الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئاً صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَرَكَهُ.
(وهو قدحٌ جيدٌ عريضٌ من نُضار): أي: من خَشَبِ نُضارٍ، والنُّضارُ: الخالِصُ من كُلَّ شيء، وقدحُ نضارٍ: إذا اتُّخِذَ من أَثْلٍ يكونُ بالغَوْرِ، وقيل: إنه عودٌ أصفرُ يُشبه لونَ الذهبِ (1).
* * *
باب: شُربِ البَركَةِ، والمَاءَ المُبَارَكِ
2589 -
(5639) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: هذَا الحَدِيثَ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرَ فَضْلَةٍ، فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ:"حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوُضُوءِ، الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ". فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فتوَضَّأَ النَّاسُ، وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لَا آلُو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ. قَلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ألفاً وَأَرْبَعَ مِئَةٍ.
(حَيَّ على أهلِ الوُضوء): هذه روايةُ الأكثرين، وسقطَ لفظُ "أهل" عند النسفي.
(1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
قال الزركشي حاكياً عن غيره: وهو الصواب، كما جاء في الأحاديث:"حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ"(1).
قلت: بل كُلٌّ صوابٌ؛ فإن "حَيَّ"(2) بمعنى أَقْبِلْ، فإن كان (3) المخاطبُ المأمورُ بالإقبال هو الذي يُريد الطَّهور (4)، كان سقوط (5) "أهل" صواباً؛ أي: أقبلْ أيها المريدُ للتطَهُّر (6) على الماءِ الطَّهور، وإن جعلنا المخاطبَ هو الماءَ (7) الذي أرادَ النبي صلى الله عليه وسلم انبعاثه وتفجُّره (8) من بين أصابعه، نَزَّلَهُ منزلةَ المخاطَب تجوزاً، فإثباتُ "أهل" صوابٌ؛ أي: أقبلْ أيها الماءُ الطَّهور على أهل الوضوء (9)، ووجَّه القاضي هذه الرواية بأن يكون "أهل" منصوباً على النداء، كما تقول: حَيَّ على الوضوء (10).
قلت (11): لكن يلزم عليه حذفُ المجرور، وبقاءُ الحرف الجارِّ غيرَ داخلٍ في اللفظ على معموله، وهو باطلٌ، ولا أعلم أحداً أجازه.
(1) رواه البخاري (3579) عن عبد الله رضي الله عنه. وانظر: "التنقيح"(3/ 1117).
(2)
في "ج": "الوحي".
(3)
"كان" ليست في "ع".
(4)
في "ع" و"ج": "يريد به الطهور".
(5)
"سقوط" ليست في "ع".
(6)
في "ج": "للتطهير".
(7)
"الماء" ليست في "ج".
(8)
"وتفجره" ليست في "ع".
(9)
"على أهل الوضوء" ليست في "ج".
(10)
انظر: "مشارة الأنوار"(1/ 218).
(11)
"قلت" ليست في "ع".
(فجعلتُ لا آلو ما جعلتُ (1) في بطني منه): وذلك أَنَّ شربَ البركةِ يُغْتَفَرُ فيه الإكثارُ، لا كالشربِ المعتاد الذي وردَ أن يُجعل له الثُّلُثُ، فلأجل ذلك أَكْثَرَ (2)، وإن كان فوقَ الرَّيَّ.
* * *
(1) في "ع": "فجعلت".
(2)
"أكثر" ليست في "ع".