الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب القراءة بالجهر والإِسرار
1791 -
أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أنَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بالصَّدقةِ، وَالْمُسِر بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِر بالصَّدقةِ"(1).
5 - باب اتباع القرآن
1792 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد،
= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 498 برقم (10106) عن طريق أبي أسامة، عن زائدة، عن عاصم، به. موقوفاً أيضاً.
ومن طريق ابن أبي شيبة السابقة أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" برقم (12). وأخرجه ابن الضريس برقم (113) من طريق زائدة، وأخرجه ابن الضريس برقم (114) من طريق ابن أبي جعفر، أنبأنا أبي، عن أبيه، كلاهما عن عاصم، به. موقوفاً أيضاً.
نقول: لقد قدمنا أكثر من مرة أن الوقف ليس بعلة إذا كان من رفع الحديث ثقة، لأن الرفع زيادة، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم.
(1)
إسناده صحيح، معاوية بن صالح فصلنا القول فيه عند الحديث (6867) في مسند
الموصلي. وهو في الإحسان 2/ 58 برقم (731). وقد تقدم عندنا برقم (658).
عَنْ أبِي شُرَيْحٍ الخُزَاعِيّ، قال:"خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أبْشِرُوا وَأبْشِرُوا، ألَيْسَ تَشْهَدُونَ (142/ 2) أنْ لَا إله الله الله، وَأنِّي رَسُولُ الله؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَإِنَّ هذَا الْقُرآنَ [سَبَبٌ] (1) طَرَفُهُ بِيَدِ الله، وَطَرَفُهُ بِأيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أبَداً"(2).
(1) ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من صحيح ابن حبان، والسبب: الحبل، وكل شيء يتوصل به إلى غيره.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، والحديث في صحيح ابن حبان برقم (122) بتحقيقنا.
وهو في مصنف ابن أبي شيبة 10/ 481 برقم (10055).
وأخرجه الطبراني في الكبير 22/ 188 برقم (491) من طريق عبيد بن عثام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 22/ 188 من طريق
…
ابن الأصبهاني، أخبرنا أبو خالد الأحمر، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 169 باب: في العمل بالكتاب والسنة، وقال:"رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وعند الشيخ ناصر في الصحيحة برقم (713) مصادر أخرى اعتمدها لم أطلع عليها.
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الطبراني في الكبير 5/ 166 - 167 برقم (4971)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 163 - 164 باب: في فضل أهل البيت وقال: "وفي سند الأول والثاني حكيم بن جبير، وهو ضعيف".
وعن جبير بن مطعم عند البزار 1/ 77 برقم (120)، والطبراني في الكبير 2/ 126 برقم (1539)، والصغير 2/ 98.
وقال الطبراني في الصغير: "لم يروه عن الزهري الله أبو عبادة عيسى بن عبد الرحمن الزرقي، تفرد به أبو داود، لم يحدث به أبو داود الله بالبصرة".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 169 وقال: "رواه البزار". والطبراني في الكبير والصغير، وفيه أبو عبادة الزرقي، وهو متروك الحديث". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= نقول: لقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم -أولئك الذين أقاموا في نفوسهم وقلوبهم قاعدة التوحيد تلك القاعدة التي لا يقوم البناء الاجتماعي السليم إلا إذا استند إليها، ولا تنضبط آداب العمل والسلوك إلا إذا نبعت منها. ثم يبين لهم أن القرآن هو السبب الموصل إلى النجاة ما داموا به متمسكين، ولأحكامه منفذين وبإرشادائه عاملين
…
وكيف لا يكون هذا وقد قال رب العزة {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ؟.
هكذا على وجه الإطلاق فيمن يهديهم، وفيما يهديهم، فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمَان أو مكان، ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج وكل طريق، وكل خير يهتدي إليه البشر في كل زمان ومكان.
يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق.
ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بن ظاهر الإِنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة في الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله، ولو كان هذا العمل متاعاً واستمتاعاً بالحياة.
ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء، ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار، ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال.
ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض: أفرادأ وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولاً وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض، الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم، ونظام المال، ونظام الاجتماع، ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان.
ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها، وتعظيم مقدساتها، وصيانة حرماتها، فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في:
1793 -
أخبرنا الحسين بن أبي معشر بحران، حدثنا محمد بن العلاء بن غريب، حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان. عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْقُرْآنُ شَافعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَا حِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أمَامَهُ، قَادَهُ إِلَى الْجَنةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، سَاقَهُ إِلَى النَّارِ"(1).
= سلام ووئام
…
{وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
…
}.
فهذه هي قاعدته الأصيلة في العمل والجزاء، فعلى الإيمان والعمل الصالح يقيم بناءه، فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل بلا إيمان. الأول مبتور لم يبلغ تمامه، والثاني مقطوع لا ركيزة له، وبهما معاً تسير الحياة على التي هي أقوم، وبهما معاً تتحقق الهداية بهذا القرآن
…
". وانظر الحديث التالي.
(1)
إسناده صحيح، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (124) بتحقيقنا. وليس فيه "شافع".
وأخرجه البزار 1/ 78 برقم (122) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، بهذا الإسناد.
وقال البزار: "لا نعلم أحداً يرويه عن جابر إلا من هذا الوجه".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 171 باب: في العمل بالكتاب والسنة، وقال:"ورجال حديث جابر المرفوع ثقات".
وفي الباب عن ابن مسعود عند الطبراني في الكبير 10/ 244 برقم (10450)، وأبي نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 108 من طريق
…
هشام بن عمار، حدثنا الربيع ابن بدر، عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن ابن مسعود
…
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 164 وقال: "رواه الطبراني، وفيه الربيع ابن بدر، وهو متروك".
وأخرجه عبد الرزاق 3/ 372 - 373 برقم (6010)، والبزار 1/ 77 برقم (121)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" برقم (93، 96، 106، 107) من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طرق عن ابن مسعود موقوفاً.
وماحل، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 302: "الميم، والحاء، واللام أجل صحيح له معنيان: أحدهما قلة الخير، والآخر الوشاية والسعاية.
فالمحل: انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ
…
والمعنى الآخر، مَحَلَ به: إذا سعى به. وفي الدعاء: لا تجعل القرآن بنا ماحلاً، أي: لا تجعله يشهد عندك علينا بترك اتباعه، أي: اجعلنا ممن يتبع القرآن ويعمل به
…
". وانظر النهاية 4/ 303.