الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب ما قضى الله سبحانه على عباده فهو العدل
1817 -
أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن كثير، عن بن سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمي قال: أتَيْتُ أُبَى بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ (1)، فَحَدِّثْنِي بِشَيْء لَعَلَّهُ أنْ يُذْهِبَهُ عَنِّي مِنْ قَلْبِي.
="خدمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عشر سنين ما دريت شيئاً قط وافقه، ولا شيئاً قط خالفه رضا من الله تعالى بما كان، وإن كان بعض أزواجه لتقول: لو فعلت كذا وكذا، مالك فعلمت كذا وكذا؟. يقول: دعوه فإنه لا يكون إلا ما أراد الله
…
" والحديث طويل.
وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن عجلان الله عمر بن محمد الجحشي. تفرد به عبيد الله بن محمد من ولد عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي، نسيب زينب رضي الله عنها".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 16 باب: في جوده صلى الله عليه وسلم، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وفيه من لم أعرفهم".
وعند البخاري، ومسلم حديث أَنس بلفظ "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي:"أفٍّ، ولا لم صنعت؟، ولا: ألا صنعت؟ ". وهذه رواية البخاري (6038) ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي برقم (2992). وانظر تهذيب التهذيب 8/ 138 - 139، وكامل ابن عدي 5/ 1745 - 1746، والأنساب 10/ 176 - 177، والمعرفة والتاريخ 2/ 126، و 3/ 76، 86، 225، وتاريخ واسط لبحشل ص (61).
(1)
قال الخطابي في معالم السنن 4/ 422 - 423 تعليقاً على حديث احتجاج موسى وآدم بالقدر: "قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله، والقضاء منه، معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره. ويتوهم أن فَلْجَ (ظَفَر) آدم في الحجة على موسى إنما كان من هذا الوجه، وليس الأمر في ذلك على ما يتوهمونه. وإنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه بما يكون من أفعال العباد وأكسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخلق لها خيرها وشرها. =
قَالَ: "إِنَّ الله لَوْ عَذَّبَ أهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْراً لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهمْ، وَلَوْ أَنفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ فِي سَبِيلِ الله، ما قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ، لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأنَّ مَا أَخْطَاكَ، لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هذَا، لَدَخَلْتَ النَّارَ". قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ قَوْله، ثُمَّ أَتيْتُ حُذَيْفَةَ ابْنِ الْيَمَانِ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلِكَ (1).
=والقدر اسم لما صدر مقدراً عن فعل القادر، كما الهدم، والقبض، والنشر أسماء لما صدر عن فعل الهادم والقابض، والناشر.
يقال: قَدَرْت الشيء، وقذَرت- خفيفة وثقيلة- بمعنى واحد.
والقضاء في هذا معناه: الخلق، كقوله عز وجل:(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْن) أي: خلقهن. وإذا كان الأمر كذلك فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهَم ومباشرتهم تلك الأمور وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها.
وجماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدم البناء ونقضه
…
".
(1)
إسناده صحيح، أبو سنان هو سعيد بن سنان البرجمي الشيباني، ترجمه البخاري في الكبير 3/ 477 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 28 بإسناده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "أبو سنان سعيد بن سنان كان رجلاً صالحاً، ولم يكن يقيم الحديث".
ثم قال: "سمعت أبي يقول: أبو سنان سعيد بن سنان صدوق، ثقة".
وقال ابن معين في تاريخه- رواية الدوري- برقم (4805): "أبو سنان سعيد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سنان، رازي، وهو ثقة". وانظر أيضاً الجرح والتعديل 4/ 28.
وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (185): "جائز الحديث". وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (97): "هو ثقة كوفي". وقال ابن سعد: "كان من أهل الكوفة، ولكنه سكن الري، وكان سيىء الخلق". وقال أبو داود: "ثقة من رفعاء الناس". وقال النسائي: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في الثقات، كما وثقه يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 83، وقال الدارقطني:"أبو سنان كوفي، سكن الري، من الثقات".
وقال ابن عدي في الكامل 3/ 1200: "وأبو سنان هذا له غير ما ذكرت من الحديث أحاديث غرائب وأفراد، وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسناداً ولا متناً، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء ورواياته تحتمل وتقبل". وهو من رجال مسلم. وسفيان هو الثوري.
والحديث في صحيح ابن حبان برقم (727) بتحقيقنا. والمرفوع حديث زيد بن ثابت ليس غير.
وأخرجه أبو داود في السنة (4699) باب: في القدر، من طريق محمد بن كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/ 182 - 183 من طريق يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، به.
وأخرجه أحمد 5/ 189 من طريق قرآن بن تمام.
وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (77) باب: في القدر، والبيهقي في الشهادات 10/ 240 باب: ما ترد به شهادة أهل الأهواء، من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، سمعت أبا سنان سعيد بن سنان، به.
وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 354 - 355 من طريق
…
الحسن بن مكرم، حدثنا أبو سنان، بالإسناد السابق.
وأخرجه أحمد 5/ 185، والطبراني في الكبير 5/ 160 برقم (4960) من طريق إسحاق بن سليمان قال: سمعت أبا سنان يحدث عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي، عن زيد بن ثابت، به مرفوعاً.
وهو في "تحفة الأشراف" 3/ 219 برقم (3726)، وجامع الأصول 10/ 105 - 106، وانظر"مجمع الزوائد" 7/ 198 فله أكثر من شاهد.