الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك
1 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين (2) من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة والطبراني، وعنده: أن امرأة مَرَّتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتقلدةً (3) قَوْساً، فقال: لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء
= قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا في موضع أصبع، أو أصبعين، أو ثلاث، أو أربع، وهذا في التطريف، والتطريز بالحرير، أما الذهب فإنه حرام لشدة السرف، وقد صرح بذلك البغوي، وهي مسألة حسنة ينبغي أن يتنبه لها، فإن كثيراً من الأرذال من أبناء الدنيا يدفع إليه في وقت الوضوء، أو الحمام شملة، أو منشفة مطرفة بالذهب فيستعملها، وربما جاء إلى المسجد ووضعها تحت جبهته في وقت الصلاة، قال تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" (64 من سورة النور).
قال بعض العلماء: الفتنة الكفر، عافانا الله من ذلك، والله أعلم، ص 100
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسن قانون الشهامة، والشجاعة، والاقتصاد للرجال، فحرم عليهم لبس الحرير، واستعمال أواني الذهب والتختم به، لماذا؟ ليتعود الرجال الخشونة، ويتركون الخنوثة، وليقتصدوا في إنفاقهم فيغنى عن ثوب الحرير الغالي الثمن مثله من القطن، أو الكتان، أو الصوف ما يستر العورة ويقي الحر والبرد.
قال تعالى: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون"(80 - 81 من سورة النحل).
(سكناً) موضعاً تسكنون فيه وقت إقامتكم، (تستخفونها) تتخذون القباب من الأدم يخف حملها، (يوم ظعنكم) وقت ترحالكم، والصوف للضأن، والوبر للإبل، والشعر للمعز (أثاثاً) ما يلبس ويفرش (ومتاعاً) ما يتجربه، لصلابتها تبقى مدة طويلة (سرابيل) ثياباً من الصوف، والكتان، والقطن وغيرها (تسلمون) تنظرون في نعمه فتؤمنون به وتنقادون لحكمه. أ. هـ، لقد ساق الله ذلك، ولم يذكر الحرير، أو الذهب ليتمتع بهما الرجال وجاء النبي صلى الله عليه وسلم، ونهى عن لبس الحرير والتختم بالذهب ليمشي المسلمون على هذا النبراس الوهاج والحكمة الخالدة "كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة"، وقال تعالى: "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" (20 من سورة لقمان).
(1)
طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعد الله المتشبهين من رحمته ويقصيهم من حظيرة رضوانه.
(2)
المتمثلين الذين يتزيون بزي النساء والعكس، قال القسطلاني لإخراجه الشيء عن الصفة التي وضعه عليها أحكم الحاكمين، ص 486 جواهر
(3)
حاملة رمحاً: أي متشبهة بجندي معه سلاحه.
وفي رواية البخاري: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء.
[المخنث] بفتح النون وكسرها: من فيه إنخناث، وهو التكسر والتثني كما يفعله النساء، لا الذي يأتي الفاحشة الكبرى (1).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل (2) " روه أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
ليس منا من تشبه بالرجال من النساء .. إلخ
3 -
وعن رجلٍ من هُذَيْلٍ قال: "رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ومنزلهُ في الحِلِّ ومسجدُهُ في الحرَم قال: فبينا أنا عندهُ رأى أم سعيدٍ بنتَ أبي جهل مُتقلدةً قوساً، وهي تمشي مشية الرجلُ، فقال عبد الله: من هذه؟ فقلتُ: هذه أم سعيد بنتُ أبي جهل، فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس (3) منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال" رواه أحمد واللفظ له، ورواته ثقات إلا الرجل المبهم، ولم يَسمّ، والطبراني مختصراً، وأسقط المبهم فلم يذكره.
4 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثِي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال وراكبَ
(1) وفي الجامع الصغير: المخنث من يشبه خلقة النساء في حركاته وسكناته، وكلامه وغير ذلك، فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلف إزالة ذلك، وإن كان بقصد منه، وتكلف له، فهو المذموم، ويطلق عليه اسم المخنث سواء فعل الفاحشة، أو لم يفعلها. قال المناوي: من خنث يخنث إذا لان، وتكسر، والمترجلات: أي المتشبهات بالرجال، فلا يجوز لرجل تشبه بامرأة في نحو لباس أو هيئة، ولا عكسه لما فيه من تغير خلق الله تعالى.
(2)
لبسة مثل جلسة: التحلي بالثياب مثل السيدة المتأنقة، يريد صلى الله عليه وسلم أن يحفظ ابن آدم هيئة رجولته وشجاعته، فلا ينزل إلى درك النساء، ويتخلق بنعومتهن، وضعفهن، وكذلك السيدة تحافظ على صورتها، فلا تتخشن، ولا تتوحش، ولا تحاك الرجل في ملبسه، وإلا فالمتشبه يستحق أن تحل عليه نقمة الله ويحيط عذابه به، ويرى كل ازدراء وسخط.
(3)
ليس على طريقنا، وليس متبعاً شريعتنا الكاملة، ينفي صلى الله عليه وسلم عن المتشبه التخلق بالدين الكامل.
الفَلَاةِ وَحْدَ (1) " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا طيب بن محمد، وفيه مقال، والحديث حسن.
أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة رجل جعله الله ذكراً فأنث نفسه .. إلخ
5 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعةٌ لُعِنُوا في الدنيا والآخرة، وَأمَّنَتِ الملائكةُ: رجلٌ جعلهُ الله ذَكَراً، فأنَّثَ نفسهُ وتشبه بالنساء، وامرأةٌ جعلها الله أُنثى فَتَذَكَّرَتْ وتشبهت بالرجال، والذي يُضِلُّ الأعمى (2) ورجلٌ حَصُورٌ (3) ولم يجعلِ الله حصوراً إلا يَحْيىَ بن زكريا" رواه الطبراني من طريق علي بن يزيد الألهاني، وفي الحديث غرابة.
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُتِىَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمُخَنَّثٍ قد خَضَبَ يديه (4) ورجليه بالحناء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بالُ (5) هذا؟ قالوا: يتشبه (6) بالنساء فَأُمِرَ به فَنُفِيَ إلى النقيع (7)
فقيل: يا رسول الله ألا تقتله؟ فقال: إني نهيتُ عن قتل المصلين (8) " رواه أبو داود. قال: وقال أبو أسامة.
[والنقيعُ]: ناحية من المدينة، وليس بالبقيع: يعني أنه بالنون لا بالباء.
[قال الحافظ]: رواه أبو داود عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة، وفي
(1) المسافر وحده في الفضاء الصحراء: أي طلب صلى الله عليه وسلم أن يبعد الله من رحمته ذلك القاسي على نفسه الوحش الكاسر الوحيد في رحلته في الجهات المجدبة لا يتخذ أنيساً ولا سميراً.
(2)
الذي يقابل الرجل غير البصير فيغير اتجاهه، ويجعله ضالاً تائهاً ولا يرشده.
(3)
لم يتزوج، قال تعالى:"هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين"(38 - 39 من سورة آل عمران) رأى سيدنا زكريا الفواكه عند مريم في غير أوانها، فسأل الله تعالى أن تلد العاقر، وكما وهب سبحانه وتعالى مريم حنا العجوز العاقر (بكلمة) أي بعيسى عليه السلام يسود قومه ويفوقهم (وسيداً وحصوراً) مبالغاً في حبس النفس عن الشهوات والملاهي، روى أنه مر في صباه بصبيان فدعوه للعب، فقال ما للعب خلقت، والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم يغضب على الأعزب ويذمه، ويطلب من الله جلا وعلا أن يقصيه من رحمته لأنه رغب عن سنته صلى الله عليه وسلم وهي "تناكحوا تناسلوا".
(4)
أي طلاهما.
(5)
ما شأن هذا.
(6)
يحاكي النساء.
(7)
طرد إلى مكان المشبوهين المجرمين، الله أكبر، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطهر المدينة من الأرذال المتخنثين، ويبعدهم عنها فيذهبون إلى الأماكن النائية التي فيها المتشردون المهملون، ولا يقتله لأنه يقيم الصلاة.
(8)
الذين يؤدون حقوق الله كما قال صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم".
متنه نكارة، وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه، وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: مجهول وليس كذلك، فإنه قد رَوى عنه الأوزاعي والليث، فكيف يكون مجهولاً، والله أعلم.
7 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُّ (1) لوالديه، والديُّوثُ (2)، وَرَجُلَةُ النساء (3) " رواه النسائي والبزار في حديث يأتي في العقوق إن شاء الله، والحاكم، واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد.
[الديوث] بفتح الدال، وتشديد الياء المثناة تحت: هو الذي يعلم الفاحشة في أهله، ويقرُّهم عليها.
8 -
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة أبداً: الديوثُ، والرَّجُلَةُ من النساء، ومدمن (4)
الخمر. قالوا
(1) عاصيهما لا يبرهما: بل يخالف أوامرهما.
(2)
ذلك الفاسق البارد الجاهل الذي لا يغار على زوجته من الأجانب، ويسمح لها أن تختلط بهم، يقال ديث الصغار: أي ذلل، والدياثة الالتواء في اللسان وشدة الذلة، وفي المصباح وداث الشيء ديثاً من باب باع: لان وسهل ويعدى بالتثقيل، فيقال ديثه غيره، ومنه اشتقاق الديوث، وهو الرجل الذي لا غيرة له على أهله والدياثة فعله. أ. هـ.
(3)
أي الأنثى المتشبهة بالرجل تعلن الحرب على جنسها وتتبرم منهن، وتحاكي الرجل فيحرم الله عليها نعيمه.
(4)
المكثر من شرب الخمر، والمداوم عليه عقابه أكثر، ويبعد من الجنة. لماذا؟ لأنه لا ينزجر، ولا يرعوى، ولا يتوب إلى الله تعالى، وفي العيني ص 202 جـ 17 في باب غزوة الطائف في شوال سنة 8 هـ: عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت:"دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخلن هؤلاء عليكن" قال النووي: المخنث الذي خلقه خلق النساء، سمي به لانكسار كلامه ولينه. أ. هـ.
وفي الفتح قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس، والزينة التي تختص بالنساء، ولا العكس، وقال ابن التين: المراد باللعن في هذا الحديث من تشبه من الرجال بالنساء في الزي، ومن تشبه من النساء بالرجال كذلك، فأما من انتهى في التشبه بالنساء من الرجال إلى أن يؤتى في دبره، وبالرجال من النساء إلى أن تتعاطى السحق بغيرها من النساء، فإن لهذين الصنفين من الذم والعقوبة أشد ممن لم يصل إلى ذلك، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة نفع الله به ما ملخصه: ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء لكن عرف من الأدلة الأخرى أن المراد التشبه في الزي، وبعض الصفات، والحركات ونحوها، لا التشبه في أمور الخير، وقال أيضاً اللعن الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم على ضربين أحدهما يراد به الزجر عن الشيء الذي وقع اللعن بسببه، وهو مخوف، فإن اللعن من علامات الكبائر، والآخر يقع في حال الحرج، وذلك غير مخوف =