المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - باب ماجاء في حسن الخلق - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٦

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌2 - باب تعاهد القرآن

- ‌3 - باب فيمن يقرأ القرآن

- ‌4 - باب القراءة بالجهر والإِسرار

- ‌5 - باب اتباع القرآن

- ‌29 - كتاب التعبير

- ‌1 - باب الرؤيا ثلاثة أصناف

- ‌2 - باب رؤيا المؤمن

- ‌3 - باب في رؤيا الأسحار

- ‌4 - باب فيمارآه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب رؤيا الصادق

- ‌30 - كتاب القدر

- ‌1 - باب في أخذ الميثاق وما سبق في العباد

- ‌2 - باب (144/ 1) فيما فرغ منه

- ‌3 - باب

- ‌4 - باب في قضاء الله سبحانه للمؤمن

- ‌5 - باب فيمن كانت وفاته بأرض

- ‌6 - باب فيما لم يقدر

- ‌7 - باب ما قضى الله سبحانه على عباده فهو العدل

- ‌8 - باب الأعمال بالخواتيم

- ‌9 - باب النهي عن الكلام في القدر والولدان

- ‌10 - باب في ذراري المؤمنين

- ‌11 - باب فيمن لم تبلغهم الدعوة وغيره

- ‌31 - كتاب الفتن

- ‌1 - باب فيمن يجعل بأسهم بينهم، نعوذ بالله من ذلك

- ‌2 - باب في وقعة الجمل

- ‌3 - باب في ذهاب الصالحين

- ‌4 - باب في افتراق (146/ 1) الأمم

- ‌5 - باب تحريش الشيطان بين المصلين

- ‌6 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌7 - باب أنهلك وفينا الصالحون

- ‌8 - باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً

- ‌9 - باب فيمن ينهى عن منكر ويفعل أنكر منه

- ‌10 - باب فيمن بقي في حثالة كيف يفعل

- ‌11 - باب لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق منصورة

- ‌12 - باب لا يتعاطى السيف وهو مسلول

- ‌13 - باب فيمن أشار إلى مسلم بحديدة

- ‌14 - باب النهي عن الرمي بالليل

- ‌15 - باب النهي عن قتال المسلمين

- ‌16 - باب كيف يفعل في الفتن

- ‌17 - باب علامة الفتن

- ‌18 - باب فيما يكون من الفتن

- ‌19 - باب قتال الترك

- ‌20 - باب ما جاء في الملاحم

- ‌21 - باب ما جاء في المهدي

- ‌22 - باب في أمارات الساعة

- ‌23 - باب في المسخ وغيره

- ‌24 - باب في خروج النار

- ‌25 - باب ما جاء في الكذابين والدجال

- ‌26 - باب في يأجوج ومأجوج

- ‌27 - باب قبض روح كل مؤمن، ورفع القرآن

- ‌28 - باب لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله

- ‌32 - كتاب الأدب

- ‌1 - باب في الأكابر وتوقيرهم

- ‌2 - باب ما جاء في الرفق

- ‌3 - باب ماجاء في حسن الخلق

- ‌4 - باب ما جاء في الحياء

- ‌5 - باب ما جاء في السلام

- ‌6 - باب السلام في الكتاب

- ‌7 - باب الرد على أهل الذمة

- ‌8 - باب التواضع

- ‌9 - باب الفخر بأهل الجاهلية

- ‌10 - باب ما جاء في الأسماء

- ‌11 - باب ما جاء في العطاس

- ‌12 - باب الصلاة على غير النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب الجلوس على الطريق

- ‌14 - باب الجلوس

- ‌15 - باب ما نهى عنه من الجلوس

- ‌16 - باب فيمن قام من مجلسه ثم رجع إليه

- ‌17 - باب التحول إلى الظل

- ‌18 - باب الاضطجاع

- ‌19 - باب الاستلقاء

- ‌20 - باب ما جاء في المباشرة

- ‌21 - باب ما جاء في المخنثين

- ‌22 - باب الاستئذان

- ‌23 - باب دخول الأَعمى

- ‌24 - باب مشي النساء في الطريق

- ‌25 - باب ما جاء في الوحدة

- ‌26 - باب ما جاء في الغضب

- ‌27 - باب ما جاء في الفحش

- ‌28 - باب في المستبين

- ‌29 - باب في ذي الوجهين

- ‌30 - باب في الشحناء

- ‌31 - باب ما جاء في الهجران

- ‌32 - باب الإِصلاح بين الناس

- ‌33 - باب النهي عن سب الأموات

- ‌34 - باب النهي عن سب الريح

- ‌35 - باب النهي عن سب الديك

- ‌36 - باب المستشار مؤتمن

- ‌37 - باب الأخذ باليمين

- ‌38 - باب الابتداء بالحمد في الأمور

- ‌39 - باب فيمن لم يتشهد في الخطبة

- ‌40 - باب الخروج إلى البادية

- ‌41 - باب ما يفعل في الليل، وما يقول إذا سمع نهاق الحمير ونباح الكلاب

- ‌42 - باب إطفاء النار

- ‌43 - باب لا يقال ما شاء الله وشاء فلان

- ‌44 - باب حلب المواشي

- ‌45 - باب ما يقول إذا ركب

- ‌46 - باب صاحب الدابة أحق بصدرها

- ‌47 - باب النهي عن اتخاذ الدواب كراسي

- ‌48 - باب وسم الدواب

- ‌49 - باب اللعب بالحمام

- ‌50 - باب ما جاء في الجن

- ‌51 - باب ما جاء في المداحين

- ‌52 - باب ما جاء في البيان

- ‌53 - باب اللعب

- ‌54 - باب ما جاء في الزمارة (159/ 1)

- ‌55 - باب ما جاء في الشعراء

- ‌56 - باب ما جاء في الدف

- ‌57 - باب الغناء واللعب في العرس

- ‌58 - باب إن من الشعر حكماً

- ‌59 - باب في هجاء أهل الشرك

- ‌33 - كتاب البر والصلة

- ‌1 - باب بر الوالدين

- ‌2 - باب في العقوق

- ‌3 - باب صلة الرحم وقطعها

- ‌4 - باب ما جاء في الأولاد

- ‌5 - باب التسوية بين الأولاد

- ‌6 - باب ما جاء في المساكين والأرامل

- ‌7 - باب ما جاء في الأيتام

- ‌8 - باب ما جاء في الأصحاب والجيران

- ‌9 - باب في أدى الجار

- ‌10 - باب شهادة الجيران

- ‌11 - باب ما جاء في الحلف

- ‌12 - باب حق المسلم على المسلم

- ‌13 - باب في الرحمة

- ‌14 - باب الضيافة

- ‌15 - باب فيمن يُرْجى خيره

- ‌16 - باب قضاء الحوائج

- ‌17 - باب شكر المعروف

- ‌18 - باب مداراة الناس صدقة

- ‌19 - باب لا حليم إلا ذو عثرة

- ‌34 - كتاب علامات النبوة

- ‌1 - باب في عدد الأنبياء والمرسلين وما نزل من الكتب

- ‌2 - باب ذكر أبينا آدم صلى الله على نبينا وعليه

- ‌3 - باب ما جاء في موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌4 - باب ما جاء في زكريا صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌5 - باب ما جاء في داود والمسيح صلى الله على نبينا وعليهما وسلم

- ‌6 - باب مما جاء في نبي الله أيوب صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌7 - باب ما جاء في الخضر عليه السلام

- ‌35 - كتاب علامات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - باب في أول أمره

- ‌2 - باب في أسمائه

- ‌3 - باب في خاتم النبوة

- ‌4 - باب مشي الملائكة خلف ظهره

- ‌5 - باب في عصمته

- ‌6 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته

الفصل: ‌3 - باب ماجاء في حسن الخلق

‌3 - باب ماجاء في حسن الخلق

1916 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا قاسم بن أبي شيبة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، (152/ 2) عن أبيه، عن محمد. بن عبد الله. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-قَالَ فِي مَجْلِسٍ: "ألا

= جميعهم عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وعدهم "الحياء" بدلا "الرفق".

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق".

نقول: ان تفرد عبد الرزاق به ليس بعلة، فهو إمام صاحب تصانيف.

وأخرجه البزار 2/ 403 برقم (1963)، والشهاب في المسند 2/ 16 برقم (793) والبخاري في الأدب المفرد برقم (446)، من طريق كثير بن حبيب، حدثنا ثابت، عن أَنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء الله شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق". وهذا لفظ البزار.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 18 باب: ما جاء في الرفق وقال: "رواه البزار، وفيه كثير بن حبيب، وثقه ابن أبي حاتم، وفيه لين، وبقية رجاله ثقات".

نقول: كثير بن حبيب- أبو سعيد- الليثي، ترجمه البخاري في الكبير 7/ 217 - 218 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 150:"سألته عنه -يعني سأل أباه- فقال: لا بأس به"، ووثقه ابن حبان 7/ 354 - 355. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 403: "كثير بن حبيب الليثي، عن ثابت البناني، وثقه ابن أبي حاتم

" ولم يورد فيه جرحاً، وإنما أورد له حديثاً (إن لكل نبي منبراً من نور

) وقال: "هذا حديث غريب جداً في الرواية لأبي نعيم". وقال الحافظ في تقريبه: "لا بأس به". فمثله عندنا جيد الحديث والله أعلم. وانظر جامع الأصول 3/ 622 - 623.

ويشهد لحديثنا حديث عائشة عند مسلم في البر والصلة (2594) باب: فضل

الرفق، ولفظه "إن الرفق لا يكون في شيء الله زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه".

وقد استوفيت تخريجه في "صحيح ابن حبان" برقم (550).

ص: 188

أخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنَّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " (ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا). قُلْنَا: بَلَى يَا رسول الله. قَالَ: "أَحْسَنُكُمْ، اخلاقاً"(1).

(1) إسناده ضعيف، قال ابن معين في "معرفة الرجال" 1/ 59 برقم (77):"ليس قاسم ممن يكتب حديثه". وقال اببن الجنيد في سؤالاته ص (349) برقم (315): "القاسم ابن أبي شيبة ثقة، صدوق، ليس ممن يكذب".

وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 120 فقال: "سئل أبي عنه فقال: كتبت عنه وتركت حديثه". وقال الساجي: "متروك الحديث، يحدث بمناكير". وقال الخليلي: "ضعفوه وتركوا حديثه". ونقل ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 466 عن العجلي أنه قال: "ضعيف".

وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 18 وقال: "يخطئ ويخالف".

وقال ابن عدي في كامله 4/ 1335 ترجمة شريك القاضي بعد إيراده حديث "أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم": "ورواه القاسم بن أبي شيبة، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن شريك، وأبطل القاسم في ذلك، وليس الحديث عند يعقوب بن إبراهيمِ، والقاسم ضعيف، حدثناه أبو يعلى عن القاسم".

وقال ابن عدي أيضاً في كامله 6/ 2279 بعد إيراده الحديث السابق: "ورواه عن يعقوب قاسمُ بن أبي شيبة وهو ضعيف". وباقي رجاله ثقات. محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال الذهبي في كاشفه:"مُقِل" وقال في ميزان الاعتدال 3/ 594: "وقد روي لمحمد شيء نزر على خلاف فيه، فما ورد عنه حديث صريح أنه رواه عن أبيه، وأن ولده شعيباً رواه عنه، وهو غير معروف الحال، ولا ذكر بتوثيق ولا بين".

وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 353 وقال: "ولا أعلم بهذا الإِسناد الله حديثاً واحداً

". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (406): "محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص تابعي، ثقة". والحديث في صحيح ابن حبان برقم (485) بتحقيقنا.

وأخرجه أحمد 2/ 217 - 218 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد. وهذا إسناد جيد. وقد سقط من إسناد أحمد "عن" قبل "محمد بن عبد الله". كما زيدت كلمة "خف" في المتن فأصبح "قال في مجلس خف: ألا

".

وهي في الأصل فوق "أَلا" دلالة على تخفيفها، نبه على ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى. =

ص: 189

1917 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا المقدمي، حدثنا عمر بن علي المقدمي، حدثنا داود بن أبي هند، عن مكحول. عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِي، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَحبَّكُمْ إِلَيَّ وَأقْرَ بَكُمْ مِنِّي فِي الآخِرَةِ أحَاسِنُكُمْ أخْلاقاً، وَأبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأبْعَدَكمْ مِنِّي

وأخرجه أحمد 2/ 185، والبخاري في الأدب المفرد 1/ 363 برقم (272) من طريق الليث، حدثني يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به.

وهذا إسناد حسن، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (5762) في مسند الموصلي.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 21 باب: ما جاء في حسن الخلق، وقال:"قلت: في الصحيح (إن من أحبكم إليَّ أحسنكم خلقاً) فقط- رواه أحمد، وِإسناده جيد".

والحديث الذي ذكره الهيثمي هو في المناقب عند البخاري برقم (3559) باب: صفة النبي-صلى الله عليه وسلم،وبرقم (3759) وبرقم (6029) وبرقم (6035)، وعند مسلم في الفضائل (2321) باب: كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم.

وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 175 - 176: "فيه الحث على حسن الخلق، وبيان فضيلة صاحبه، وهو صفة أنبياء الله تعالى وأوليائه.

قال الحسن البصري: حقيقة حسن الخلق بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.

وقال القاضي عياض: هو مخالطة الناس بالجميل، والبشر، والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلط والغضب والمؤاخذة".

وقال ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 575: "وحسن الخلق: اختيار الفضائل، وترك الرذائل".

وانظر جامع الأصول 4/ 8، وحديث أَنس برقم (4166)، وحديث أبي هريرة برقم (5926) - وقد تقدم برقم (1311) -، وحديث جابر بن سمرة برقم (7468) وكلها في مسند الموصلي. وحديث عمير برقم (129) في "معجم شيوخ أبي يعلى بتحقيقنا. وانظر أيضاً أحاديث الباب.

ص: 190

فِي الآخِرَةِ أسْوَؤُكُمْ أخْلاقاً: الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونُ (1)، الثرْثَارُونَ" (2)

(1) في (م): "المتفهقون". وأصله من الفهق، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 456: "الفاء والهاء، والقاف أصل صحيح يدل على سعة وامتلاء. من ذلك: الفَهْقُ: الامتلاء، يقال: أفهقت الكأس إذا ملأتها. وفي الحديث: (إن أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون)، واحدهم متفيهق، وهو الذي يفهق كلامه ويملأ به فمه. قال الأعشى:

تَرُوح عَلَى آلِ الْمُحَلِّقِ جَفْنَةٌ

كَجَابِيَةِ الشَّيْخِ الْعِرَاقِي تَفْهَقُ

قال الخليل: الفيهق: الواسع من كل شيء

".

والمتشدقون، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 255: "الشين، والدال، والقاف أصل يدل على انفراج في شيء، من ذلك الشدق للإنسان وغيره. والشَّدَق: سعة الشدق

". والمتشدق: الذي يلوي شدقه بكلام يتفاصح فيه. وقيل: المستهزىء بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم.

والثرثارون، واحدها ثرثار، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 1/ 368: "والثرثار: الرجل الكثير الكلام

".

(2)

إسناده ضعيف عندنا، عمر بن علي بن عطاء قال ابن معين في تاريخه 4/ 202 - رواية الدوري- برقم (3955):"قد رأيت عمر بن علي بن مقدم ولم أكتب عنه شيئاً، وكان يدلس، وكان واسطياً نزل البصرة".

وترجمه البخاري في الكبير 6/ 180 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأورد ابن أبي حائم في "الجرح والتعديل" 6/ 124 - 125 عن أحمد أنه أثنى عليه خيراً وقال:"وكان يدلس". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عنه فقال: محله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة، غير أننا نخاف بأن يكون أخذه عن غير ثقة".

وقال ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 46: "وكان ثقة، وكان يدلس تدليساً شديداً، وكان يقول: سمعت، وحدثنا، ثم يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة، الأعمش

".

وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر ما تقدم: "وهذا ينبغي أن يُسمى تدليس القطع". وانظر "جامع التحصيل" ص (124). =

ص: 191

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (360): "ثقة". وأورد ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (134) ما نقلناه عن يحيى بن معين. وقال الساجي: "صدوق، ثقة، وكان يدلس" وقال عمر بن شبة: "كان مدلساً، وكان مع تدليسه أنبل الناس". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 214: "ثقة شهير، لكنه رجل مدلس". وقال في الكاشف: "رجل صالح، موثق، يدلسِ".

وقال ابن عدي في كامله 5/ 1702 بعد أن أورد له عدداً من الأحاديث استغربها، ولعمر بن علي أحاديث حسان، وأرجو أنه لا بأس به".

وقال الحافظ في "هدي الساري" ص (431): "

ولم أر له في الصحيح إلا ما توبع عليه، واحتج به الباقون". لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه حماد بن سلمة كما في الرواية التالية. وباقي رجاله ثقات.

ومكحول الشامي قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 1369 وهو يذكر من روى عنهم: "

وأبي ثعلبة الخشني، يقال: مرسل".

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 568 وهو يذكر الرواة عن أبي ثعلبة الخشني: "ومكحول إن كان سمعه".

نقول: لقد ذكر المؤرخون أن أبا ثعلبة الخشني توفي سنة خمس وسبعين، كما ذكروا أن مكحولاً توفي سنة ثلاث عشرة ومئة، فيكون الفرق بين وفاتيهما ثمانٍ وثلاثين سنة، فاحتمال سماعه منه وارد جداً، وقد قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" ص (352):"وروى عن أبي ثعلبة الخشني حديث (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها)، وهو معاصر له بالسن، والبلد، فيحتمل أن يكون أرسل كعادته، وهو يدلس أيضاً".

وقال الحافظ ابن حجر: "مكحول الشامي الفقيه المشهور، تابعي، يقال إنه لم

يسمع من الصحابة الله عن نفر قليل، ووصفه بذلك ابن حبان، وأطلق الذهبي أنه

كان يدلس. ولم أو هذا للمتقدمين إلا في قول ابن حبان". يعني في الثقات 5/ 447

إذ قال: "ربما دلَّس".

والحديث في الإِحسان 7/ 433 - 434 برقم (5531). وأورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 44 - 45 من طريق أبي يعلى هذه. =

ص: 192

1918 -

أخبرنا عمران بن موسى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند

فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8/ 515 برقم (5372) من طريق حفص بن غياث وأخرجه أحمد 4/ 193 من طريق محمد بن عدي، وأخرجه أحمد 4/ 194، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 97، و 5/ 188، والبغوي في "شرح السنة" 12/ 366 - 367 برقم (3395) من طريق

يزيد بن هارون، جميعهم حدثنا داود بن أبي هند، بهذا الإِسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 21 باب: ما جاء في حسن الخلق، وقال:"رواه أحمد". والطبراني، ورجاله رجال الصحيح".

ويشهد له حديث جابر عند التزمذي في البر والصلة (2019) باب: ما جاء في معالي الأخلاق، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 63 من طريق حبان بن هلال، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثني عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، بمثله، وفيه زيادة" قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون، والمتشدقون، فما المتفيهقون؟.

قال: المتكبرون". وهذا إسناد حسن، فقد صرح مبارك بن فضالة بالتحديث. وانظر جامع الأصول 4/ 6.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن، غريب من هذا الوجه. وروى بعضهم هذا الحديث عن المبارك بن فضالة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه: عبد ربه بن سعيد، وهذا أصح".

كما يشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 369 من طريق يحيى بن إسحاق، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1308) من طريق مطر، كلاهما حدثنا البراء، حدثنا عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال "ألا أنبئكم بشراركم؟. فقال: الثرثارون، المتشدقون. ألا أنبئكم بخياركم أحاسنكم أخلاقاً".

وهذا إسناد ضعيف. وانظر أحاديث الباب.

(1)

رجاله ثقات، وإسناد متصل إن كان مكحول سمعه من أبي ثعلبة الخشني، وهو في صحيح ابن حبان برقم (482) بتحقيقنا. ولتمام تخريجه انظر الحديث السابق.

ص: 193

1919 -

أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا جعفر بن عون، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ألا أُخْبِرُكُمْ بخِيَارِكُمْ؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رسول الله. قَالَ: "أطْوَلُكُمْ أعْمَاراً، وَأحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً"(1).

(1) إسناده صحيح، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند ابن حبان 4/ 276 - 277 برقم (2970). وهذه الرواية في صحيح ابن حبان برقم (484) بتحقيقنا. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 254 - 255 برقم (16269) من طريق جعفر بن عون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار 2/ 406 برقم (1971) من طريق أحمد بن منصور، حدثنا جعفر ابن عون، به.

وقال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد".

وأخرجه أحمد 2/ 235،403 من طريق ابن أبي عدي، ومحمد بن سلمة، وأخرجه ابن حبان 4/ 276 - 277 برقم (2970) من طريق عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال: حدثنا محمد بن عثمان العقيلي قال: حدثنا عبد الأعلى. جميعهم عن ابن إسحاق، به. وقد تحرفت عند أحمد 2/ 235 "ابن إسحاق" إلى "عن أبي إسحاق".

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 408 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه البزار، وابن حبان في صحيحه، كلاهما من رواية ابن إسحاق ولم يصرح فيه بالتحديث".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 22 باب: ما جاء في حسن الخلق، وقال:"رواه البزار، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس".

ثم أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 203 باب: فيمن طال عمره، من المسلمين، وقال:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وانظر الرواية الآتية برقم (2465).

وفي الباب عن أَنس عند أبي يعلى برقم (3496)، وهناك ذكرنا حديث جابر بن عبد الله شاهداً له.

ص: 194

1925 -

أخبرنا أبو خليفة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أم الدرداء. عَنْ أَبِي الَّدَّرْدَاء، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ:"إِنَّ أَثْقَلَ مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ الله يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ"(1).

1921 -

أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، وشعيث بن محرز، والْحَوْضِيّ (2)، قالا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن

(1) إسناده جيد، يعلى بن مملك بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (667). وعلي هو ابن عبد الله بن جعفر، وعمرو بن دينار هو أبو محمد الأثرم المكي. وهو في الإِحسان 7/ 480 - 481 برقم (5664).

وأخرجه البغوي في"شرح السنة" 13/ 78 - 79 من طريق

حميد بن زنجويه، حدثنا علي بن المديني، بهذا الإِسناد. ونسب سفيان فقال: ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي 1/ 194 برقم (394)، وأحمد 6/ 451 من طريق سفيان، به.

وليس عند أحمد الجزء الأخير من الحديث.

وأخرجه الترمذي في البر والصلة (2003) باب: ما جاء في حسن الخلق، من طريق ابن أبي عمر. حدثنا سفيان، به.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وأخرجه -مختصراً- البزار 2/ 407 برقم (1975) من طريق أحمد بن عبدة، حدثنا ابن عيينة، به.

وأخرجه عبد الرزاق 11/ 146 برقم (20157) من طريق ابن عيينة قال: قال عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله

وليس فيه "أبو الدرداء".

وهو في"تحفة الأشراف" 8/ 243 برقم (10992)، وجامع الأصول 4/ 5، والحديث الآتي برقم (1926). والحديث التالي لتمام التخريج.

(2)

في الأصلين "شعيب بن مخزوم الحوضي" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. والحوضي هو عمر بن حفص.

ص: 195

عطاء الكَيْخَارَانِيّ (1)[عن أم الدرداء](2). عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ بَعْضَهُ (3)

(1) الكيخاراني -بفتح الكاف، وسكون الياء المثناة من تحت، وفتح الخاء المعجمة، والراء بين الألفين، وفي آخرها النون-: هذه النسبة إلى كيخاران. قال السمعاني في الأنساب 10/ 523: "وهي قرية من قرى اليمن".

وتبعه على ذلك ابن الأثير في اللباب 3/ 124 - 125. وقال ياقوت في"معجم البلدان" 4/ 497: "موضع بفارس". وانظر أيضاً "مراصد الاطلاع" 3/ 1191.

(2)

ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من صحيح ابن حبان.

(3)

إسناده صحيح، وشعيث بن محرز بن شعيث بن أبي الزعراء، ترجمه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" 4/ 386 وقال:"روى عنه أبي، وأبو زرعة، ومحمد بن الحسين البرجلاني" ثم قال: "سألت أبي عنه فقال: هو شيخ". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 315 وقال: "مستقيم الحديث". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 279: "شعيث بن محرز فصدوق مشهور، أدركه أبو خليفة".

وعطاء بن نافع الكيخاراني، قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 2/ 938:"وليس بيعقوب مولى ابن سباع المدني، فرق بينهما أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ومسلم بن الحجاج، وغيرهم، وجعلهما البخاري واحداً، وتابعه على ذلك أبو حاتم الرازي، وغيره، وذلك معدود في أوهامه".

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (481) بلفظ "أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن". وقد تصحفت في الإحسان 1/ 350 "شعيث" إلى "شعيب".

وأورده المزي في "تهذيب الكمال" 2/ 938 من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود في الأدب (4799) باب: في حسن الخلق، من طريق محمد بن كثير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 516 برقم (5375) من طريق أبي أسامة، وأخرجه أحمد 6/ 446، 448 من طريق محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 361 برقم (275)، وأبو داود (4799) من طريق أبي الوليد الطيالسي، =

ص: 196

1922 -

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا ابن وهب، عن حرملة بن عمران التجيبي: أن سعيد بن أبي سعيد الْمَهْرِيّ (1)، حدثه. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ: أنَّ معَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَراً فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله أوْصِنِي، قَالَ:"اعْبُدِ اللهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً". قَالَ: يَا

= وأخرجه أبو داود (4799) من طريق حفص بن عمر، جميعهم عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي في البر والصلة (2004) باب: ما جاء في حسن الخلق، من طريق أبي كريب، حدثنا قبيصة بن الليث الكوفي، عن مطرف، عن عطاء، به.

بلفظ: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة".

وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".

وأخرجه أبو نعيم في"حلية الأولياء" 5/ 243 من طريق

عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن ميسرة، قال: سمعت أم الدرداء، به. مقتصراً على الجزء الأول من لفظ الترمذي.

وأخرجه أحمد 6/ 442 من طريق عبد الملك بن عمرو، وابن أبي بكير، حدثنا إِبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء وأنها أخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء، به. ولفظ عبد الملك "إن أفضل شيء في الميزان". ولفظ ابن أبي بكير:"أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن".

ولتمام تخريجه انظر الحديث السابق.

(1)

تحرفت في الأصلين، وفي صحيح ابن حبان إلى "المقبري". كما تحرف عند الحاكم 1/ 54 إلى "المهدي". وانظر تعليق العراقي التالي، والحديث السابق (862) حيث علقنا على المهري.

ص: 197

نَبِيَّ الله زِدْنِي، قَالَ:"إِذَا أَسَأْتَ، فَأحْسِنْ". قَالَ: يَا نَبِيَّ الله زِدْنِي، قَالَ:"اسْتَقِمْ، وَلْيَحْسُنْ خُلُقُكَ"(1). قلت: قول ابن حبان في سنده المقبري غلط، وليس الراوي لهذا الحديث المقبري، وإنما هو سعيد بن أبي سعيد المهري يكنى أبا السُّمَيْط يرويه عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، وفي ترجمته رواه الخطيب في "المتفق والمفترق"(2).

(1) إسناده جيد، سعيد بن أبي سعيد المهري ترجمه البخاري في الكبير 3/ 474 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 32. وقال ابن حبان في الثقات 6/ 363:"وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبرى. ذاك أدخلناه في التابعين، وهذا في أتباع التابعين". وصحح حديثه الحاكم، ووافقه الذهبي. وباقي رجاله ثقات، أبو سعيد المهري بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (862)، وذكره الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 524 في ثقات التابعين من أهل مصر. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (524) بتحقيقنا.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 202 من طريق أحمد بن شعيب قال: أخبرنا خالد بن روح، عن يزيد بن موهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 524 من طريق يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 54، و 4/ 244 من طريق

عبد الله بن صالح، حدثني حرملة بن عمران التجيبي، به. وقال:"هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه".

ووافقه الذهبي. وانظر "لسان الميزان" 3/ 31.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 23 باب: ما جاء في حسن الخلق، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن صالح، وقد وثق، وضعفه جماعة، وأبو السميط سعيد بن أبي سعيد مولى المهري لم أعرفه".

(2)

وبهامش (م) ما نصه: "هذه الزيادة بخط شيخنا العراقي".

ص: 198

1923 -

أخبرنا محمد بن جعفر (1) الكرخي (2) ببلد الموصل، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن جده. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟. قَالَ: "تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ". قِيلَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟. قَالَ: "الأجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ"(3).

(1) محمد بن جعفر شيخ ابن حبان ما عرفته.

(2)

الكرخي -بفتح الكاف، وسكون الراء المهملة، وفي آخرها خاء معجمة بواحدة من فوق-: هذه النسبة إلى الكرخ، وهو عدة مواضع: كرخ سامراء، وكرخ بغداد، وكرخ جدان، وكرخ البصرة

وانظر الأنساب 10/ 388 - 394، واللباب 3/ 91 - 92، ومعجم البلدان 4/ 447 - 449 وفيه:

أَقُولُ وَقَدْ فَارَقْتُ بَغْدَادَ مُكْرَهاً:

سَلامٌ عَلَى أَهْلِ الْقَطِيعَةِ وَالْكَرْخِ

هَوَايَ وَرَائِي، وَالْمَسِيرُ خِلَافُهُ

فَقَلْبِي إِلَى كَرْخٍ وَوَجْهِي إِلَى بَلْخِ.

(3)

شيخ ابن حبان ما عرفته، وباقي رجاله ثقات. يزيد بن عبد الرحمن الأودي، جد عبد الله بن إدريس بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (195) والحديث في صحيح ابن حبان برقم (476) بتحقيقنا.

وأخرجه الترمذي في البر والصلة (2005) باب: ما جاء في حسن الخلق، من طريق أبي غريب محمد بن العلاء، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 324 من طريق

سهيل بن عثمان، كلاهما حدثنا عبد الله بن إدريس، بهذا الإِسناد.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.

وقال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب".

وأخرجه ابن ماجة في الزهد (4246) باب: ذكر الذنوب، من طريق هارون بن إسحاق، وعبد الله بن سعيد، =

ص: 199

1924 -

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر النيسابوري (1)، حدثنا علي بن خشرم، أنبأنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن حكيم، عن زياد بن علاقة، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ (153/ 1) صلى الله عليه وسلم كَانَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الرَّخَمُ، مَا يَتَكَلَّمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ. إِذْ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ فَقَالُوا: يَا رسول الله، أَفْتِنَا فِي كَذَا، أَفْتِنَا فِي كَذَا. فَقَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الله قَدْ وَضَعَ عَنْكُمُ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ (2) مِنْ عِرْضِ أخِيهِ فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ (3) وَهَلَكَ". قَالُوا: أفَنَتَدَاوَى يَا رسول الله؟. قَالَ: "نَعَمْ،

= وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 13/ 80 برقم (3498) من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم، جميعهم حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه وعمه، عن جده، عن أبي هريرة

وأخرجه أحمد 2/ 392، 442، والبغوي 13/ 79 برقم (3497) من طرق حدثنا داود بن يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة

وهذا إسناد ضعيف داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي فصلنا القول فيه عند الحديث (6423) في مسند أبي يعلى الموصلي.

وأخرجه أحمد 2/ 291 من طريق يزيد، عن المسعودي، عن داود بن يزيد، بالإسناد السابق. وهذا إسناد أكثر ضعفاً مق سابقه.

والحديث في "تحفة الأشراف" 10/ 423 برقم (14847)، وجامع الأصول 11/ 694.

(1)

عبد الله بن محمد بن عمر- أو عمرو كما جاء في الإحسان- ما عرفته.

(2)

اقترض، افتعل من القرض. والقرض: القطع. والمعنى أنه نال من أخيه وقطعه بالغيبة.

(3)

حرج- بابه: طرب- صدره: ضاق.

ص: 200

فَإنَّ الله لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَاّ أنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ". قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ الله؟. قَالَ: "الْهَرَمُ". قَالُوا: فَأَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ يَا رَسُولَ الله؟ فقَالَ (1): "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً"(2).

1925 -

أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، حدثنا سفيان، حدثنا زياد بن علاقة

فَذَكَرَ نَحْوَهُ

(1) في (س)، وفي صحيح ابن حبان أيضاً "قال".

(2)

الحديث صحيح، وهو في صحيح ابن حبان برقم (486). وقد تقدم مختصراً برقم (1395). ونضيف إلى ما تقدم: أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 179 - 185 برقم (463، 464، 465، 466، 467، 468، 469، 470، 471، 472، 473، 475، 476، 477، 478، 479، 480، 481، 482، 483، 484، 485، 486) من طريق شعبة، وأبي عوانة، وزائدة، وإسرائيل، وزهير، وسفيان، وعثمان ابن حكيم، والشيبانى، والأعمش، ومسعر، وليث، ومحمد بن بشر الأسلمي، وسماك بن حرب، والأجلح، وعلقمة بن مرثد، ويحيى بن أيوب، وأشعث، ومالك ابن مغولى، وشيبان، ومحمد بن جحادة، ومحمد بن قيس، والمسعودي، وأخرجه الطبراني في الصغير 1/ 202 - 203 من طريق

مالك بن مغول.

وأخرجه البخاري في الكبير 2/ 20 من طريق حفص بن عمر، حدثنا شعبة، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 197 من طريق

ورقاء، جميعهم عن زياد بن علاقة، بهذا الإِسناد. وقد أطلنا الحديث عن هذا الحديث فيما تقلى فعد إليه.

وقال الحافظ في "الإصابة" 1/ 46: "قال البخاري: أسامة بن شريك أحد فى ثعلبة، له صحبة. وروى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم

". وانظر أيضاً "أسد الغابة" 1/ 81، وتعليقنا على الحديث في صحيح ابن حبان نشر مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى (1406 هـ- 1986 م). والحديث التالي أيضاً. والحديث (478) في صحيح ابن حبان.

ص: 201

بِاخْتِصَارٍ، إِلَاّ أنَّهُ قَالَ: قَالُوا يَا رسول الله، فَمَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الانْسَانُ؟. قَالَ:"خُلُقٌ حَسَنٌ"(1).

1926 -

أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. عَنْ أبِي هرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً"(2).

1927 -

أخبرنا عمران ببنن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، أخبرني

(1) إسناده جيد، إبراهيم بن بشار الرمادي فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم

(109)

. وهو في الإحسان 7/ 621 برقم (6029).

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو في صحيح ابن حبان برقم (479) بتحقيقنا. وقد تقدم برقم (1311) وهناك خرجناه. ونضيف هنا إلى ما تقدم: أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 515 برقم (5370)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 249 برقم (1291) من طريق حفص بن غياث، وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 27 برقم (10418) من طريق محمد بن بشير، وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 13/ 78 برقم (3495) من طريق

يعلى ابن عبيد، جميعهم حدثنا محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 516 برقم (5373)، و11/ 27 - 28 برقم (10420)، والدارمي في الرقائق 2/ 323 باب: في حسن الخلق من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عجلان. وقد تحرف "المقرئ" عند ابن أبي شيبة 11/ 27 - 28 إلى "المقبري".

ص: 202

عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِخُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ"(1).

(1) المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 359: "روى عن ابن عباس مرسل، وابن عمر مرسل، وأبي موسى مرسل، وأم سلمة مرسل، وعائشة مرسل، ولم يدركها

".

وقال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن المطلب بن عبد الله بن حنطب فقال: مديني ثقة

وسئل أبو زرعة: هل سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب من عائشة، فقال: نرجو أن يكون سمع منها". وانظر "المراسيل" ص (210)، وجامع التحصيل ص (347).

وخالد بن مخلد قال الدارمي في تاريخه ص (105) برقم (301): "وسألته - يعني يحيى- عن خالد بن مخلد القطواني فقال: ليس به بأس". وأورد هذا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 354.

وقال ابن أبي حاتم: "أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال: له أحاديث مناكير". وذكر ذلك العقيلي في الضعفاء 2/ 15، وابن عدي في كامله 3/ 904.

وقال: "سمعت أبىِ يقول: خالد بن مخلد يكتب حديثه".

وقال أبو داود: "صدوق، ولكنه يتشيع". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (141) برقم (369): "كوفي، ثقة، فيه قليل تشيع".

ونقل ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (77) برقم (316) عن عثمان ابن أبي شيبة أنه قال: "وخالد بن مخلد ثقة صدوق". وقال صالح بن محمد جزرة: "ثقة في الحديث، إلا أنه كان متهماً بالغلو". وقال الجوزجاني في "أحوال الرجال"

ص (82) برقم (108): "كان شتَّاماً معلناً لسوء مذهبه". وقال الأزدي: "في حديثه بعض المناكير، وهو عندنا في عداد أهل الصدق". وذكره اببن حبان في الثقات 8/ 224 وقال: "وكان يكره أن يقال له: القطواني".

وقال ابن عدي في كامله 3/ 906 - 907: "وخالد بن مخلد القطواني له عن مالك، وسليمان بن بلال، وغيرهما، وله شيوخ كثيرة، ونسخ. وعنده نسخة عن =

ص: 203

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة نحو مئة حديث. وله عن يوسف بن عبد الرحمن المدني، عن العلاء نسخة وله عن عبد العزيز بن الحصين نسخة. وهو من المكثرين في محدِّثي أهل الكوفة.

وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك، وعن غيره، لعله توهماً منه أنه كما يرويه، أو حمل على حفظه لأني قد اعتبرت حديثه: ما روى الناس عنه من الكوفيين: محمد بن عثمان بن كرامة، ومن الغرباء: أحمد بن سعيد الدارمي.

وعندي من حديثهما عن خالد صدر صالح، ولم أجد في كتبه أنكر مما ذكرته، فلعله توهماً منه، أو حملاً على الحفظ، وهو عندي -إن شاء الله- لا بأس به".

وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ص (400) بعد أن ساق الكثير مما تقدم: "قلت: أما التشيع، فقد قدمنا أنه إذا كان ثبت الأخذ والأداء لا يضره، لا سيما ولم يكن داعية إلى رأيه.

وأما المناكير، فقد تتبعها أبو أحمد بن عدي من حديثه، وأوردها في كامله وليس فيها شيء مما أخرجه له البخاري، بل لم أو له عنده من أفراده سوى حديث واحد وهو حديث أبي هريرة (من عادى لي ولياً

) الحديث، وروى له الباقون سوى أبي داود". فالإسناد صحيح إن صدق رجاء أبي زرعة في سماع المطلب من عائشة.

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (480) بتحقيقنا.

وأخرجه أحمد 6/ 64، 90، والحاكم 1/ 60، والبغوي في "شرح السنة" 13/ 81 برقم (3505) من طريق الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وأخرجه أحمد 6/ 187 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير، وأخرجه أحمد 6/ 133، وأبو داود في الأدب (4798) باب: في حسن الخلق، والبغوي في "شرح السنة" 13/ 81 برقم (3501) من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب الإسكندراني، جميعهم عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإِسناد.

وقال الحاكم: "هذا حديث على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وشاهده =

ص: 204

1928 -

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، وعبد الله ابن محمود (1) بن سليمان السعدي المروزيِ، قالا: حدثنا عبد الوارث ابن عبيد الله العَتَكِيّ (2)، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه. عَنْ أبِي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ"(3).

= صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي. وانظر "تحفة الأشراف" 12/ 329 برقم (17666)، وجامع الأصول 4/ 5، وسير أعلام النبلاء 5/ 317.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" 1/ 374 برقم (284)، وصححه الحاكم 1/ 60 ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

كما يشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/ 220 وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 22 باب: ما جاء في حسن الخلق، وقال:"رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

(1)

عبد الله بن محمود قال الذهبي: "ابن عبد الله السعدي، المروزي" ولم يذكر "سليمان". الشيخ، العالم، الحافظ، أبو عبد الرحمن محدث مرو، قال الحاكم:"ثقة مأمون". توفي سنة إحدى عشرة وثلاث مئة.

وانظر "العبر" 2/ 154، وتذكرة الحفاظ 2/ 718 - 719، وسير أعلام النبلاء 14/ 399، وشذرات الذهب 2/ 262.

(2)

العتكي -بفتح العين المهملة، والتاء المثناة مبن فوقها، وفي آخرها كاف- هذه النسبة إلى العتيك، وهو بطن من الأزد، وهو عتيك بن النضر بن الأزد

وانظر الأنساب 8/ 387، واللباب 2/ 322.

(3)

إسناده حسن، مسلم بن خالد الزنجي بينا أنه حسن الحديث في مسند الموصلي رقم (4537). وباقي رجاله ثقات. عبد الوارث بن عبيد الله ترجمه ابن أبي حاتم في =

ص: 205

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الجرح والتعديل" 6/ 76 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في ثقاته

8/ 416، وقال الذهبي في كاشفه:"ثقة".

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (483) وقد تحرف فيه والد عبد الوارث "عُبَيْد الله" إلى "عبد الله". وقد أورده ابن حبان أيضاً في "روضة العقلاء" ص (229) من هذه الطريق، وقال: "صرح النبي صلى الله عليه وسلم -في هذا الخبر بأن المروءة هي العقل، العقل اسم يقع على العلم بسلوك الصواب واجتناب الخطأ

وقد نبغت نابغة اتكلوا على آبائهم، واتكلوا على أجدادهم في الذكر والمروءات، وبعدوا عن القيام بإقامتها بأنفسهم

وأنشدني محمد بن إسحاق:

يَصولُونَ بِالأبَاءِ فِي كلِّ مَشْهَدٍ

وَقَدْ غَيَّبَتْ آبَاءَهُمْ عَنْهم الأَرْضُ

طَويلٌ تَبَدِّيهِمْ بمَجْدِ أَبيهمُ

وَمَالَهُمْ فِي الْمَجْدِ طُول وَلاعَرْضُ"

إَلى أن قال: "ما رأَيت أحداً أَخسَر صفقة، ولا أظهر حسرة، ولا أخيب قصداً، ولا أقل رشداً، ولا أحمق شعاراً، ولا أدنس دثاراً من المفتخر بالآباء الكرام وأخلاقهم الجسام، مع تعريه عن سلوك أمثالهم وقصد أشباههم، متوهماً أنهم ارتفعوا بمن قبلهم، وسادوا بمن تقدمهم، وهيهات أنى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه، وأنى ينبل في الدارين إلا بكَدِّهِ؟ ".

ثم عرض أقوالاً كثيَرة في معنى جمعها بقوله: "والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب الله والمسلمون من الخصال.

وهاتان الخصلتان يأتيان على ما ذكرنا قبل من اختلافهم، واستعمالهما هو العقل نفسه كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: إن مروءة المرء عقله".

وأخرجه أبو يعلى 11/ 333 بنحوه برقم (6451) وهناك استوفينا تخريجه وعلقنا عليه. ونضيف هنا: أخرجه أحمد 2/ 365 من طريق حسين بن محمد، وأخرجه البيهقي في النكاح 7/ 136 باب: اعتبار اليسار في الكفاءة، من طريق عبد الله بن مسلمة، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وأخرجه القضاعي في المسند 1/ 143 برقم (190) من طريق

عبد الله بن رجاء،

ص: 206