيام الله الطوَال.

16 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه: "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كان يؤمن بالله واليومِ الآخرِ فلا يلبس حريراً، ولا ذهباً" رواه أحمد ورواته ثقات.

من لبس ثوب حرير ألبسه الله يوماً من نار

17 -

وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مات من أمتي وهو يشربُ الخمرَ حَرَّمَ (2) الله عليه شُربها في الجنة، ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب (3) حَرَّمَ (4) الله عليه لِبَاسَهُ في الجنة" رواه أحمد، ورواته ثقات، والطبراني.

18 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذَهَبٍ في يد رجلٍ فنزعه وطرحه، وقال: يَعْمِدُ أحدكم إلى جمرةٍ (5) من نارٍ فيطرحها في يده، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ خاتمك انتفع به؟ فقال: لا والله لا آخذهُ، وقد طرحه (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.

19 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رجلاً قَدِمَ من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه خاتمٌ من ذهبٍ فأعرضَ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنك جئتني، وفي يدك جمرةٌ (7) من نارٍ" رواه النسائي.

20 -

وعن خليفة بن كعبٍ رضي الله عنه قال: "سمعت ابن الزبير يخطبُ ويقولُ: لا تُلْبِسُوا نساءكم الحرير، فإني سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال

(1) الذلة، لأنه خالف سُّنة نبيه صلى الله عليه وسلم في لبس الحرير.

(2)

منع، من حرم الشيء حرماً مثل عسر عسراً: امتنع فعله.

(3)

يتخذه زينة.

(4)

لم يتمتع بزينته في الجنة.

(5)

قطعة متقدة ملتهبة لأنه مخالف عاص لله ورسوله.

(6)

رماه صلى الله عليه وسلم ونهى عنه.

(7)

قطعة نار، رأى صلى الله عليه وسلم ذلك الخاتم في أصبع صاحبه كأنه نار ملتهبة، وفيه الترهيب من التحلي بالذهب، وإن قل للرجال.

ص: 99

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلبسوا الحريرَ، فإنه من لبسهُ في الدنيا لم يلبسهُ في الآخرة (1) " رواه البخاري ومسلم والنسائي، وزاد في روايةٍ: ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة. قال تعالى: وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِير.

21 -

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول: إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا" رواه النسائي، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

22 -

وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: من ترك الخمرَ وهو يقدرُ عليه (2) لأسْقِيَنَّهُ منهُ في حظيرةِ القُدْسِ (3)، ومن ترك الحريرَ وهو يقدرُ عليه لأكسونه إياه في حظيرة القدس" رواه البزار بإسناد حسن، ويأتي في باب شرب الخمر أحاديث نحو هذا إن شاء الله تعالى.

23 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سَرَّهُ أن يسقيهُ الله الخمرَ في الآخرة فليترُكها (4) في الدنيا، ومن سَرَّهُ أن يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركهُ في الدنيا" رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات إلا شيخه المقدام بن داود، وقد وثق، وله شواهد.

24 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويلٌ للنساء من الأحَمَرَيْنِ: الذهب (5)، والمعصفرِ (6) " رواه ابن حبان في صحيحه.

(1) للتمتع به كما قال الله تعالى: "إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد"(23 - 24 من سورة الحج)، يقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده، فالآخرة دار نعيم أو جحيم، فنهى صلى الله عليه وسلم عن التمتع بالحرير، والذهب في الدنيا ليؤجل النعيم بهما في الدار الآخرة تفضلاً من الغني الذي كنوزه لا تنفد، وفضله لا نهاية له، والدنيا تحتاج إلى اقتصاد وخشونة ورجولة والإنفاق في الإنتاج.

(2)

عنده مال يمكنه أن يشرب الخمر، ومنع نفسه حباً في ثواب الله تعالى، ويقدر عليه، كذا (د وع ص 40)، وفي (ن ط): ويقدر عليها.

(3)

الدار المطهرة، وهي الآخرة.

(4)

أمره أن يتركها ليتمتع بلذتها في الآخرة.

(5)

هذا قبل تحليل استعمال النساء للذهب، فقد أباح الله لهن التحلي به تكرماً وتفضيلاً، ليزدن بهاء في نظر أزواجهن وجمالاً وكمالاً.

(6)

الثياب الملونة البهيجة الوضاءة الجذابة التي تفتن غير الأزواج.

ص: 100

رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم منزلة الفقراء والأغنياء والنساء في الجنة

25 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ (1) أني دخلتُ الجنة، فإذا أعالي أهل الجنة فقراءُ المهاجرين (2)، وَذَرَارِي المؤمنين، وإذا ليس فيها أحدٌ أقل من الأغنياء والنساء، فقيل لي: أما الأغنياء فإنهم على الباب يُحاسبون وَيُمَحَّصُونَ، وأما النساء فَألْهَاهُنَّ الأحْمَرَانِ: الذهبُ، والحريرُ" الحديث رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عنه.

26 -

وتقدم حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يبيتُ (3) قومٌ من هذه الأمة على طُعْمٍ، وشُرْبٍ، ولهوٍ ولعبٍ فيصبحون (4)،

وقد مُسِخُوا قِرَدَةً وخنازير، وَلَيُصِيبَنَّهُمْ (5) خَسْفٌ، وَقَذْفٌ حتى يُصبح الناس، فيقولون: خُسِفَ الليلة ببني فلان، وخُسِفَ الليلة بدار فلان، وَلَيُرْسَلَنَّ عليهم (6)

حجارةٌ من

(1) أراني الله تعالى، أريت كذا (ط وع ص 41 - 52)، وفي (ن د) رأيت.

(2)

فقراء المهاجرين الذين انتقلوا من أوطانهم: من مكة إلى المدينة المنورة مع أطفال المؤمنين في أسمى الدرجات وأعلاها في الجنة، وعدد الأغنياء فيها قليل جداً بالنسبة لكثرتهم، فعرف صلى الله عليه وسلم سبب عدم فوزهم بالتنعم في هذه الأمكنة المفتخرة:

(أ) الأغنياء واقفون للحساب يحاسبون على ما أعطاهم ربهم في حياتهم ماذا عملوا فيه؟ هل أنفقوا أموالهم في طاعة، وبر وإنشاء مشروعات الخير، وتشييد صروح المحامد بالصدقات.

(ب) النساء يحاسبن على إنكارهن إحسان الزوج، ونعيمه، وعلى أعمالهن وشغلهن الذهب والحرير عن الأعمال الصالحة، والمعنى يسبق إلى الجنة الفقراء أولاً، ثم يؤخر أصحاب الثراء والغنى حتى يسألوا كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر "اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، وأهل الجد محبوسون" وفي حديث آخر: "أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن، قيل أيكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط".

(3)

يظلون طيلة ليلهم يتمتعون بصنوف النعيم، وهم غافلون عن الله تعالى، وعن حقوقه وذكره وتسبيحه.

(4)

فيخرج عليهم اليوم، وقد غير الله بهاءهم، وأخذ حسنهم، وشابهوا القردة والخنازير في الدناءة، والخسة، والحقارة، وقد قرأت لأحد الأولياء أن دعاء قوم لزيارتهم فلبى دعوتهم، ولما ذهب إليهم نظر إلى وجوههم فلم يجد صور الآدميين: بل كانوا مثل القردة، والخنازير في عينه ففر هارباً، وما جلس عندهم دقيقة واحدة، وهرول يستغفر الله تعالى، ويتوب إليه.

(5)

أي أفعالهم تستوجب الخسف، وهدم الأرض، وزلزالها بالتخريب والدمار، ولكن الله جل وعلا وعد خير الخلق أن يؤجل حساب أمته ليوم القيامة.

(6)

أفعالهم القبيحة يترتب عليها الهلاك كما أحاط بالأمم السابقة، لماذا؟ لأفعالهم الذميمة القبيحة من شرب خمر، ولبس حرير، واتخاذ مغنيات فاتنات، وأكل الربا، وعدم مودة الأقارب. نسأل الله السلامة. =

ص: 101

السماء كما أُرسلت على قوم لوطٍ على قبائل فيها وعلى دُورٍ، ولَتُرْسَلَنَّ عليهمُ الريحُ العقيمُ التي أهلكت عاداً على قبائل فيها، وعلى دُورٍ بِشُرْبِهِمُ الخمر، ولُبْسِهِمُ الحريرَ، واتخاذهم القينات، وأكلهم الربا، وقطيعة الرحم، وَخَصْلَةٍ نسيها جعفرٌ" رواه أحمد والبيهقي.

ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الخمر والحرير .. إلخ

27 -

وعن عبد الرحمن بن غُنْمٍ الأشعري قال: "حدثني أبو عامر، وأبو مالكٍ الأشعري والله يمينٌ أخرى ما كَذَّبَنِي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الخمر والحرير، وذكرَ كلاماً قال: يمسخُ منهم قردةً وخنازير إلى يوم القيامة" رواه البخاري تعليقاً، وأبو داود، واللفظ له.

= قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"(7 من سورة الحشر).

وقال تعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين"(83 من سورة القصص).

وقال تعالى: "أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون"(5 - 8 من سورة العنكبوت).

ما جاء في لبس الحرير والتختم بالذهب كما قال أبو شجاع وصاحب كفاية الأخيار:

(ويحرم على الرجال لبس الحرير والتختم بالذهب، ويحل للنساء، ويسير الذهب وكثيره سواء) يحرم على الرجال لبس الحرير، وكذا التغطية به، والاستناد إليه، وافتراشه، والتدثر به، وكذا اتخاذه بطانة، وستراً، وسائر وجوه الاستعمال، وحجة ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وفي رواية البخاري:"ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه" وعلة النهي أن فيه خيلاء، وخنوثة لا تليق بشهامة الرجال، ولهذا لا يلبسه إلا الأرذال الذين يتشبهون بالنساء الملعونين على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحل لبسه للنساء لقوله صلى الله عليه وسلم:"أحل الذهب والحرير لإناث أمتي، وحرم على ذكورها" رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال الترمذي حديث حسن صحيح، وفيه لطيفة شرعية: وهو أن لبسه يميل الطبع إلى وطء النساء، فيؤدي إلى ما طلبه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، وهو كثرة النسل.

(وإذا كان بعض الثوب إبريسماً، وبعضه قطناً، أو كتاناً جاز لبسه ما لم يكن الإبريسم غالباً) حرم ما حرم استعماله من الحرير الصرف، وإذا ركب مع غيره مما يباح استعماله كالكتان وغيره، ما حكمه؟ ينظر إن كان الأغلب الحرير حرم، وإن كان الأغلب غيره حل تغليباً لجانب الأكثر، فالكثرة من أسباب الترجيح، فإن استويا فوجهان: الأصح الحل لأنه لا يسمى ثوب حرير، والأصل في المنافع الإباحة، والاعتبار بالوزن في الكثرة والقلة، واعلم أنه يحل الثوب المطرز والمطرف الذي جعل طرفه حريراً كالطوق، والفُرَجِ، ورءوس الأكمام، والذيل ظاهراً كان التطريف أو باطناً، والأصل في ذلك أحاديث منها ما رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه =

ص: 102