الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِرحمتهِ إياهنَّ، فقال رجلٌ: واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان. قال رجلٌ: يا رسول الله وواحدةٌ؟ قال: وواحدةٌ" رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ويأتي باب في كفالة اليتيم، والنفقة على المسكين، والأرملة إن شاء الله.
الترغيب في الأسماء الحسنة
وما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها
1 -
عن أبي الدراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تُدْعَوْن (1) يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فَحَسِّنُوا أسماءكم (2) " رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه كلاهما عن عبد الله بن أبي زكريا عنه، وعبد الله بن أبي زكريا ثقة عابد.
[قال الواقدي]: كان يعدل بعمر بن عبد العزيز لكنه لم يسمع من أبي الدرداء، واسم أبي زكريا: إياس بن يزيد.
أحبُّ الأسماء إلى الله تعالى: عَبْدُ اللهِ، وعبد الرحمن
2 -
وعن ابن عمر رضي الله عهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الأسماء إلى الله تعالى: عَبْدُ اللهِ، وعبد الرحمن" رواه مسلم وأبو داود والترمذي، وابن ماجة.
3 -
وعن أبي وهبٍ الجُشَمِيِّ، وكانت له صُحبةٌ رضي الله عنه قال: قال رسول الله
= وأد البنات في الجاهلية كما أخبر الله تعالى في قوله "ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون، للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم"(57 - 60 من سورة النحل). كانت خزاعة، وكنانة يقولون: الملائكة بنات الله (سبحانه) تنزيه لله أو تعجب منه (بشر أحدهم) أخبر بولادتها (مسوداً) من الكآبة والحزن والحياء من الناس (كظيم) مملوء غيظاً من المرأة (يتوارى) يستخفى (أيمسكه على هون) يحدث نفسه في أن يتركه على ذل أم يخفيه ويئده (العزيز) المنفرد بالقدرة، وكمال الحكمة سبحانه يقسم النعمة والبلية كما يشاء، ويعطي من يشاء كما قال عز شأنه "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير"(49 - 50 من سورة الشورى)، والمعنى يجعل أحوال العباد في الولادة مختلفة على مقتضى إراداته سبحانه فيفعل بحكمة واختيار.
(1)
تنادون.
(2)
سموها بأسماء حسنة لا قبيحة.
صلى الله عليه وسلم: "تَسَمَّوْا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها: حارثٌ، وهمامٌ، وأقبحها (1): حربٌ، ومُرَّة (2) " رواه أبو داود واللفظ له والنسائي: "وإنما كان حارثٌ وهمامٌ أصدق الأسماء لأن الحارث هو الكاسبُ، والهمام هو الذي يَهُمُّ مَرَّةُ بعد أخرى، وكلُ إنسان لا ينفك عن هذين".
4 -
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الكلام إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهنَّ بدأت، لا تُسَمِّيَنَّ غُلامكَ يَسَاراً (3)، ولا رَبَاحاً (4)، ولا نَجيحاً (5) ولا أفْلَحَ (6) فإنك تقول: أثَمَّ هُوَ (7) فلا يكون (8) فيقولُ: لا (9) إنما هُنَّ أربعٌ فلا تزيدنَّ عليَّ" رواه مسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي، وابن ماجة مختصراً، ولفظه قال:"نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن نُسَمِّيَ رقيقنا أربعة أسماء: أفلحَ، ونافعٍ، ورباحٍ، ويَسَارٍ".
5 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخْنَعَ (10) اسمٍ عند الله عز وجل رجلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأمْلَاك (11) "، زاد في رواية:"لا مَلِكَ إلا الله" قال سفيان: مثل شاهِنْشَاهُ، وقال أحمد بن حنبل: سألت أبا عمروٍ، يعني الشيباني: عن أخنع، فقال: أوْضَعَ" رواه البخاري ومسلم، ولمسلم: أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه: رجلٌ كان تَسَمَّى ملك الأملاك لا ملكَ إلا الله.
(1) لما فيها من التشاؤم، وتمني الشقاق، والقتل، والنهب، والغارة، وعدم الأمن، والاطمئنان.
(2)
قوة وشدة، وبطش، أو ضد حلو من يمر يمر من باب تعب لغة، فهو مر، والأنثى مرة، وجمعها مرائر على غير قياس.
(3)
رخاء.
(4)
ربحاً وفوزاً وكسباً.
(5)
فلاحاً.
(6)
كثير الفوز، خشية أن يسأل عن وجوده فيكون الجواب لا، أي نفي هذه الأشياء الجميلة، وفيها تشاؤم وتنافر، وقلة ذوق في الخطاب.
(7)
أهناك يسار.
(8)
فلا يوجد صاحب الاسم.
(9)
فينفي فيحصل كدر، أو ألم من قبح الجواب، وعدم لياقته.
(10)
أي أذلها وأوضعها، والخانع: الذليل الخاضع. أ. هـ. نهاية.
(11)
إن ملك الملوك الله جل وعلا، فأحقر اسم مشابهته باسم الله جل وعلا يدل على وقاحة، وقلة أدب، وسماجة في التعبير، وتجارؤ على الله سبحانه "لله ما في السموات وما في الأرض".
فصل
6 -
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان يُغَيِّرُ (1) الاسمَ القبيح" رواه الترمذي، وقال: قال أبو بكر بن نافع: وربما قال عمر بن علي في هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ولم يذكر فيه عائشة.
7 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن ابنةً لِعُمَرَ كان يقال لها عاصيةُ، فَسَمَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلةَ" رواه الترمذي، وابن ماجة، وقال الترمذي: حديث حسن، ورواه مسلم باختصار قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: غَيَّرَ اسم عاصية، قال أنت جميلةُ.
8 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن زينب بنت أبي سلمة كان اسمها بَرَّةَ، فقيل تُزَكي نفسها: فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب" رواه البخاري ومسلم، وابن ماجة وغيرهم.
9 -
وعن محمد بن عمرو بن عطاء رضي الله عنه قال: "سميتُ ابنتي بَرَّةَ، فقالت زينبُ بنتُ أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسُمِّيتُ بَرَّةَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا: بِمَ نُسَمِّيها؟ فقال: سَمُّوها زينب" رواه مسلم وأبو داود.
قال أبو داود: وغَيَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي، وعزيز، وعتلة، وشيطانٍ، والحكم، وغراب، وحُبَابٍ، وشهابٍ، فسماه هشاماً، وسمَّى حرباً: سلماً، وسمَّى المضطجع: المنبعث، وأرضاً تُسَمَّى عَفِرَةً سمَّاها: خَضِرَةً، وَشِعْبَ الضلالة سَمَّاهُ: شِعْبَ الهُدَى، وبني الزنية سماهم: بني الرشدة، وسمى بني مُغْوِيَة بني رِشْدَةَ، قال أبو داود: تركت أسانيدها اختصاراً.
[قال الخطابي]: أما العاصي، فإنما غَيَّرَه كراهية لمعنى العصيان، وإنما سمة المؤمن: الطاعة، والاستسلام، والعزيز: إنما غَيَّرَهُ لأن العزة لله، وشعار العبد الذلة، والاستكانة، وَعَتْلة: معناها الشدة والغلظ، ومنه قولهم: رجل عتلّ: أي شديد غليظ، ومن صفة المؤمن
(1) يسميه باسم آخر.