الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - كتاب علامات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب في أول أمره
2093 -
أنبأنا علي بن الحسين بن سليمان- بالفسطاط، حدثنا الحارث بن مسكين، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السُّلَمِيّ.
عَن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ الْفَزَارِي قَالَ: سَمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّي عَبْدُ الله، مَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأخْبِرُكُمْ بِأوَّلِ ذلِكَ: دَعْوَةُ إِبْرَاهِيم وَبِشارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أمِّيَ الَّتِي رَأتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ (1) أضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامَ"(2).
(1) في (م): "ثوراً" وهو خطأ.
(2)
إسناده جيد، معاوية بن صالح بسطنا القول فيه عند الحديث (6867) في مسند الموصلي، وسعيد بن سويد هو الشامي، الكلبي، ترجمه البخاري في الكبير 3/ 476 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 29، ووثقه ابن حبان 6/ 361 وصحح حديثه الحاكم، وتبعه الذهبي، وانظر الإكمال للحسيني (34/ 1). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعبد الأعلى بنِ هلال السلمي ترجمه البخاري في الكبير 6/ 68 - 69 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 25، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 128 وأشار إلى هذا الحديث.
ومع هذا فقد ترجمه الحسيني في إكماله (53/ 1) فقال: "عبد الله بن هلال السلمي، ويقال: عبد الأعلى، شامي. روى عن العرباض بن سارية، وأبي أمامة الباهلي، وعنه سويد بن سعيد- كذا- الأسلمي، مجهول". ولم يرد هذا الاسم في "تعجيل المنفعة" للحافظ ابن حجر. وانظر مصادر التخريج. وذكره الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 345 في الطبقة العليا من تابعي الشام.
والحديث في الإِحسان 8/ 106 برقم (6370).
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (9) من طريق حرملة بن يحيى، وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 13/ 207 برقم (3626) من طريق إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي ابن وهب، كلاهما حدثنا ابن وهب، بهذا الإِسناد.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 95 - 96، وأحمد 4/ 127، والطبراني في الكبير18/ 252 برقم (630) من طريق ليث بن سعد، وأخرجه أحمد 4/ 127 - ومن طريقه هذه أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (10) وابن كثير في التفسير 6/ 647 - من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه البخاري في الكبير 6/ 68 - 69، والطبراني في الكبير 18/ 252 برقم (629)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 345 من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح، جميعهم حدثنا معاوية بن صالح، بهذا الإِسناد.
وعند أحمد، وأبي نعيم "عبد الله بن هلال السلمي"، وعند الطبراني برقم (630)
"سويد بن سعيد" بدل "سعيد بن سويد".
وأخرجه أحمد 4/ 128، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 83، والحاكم 2/ 600، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 89 - 90، والبزاِر 3/ 112 - 113 برقم (2365)، والطبراني في الكبير 18/ 253 برقم (631) من طريق أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن سعيد بن سويد الكلبي، عن العرباض بن سارية، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
نقول إسناده جيد إن كان سعيد بن سويد سمعه من العرباض. وقال الحسيني في الإكمال (1/ 34): "سعيد بن سويد الكلبي عداده في الشاميين، روى عن عرباض ابن سارية
…
".
وذكره المزي فيمن رووا عن العرباض بن سارية، وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص (152):"وقال البخاري: لم يصح حديثه. يعني الذي رواه معاوية عنه مرفوعاً: إني عبد الله، وخاتم النبيين، وخالفه ابن حبان، والحاكم فصححاه".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 223 باب: قدم نبوته صلى الله عليه وسلم-وقال: "رواه أحمد بأسانيد، والبزار، والطبراني بنحوه ...... وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد، وقد وثقه ابن حبان". وانظر "عيون الأثر" 1/ 45.
وفي الباب عن أبي أمامة الباهلي عند أحمد 5/ 262 - ومن طريق أحمد أورده ابن كثير في التفسير 6/ 647 - وابن سعد في الطبقات 1/ 96، وابن عدي في كامله 6/ 2055، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 84 من طرق عن فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، قال: سمعت أبا أمامة
…
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 222 وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن، وله شواهد تقويه، ورواه الطبرانيِ".
وقال ابن عدي بعد إيراده عدداً من أحاديثه المنكرة ومنها هذا الحديث: "وله غير ما أمليت، أحاديث صالحة، وهو مع ضعفه يكتب حديثه".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 206: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به".
وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي في المناقب (3613) باب: ما جاء في فضل النبي-صلى الله عليه وسلم-من طريق أبي همام: الوليد بن شجاع، أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة؟. قال:"وآدم بين الروح والجسد".
وإسناده ضعيف الوليد بن مسلم قد عنعن وهو موصوف بالتدليس.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه =
2094 -
أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا مسروق بن المرزبان، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم (1)، عن عبد الله بن جعفر. عَنْ حَلِيمة أُمِّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَت: خَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرضَعَاءَ بِمَكَّةَ عَلَى أتَانٍ لِي قَمْراءَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ لَمْ تُبْقِ شَيْئاً، وَمَعِي زَوْجِي، وَمَعَنَا شَارفٌ لَنَا وَالله إِن (2) تُبِضُّ لَنَا بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي صَبِيٌّ لِي (165/ 1) لَنْ نَنَامَ لَيْلَتَنَا مِنْ بُكَائِهِ، مَا فِي ثَدْيِي مَا يُغْنِيهِ. فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ لَمْ تَبْقَ مِنَّا امْراةٌ إِلَاّ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم فَتَأْبَاهُ، وَإِنَّمَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ الرضَاعَةِ مِنْ وَالِدِ الْمَوْلُودِ، وَكَانَ يَتِيماً، وَكُنَّا نَقُولُ: يَتِيماً، مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمُّهُ
=إلا من هذا الوجه". وانظر جامع الأصول 8/ 544.
وعن ميسرة الفجر عند أحمد 5/ 59 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا منصور بن سعد، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 84 - 85، والحاكم 2/ 608 - 609 من طريق محمد بن سنان العوفي، وعثمان بن سعيد الدارمي قالا: حدثنا إبراهيم بن طهمان.
كلاهما عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:متى كنت نبياً؟. قال: "وآدم بين الروح والجسد".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 223 وقال: "رواه أحمد، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح".
(1)
في الأصلين "جهضم بن أبي جهضم"، وهو تحريف.
(2)
(إن) في هذا المكان بمعنى (ما) النافية.
بهِ؟، حَتَّى لَمْ تَبْقَ مِنْ صَوَاحِبِيَ امْراةٌ إِلَاّ أَخَذَتْ صَبِياً غَيْرِي، فَكَرهْتُ أن أَرْجِعَ وَلَمْ آخُذْ شَيْئاً وَقَدْ أَخَذَ صَوَاحِبي، فَقُلْتُ لِزَوْجِي: وَالله لأرْجِعَنَّ إِلَى ذلِكَ الْيَتِيمِ، فَلآخُذَنَّهُ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُة وَرَجَعْتُ إِلَى رَحْلِي. فَقَالَ زَوْجِي: قَدْ أخَذْتِهِ؟. فَقُلْتُ نَعَمْ، وَاللهِ، وَذَلكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقَالَ: أَصَبْتِ، فَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ خَيْراً. قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أن جَعَلْتُهُ فِي حِجْرِي، أَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيي بمَا شَاءَ اللهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَشَرِبَ أَخُوُه- تَعْنِي ابْنَهَا- حَتَّى رَوِي. وَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفِنَا مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا بِهَا حَافِلٌ (1)، فَحَلَبْنَا (2) مِنَ اللَّبَنِ مَا شِئْنَا، وَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، وَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، وَبِتْنا لَيْلَتَنَا تِلْكَ شِبَاعاً، وَقَدْ نَامَ صِبْيَانُنَا (3).
(1) قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 2/ 81 - 82: "الحاء، والفاء، واللام، أجل
واحد وهو الجمع، يقال: حَفَلَ الناس، واحْتَفَلُوا، إذا اجتمعوا في مجلسهم.
والمجلس: مَحْفِلُ. والْمُحَفَّلَةُ: الشاة قد حُفِّلَتْ، أي: جمع اللبن في ضرعها، ونهي عن التصرية والتحفيل
…
".
(2)
رواية أبي يعلى "فحلب لنا".
(3)
لقد أطلق الجمع هنا وأراد المثنى، وذلك مثل قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا
…
} [التحريم: 4]، فقد أطلق اسم القلوب على القلبين، والمخاطب هنا عائشة وحفصة على طريق الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما.
ومثل قوله تعالى أيضاً: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [الأنبياء: 78].
وقال الخليل:" نظيره قولك: فعلنا، وأنتما اثنان، فتكلَّم به كما تكلَّم به وأنتم ثلاثة. وقد قالت العرب في الشيئين اللذين كل واحد منهما اسم على حدة، وليس واحد منهما بعض شيء كما قالوا في ذا، لأن التنبيه جمع، فقالوا كما قالوا: فعلنا". =
قَالَتْ يَقُولُ أبُوهُ تَعْنِي زَوْجَهَا-: وَاللهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَاكِ إلَاّ قَدْ أصَبْتِ نَسَمَةً (1) مُبَارَكَةً: قَدْ نَامَ صَبِيُّنَا وَرَوِيَ. قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْنَا، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَخَرَجَتْ أَتَانِي أَمَامَ الرَّكْبِ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: ويحَكِ، كُفِّي عَنَّا، أَلَيْسَتْ هذِهِ بِأَتَانِكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟. فَأَقُولَ: بَلَى، وَاللهِ، وَهِيَ قُدَّامُنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَقَدِمْنَا عَلَى أَجْدَب أَرْضٍ، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ إِنْ كَانُوا لَيَسْرَحُوُنَ أَغْنَامَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا، وَيسْرَحُ رَاعِي غَنَمِي فَتَرُوحُ بِطَاناً لُبَّنَاً حُفَّلاً (2)، وَتَرُوحُ أَغنَامُهُمْ جِيَاعاً مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ. قَالَتْ: فَنَشْرَبُ مَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ، وَمَا فِي الْحَاضِرِ أَحَدٌ يَحْلُبُ قَطْرَةً وَلا يَجِدُهَا، فَيَقُوُلونَ لِرعائهم (3): ويلَكُمْ ألا تَسْرَحُونَ حَيْثُ يَسْرَحُ رَاعِي حَلِيمَةَ؟. فَيَسْرَحُونَ فِي الشِّعْب الَّذِي نَسْرَحُ فِيهِ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعاً مَا بِهَا مِنْ لَبَنِ، وَتَرُوحُ غَنَمِيَ لُبَّناً حُفَلاً. وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي شَهْرٍ، وَيشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي سَنَةٍ فَبَلَغَ سَنَةً (4). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فالجمعية هنا تفيد معنى الجمعية المطلقة بغير كمية والتثنية كالتثليث والتربيع في إفادة الكمية.
وانظر كتاب سيبويه 2/ 237 - 238، والمقتضب 2/ 155 - 156.
(1)
النسمة: الإنسان، والنفس.
(2)
البطان: ممتلئة البطون، واللُّبن: ذوات اللبن. والحفل: ممتلئة العروق المجتمعة الحليب.
(3)
في (س): "لرعاياهم".
(4)
رواية أبي يعلى "ستاً"، وعند غيرهما "سنتين"، ومن المسلم أن ابن السنة، أو ابن =
وَهُوَ غُلائم جَفْرٌ (1). قَالَتْ: فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ، فَقُلْتُ لَهَا- أوْ قَالَ (2) لَهَا أَبُوهُ-: رُدِّي عَلَيْنَا ابْنِي فَلْنَرْجِعْ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ. قَالَتْ: وَنَحْنُ أضَنُّ شَيءٍ (3) بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا مِنْ بَرَكَتِهِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَزَلْ حَتَّى قَالَتِ: ارْجِعَا بِهِ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ. قَالَتْ: فَبَيْنَا هُوَ وَأَخُوهُ يَوْماً خَلْفَ الْبُيُوتِ يَرْعَيَانِ بَهْماً (4) لَنَا إِذْ جَاءَ أَخُو يَشْتَدُّ، فَقَالَ لِي وَلأَبِيهِ: أَدْرِكَا أَخِي الْقُرَشِي، قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَاَضْجَعَاهُ وَشَقَّا بَطْنَهُ. فَخَرَجْنَا (5)، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعٌ لَونُهُ، فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ وَاعْتَنَقْتُهُ، ثُمَّ قُلْنَا:[مَالَكَ](6) أَيْ بُنَي؟. قَالَ: "أتانِي
= السنتين لا يتصور أنه يرعى البهم، كما أنه لا يستطيع الإفصاح عما في نفسه وإفهام الآخرين، لذلك فإننا نرجح أنه بلغ سناً إن لم يكن ستاً فهو قريب منها، والله أعلم. وانظر بقية الحديث.
(1)
قال ابن الأثير في النهاية 1/ 277: "استجفر الصبي، إذا قوي على الأكل، وأصله في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي قيل له: جفر، والأنثى جفرة".
(2)
في الإحسان: (وقال)، والوجه ما هو عندنا.
(3)
في الإحسان: (أظن شيء)، وهو تحريف.
(4)
في الإحسان: (ما لنا)، والبهم -بفتح الباء الموحدة من تحت-ولد الضأن ذكراً كان أو أنثى، والسخال: أولاد المعز، فإذا اجتمعت البهام، والسخال قيل لها جميعاً بهام، وبهم.
(5)
في الإحسان: (فخرجنا نشتد).
(6)
ما بين حاصرتين زيادة من رواية أبي يعلى.
رَجُلَانِ عَلَيْهِما ثِيَابٌ بِيضٌ فَأضْجَعَانِي، ثُمَّ شَقَّا بَطْنِي، فَوَالله مَا أدْرِي مَا صَنَعَا". قَالَتْ: فَاحْتَمَلْنَاهُ وَرَجَعْنَا بِهِ. قَالَتْ: يَقُولُ أبُوهُ: يَا حَلِيمَةُ (165/ 2) مَا أَرَى هذَا الْغَلامَ إِلَاّ قَدْ أُصِيبَ، فَانْطَلِقِي، فَلْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَرَجَعْنَا بِهِ، قَالَتْ [أُمُّهُ] (1): فَمَا يردكما بِهِ وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَيْهِ؟. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَا، وَاللهِ، إِلَاّ أَنَّاقَدْ كَفَلْنَاهُ وَأَدَّيْنَا الْحَقَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا فِيهِ، ثُمَّ تَخَوَّفْنَا الأَحْدَاثَ عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَكُونُ فِي أَهْلِهِ .. قَالَتْ أُمُّهُ: وَالله ما ذَاكَ بِكُمَا، فَأَخْبِرَانِي خَبَرَكُمَا وَخَبَرَهُ. قَالَتْ: فَوَالله مَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ. قَالَتْ: فَتَخَوَّفْتُمَا عَلَيْهِ؟.كلَاّ وَالله، إِنَّ لابْني هذَا شَأْناً، ألَا أُخْبِرُكُمَا عَنْهُ؟. إِنِّي حَمَلتُ بِهِ فَلَمْ أَحْملْ حَمْلاً قَطُّ كَانَ أخَفَّ عَلَيَّ وَلَا أعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ (2)، ثَمَّ رَأَيْتُ نُوراً كَأَنَّهُ شِهَابٌ خَرَجَ مِنِّي حِينَ وَضَعْتُهُ [أَضَاءَتْ لِي أَعْنَاقُ الإبِل بِبُصْرَى، ثُمَّ وَضَعْتُهُ](3) فَمَا (4) وَقَعَ كَمَا تَقَعُ الصِّبْيَانُ، وَقَعَ وَاضِعاً يَدَيْهِ بِالأرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، دَعَاهُ وَالْحَقَا بِشَأْنِكُمَا (5).
(1) زيادة ما بين الحاصرتين للإيضاح، ورواية أبي يعلى (فرجعنا به إليها، فقالت: ما ردّكما به؟).
(2)
ما علمنا أنها حملت قبله، ولا حملت بعده، والله أعلم.
(3)
ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من الإحسان، ومن مسند الموصلي.
(4)
في الأصلين "فلما". انظر الإِحسان، ومسند الموصلي.
(5)
إسناده ضعيف، وقد فصلنا القول فيه في مسند الموصلي برقم (7163). فانظره =