الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكسر الواو -.
قال (1) ابنُ عبدِ البر: هي الكلمةُ السوءُ عندَ السلطانِ الجائر.
وقال ابن عبد السّلام: هي الكلمة الّتي لا يُعرف حسنُها من قبحها، ويحرُم على الإنسان أن يتكلَّم بما لا يعرف حسنه من قبحه (2).
* * *
باب: الخَوْفِ مِنَ اللهِ
2818 -
(6480) - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"كانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَقَالَ لأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ، فَخُذُونِي، فَذَرُّونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَفَعَلُوا بِهِ، فَجَمَعَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَا حَمَلَنِي إِلَّا مَخَافَتُكَ، فَغَفَرَ لَهُ".
(كان رجل (3) ممّن كان قبلَكم يسيءُ الظنَّ بعملِه): جاء في وصف هذا أربعة أشياء:
أحدها: أنه كان نَبَّاشاً (4)، وهذا في "البخاري".
والثاني: أنه من بني إسرائيل (5)، وهذا في "البخاري" ما يرشد إليه؛ فإنه
(1) في "م": "وقال".
(2)
انظر: "التنقيح"(3/ 1191).
(3)
في "ع": "رجلًا".
(4)
في "ع": "نابشاً".
(5)
في "ع": "إبراهيم".
ذكر في باب: ما ذُكر عن بني إسرائيل، قال: وقال عقبة بن عمرو: وأنا سمعته يقول ذلك، وكان نباشاً.
والثالث: أنه آخرُ أهلِ النّار خروجاً، وآخرُ أهلِ الجنةِ دخولًا.
والرابع: أنه كان يقول: أَجِرْني من النّار، مقتصراً على ذلك.
والكلام على تفاصيل هذه الأشياء الأربعة طويل، وهو مستوفًى في "الإفهام".
* * *
2819 -
(6481) - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قتادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَجُلاً:"فِيمَنْ كَانَ سَلَفَ، أَوْ قَبْلَكُمْ، آتَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَداً - يَعْنِي: أَعْطَاهُ - قَالَ: فَلَمَّا حُضِرَ، قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كنْتُ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا - فَسَّرَهَا قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ -، وَإِنْ يَقْدَمْ عَلَى اللهِ، يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا، فَاسْحَقُونِي، أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي، ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَأَذْرُونِي فِيهَا، فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ - وَرَبِّي -، فَفَعَلُوا، فَقَالَ اللهُ: كُنْ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَبْدِي! مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ، فَمَا تَلَاقَاهُ أَنْ رحمه الله".
(أيَّ أبٍ كنتُ؟): بنصب "أيَّ" على أنه خبر كان، تقدّم وجوباً؛ لأجل الاستفهام.
(قالوا: خيراً): بالنصب والتنوين.
وفي نسخة بالنصب وترك التنوين، على أن المعنى: خيرَ أبٍ، فحُذف المضافُ إليه، وبقي المضافُ (1) على الصورة التي كان عليها مثل:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 54]، {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 69] بالضم (2) فيهما بغير تنوين؛ أي: سلامُ الله، فلا خوفُ شيءٍ عليهم.
قال الزركشي: ومنهم من قيده بالضم على حذف المضاف إليه (3)؛ أي: خيرَ أب، على حدِّ قراءة:{وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال: 67]، - بالجر (4) -؛ أي: عَرَضَ الآخرةِ (5).
قلت: الآية (6) ليس من حذف المضاف إليه، بل من حذف المضاف، والتمثيل بها (7) لما نحن فيه سهو.
(فما تلافاه أن رحمه): انظر إعرابه؛ فإنّه مشكل، ويظهر لي أنه يتخرج (8) على رأي السهيلي في جواز حذف أداة الاستثناء؛ لقيام القرينة؛ أي: فما يتداركه إِلَّا بأن رحمه، فتأمله.
* * *
(1)"وبقي المضاف" ليست في "ع" و"ج".
(2)
في "ع": "بالنصب".
(3)
"المضاف إليه" ليست في "ع".
(4)
"بالجر" ليست في "ع" و"ج".
(5)
انظر: "التنقيح"(3/ 1191).
(6)
في "ع" و"ج": "قلت: إِلَّا أنه".
(7)
في "ع": "الآية بها".
(8)
في "ع" و"ج": "متخرج".