الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2077 -
أخبرنا محمد بن نصر بمرو، حدثنا أبو داود السِّنْجِيّ (1)، حدثنا النضر بن محمد (2)
…
19 - باب لا حليم إلا ذو عثرة
2078 -
أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا يزيد بن مَوْهَبِ، وَمَوْهَبُ بن يزيد، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، أنبأنا عمرو بن الحَارث: أن دراجاً أبا السمح حدثه، عن أبي الهيثم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا حَلِيمَ إِلَاّ ذُو عَثْرَةٍ (3)، وَلا حَكِيمَ إِلَاّ ذُو تَجْرِبَةٍ"(4).
= برقم (865) فانظره لتمام التخريج. وانظر جامع الأصول 9/ 561.
(1)
السنجي- بكسر السين المهملة، وسكون النون، في آخرها جيم-: هذه النسبة إلى سنج، وهي قرية كبيرة من قرى مرو على بعد حوالي 56 كم منها. وانظر "معجم البلدان" 3/ 264، والأنساب 7/ 165 - 168، واللباب 2/ 147.
(2)
محمد بن نصر شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، وأبو داود السنجي هو سليمان بن معبد. وهو في صحيح ابن حبان برقم (529) بتحقيقنا ومتنه أطول مما هنا.
وقد تقدم برقم (864) وهناك استوفينا تخريجه. وقد تحرف في (س): "النضر بن محمد" إلى "النضر بن محدبة".
(3)
أي: لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يركب الأمور وتنخرق عليه ويعثر فيها، فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطأ فيتجنبها. ويدل عليه قوله بعده:"ولا حكيم إلا ذو تجربة". والعثرة: المرة من العثار في المشي. قاله ابن الأثير في النهاية 3/ 182.
وانظر "مقاييس اللغة" 4/ 228.
(4)
إسناده ضعيف، قال أحمد:"أحاديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فيها ضعف". وموهب بن يزيد هو ابن موهب الرملي أبو سعيد. قال ابن أبي حاتم في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الجرح والتعديل" 8/ 415: "كتبنا عنه بالرملة وهو صدوق".
وقال موهب بن يزيد: "قال لي أحمد بن حنبل: أَيْش كتبت بالشام؟. فذكرت له هذا الحديث. قال: لو لم تسمع اإلا هذا، لم تذهب رحلتُك". وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (83):"ما كان بهذا الإِسناد فلا بأس به. ودراج، وأبو الهيثم ثقتان، قاله يحيى".
والحديث في صحيح ابن حبان برقم (193) بتحقيقنا.
وأخرجه ابن حبان أيضاً في "روضة العقلاء" ص (208)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 38 برقم (835) من طريق أبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة، بهذا الإسناد. وليس في إسناديهما "موهب بن يزيد".
وأخرجه القضاعى في مسند الشهاب 2/ 37 برقم (834) من طريق عبد الرحمن ابن الجارود الأحمري، وأخرجه الحاكم 4/ 293 من طريق
…
عثمان بن سعيد الدارمي، كلاهما حدثنا يزيد بن خالد بن موهب، بهذا الإِسناد.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد 3/ 8، والترمذي في البر والصلة (2034) باب: ما جاء في التجارب، والبخاري في الأدب المفرد 2/ 27 برقم (565) ما بعده بدون رقم، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 324 من طريق قتيبة بن سعيد، وأخرجه أحمد 3/ 69 - ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 54 برقم (40) - من طريق هارون بن معروف، كلاهما: حدثنا عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الله من هذا الوجه". وقد تحرفت "عثرة" إلى "عزة" عند أحمد 3/ 8، كما تحرفت إلى "عشرة" فى رواية أحمد 3/ 69.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" 2/ 27 برقم (565) من طريق سعيد بن عفير، حدثنا يحيى بن أيوب، عن ابن زحر، عن أبي الهيثم، به. موقوفاً على أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زَحْر قال الدوري في تاريخ ابن معين =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 4/ 426 برقم (5107): "سمعت يحيى يقول:
…
وعبيد الله بن زحر ليس بشيء". وقد أورد ذلك عنه ابن عدي في كامله 4/ 1632، والعقيلي في الضعفاء 3/ 120.
وقال الدارمي في تاريخه ص (174) برقم (626): "قلت: فعبيد الله بن زحر، كيف حديثه؟. فقال: كل حديثه عندي ضعيف. قلت: عن علي بن يزيد وغيره؟. قال: نعم".
وأورد ذلك عنه ابن عدي 4/ 1631، والعقيلي 3/ 120 ولكنه لم ينقلها بتمامها.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 315: "أنبأنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال: قلت لأحمد بن حنبل: عبيد الله بن زحر؟. فضعفه".
وقال أيضاً: "أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: سئل يحيى بن معين، عن عبيد الله بن زحر، فقال: ليس بشيء".
وقال أيضاً: "حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: عبيد الله بن زحر منكر الحديث".
وقال أيضاً: "سألت أبي عنه فقال: بين الحديث. وسألت أبا زرعة عن عبيد الله ابن زحر فقال: لا بأس به، صدوق". وقال أحمد بن صالح: "ثقة". وقال النسائي: "ليس به بأس".
وقال ابن الجنيد في سؤالاته ص (396) بتحقيق الأستاذ الدكتور أحمد محمد نور سيف برقم (513): "قال لي يحيى: عبيد الله بن زحر، ومطرح بن يزيد ضعيفاً الحديث".
وقال أيضاً ص (408) برقم (568): "سمعت يحيى بن معين يقول: عبيد الله بن
زحر، عن علي بن يزيد ليس بشيء".
وقال الحاكم: "لين الحديث". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (316): "يكتب حديثه، وليس بالقوي".
وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" برقم (327): "عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد- تحرفت فيه إلى (زيد) - نسخة باطلة".
وقال الخطيب: "كان رجلاً صالحاً، وفي حديثه لين".
ونقل الحافظ ابن حجر في تهذيبه عن الترمذي أنه نقل عن البخاري توثيقه عبيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=الله، وقد ترجمه البخاري في الكبير5/ 382 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا.
وقال أبو مسهر: "هو صاحب كل معضلة، وإن ذلك لبين على حديثه".
وقال ابن حبان في المجروحين 2/ 62: "منكر الحديث جداً، يروي الموضوعات عن الأَثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عُبيدُ الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم
…
".
وعقب ابن حجر على ذلك بقوله: "وليس في الثلاثة من اتهم إلا علي بن يزيد.
وأما الآخران فهما في الأصل صدوقان، وإن كان يخطئان".
وقال ابن عدي في كامله 4/ 1633: "ويقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه".
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 7: "قلت: قد أخرج له أرباب السنن، وأحمد في مسنده، وكان النسائي حسن الرأي فيه، ما أخرجه في الضعفاء بل قال: لا بأس به".
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": "مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، ضعفه أحمد بن حنبل، وقال النسائي: لا بأس به". وقال في كاشفه: "فيه اختلاف، وله مناكير، ضعفه أحمد، وقال النسائي: لا بأس به".
وقال ابن حجر في تقريبه: "صدوق، يخطئ". وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 434: "وهو ضعيف".
وانظر: العلل المتناهية 1/ 54، وكشف الخفاء 2/ 362، والمقاصد الحسنة ص (465)، وجامع الأصول 11/ 699، وفتح القدير 6/ 424.
نقول: لقد أخرج ابن حبان في "روضة العقلاء" ص (210) بإسناد جيد عن أبي الدرداء قال: "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتوخ الخير، يُعْطه. ومن يتوق الشر، يُوَقَّهُ".
ثم قال: "وأنشدني الكريزي:
إِذَا أَنَا كَافَأتُ الْجَهُولَ بِفِعْلِهِ
…
فَهَلْ أَنَا إِلَاّ مِثْلُهُ إِذْ أُحَاوِرُهْ
وَلكِنْ إِذَا مَا طَاشَ بِالْجَهْل طَائِشٌ
…
عَلَيَّ، فَإِنَّي بالتَّحَلُّمِ قَاهِرُهْ
...... ولقد أحسن الَذي يقول: َ
ما تَمَّ حِلْمٌ، وَلا عِلْمٌ بِلا أَدَبٍ
…
وَلا تَجَاهَلَ فِي قَوْمٍ حَلِيمَاني =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وَمَا التَّجَاهُلُ إِلا ثَوْبُ ذِي دَنَسٍ
…
وَلَيْسَ يَلْبَسُهُ إِلَاّ سَفِيهَانِ".
وقال أيضاً ص (213): "أنشدني علي بن محمد البسامي:
إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْحِلْمِ وَالْجَهْل قَاعِداً
…
وَخُيِّرْتَ أَنَّى شِئْتَ؟ فَالْحِلْمُ أَفْضَلُ
وَلكِنْ إِذَا أنْصَفْتَ مَنْ لَيْسَ مُنْصِفاً
…
وَلَمْ يَرْضَ مِنْكَ الْحِلْمَ فَالْجَهْلُ أَفْضَلُ".
وانظر "روضة العقلاء" ص: (208 - 215).