المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٣

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترهيب من الربا

- ‌ الترهيب من غصب الأرض وغيرها

- ‌الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخراً وتكاثراً

- ‌الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه

- ‌ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه

- ‌ترهيب العبد من الإباق من سيده

- ‌الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه

- ‌كتاب النكاح وما يتعلق به

- ‌الترغيب في غض البصروالترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها

- ‌الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود

- ‌ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته، وحسن عشرتهاوالمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسقاطه ومخالفته

- ‌الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات، وترك العدل بينهم

- ‌الترغيب في النفقة على الزوجة والعيالوالترهيب من إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن

- ‌الترغيب في الأسماء الحسنةوما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها

- ‌الترغيب في تأديب الأولاد

- ‌الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير مواليه

- ‌ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحدفيما يذكر من جزيل الثواب

- ‌الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده

- ‌ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس

- ‌ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة

- ‌الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌الترغيب في لبس الأبيض من الثياب

- ‌الترغيب في القميص

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوباً جديداً

- ‌الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة

- ‌ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي بالذهبوترغيب النساء في تركهما

- ‌الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك

- ‌الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعاً واقتداءً بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابهوالترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة

- ‌الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه

- ‌الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه

- ‌الترهيب من خضب اللحية بالسواد

- ‌ترهيب الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجة

- ‌الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء

- ‌كتاب الطعام وغيره

- ‌الترغيب في التسمية على الطعام، والترهيب من تركها

- ‌الترهيب من استعمال أواني الذهب والفضةوتحريمه على الرجال والنساء

- ‌الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن النفخ في الإناءوالشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح

- ‌الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها

- ‌الترغيب في أكل الخل والزيت، ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين إن صح الخبر

- ‌الترغيب في الاجتماع على الطعام

- ‌الترهيب من الإمعان في الشبع، والتوسع في المأكل والمشارب شَرَهاً وبطراً

- ‌الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين

- ‌الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة

- ‌الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل

- ‌الترغيب في غسل اليد قبل الطعام وبعده، والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها

- ‌كتاب القضاء وغيره

- ‌الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك

- ‌ترغيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين في العدل إماماً كان أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته، أو يجور، أو يغشهم، أو يحتجب عنهم، أو يغلق بابه دون حوائجهم

- ‌ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلاً وفي رعيته خير منه

- ‌ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما

- ‌الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله، والترغيب في نصرته

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالماً

- ‌الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم

- ‌الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك

- ‌ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل

- ‌الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم، ورحمتهم والرفق بهم

- ‌ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة حسنة

- ‌الترهيب من شهادة الزور

- ‌كتاب الحدود وغيرها

- ‌الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما

- ‌الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله

- ‌الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته

- ‌الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم

- ‌الترغيب في إقامة الحدود، والترهيب من المداهنة فيها

- ‌الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها والتشديد في ذلكوالترغيب في تركه والتوبة منه

- ‌الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج

- ‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

- ‌الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

- ‌الترهيب من قتل الإنسان نفسه

- ‌الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه وما جاء فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق

- ‌الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالموالترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم

- ‌الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها

- ‌كتاب البر والصلة وغيرهما

- ‌الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما

- ‌الترهيب من عقوق الوالدين

- ‌الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت، والترهيب من قطعها

- ‌الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين

- ‌الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه

- ‌الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام الزائرين

- ‌الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقهوترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

- ‌الترهيب أن يحتقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن يقدمه للضيف

- ‌الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة

- ‌الترهيب من البخل والشح، والترغيب في الجود والسخاء

- ‌الترهيب من عود الإنسان في هبته

- ‌الترغيب في قضاء حوائج المسلمين، وإدخال السرور عليهموما جاء فيمن شفع فأهدى إليه

- ‌كتاب الأدب وغيره

- ‌الترغيب في الحياء، وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء

- ‌الترغيب في الخلق الحسن وفضله، والترهيب من الخلق السيئ وذمه

- ‌الترغيب في الرفق والأناة والحلم

- ‌الترغيب في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في إفشاء السلام، وما جاء في فضلهوترهيب المرء من حب القيام له

- ‌الترغيب في المصافحة، والترهيب من الإشارة في السلاموما جاء في السلام على الكفار

- ‌الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن

- ‌الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه

- ‌الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط

- ‌الترهيب من الغضب، والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب

- ‌الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر

- ‌الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر

- ‌الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدمياً كان أو دابة وغيرهماوبعض ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف المحصنة والمملوك

- ‌الترهيب من سب الدهر

- ‌الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جاداً أو مازحاً

- ‌الترغيب في الإصلاح بين الناس

- ‌الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره

- ‌الترهيب من النميمة

- ‌الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما، والترغيب في ردهما

- ‌الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام

- ‌الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر

- ‌الترغيب في التواضع، والترهيب من الكبر والعجب والافتخار

- ‌الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع:يا سيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم

- ‌الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب

- ‌ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين

- ‌الترهيب من الحلف بغير الله سيما بالأمانة، ومن قوله أنا بريء من الإسلام أو كافر ونحو ذلك

- ‌الترهيب من احتقار المسلم وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى

- ‌الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك مما يذكر

- ‌الترغيب في قتل الوزغ وما جاء في قتل الحيات وغيرها مما يذكر

الفصل: ‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

[قال الحافظ]: رووه كلهم عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عبادة، ولم يسمع منه. والله أعلم.

‌الترهيب من اللواط، وإتيان البهيمة، والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية

1 -

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخافُ على أمتي من عملِ قومِ لوطٍ (1) " رواه ابن ماجة، والترمذي، وقال: حديث حسن غريب، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

2 -

وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقضَ قومٌ العهد (2) إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة (3) في قومٍ إلا سَلَّطَ الله عليهم

= أضرار الزنا كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه:

أولاً: يذهب الزنا نور الإيمان من قلب الزاني (حين يزني).

ثانياً: الفاحشة تبيح قتل مرتكبها (لا يحل دم امرئ).

ثالثاً: الزنا نذير الرعب والفزع (يا بغايا العرب).

رابعاً: لا يستجيب الله دعاء الزاني.

خامساً: تتقد النار في وجهه يوم القيامة.

سادساً: ترى الزناة في فرن يصهر أجسامهم ويحرق أبدانهم (التنور).

سابعاً: رائحتهم نتنة قذرة (المراحيض).

ثامناً: مرتكب الفاحشة شطب اسمه من سجل الأبرار وطرد من حظيرتهم، وليس الزاني من عباد الرحمن.

تاسعاً: لا ينظر الله للزاني نظر رحمة ورأفة (شيخ زان).

عاشراً: يحرم الله على الزاني الجنة ولا يشم ريحها.

الحادي عشر: انتشار الزنا يوجد أولاداً مفسدين مخربين مدمرين (ما لم يفش فيهم ولد الزنا).

الثاني عشر: أنذر بالخراب كل بلد ظهر فيه الزنا مع غضب الله على سكانه (في قرية).

الثالث عشر: الزنا يسبب العار والشنار والفضيحة في الدنيا والآخرة (على رءوس الأولين والآخرين).

الرابع عشر: الممتنع من الزنا يظله الله في ظله ويسامحه (إن الله قد غفر للكفل).

الخامس عشر: الامتناع عن الزنا ينجي من الأهوال ويزيل الشدائد (فانفرجت الصخرة).

السادس عشر: البعد عن الزنا يزيد في الرزق ويجلب الخير ويجعل في الوجه بهاءً ونوراً.

(1)

إتيان الذكر في دبره كما تؤتى المرأة في فرجها.

(2)

توحيد الله والاستقامة والعمل بكتاب الله وسنة رسوله.

(3)

الزنا.

ص: 285

الموت (1)، ولا منع قومٌ الزكاة إلا حُبسَ عنهم الْقَطْرُ (2) " رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

ورواه ابن ماجة والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر بنحوه، ولفظ ابن ماجة قال: أقبلَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشرَ المهاجرين خمسُ خصالٍ إذا ابتُليتم (3) بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهون: لم تظهر الفاحشة (4) في قومٍ قط حتى يُعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون (5) والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم (6) الذين مضوا" الحديث.

3 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ظُلِمَ أهل الذمة (7) كانت الدولة دولة العدو (8)، وإذا كَثُرَ الزنا كثر السِّبَاءُ (9)، وإذا كثر اللوطية (10) رفع الله عز وجل يده عن الخلق (11)، فلا يبالي في أي وادٍ هلكوا" رواه الطبراني، وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد ضعيف، ولم يترك.

لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غَيَّرَ حدود الأرض

4 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله سبعةً من خلقهِ من فوق سبعِ سمواته، وردد اللعنةَ على واحدٍ منهم ثلاثاً، ولعنَ كل واحدٍ لعنةً تكفيه، قال: ملعون (12) من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، ملعونٌ من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، ملعونٌ من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، ملعون من ذبح لغير الله (13)،

(1) الأمراض الوبائية فتحصد أرواحهم.

(2)

المطر، والمعنى منع عنهم الخير وانتزعت البركة وكثرت الآفات.

(3)

اختبرتم.

(4)

الزنا.

(5)

مرض فتاك.

(6)

الأمم السابقة.

(7)

أصابهم الظلم، ويلحق بهم المعاهد والمستأمن.

(8)

قال الشيخ: أي يجعل الله الدولة دولة العدو فينصره علينا، والمراد من الخبر النهي، وقال المناوي: أي كانت مدة ذلك الملك أمداً قصيراً، والظلم لا يدوم، وإن دام دمر. أهـ عزيزي من الجامع الصغير ص 144 - جـ 1

(9)

الأسر وذل الأبناء وكثرة العقوق وزيادة التشاحن، وقال المناوي: يعني يسلط الله العدو على أهل الإسلام فيكثر من السبي منهم. أهـ.

(10)

أي الذين يأتون الذكران شهوة من دون النساء.

(11)

أي أعرض عنهم ومنعهم ألطافه وأبعد عنهم رحمته فلا يبالي بإهلاك. أحد ثلاثة تدل على الضعف والذلة:

(أ) الظلم.

(ب) الزنا.

(جـ) اللواط.

(12)

مطرود من رحمة الله.

(13)

لم يذكر اسم الله على ذبيحته، قال تعالى:"فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين"(118 من سورة الأنعام). =

ص: 286

ملعونٌ من أتى شيئاً من البهائم (1)، ملعونٌ من عقَّ والديه (2)، معلونٌ من جمع بين امرأةٍ وابنتها، ملعونٌ من غَيَّرَ حدود الأرضِ (3)، ملعونٌ من ادعى إلى غير مواليه (4) " رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، إلا محرز بن هارون التيمي، ويقال فيه: محرز بالإهمال، ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر، وقال: صحيح الإسناد.

[قال الحافظ]: كلاهما واهٍ، لكن محرز قد حسن له الترمذي، ومشاه بعضهم، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون، والله أعلم.

5 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غَيَّرَ تُخُومَ (5) الأرض، ولعن الله من كَمَّهَ (6) أعمى عن السبيل، ولعن الله من سب والديه، ولعن الله من تولى (7) غير مواليه، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، قالها (8) ثلاثاً في عمل قوم لوطٍ" رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي، وعند النسائي آخره مكرراً.

6 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربعةٌ يُصبحون في غضبِ الله ويُمسون في سخط الله، قلت: من هم يا رسول الله؟ قال: المتشبهون من الرجال بالنساء، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الرجال (9) "

= وقال تعالى: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه، وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون"(121 من سورة الأنعام).

(1)

فعل فيها الفاحشة، لأن حكم اللواط وإتيان البهائم كحكم الزنا.

(2)

عصاهما.

(3)

اعتدى على غير حقه.

(4)

انتسب إلى غير أسياده ومخدوميه.

(5)

أي معالمها وحدودها، واحدها تخم، وقيل أراد بها حدود الحرم خاصة، وقيل هو عام في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يهتدى بها في الطرق، وقيل أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلماً، ويروى تخوم الأرض بفتح التاء على الإفراد وجمعه تخم بضم التاء والخاء. أهـ نهاية ص 111 - جـ 1.

(6)

أضل وستر، وفي النهاية: مر على أبوار دور مستغلة فقال: أكموها: أي استروها لئلا تقع عيون الناس عليها، والكمو: الستر، من كمه يكمه فهو أكمه إذا عمى. أهـ.

(7)

اتخذ غير مخدوميه أولياء واصطفاهم.

(8)

قالها كذا (د وع ص 140)، وفي (ن د): قائلاً لها.

(9)

أي أربعة ينزل عليهم غضب الله وعذابه صباح مساء:

(أ) فاقد الرجولية المتخنث.

(ب) المتبجحة المترجلة قليلة الأدب.

(جـ) فاعل الفاحشة في الحيوان.

(د) اللائط، من لاط يلوط لواطة.

ص: 287

رواه الطبراني والبيهقي من طريق محمد بن سلام الجزاعي، ولا يعرف عن أبيه عن أبي هريرة وقال البخاري: لا يتابع على حديثه.

7 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وجدتموه يعمل عمل قومِ لوطٍ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به" رواه أبو داود والترمذي، وابن ماجة والبيهقي، كلهم من رواية عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس، وعمور هذا قد احتج به الشيخان وغيرهما، وقال ابن معين: ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس، يعني هذا، انتهى.

8 -

وروى أبو داود وغيره بالإسناد المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى بهيمةً فاقتلوهُ واقتلوها معه".

[قال الخطابي]: قد عارض هذا الحديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيوان إلا لمأكلةٍ.

اقتلوا الفاعل والمفعول به والذي يأتي البهيمة

9 -

وروى البيهقي أيضاً وغيره عن مِفْضَلِ بن فضالة عن ابن جريرج عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة".

قال البغوي: اختلف أهل العلم في حد اللوطي فذهب إلى أن حد الفاعل حد الزنا: إن كان محصناً يرجم، وإن لم يكن محصناً يجلد مائة، وهو قول سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة والنخعي، وبه قال الثوري والأوزاعي، وهو قول الشافعي، ويحكى أيضاً عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن، وعلى المفعول به عند الشافعي على هذا القول جلدُ مائة، وتغريب عام رجلاً كان أو امرأة، محصناً كان أو غير محصن، وذهب قوم إلى أن اللوطي يرجم محصناً كان أو غير محصن. رواه سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس، وروى ذلك عن الشعبي، وبه قال الزهري، وهو قول مالك وأحمد وإسحاق، وروى حماد بن إبراهيم عن إبراهيم يعني النخعي قال: لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي والقول الآخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما جاء في الحديث. انتهى.

ص: 288

[قال الحافظ]: حرق الوطية بالنار أربعةٌ من الخلفاء: أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك.

10 -

وروى ابن أبي الدنيا، ومن طريقه البيهقي بإسناد جيد عن محمد بن المنكدر:"أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه وجد رجلاً في بعض ضواحي العرب يُنْكَحُ كما تُنْكَحُ المرأةُ، فجمع لذلك أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم علي بن أبي طالب، فقال عليٌّ: إن هذا ذنبٌ لم تعمل به أمةٌ إلا أمةٌ واحدةٌ، ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن تَحْرِقَهُ بالنار، فاجتمعَ رأيُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحْرَقَ بالنار، فأمر أبو بكر أن يُحْرَقَ بالنار".

11 -

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا تقبلُ لهم شهادةُ أن لا إله إلا الله: الراكبُ (1) والمركوبُ، والراكبةُ والمركوبة (2)

والإمام الجائر (3) " حديث غريب جداً. رواه الطبراني في الأوسط.

12 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الله عز وجل إلى رجلٍ أتى رجلاً أو امرأةً في دبرها (4) " رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه.

13 -

وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هي اللوطيةُ (5) الصغرى يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها" رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح.

14 -

وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا (6) فإن الله لا يستحي من الحق، ولا تأتوا النساء في أدبارهن" رواه أبو يعلى بإسناد جيد.

(1) فاعل الفاحشة، والمفعول فيه. 41 - 2

(2)

المرأة التي تفعل في مثلها كما يفعل الرجل والمفعولة فيها تنام تحت الأنثى مثلها للسحاقة.

(3)

الظالم.

(4)

محل الغائط: الفتحة القذرة.

(5)

الفاحشة.

(6)

تحلوا بالحياء: تكملوا بالأدب.

ص: 289

15 -

وعن خزيمة بن ثابتٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يستحي من الحق ثلاث مراتٍ، لا تأتوا النساء في أدبارهن" رواه ابن ماجة، واللفظ له، والنسائي بأسانيد، أحدها جيد.

16 -

وعن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن مَحَاشِّ النساء" رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات، والدارقطني. ولفظه:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استحيوا من الله فإن الله لا يستحي من الحق، لا يحلُّ مأتاك النساء في حُشُوشِهنَّ".

17 -

وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهنَّ" رواه الطبراني من رواية عبد الصمد بن الفضل.

[المحاش]: بفتح الميم وبالحاء المهملة وبعد الألف شين معجمة مشددة، جمع محشة بفتح الميم وكسرها، وهي الدبر.

18 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى النساء في أعْجَازِهنَّ (1)

فقد كفر" رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات.

19 -

وروى ابن ماجة والبيهقي، كلاهما عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن البي صلى الله عليه وسلم قال:"لا ينظر الله (2) إلى رجلٍ جامع امرأةً (3) في دبرها".

20 -

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ملعونٌ (4) من أتى امرأة في دبرها" رواه أحمد وأبو داود.

21 -

وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى حائضاً (5)

(1) دبرهن، لأنه استحل ذلك وعقابه العذاب الأليم. وفيه شدة الترهيب من اللواط، يكنى بالحشوش عن مواضع الغائط 231 - 1 نهاية.

(2)

لا يرحم ولا يحسن.

(3)

امرأة كذا (د وع ص 142 - 2) وفي (ن ط) امرأته.

(4)

مطرود من رحمة الله.

(5)

التي ينزل عليها دم الحيض كما قال تعالى: "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله =

ص: 290

أو امرأة في دبرها أو كاهناً (1) فَصَدَّقَهُ كفر بما أُنزلَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم " رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود إلا أنه قال: فقد برئ مما أُنزلَ على محمدٍ، صلى الله عليه وسلم.

[قال الحافظ]: رووه من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة، وهو طريف بن خالد عن أبي هريرة، وسئل علي بن المديني عن حكيم من هو؟ فقال أعيانا هذا، وقال البخاري في تاريخه الكبير: لا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة.

22 -

وعن علي بن طَلْقٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تأتوا النساء في أسْتَاهِهِنَّ (2)، فإن الله لا يستحي من الحق" رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن، ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه بمعناه.

= واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين" (222 - 223 من سورة البقرة). (أذى): شيء مستقذر مؤذ فاجتنبوا مجامعتهن حتى يغتسلن (حرث): موضع بذر لكم، شبهن بها تشبيهاً لما يلقى في أرحامهن من النطف بالبذور، واطلبوا الولد واذكروا اسم الله عند الوطء، رجاء أن الله يبارك في نسلكم، والفرج هو محل الإخصاب والانتاج فقط، وبشر الكاملين في الإيمان بالكرامة والنعيم الدائم، فهذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصح الناس، ويبشر من صدقه وامتثل أمره منهم كما قال تعالى: "حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" (128 من سورة التوبة).

الآيات الدالة على تحريم اللواط واستنكاره:

قال تعالى: "ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين"(28 - 29 من سورة العنكبوت).

وقال: "ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين"(75 من سورة الأنبياء).

وقال تعالى: "أتأتون الذكران من العالمين، وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزاً في الغابرين، ثم درمنا الآخرين، وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم"(175 من سورة الشعراء).

(1)

مدعياً علم الغيب مشعوذاً ساحراً كذاباً.

(2)

جمت است: أدبارهن.

أضرار اللواط كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أولاً: نذير الرعب وداعي الخيبة ودليل السقوط والدناءة وفقد الشهامة والنجدة (إن أخوف). =

ص: 291