الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: مَا نَدَّ مِنَ البَهائِمِ فَهْوَ بِمَنزِلَةِ الوَحْشي
2555 -
(5509) - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَداً، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى، فَقَالَ:"اعْجَلْ، أَوْ أَرِنْ، مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ، فَكُلْ، لَيْسَ السَّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدَّثُكَ: أَمَّا السَّنُّ، فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ، فَمُدَى الْحَبَشَةِ". وَأَصَبْنَا نَهْبَ إِبلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِهَذِهِ الإِبلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَإِذَا غَلبَكُم مِنْهَا شَيْءٌ، فَافْعَلُوا بِهِ هكَذَا".
(اعجَل): بهمزةِ وصل تُكسر في الابتداء، وجيمٍ مفتوحة.
(أو أَرِنْ): مثل أَقِم، كذا لبعضهم.
وعند الأصيلي: "أرِني": بهمزة قطع مفتوحة وراء مكسورة ونون وقاية بعدها ياء المتكلم (1).
* * *
باب: النَّحْرِ وَالذَّبْحِ
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: لَا ذَبْحَ وَلَا مَنْحَرَ إِلَاّ فِي الْمَذْبَحِ وَالْمَنْحَرِ. قَلْتُ: أيجْزِي مَا يُذْبَحُ أَنْ أَنْحَرَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَ اللَّهُ ذَبْحَ الْبقَرَةِ، فَإِنْ ذَبَحْتَ شَيْئاً يُنْحَرُ، جَازَ، وَالنَّحْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَالذَّبْحُ قَطْعُ الأَوْدَاجِ. قَلْتُ: فَيُخَلَّفُ الأَوْدَاجَ حَتَّى يَقْطَعَ النَّخَاعَ؟ قَالَ: لَا إِخَالُ.
(1) انظر: "التنقيح"(3/ 1104).
وَأَخْبَرَنِي ناَفِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنِ النَّخْعِ، يَقُولُ: يَقْطَعُ مَا دُونَ الْعَظْمِ، ثُمَّ يَدَعُ حَتَّى تَمُوتَ.
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67].
وَقَالَ: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71].
وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الذَّكَاةُ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَسٌ: إِذَا قَطَعَ الرَّأْسَ، فَلَا بَأْسَ.
(والذبحُ قطعُ الأوداج): قال الزركشي: هذا مما استُنكر منه؛ لأنهما (1) وَدَجان فقط: عرقانِ محيطان بالحلقوم.
وأُجيب بأنه أضافَ كلَّ ودجين [إلى] الأنواع كلَّها (2).
قلت: أو يُجعل هذا من باب تسمية جزءٍ باسم كل، فيقع الجمعُ فيه موقعَ واحد، أو مثناة، ومثال الثاني قوله:
فَالْعَيْنُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِدَاقَها
…
سُمِلَتْ (3) بِشَوْكٍ فَهْيَ عُورٌ تَدْمَعُ (4)
* * *
وإنما هما (5) حدقتان.
ومنه قولهم: عظيمُ المناكبِ، وعظيمُ المشافِرِ.
(1) في "ج": "لأنها".
(2)
انظر: "التنقيح"(3/ 1104).
(3)
في "ج": "سكب".
(4)
البيت لأبي ذؤيب الهذلي؛ انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (12/ 315)، و"لسان العرب" لابن منظور (4/ 614).
(5)
في "ع": "وإنما هي ما".