المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٣

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترهيب من الربا

- ‌ الترهيب من غصب الأرض وغيرها

- ‌الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخراً وتكاثراً

- ‌الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه

- ‌ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه

- ‌ترهيب العبد من الإباق من سيده

- ‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

- ‌كتاب النكاح وما يتعلق به

- ‌الترغيب في غض البصروالترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها

- ‌الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود

- ‌ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته، وحسن عشرتهاوالمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسقاطه ومخالفته

- ‌الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات، وترك العدل بينهم

- ‌الترغيب في النفقة على الزوجة والعيالوالترهيب من إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن

- ‌الترغيب في الأسماء الحسنةوما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها

- ‌الترغيب في تأديب الأولاد

- ‌الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه

- ‌ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحدفيما يذكر من جزيل الثواب

- ‌الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده

- ‌ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس

- ‌ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة

- ‌الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌الترغيب في لبس الأبيض من الثياب

- ‌الترغيب في القميص

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوباً جديداً

- ‌الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة

- ‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما

- ‌الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك

- ‌الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعاً واقتداءً بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابهوالترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة

- ‌الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه

- ‌الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه

- ‌الترهيب من خضب اللحية بالسواد

- ‌ترهيب الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجة

- ‌الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء

- ‌كتاب الطعام وغيره

- ‌الترغيب في التسمية على الطعام، والترهيب من تركها

- ‌الترهيب من استعمال أواني الذهب والفضةوتحريمه على الرجال والنساء

- ‌الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناءوالشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح

- ‌الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها

- ‌الترغيب في أكل الخل والزيت، ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر

- ‌الترغيب في الاجتماع على الطعام

- ‌الترهيب من الإمعان في الشبع، والتوسع في المأكل والمشارب شَرَهاً وبطراً

- ‌الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين

- ‌الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة

- ‌الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل

- ‌الترغيب في غسل اليد قبل الطعام وبعده، والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها

- ‌كتاب القضاء وغيره

- ‌الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك

- ‌ترغيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين في العدل إماماً كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته، أو يجور، أو يغشهم، أو يحتجب عنهم، أو يغلق بابه دون حوائجهم

- ‌ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلاً وفي رعيته خير منه

- ‌ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما

- ‌الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله، والترغيب في نصرته

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالماً

- ‌الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم

- ‌الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك

- ‌ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل

- ‌الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم، ورحمتهم والرفق بهم

- ‌ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة

- ‌الترهيب من شهادة الزور

- ‌كتاب الحدود وغيرها

- ‌الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما

- ‌الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله

- ‌الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته

- ‌الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم

- ‌الترغيب في إقامة الحدود، والترهيب من المداهنة فيها

- ‌الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها والتشديد في ذلكوالترغيب في تركه والتوبة منه

- ‌الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج

- ‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

- ‌الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

- ‌الترهيب من قتل الإنسان نفسه

- ‌الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه وما جاء فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق

- ‌الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالموالترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم

- ‌الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها

- ‌كتاب البر والصلة وغيرهما

- ‌الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما

- ‌الترهيب من عقوق الوالدين

- ‌الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت، والترهيب من قطعها

- ‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

- ‌الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه

- ‌الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام الزائرين

- ‌الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقهوترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

- ‌الترهيب أن يحتقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن يقدمه للضيف

- ‌الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة

- ‌الترهيب من البخل والشح، والترغيب في الجود والسخاء

- ‌الترهيب من عود الإنسان في هبته

- ‌الترغيب في قضاء حوائج المسلمين، وإدخال السرور عليهموما جاء فيمن شفع فأهدى إليه

- ‌كتاب الأدب وغيره

- ‌الترغيب في الحياء، وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء

- ‌الترغيب في الخلق الحسن وفضله، والترهيب من الخلق السيئ وذمه

- ‌الترغيب في الرفق والأناة والحلم

- ‌الترغيب في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في إفشاء السلام، وما جاء في فضلهوترهيب المرء من حب القيام له

- ‌الترغيب في المصافحة، والترهيب من الإشارة في السلاموما جاء في السلام على الكفار

- ‌الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن

- ‌الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه

- ‌الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط

- ‌الترهيب من الغضب، والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب

- ‌الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر

- ‌الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر

- ‌الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدمياً كان أو دابة وغيرهماوبعض ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف المحصنة والمملوك

- ‌الترهيب من سب الدهر

- ‌الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جاداً أو مازحاً

- ‌الترغيب في الإصلاح بين الناس

- ‌الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره

- ‌الترهيب من النميمة

- ‌الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما، والترغيب في ردهما

- ‌الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام

- ‌الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر

- ‌الترغيب في التواضع، والترهيب من الكبر والعجب والافتخار

- ‌الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع:يا سيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم

- ‌الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب

- ‌ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين

- ‌الترهيب من الحلف بغير الله سيما بالأمانة، ومن قوله أنا بريء من الإسلام أو كافر ونحو ذلك

- ‌الترهيب من احتقار المسلم وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى

- ‌الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في قتل الوزغ وما جاء في قتل الحيات وغيرها مما يذكر

الفصل: ‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

1 -

عن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافلُ (1) اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفَرَّجَ بينهما" رواه البخاري وأبو داود والترمذي.

2 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافلُ اليتيمِ له أو لغيرهِ (2)،

وأنا وهو كهاتين في الجنة: وأشار مالكٌ بالسبابةِ

= (ز) وقال تعالى: "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"(8 - 9 من سورة الحشر).

(ح) وقال تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً متكئين على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً"(8 - 14 من سورة الدهر).

(1)

أي القيم بأمره المدير مصالحه المتعهد شئونه، ومعنى يتيم: أي فقد والده: أي يكون الوصي بجوار منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وبقربه. قال في الفتح: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى، وهو نظير الحديث الآخر "بعثت أنا والساعة كهاتين". أهـ ص 336 جـ 10

وقد وقع في رواية لأم سعيد المذكورة عند الطبراني: "معي في الجنة كهاتين يعني المسبحة والوسطى إذا اتقى" سبابة لأنها يسب بها الشيطان كالسباحة أو المسبحة، لأنها يسبح بها في الصلاة فيشار بها في التشهد لذلك.

قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك. أهـ. قال في الفتح: قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من منزلة النبي لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه، بل ولا دنياه ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك. أهـ ملخصاً ص 337 جـ 10

صلى عليك الله يا رسول الله، ترغب الأوصياء أن يتحملوا آلام الوصاية وتربية الأيتام على شريطة التقوى والعفاف ورعاية مصالحهم ابتغاء جوارك في نعيم الجنة.

(2)

بينه قرابة، قال في الفتح: بأن يكون جداً أو عماً أو أخاً أو نحو ذلك من الأقارب أو يكون =

ص: 346

والوسطى" رواه مسلم، ورواه مالك عن صفوان بن سليم مرسلاً.

3 -

ورواه البزار متصلاً، ولفظه قال:"من كفل يتيماً له ذا قرابةٍ أو لا قرابةَ له فأنا وهو في الجنة كهاتين، وضمَّ أُصبعيه، ومن سعى على ثلاث بناتٍ، فهو في الجنة وكان له كأجر المجاهد في سبيل الله صائماً قائماً (1) ".

4 -

ورويَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال (2) ثلاثةً من الأيتام كان كمن قام ليلهُ، وصام نهارهُ، وغدا وراح (3) شاهراً سيفهُ في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أن هاتين أُختانِ وألْصَقَ أصبعيهِ السبابة والوسطى" رواه ابن ماجة.

5 -

وعنه رضي الله عنه أيضاً أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قبض (4) يتيماً من بين مسلمين إلى طعامهِ وشرابه أدخلهُ الله الجنة ألبتة (5) إلا أن يعمل ذنباً لا يُغفر (6) " رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

6 -

وعن عمرو بن مالكِ القشيري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ومن ضَمَّ يتيماً من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه وجبت (7) له الجنة" رواه أحمد والطبراني، ورواة أحمد محتج بهم إلا علي بن زيد.

7 -

وعن زُرارةَ بن أبي أوْفَى، عن رجلٍ من قومه يُقالُ له مالكٌ أوا بن مالكٍ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغنى (8) عنه وجبت له الجنة ألبتةَ، ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يبرهما (9)

= أبو المولود قد مات فتقوم أمه مقامه، أو ماتت أمه فيقوم أبوه في التربية مقامها. أهـ.

(1)

متهجداً يعبد الله في السحر.

(2)

كفلهم وقام بتربيتهم.

(3)

ذهب ورجع شجاعاً مغواراً مستعداً للقاء العدو في سبيل نصر دين الله.

(4)

ضم.

(5)

قطعاً بلا شك.

(6)

إلا أن يشرك بالله كما قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" من سورة النساء.

(7)

قدر الله له دخولها وعداً عليه جل وعلا، ووعده محقق قال تعالى:"وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"(47 من سورة الروم).

(8)

يكبر ويترعرع ويمكنه أن يباشر أعماله.

(9)

لم يحسن إليهما.

ص: 347

دخل النار، فأبعدهُ الله، وأيما مسلمٍ أعتقَ رقبةً مُسلمةً كانت فِكاكهُ من النار" رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن.

8 -

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما قَعَدَ يتيمٌ مع قومٍ على قصعتهم، فيقرب قصعتهم شيطانٌ (1) " حديث غريب رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني كلاهما من رواية الحسن بن واصل، وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول: هو حديث حسن، ورواه الأصبهاني أيضاً من حديث أبي موسى.

إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم مكرم

9 -

ورويَ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحبَّ البيوت إلى الله بيتٌ فيه يتيمٌ مُكرمٌ" رواه الطبراني والأصبهاني.

10 -

ورويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُحْسَنُ إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمين بيتٌ فيه يتيمٌ يُساءُ إليه" رواه ابن ماجة.

11 -

ورويَ عن عوف بن مالكٍ الأشجعيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وامرأةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كهاتين يوم القيامة، وأوْمأ بيدهِ يَزِيدُ بن زريعٍ: الوسطى والسبابة، امرأةٌ آمَتْ زوجها ذاتُ منصبٍ وجمال حَبستْ نفسها على يَتَامَاهَا حتى بانوا أو ماتوا" رواه أبو داود.

[السفعاء]: بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدهما عين مهملة ممدوداً.

[قال الحافظ]: هي التي تغبر لونها إلى الكمودة والسواد من طول الأيمة، يريد بذلك أنها حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج، فتحتاج إلى الزينة والتصنع للزوج.

[وآمت] المرأة بمد الهمزة وتخفيف الميم: إذا صارت أيِّماً، وهي من لا زوج لها بكراً كانت أو ثيباً، تزوجت أو لم تتزوج بعد، والمراد هنا من مات زوجها وتركها أيِّماً.

12 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) المعنى: يتباعد الشيطان عن مائدة يأكل عليها يتيم.

ص: 348

"أنا أولُ من يفتحُ باب الجنة إلا أني أرى امرأةً تُبادرني فأقولُ لها: مالكِ ومن أنتِ؟ فتقولُ: أنا امرأةٌ قعدتُ على أيتامٍ لي" رواه أبو يعلى، وإسناده حسن إن شاء الله.

من أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين

13 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مسح على رأس يتيمٍ لم يمسحهُ إلا لله كان له في كل شعرةٍ مَرَّت عليها يدهُ حسناتٌ، ومن أحسنَ إلى يتيمةٍ أو يتيمٍ عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفَرَّقَ بين أصبعيه: السبابة والوسطى" رواه أحمد وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم عنه.

14 -

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ يشكو قسوةَ قلبهِ، قال أتُحبُّ أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحمِ اليتيم، وامسح رأسهُ وأطعمهُ من طعامك يَلِنْ قلبك، وتُدركْ حاجتك" رواه الطبراني من رواية بقية، وفيه راوٍ لم يسمّ أيضاً.

15 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم وأطعمِ المسكين" رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

16 -

ورويَ عن أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثني بالحق لا يُعذبُ الله يوم القيامة من رحم اليتيم وَلَانَ له (1)

في الكلام، ورحم يُتْمَهُ وضعفهُ، ولم يتطاول على جاره بفضل (2) ما آتاه الله" رواه الطبراني، ورواته ثقات إلا عبد الله بن عامر، وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك.

17 -

ورويَ عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم وبكاء اليتيم، فإنه يسري (3) في الليل، والناسُ نيامٌ" رواه الأصبهاني.

(1) حادثه بلين وبشاشة ونصحه وأدبه ورعى مصالحه لله، في (ع): يلين قلبك 169 - 2

(2)

بنعمه وببذخه.

(3)

يصعد إلى ربه في السحر شاكياً بكاءه فاحذروه، يقال سريت الليل وسريت به، قال أبو زيد: السرى أول الليل وأوسطه وآخره.

ص: 349

السبب في ذهاب بصر يعقوب عليه السلام وحنى ظهره

18 -

وعن أنسٍ رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلاً قال ليعقوب عليه السلام: ما الذي أذهب بصرك، وَحَنَى ظهرك؟ قال: أما الذي أذهبَ بصري فالبكاءُ على يوسف، وأما الذي حَنَى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: أتشكو الله عز وجل؟ قال: إنما أشكو بَثَّي وَحُزْني إلى الله. قال جبريلُ عليه السلام: الله أعلمُ بما قلت منك. قال: ثم انطلق جبريل عليه السلام، ودخل يعقوبُ عليه السلام بيتهُ، فقال: أي رَبِّ أما ترحمُ الشيخ الكبير. أذهبتَ بصري، وَحَنَيْتَ ظهري، فَارْدُدْ عليَّ رَيْحَانَتَيَّ، فأشمهما شَمَّةً واحدةً، ثم اصنع بي بعد ما شئت، فأتاه جبريل، فقال: يا يعقوب إن الله عز وجل يُقرئك السلام، ويقول: أبشر فإنهما لو كانا ميتين لَنَشَرْتُهُما (1) لك لأُقِرَّ بهما عينك، ويقول لك يا يعقوب: أتدري لِمَ أذْهَبْتُ بصرك، وَحَنَيْتُ ظهرك، وَلِمَ فَعَلَ إخوةُ يوسف بيوسف ما فعلوه؟ قال: لا. قال: إنه أتاك يتيمٌ مسكينٌ وهو صائمٌ جائعٌ وذبحت أنت وأهلك شاةً فأكلتموها ولم تُطعموه (2)،

ويقول: إني لم أُحِبَّ شيئاً من خَلْقي حُبي اليتامى والمساكين (3)، فاصنع طعاماً، وادْعُ (4) المساكين. قال أنسٌ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكان يعقوبُ كلما أمسى نادى مُناديهِ: من كان صائماً فليحضر طعام يعقوب، وإذا أصبح نادى مُناديه: من كان مُفطراً فليفطر على طعام يعقوب" رواه الحاكم والبيهقي والأصبهاني واللفظ له، وقال الحاكم: كذا في سماع حفص بن عمر بن الزبير، وأظن الزبير وَهِم، وأنه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة، فإن كان كذلك فالحديث صحيح، وقد أخرجه إسحاق بن راهوية في تفسيره قال: أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن عبد الملك عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

(1) لأحييتهما لتفرح، من قرت العين قرة وقروراً: بردت سروراً.

(2)

معناه أن الله تعالى أراد بفراق يوسف لأبيه ليذوق ألم البعد وحرارة الفرقة بسبب أنه لم يحن ولم يعطف على مسكين جاءه.

(3)

الفقراء.

(4)

اطلب. فيه أن الإحسان إلى الفقراء واليتامى يجلب السرور ويطرد الغم ويسبب زيادة النعم والبركة مع الصحة والهناءة.

ص: 350

الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله

19 -

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي (1) على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبهُ قال: وكالقائمِ لا يَفْتُرُ وَكالصائم لا يُفطرُ" رواه البخاري ومسلم وابن ماجة إلا أنه قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يقوم الليل، ويصوم النهار".

20 -

ورويَ عن المطلبَ بن عبد الله المخزومي قال: "دخلتُ على أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا بُنيَّ ألا أُحدثكَ بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: بلى يا أُمَّهْ. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق على بنتين، أو أُختين، أو ذَوَاتَيْ قرابةٍ يحتسب (2) النفقةَ عليهما حتى يُغنيهما من فضل الله، أو يكفيهما كانتا له سِتْراً من النار" رواه أحمد والطبراني، وتقدم لهذا الحديث نظائر في النفقة على البنات.

(1) الذي يذهب ويجئ في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين، والأرملة التي لا زوج لها. أهـ فتح ص 402 جـ 9 وأورده البخاري في باب فضل النفقة على الأهل، ينال المتولي مصالح الأرملة ثواب ثلاثة:

(أ) الذي يحارب أعداء الدين.

(ب) المتبتل إلى الله المتهجد الذاكر الله في السحر.

(جـ) الصائم المتنفل لله.

(2)

يطلب ثواب ذلك مدخراً عند الله عز وجل.

الآيات الواردة في حفظ مال اليتيم وكفالته والإحسان إليه:

أولاً: قال تعالى: "فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"(9 - 10 من سورة الضحى).

ثانياً: وقال تعالى: "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً"(2: من سورة النساء).

ثالثاً: وقال تعالى: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة"(15: من سورة البلد).

رابعاً: وقال تعالى: "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين"(3: من سورة الماعون).

خامساً: وقال تعالى: "ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم"(220: من سورة البقرة).

سادساً: وقال تعالى: "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً"(9 - 10: من سورة النساء).

ص: 351