الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا".
(فقال: يا رسول الله! هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حَرِيٌّ إن خطب [أن] لا يُنْكَح): القائل المسؤول هو أبو ذر رضي الله عنه، ذكره ابن حبان في "صحيحه"، وأبو يعلى في "مسنده".
* * *
2804 -
(6450) - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزاً مُرَقَّقاً حَتَّى مَاتَ.
(وما أكل خبزاً مُرَقَّقاً): أي: مُلَيَّناً مُحَسَّناً كخبز الحُوَّارَى، والتَّرْقيقُ (1): التَّليين، ولم يكن عندهم مناخِلُ.
* * *
باب: كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابِهِ، وَتَخَلِّيهِمْ مِنَ الدُّنْيَا
2805 -
(6452) - حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هذَا الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرًّ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ! إِنْ كُنْتُ لأَعتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدتُ يَوْماً عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَاّ
(1) في "ع": "والرقيق".
لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَم يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَم يَفْعَلْ، ثُمَ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَتبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ:"أَبَا هِرٍّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"الْحَقْ". وَمَضَى، فتبِعتُهُ، فَدَخَلَ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ، فَوَجَدَ لَبَناً فِي قَدَحٍ، فَقَالَ:"مِنْ أَيْنَ هذَا اللَّبَنُ؟ "، قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ، قَالَ:"أَبَا هِرًّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي". قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلَامِ، لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ، بَعَثَ بِها إِلَيْهِمْ، وَلَم يَتَنَاوَلْ مِنْها شَيْئاً، وإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَصَابَ مِنْها، وَأَشْرَكَهُم فِيها، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟! كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَن؟ وَلَم يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأقْبَلُوا، فَاسْتَأذَنوُا، فَأَذِنَ لَهُم، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ، قَالَ:"يَا أَبَا هِرًّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"خُذْ فَأَعْطِهِمْ". قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعطِيهِ الرَّجُلَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَد رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُم، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَالَ:"أَبَا هِرٍّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ"، قلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"اقْعُدْ فَاشْرَبْ"، فَقَعَدْتُ
فَشَرِبْتُ، فَقَالَ:"اشْرَبْ"، فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ:"اشْرَبْ" حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكاً، قَالَ:"فأَرِنِي"، فَأَعطَيْتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسَمَّى، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.
(باب: كيف كانَ عيشُ النبي صلى الله عليه وسلم؟).
(ثنا أبو نعيم بنحوٍ من نصفِ هذا الحديث): قال الزركشي: هذا الموضعُ من عُقد الكتاب؛ فإنه لم يذكر مَنْ حدّثه بالنصف الآخر، قال: ويمكن أن يقال: اعتمد على السند الآخر الذي تقدم له في كتاب: الاستئذان (1).
(آلله الذي لا إله إلا هو): لا شكَّ أنه (2) حُذف حرفُ القسم من قوله: الله، فيجوز نصبه وخفضه، لكن قال السفاقسي: رويناه بالنصب (3)(4).
(وإن كنت لأَشُدَّ الحجرَ على بطني من الجوع): قال الخطابي: أشكلَ الأمرُ في شد الحجر على البطن من الجوع على قومٍ حتى توهموا أنه تصحيف، فزعموا أنما هو الحُجَزُ، جمع الحجزة، التي يشدُّ بها المرءُ (5) وَسْطَهُ.
قال: ومن أقام بالحجاز، وعرفَ عادتهم، علم أن الحجرَ واحدةُ
(1) انظر: "التنقيح"(3/ 1188).
(2)
في "م": "أن".
(3)
"بالنصب" ليست في "ع".
(4)
انظر: "التنقيح"(3/ 1188)، و"التوضيح"(29/ 475).
(5)
في "ج": "المرأة".
الحجارة (1)، وذلك أن المجاعة تُصيبهم (2)، فإذا خوى البطن، يهرم (3)، فلا يمكن معه الانتصابُ، فيؤخذ حينئذ صفائحُ دِقاقٌ (4) في طول الكَفَّ، فتُرْبط على البطن، وتُشد بحُجْزَةٍ فوقها، فتعتدلُ قامةُ الإنسان بعضَ الاعتدال (5).
(إلا لِيشبِعَني): من الشَّبَعِ. ويروى: "إلا ليَسْتَتْبِعني (6) "؛ من الاستتباع، وهو طلب التَّبَعِيَّةِ.
[(أبا هرّ!): يروى بتشديد الراء وتخفيفها، وأصلُ تكنيته بذلك: أنه وجدَ هرة في الطريق، فاخذها، فأتى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أَنْتَ أَبو هِرٍّ"](7).
* * *
2806 -
(6453) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعداً يَقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي
(1) في "ع": "واحدة بالحجاز".
(2)
في "ع" و"ج": "أن الجماعة نصيبهم كبيراً".
(3)
في "ع": "هرم".
(4)
في "ع" و"ج": "رقاق".
(5)
انظر: "أعلام الحديث"(3/ 2246). وانظر: "التوضيح"(29/ 475)، ووقع عنده:"فيعمد حينئذ إلى صفائح رقاق من طول الكف".
(6)
في "م": "إلا يستتبعني".
(7)
ما بين معكوفتين ليس في "ج". وانظر: "التنقيح"(3/ 1188). والحديث رواه الحاكم في "المستدرك"(6141). وغيره عن ابن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابي، عن أبي هريرة.
سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَأَيْتُنَا نَغْزُو وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَاّ وَرَقُ الْحُبْلَةِ، وَهذَا السَّمُرُ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ، خِبْتُ إِذاً وَضَلَّ سَعْيِي.
(إلا ورق الحُبُلَة): بضم (1)[الحاء المهملة والباء الموحدة، ومنهم من يسكن الباء](2).
(ما له خِلْط): [بكسر الخاء المعجمة وإسكان اللام.
(تُعَزِّرُني)] (3): بزاي بعدها راء؛ أي: تُؤَدَّبُني.
* * *
2807 -
(6455) - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - هُوَ الأَزْرَقُ - عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلَاّ إحدَاهُمَا تَمْرٌ.
(إلا إحداهما تمراً): هكذا بنصب "تمراً"، إما على تقدير: إلا كانت إحداهما تمراً، أو إلا جُعل إحداهما تمراً.
* * *
2808 -
(6459) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنِي
(1) في "ع": "بضم اللام".
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(3)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".