الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2835 -
(6542) - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ". وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ". ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ".
(ثم قام رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلَني منهم): هو سعدُ بنُ عُبادَةَ على ما حكاه الخطيب، وفيه ردٌّ لقول (1) مَنْ قال: إنّما تَرَكَ الدعاءَ له؛ لأنه كان من المنافقين، ويظهر في تركه التنبيهُ على فضيلة (2) السابق إلى القُربات، ولو أجابه، لم يكن للسابق مزيةٌ، وقد سبق فيه (3).
* * *
باب: صِفَةُ الجَنَّةِ والنَّارِ
2836 -
(6547) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ،
(1) في "ع" و"ج": "على تقول".
(2)
في "ج": "فضله".
(3)
المرجع السابق، (3/ 1197).
غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ".
(وأصحاب الجَد): - بفتح الجيم -: هم أهلُ الغنى والحظوظِ الدنيويةِ من المال والجاه.
ويحتمل أن يراد: الملوك.
* * *
2837 -
(6548) - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! لَا مَوْتَ، يَا أَهْلَ النَّارِ! لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحاً إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْناً إِلَى حُزْنِهِمْ".
(ثمّ يُذبح): أي: الموتُ، قيل: الذابحُ له يحيى [بن زكريا، وقيل: جبريل (1).
قلت: على تقدير كونِه يحيى] (2)، ففي اختصاصِه من بين الأنبياء عليهم السلام بذلك لطيفةٌ، وهي مناسبةُ اسمِه لإعدامِ الموت، وليس فيهم مَنْ اسمُه يحيى غيرُه، فالمناسبةُ فيه ظاهرة، وعلى تقدير كونِه جبريلَ، فالمناسبة لاختصاصه بذلك لائحةٌ أيضاً؛ من حيثُ هو معروفٌ
(1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
بالروح الأمين، وليس في الملائكة من يُطلق عليه ذلك غيرُه، فجُعل أميناً على هذه القضية المهمة، وتولى الذبح، فكان في ذبح الروحِ للموتِ المضادِّ لها مناسبةٌ حسنة يمكن رعايتُها والإشارةُ بها إلى بقاء كلِّ رُوحٍ من غير طُروءٍ للموت عليها؛ بشارةً للمؤمنين، وحسرةً على الكافرين.
* * *
2838 -
(6553) - قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِئَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا".
(يسير الراكبُ الجوادَ المضَمَّر): بنصب "الجواد" على أنه مفعولٌ باسم الفاعل، و"المضمَّرَ": اسمُ مفعولٍ منصوبٌ صفة للجواد.
وعند الأصيلي: برفع الجواد، و"المضَمِّرُ" اسمُ فاعل مرفوع صفةٌ له.
وتضميرُ الخيل: هو أن يعلفَها حتى تسمَنَ، ثمّ تُرَدُّ إلى القوت، وذلك في أربعين ليلة، وهذه المدة (1) تسمَّى بالمضمار، قاله في "الصحاح"(2).
* * *
2839 -
(6556) - قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ النُّعْمَانَ بْنَ أِبي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ، وَيَزِيدُ فِيهِ:"كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الْغَارِبَ فِي الأُفُقِ الشَرْقِيِّ وَالْغَرْبِيِّ".
(1)"وهذه المدة" ليست في "ع" و"ج".
(2)
انظر: "الصحاح"(2/ 722)، (مادة: ضمر). وانظر: "التوضيح"(30/ 86).
(الكوكبَ الغايرَ): - بالغين المعجمة -، معناه: البعيد، وقيل: الذاهب الماضي.
ويروى: "الغارب"(1)
* * *
2840 -
(6558) - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ كَأَنَّهُمُ الثَّعَارِيرُ". قُلْتُ: مَا الثَّعَارِيرُ؟ قَالَ: الضَّغَابِيسُ، وَكَانَ قَدْ سَقَطَ فَمُهُ، فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أَبَا مُحَمَّدٍ! سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ مِنَ النَّارِ"؟ قالَ: نَعَمْ.
(كأنهم الثعارير): بثاء مثلثة وعين مهملة، [وفسرها في الحديث.
(بالضَّغابيس): بضاد وغين معجمتين] (2)، فألف فباء موحدة فمثناة تحتية فسين مهملة، وهو تفسيرٌ يحتاج إلى تفسير، وقد قيل: إنها (3) صغارُ القِثّاء، شبههم بها؛ لسرعة نموها (4).
* * *
(1) انظر: "التنقيح"(3/ 1197). قال الحافظ في "الفتح"(6/ 327): قوله: "الغابر" كذا للأكثر، وفي رواية "الموطأ":"الغاير" بالتحتانية بدل الموحدة، وفي رواية الترمذي:"الغارب"، وفي رواية الأصيلي بالمهملة والزاي. والرواية الأولى هي المشهورة.
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(3)
في "ع" و"ج": "إنهما".
(4)
انظر: "التنقيح"(3/ 1197).
2841 -
(6561) - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ".
(إن أهونَ أهلِ النار (1) عذاباً يومَ القيامة لرجلٌ يوضع في قدميه جمرة يَغْلي منها دِماغُه): جاء في "صحيح مسلم" ما يقتضي أنه أبو طالب (2).
* * *
2842 -
(6562) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ، عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ وَالْقُمْقُمُ".
(كما يغلي المِرجَل): - بكسر الميم وفتح الجيم -: قِدْرُ النحاسِ خاصَّةً، وهو مذكَّر (3) من بين أسماء القِدْر.
(بالقُمْقُم (4)): قال الزركشي: هو البُسْرُ المطبوخ، هكذا قال أبو عمر المُطَرَّزِيُّ، إِلَّا أنه حكاه مكسورَ القافين، ووقع في كتب الحديث [بالضم،
(1) في "ع" و"ج": "أهون الناس".
(2)
رواه مسلم (212) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(3)
في "ع" و"ج": "مذكره".
(4)
كذا في رواية أبي ذر الهروي والأصيلي، وفي اليونينية:"والقمقم"، وهي المعتمدة في النص.
قاله ابنُ السِّيد، وهو أجودُ ما قيل فيه.
قلت: إذا كان الواقعُ في كتب الحديث] (1) بضم القافين، والبسرُ المطبوخ إنما هو بكسرهما، فكيف يُقدم على أن يُفسر ما في الحديث بذلك احتمالًا، فضلًا عن الجزم به. وقال القاضي: صوابه: كما (2) يغلي المرجَلُ والقُمْقُمُ (3).
* * *
2843 -
(6567) - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ غَرْبُ سَهْمٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي، فَإنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ، لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ، وَإِلَاّ، سَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ لَهَا:"هَبِلْتِ، أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى".
(أصابه غَرْبُ سهم): قال السفاقسي: الذي رويناه مضاف مفتوح الراء.
وفي "الصحاح": "أصابَه سَهْمُ غَرَبٍ" يُضاف، ولا يُسكن: إذا كان لا يُدْرَى من رماه (4).
* * *
(1) من ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(2)
في "ج": "أنه كما".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 186). وانظر: "التنقيح"(3/ 1199).
(4)
انظر: "الصحاح"(1/ 194)، (مادة: غرب). وانظر: "التوضيح"(30/ 96).