الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب في عصمته
2100 -
أنبأنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق (166/ 1) قال: حدثثا محمد بن عبد الله بن قيس، عن مخرمة، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه.
عَنْ جده عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِب- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ:"مَا هَمَمْت بِقَبِيحٍ مِمَّا يَهُمُّ بِهِ أهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَاّ مَرَّتَيْن مِنَ الدَّهْرِ
= وهو في الإحسان 8/ 75 برقم (6279).
وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (246) باب: من كره أن يوطأ عقبه، من طريق علي بن محمد، حدثنا وكيع، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 36: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه أحمد بن منيع في مسنده، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، به. بلفظ: مشوا خلف النبي-صلى الله عليه وسلم-فقال: امشوا أمامي، وخلّوا ظهري للملائكة".
وأخرجه أحمد 3/ 332 من طريق أبي أحمد، وأخرجه الحاكم 4/ 281 من طريق
…
قبيصة بن عقبة.
وأخرجه أبو نعيم في"حلية الأولياء" 7/ 117 من طريق عبد العزيز بن أبان، جميعهم حدثنا سفيان، به. بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم-إذا خرج من بيته مشينا قدامه، وتركنا ظهره للملائكة"، وهذا لفظ أحمد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم 4/ 281 من طريق
…
مسدد، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا
شعبة، عن الأسود بن قيس، به. وفيه أكثر من تحريف.
وانظر تحفة الأشراف 2/ 384 برقم (3121)، وكنز العمال 15/ 411 برقم (41618).
وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 22 - 25 باب: ما أكرم به النبي- صلى الله عليه وسلم-في بركة طعامه، من طريق أبي النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، به.
وهو طرف من الحديث المتقدم برقم (774، 775)، وقد خرجناه في مسند الموصلي 3/ 372 برقم (1842).
كِلْتَاهُمَا عَصَمَنيَ اللهُ مِنْهَما: قُلْتُ: لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بَأعْلَى مَكَّةَ في غَنَمٍ يَرْعَاهَا: ابصرَلي غَنَمِي حَتَّى أسْمُرَ هذِه ِاللَّيْلَةَ بمَكَّةَ كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ. قَالَ. نَعَمْ. فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا جِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكًّةَ، سَمِعْتُ غِنَاءً وَصَوْتَ دُفُوفٍ وَمَزامِيرَ، قُلْتُ: مَا هذَا؟. قَالُوا: فُلانٌ تَزَوَّجَ فُلانَةً، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بذلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْني عَيْني فَنِمْتُ، فَمَا أَيْقَظَني إِلَاّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُة ثمَّ فَعَلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذلِكَ فَخَرَجْت فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي فَسَمِعْتُ كمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَا مَسُّ الشمس، ثُمَّ رَجَعْت إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ لِي: مَا فَعَلْتَ؟. فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئاً". قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فَوَاللهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِما يَعْمَلُهُ أهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أكْرَمَنِيَ اللهُ بِنُبُوَّتِهِ" (1).
(1) إسناده جيد، محمد بن عبد الله بن قيس ترجمه البخاري في الكبير 1/ 130 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 303، ووثقه الحافظ ابن حبان 7/ 380، وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي، كما وثقه الهيثمي أيضاً.
والحديث في الإحسان 8/ 56 - 57 برقم (6239).
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (128) من طريق
…
إسحاق بن راهويه، حدثنا وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه -مختصراً- البزار 3/ 129 برقم (2403)، والبخاري في الكبير 1/ 130 من طريقين: حدثنا بكر بن سليمان، وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (128)، والحاكم 4/ 245 - ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 33 - 34 - من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =
2101 -
أنبأنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة، قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا أبو عوانة، حدثنا زياد بن علاقة، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ (1)، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْكُمْ مِنْ
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
نقول: محمد بن عبد الله بن قيس لم يخرج له مسلم.
وذكره- مختصراً- الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 226 باب: عصمته صلى الله عليه وسلم من الباطل، وقال:"رواه البزار ورجاله ثقات".
وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 88: "وأخرج ابن راهويه في مسنده، وابن إسحاق، والبزار، والبيهقي، وأبو نعيم، وابن عساكر، عن علي بن أبى طالب
…
" وذكر هذا الحديث ثم قال: "قال ابن حجر إسناده حسن متصل ورجاله ثقات " وانظر كنز العمال 11/ 454 برقم (32335)، و 12/ 405 - 406 برقم (35438)، والفردوس برقم (6280).
(1)
ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 363 وقال: "شريك بن طارق الحنظلي، كوفي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقال: روى عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن عائشة، روى عنه زياد بن علاقة".
ولكنه عاد فقال: 4/ 486: "طارق بن شريك، ويقال: شريك بن طارق. روى عن النبي- صلى الله عليه وسلم-مرسل، وروى عن فروة بن نوفل، روى عنه زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير".
وقال الحافظ في الإصابة 5/ 76: وأمّا جزم ابن أبي حاتم بأنه مرسل فهو لكونه لم يرد في شيء من طرقه تصريحه بالتحديث. وانضم إلى ذلك أنه روى عن فروة، عن عائشة. ولكن هو مبني على أنهما واحد. ثم لا يلزم من كونه روى عن فروة أن لا يكون له صحبة، فقد يكون من رواية الأكابر، عن الأصاغر. وقد أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين
…
".
وقال ابن حجر في الإصابة أيضاً 5/ 75 - 76: "ذكره الواقدي، وخليفة ابن خجاط، وابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة
…
وأخرج حديثه حسين بن محمد القبّاني في (الوحدان من الصحابة)، والبغوي، والبخاري في تاريخه، وأبو يعلى، وابن حبان في صحيحه وتاريخه، والباوردي، =
أحَدٍ إِلَاّ وَلَهُ شَيْطَانٌ". قَالُوا: وَلَكَ يَا رسول الله؟. قَالَ: "وَلي، إِلَاّ أنَّ اللهَ أعَانَني عَلَيْهِ فَأسْلَمَ" (1).
= وابن قانع، والطبراني، فرووه كلهم من طريق زياد بن علاقة، عن شريك بن طارق قال: قال رسول الله
…
". وذكر هذا الحديث. وانظر الاستيعاب 5/ 73، وأسد الغابة 2/ 523.
(1)
شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. والحديث في الإحسان 8/ 110 برقم (6372).
وقال ابن حبان: "هكذا قاله بالنصب". يعني نصب الميم في "أَسْلَمَ".
وقال أيضاً بعد تخريجه حديث ابن مسعود في الباب: "في هذا الخبر دليل على أن شيطان المصطفى-صلى الله عليه وسلم أسلم حتى لم يأمره إلا بخير، لا أنه كان يسلم منه، وإن كان كافراً".
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 680 - 681: "فأسلم برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه: أسلمُ أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإِسلام، وصار مؤمناً لا يأمرني الله بخير. واختلفوا في الأرجح منهما:
فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفعُ. ورجح القاضي عياض الفتح، وهو
المختار لقوله-صلى الله عليه وسلم: فلا يأمرني إلا بخير.
واختلفوا على رواية الفتح، قيل: أسلم بمعنى استسلم وانقاد، وقد جاء هكذا في صحيح مسلم (فاستسلم)، وقيل: معناه صار مؤمناً مسلماً، وهذا هو الظاهر".
وأخرجه البزار 3/ 146 برقم (2439) من طريق بشر بن معاذ العقدي، بهذا الإِسناد. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 309 برقم (7223) من طريق أحمد بن عمرو القطراني، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا أبو عوانة، به.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 239، والطبراني في الكبير 8/ 309 برقم (7222) من طريق شيبان، عن زياد بن علاقة، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 225 باب: عصمته صلى الله عليه وسلم من القرين
وقال: "رواه الطبراني، والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح". وانظر ثقات ابن حبان 3/ 188.
2102 -
أنبأنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة.
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِاْلمَعْرُوف وَتَنْهَاهُ عَنِ اْلمنكَرِ، وَبِطَانَةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالاً، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهُمَا، فَقَدْ وُقِيَ"(1).
= وفي الباب عن ابن مسعود برقم (5143) في مسند الموصلي. وانظر جامع الأصول 8/ 545 وعن عائشة عند مسلم في صفات المنافقين (2815) باب: تحريش الشيطان. قال القاضي: "واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان: في جسمه، وخاطره، ولسانه".
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 681: "وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته، وإغوائه، فاعلمنا أنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان".
(1)
إسناده صحيح، وعبد الرحمن بن إبراهيم هو دحيم، والحديث في الإحسان 8/ 25 برقم (6158).
وأخرجه أحمد 2/ 237 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الأثار" 3/ 23 والبيهقي في آداب القاضي 10/ 111 باب: من يشاور، من طريق بشر بن بكر قال: حدثني الأوزاعي، به.
وأخرجه أبو يعلى 10/ 307 - 308 برقم (5901) من طريق الحارث بن سريج، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، به.
وعلقه البخاري في الأحكام ضمن الحديث (7198) باب: بطانة الإِمام وأهل مشورته بقوله: "وقال الأوزاعي، ومعاوية بن سلَام: حدثني الزهري، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم ".
وقال الحافظ في الفتح 13/ 191: "يريد أنهما خالفا من تقدم فجعلاه (عن أبي هريرة) بدل (أبي سعيد). وخالفا شعيباً أيضاً في وقفه فرفعاه. فأما رواية الأوزاعي فوصلها أحمد، وابن حبان، والحاكم، والإسماعيلي، من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رواية الوليد بن مسلم، عنه.
وأخرجه الإِسماعيلي أيضاً من رواية عبد الحميد بن حبيب، عن الأوزاعي، فقال: عن الزهري ويحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة".
وأما رواية معاوية بن سلام فوصلها النسائي، والإِسماعيلي من رواية معمَّر بن يعمر، حدثنا معاوية بن سلام، حدثنا الزهري، حدثني أبو سلمة، أن أبا هريرة قال: فذكره. قاله ابن حجر في الفتح 13/ 192.
وأخرجه أحمد 2/ 289، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 22 من طريق مؤمل ابن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا بُرْد بن سنان- تحرف في مشكل الآثار إلى "يزيد"-.
وأخرجه النسائي في البيعة 7/ 158 باب: بطانة الإِمام، وفي السير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف"11/ 48 برقم (15269) - من طريق محمد بن يحيى بن عبد الله، حدثنا معمر بن يعمر، حدثنا معاوية بن سلَاّم، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه أبو يعلى برقم (6000) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة، به.
وأخرجه الترمذي في الزهد (2375) باب: ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،وفي الشمائل برقم (124)، والبخاري في الأدب المفرد 1/ 348 - 349 برقم (256)، والبيهقي في آداب القاضي 112/ 10 باب: من يشاور، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 195 - 196، والحاكم 4/ 131 من طريق شيبان قال: حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى برقم (6023)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 196 من طريقين عن هشيم، حدثنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه- وعند أبي يعلى: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
…
وقد روي هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري وقد خرجناه برقم (1228) في مسند الموصلي. وأخرجه البخاري في الأحكام (7198) باب: بطانة الإمام وأهل مشورته، البطانة: الدخلاء، من طريق أَصْبغ، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال البخاري: "وقال سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب، بهذا وعن ابن أبي عتيق، وموسى، عن ابن شهاب، مثله.
وقال شعيب، عن الزهري، حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد
…
قوله- يعني: موقوفاً- وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام: حدثني الزهري، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن أبي حسين، وسعيد بن زياد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد
…
قوله.
وقال عبيد الله بن أبي جعفر، حدثني صفوان، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب قال:"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ".
وانظر مشكل الآثار 3/ 21 - 23، وسنن البيهقي 10/ 111 باب: من يشاور.
ونقل ابن حجر في الفتح 13/ 192 عن الكرماني أنه قال: "محصل ما ذكره البخاري أن الحديث مرفوع من رواية ثلاثة أنفس من الصحابة".
وعقب الحافظ على ذلك فقال: "وهذا الذي ذكره إنما هو بحسب الصورة الواقعة، وأما على طريقة المحدثين فهو حديث واحد، واختلف على التابعي في صحابيه: فأما صفوان فجزم بأنه عن أبي أيوب.
وأما الزهري فاختلف عليه: هل هو أبو سعيد، أو أبو هريرة؟.
وأما الاختلاف في وقفه ورفعه، فلا تأثير له، لأن مثله لا يقال من قبل الاجتهاد، فالرواية الموقوفة لفظاً مرفوعة حكماً.
ويرجح كونه عن أبي سعيد موافقه ابن أبي حسين، وسعيد بن زياد لمن قال: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
وإذا لم يبق الله الزهري، وصفوان، فالزهري أحفظ من صفوان بدرجات، فمن ثم يظهر قوة نظر البخاري في إشارته إلى ترجيح طريق أبي سعيد، فلذلك ساقها موصولة، وأورد البقية بصيغ التعليق إشارة إلى أن الخلاف المذكور لا يقدح في صحة الحديث. إما على الطريقة التي بينتها من الترجيح، وإما على تجويز أن يكون الحديث عند أبي سلمة على الأوجه الثلاثة. ومع ذلك فطريق أبي سعيد أرجح والله أعلم. =
2103 -
أنبأنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا أبو أحمد الزبيري (1)، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]. جَاءَتِ امْراةُ أبي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا ابُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا رسول الله، إِنَّهَا امْراةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أن تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ. قَالَ:"إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي". فَجَاءَتْ، فَقالَتْ: يَا أبَا بَكْرٍ إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي. قَالَ: لَا، وَمَا يَقُولُ الشِّعْرَ قَالَتْ أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ، وَانْصَرَفَتْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ تَرَكَ. قَالَ: "لا، لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي مِنْهَا بِجَنَاحَيْهِ"(2).
= ووجدت في (الأدب المفرد) للبخاري ما تترجح به رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة، فإنه أخرجه من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة كذلك في آخر حديث طويل". وانظر أيضاً مقدمة الفتح "هدي الساري" ص (381).
وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 427 برقم (2790): "سألت أبي عن حديث رواه الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
" وذكر الحديث، ثم قال: "قال أبي: رواه يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: هو بأبي هريرة أشبه، لأن محمد بن عمرو يرويه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
وانظر مصادر التخريج، ومشكل الآثار 3/ 21 - 25.
(1)
في (س): "الزبيدي" وهو تحريف.
(2)
إسناده ضعيف، عبد السلام بن حرب لم يذكر مع الذين سمعوا عطاء قبل الاختلاط، وهو في الإحسان 8/ 152 برقم (6477). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند أبي يعلى 1/ 33 - 34 برقم (25)، و 4/ 246 - برقم (2358).
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (141) من طريق محمد بن منصور الطوسي، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البزار 3/ 83 - 84 برقم (2294) - ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 190 برقم (47) - من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أحمد الزبيري، به.
ثم قال:، وهذا أحسن الإِسناد، ويدخل في مسند أبي بكر".
ثم أخرجه برقم (2295) - ومن طريقه هذه أخرجه ابن كثير في التفسير 7/ 401 - 402 - من طريق إبراهيم بن سعيد، وأحمد بن إسحاق قالا: حدثنا أبو أحمد، قلت:"القائل: البزار- فذكر نحوه".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 144 باب: سورة (تَبَّتْ)، وقال: "رواه أبو يعلى، والبزار بنحوه، إلا أنه قال:
…
وقال البزار: إنه حسن الإسناد. قلت: ولكن فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط".
ونقل الحافظ ابن كثير قول البزار فقال:"لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد عن أبي بكر" ..
وقال ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 738: "وروى البزار بإسناد حسن، عن ابن عباس قال
…
" وذكر هذا الحديث.
وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 128: "وأخرج ابن أبي شيبة، وأبو نعيم عن ابن عباس
…
" وذكر هذا الحديث.
ويشهد له حديث أسماء قلت أبي بكر عند الحميدي 1/ 153 - 154 برقم (323) من طريق سفيان قال: حدثنا الوليد بن كثير، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكر
…
ومن طريق الحميدي أخرجه الحاكم 2/ 361 - ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 195 - ، وابن أبي حاتم- ذكره ابن كثير في التفسير 7/ 401 - وابن بشكوال 1/ 191 برقم (47)، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي
نقول: عندهم جميعاً "ابن تدرس"، والصواب أنه (تدرس) جد أبي الزبير. وانظر ترجمة أسماء، وترجمة الوليد بن كثير في "تهذيب الكمال". غير أنني ما ظفرت له =
2104 -
أنبأنا أبو خليفة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا أَنس بن عياض، حدثنا (1) ابن أبي ذباب [، عن](2) عطاء بن ميناء،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عِبَادَ اللهِ، انْظُرُواْ كيْفَ يَصْرِف اللهُ (166/ 2) عَنِّي شَتْمَهُمْ وَلَعْنَهُمْ "- يَعْنِي قُرَيْشاً-. قَالَوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟. قَالَ: "يَشْتُمُونَ مُذَمَّماً، وَأنَّا مُحَمَّدٌ. وَيَلْعَنُونَ مذمَّما، وَأنَا مُحَمَّدٌ". (3).
= بترجمة فيما لدي من مصادر.
وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 127: "أخرج أبو يعلى، وابن أبي حاتم، والبيهقي، وأبو نعيم، عن أسماء بنت أبي بكر
…
" وذكر الحديث.
(1)
في الأصلين زيادة "ابن أبي ذئب، عن". وفي الإحسان "حدثنا ابن أبي ذئب، عن ابن أبي ذئب". وكلاهما خطأ، وانظر كتب الرجال.
(2)
ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من مصادر التخريج.
(3)
إسناده جيد، الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب جعله البخاري اثنين، وترجم له في الكبير 2/ 271 برقم (2432) و (2433)، ولم يتابعه على ذلك أحد فيما علمنا.
وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 80 عن أبيه "عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، مشهور".
وقال: "سألت أبي عن الحارث
…
فقال: يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة، وليس بذاك القوي، يكتب حديثه".
وقال: "وسئل أبو زرعة عن الحارث
…
فقال: مديني لا بأس به". ودكره ابن حبان في الثقات 6/ 172.
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" 1/ 142: "الحارث
…
ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى عنه الدراوردي مناكير. وقال ابن حزم: ضعيف". وزاد في ميزان الاعتدال 1/ 437: "وقال أبو زرعة: ليس به بأس". وقال الحافظ في =