المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٦

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌2 - باب تعاهد القرآن

- ‌3 - باب فيمن يقرأ القرآن

- ‌4 - باب القراءة بالجهر والإِسرار

- ‌5 - باب اتباع القرآن

- ‌29 - كتاب التعبير

- ‌1 - باب الرؤيا ثلاثة أصناف

- ‌2 - باب رؤيا المؤمن

- ‌3 - باب في رؤيا الأسحار

- ‌4 - باب فيمارآه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب رؤيا الصادق

- ‌30 - كتاب القدر

- ‌1 - باب في أخذ الميثاق وما سبق في العباد

- ‌2 - باب (144/ 1) فيما فرغ منه

- ‌3 - باب

- ‌4 - باب في قضاء الله سبحانه للمؤمن

- ‌5 - باب فيمن كانت وفاته بأرض

- ‌6 - باب فيما لم يقدر

- ‌7 - باب ما قضى الله سبحانه على عباده فهو العدل

- ‌8 - باب الأعمال بالخواتيم

- ‌9 - باب النهي عن الكلام في القدر والولدان

- ‌10 - باب في ذراري المؤمنين

- ‌11 - باب فيمن لم تبلغهم الدعوة وغيره

- ‌31 - كتاب الفتن

- ‌1 - باب فيمن يجعل بأسهم بينهم، نعوذ بالله من ذلك

- ‌2 - باب في وقعة الجمل

- ‌3 - باب في ذهاب الصالحين

- ‌4 - باب في افتراق (146/ 1) الأمم

- ‌5 - باب تحريش الشيطان بين المصلين

- ‌6 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌7 - باب أنهلك وفينا الصالحون

- ‌8 - باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً

- ‌9 - باب فيمن ينهى عن منكر ويفعل أنكر منه

- ‌10 - باب فيمن بقي في حثالة كيف يفعل

- ‌11 - باب لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق منصورة

- ‌12 - باب لا يتعاطى السيف وهو مسلول

- ‌13 - باب فيمن أشار إلى مسلم بحديدة

- ‌14 - باب النهي عن الرمي بالليل

- ‌15 - باب النهي عن قتال المسلمين

- ‌16 - باب كيف يفعل في الفتن

- ‌17 - باب علامة الفتن

- ‌18 - باب فيما يكون من الفتن

- ‌19 - باب قتال الترك

- ‌20 - باب ما جاء في الملاحم

- ‌21 - باب ما جاء في المهدي

- ‌22 - باب في أمارات الساعة

- ‌23 - باب في المسخ وغيره

- ‌24 - باب في خروج النار

- ‌25 - باب ما جاء في الكذابين والدجال

- ‌26 - باب في يأجوج ومأجوج

- ‌27 - باب قبض روح كل مؤمن، ورفع القرآن

- ‌28 - باب لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله

- ‌32 - كتاب الأدب

- ‌1 - باب في الأكابر وتوقيرهم

- ‌2 - باب ما جاء في الرفق

- ‌3 - باب ماجاء في حسن الخلق

- ‌4 - باب ما جاء في الحياء

- ‌5 - باب ما جاء في السلام

- ‌6 - باب السلام في الكتاب

- ‌7 - باب الرد على أهل الذمة

- ‌8 - باب التواضع

- ‌9 - باب الفخر بأهل الجاهلية

- ‌10 - باب ما جاء في الأسماء

- ‌11 - باب ما جاء في العطاس

- ‌12 - باب الصلاة على غير النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب الجلوس على الطريق

- ‌14 - باب الجلوس

- ‌15 - باب ما نهى عنه من الجلوس

- ‌16 - باب فيمن قام من مجلسه ثم رجع إليه

- ‌17 - باب التحول إلى الظل

- ‌18 - باب الاضطجاع

- ‌19 - باب الاستلقاء

- ‌20 - باب ما جاء في المباشرة

- ‌21 - باب ما جاء في المخنثين

- ‌22 - باب الاستئذان

- ‌23 - باب دخول الأَعمى

- ‌24 - باب مشي النساء في الطريق

- ‌25 - باب ما جاء في الوحدة

- ‌26 - باب ما جاء في الغضب

- ‌27 - باب ما جاء في الفحش

- ‌28 - باب في المستبين

- ‌29 - باب في ذي الوجهين

- ‌30 - باب في الشحناء

- ‌31 - باب ما جاء في الهجران

- ‌32 - باب الإِصلاح بين الناس

- ‌33 - باب النهي عن سب الأموات

- ‌34 - باب النهي عن سب الريح

- ‌35 - باب النهي عن سب الديك

- ‌36 - باب المستشار مؤتمن

- ‌37 - باب الأخذ باليمين

- ‌38 - باب الابتداء بالحمد في الأمور

- ‌39 - باب فيمن لم يتشهد في الخطبة

- ‌40 - باب الخروج إلى البادية

- ‌41 - باب ما يفعل في الليل، وما يقول إذا سمع نهاق الحمير ونباح الكلاب

- ‌42 - باب إطفاء النار

- ‌43 - باب لا يقال ما شاء الله وشاء فلان

- ‌44 - باب حلب المواشي

- ‌45 - باب ما يقول إذا ركب

- ‌46 - باب صاحب الدابة أحق بصدرها

- ‌47 - باب النهي عن اتخاذ الدواب كراسي

- ‌48 - باب وسم الدواب

- ‌49 - باب اللعب بالحمام

- ‌50 - باب ما جاء في الجن

- ‌51 - باب ما جاء في المداحين

- ‌52 - باب ما جاء في البيان

- ‌53 - باب اللعب

- ‌54 - باب ما جاء في الزمارة (159/ 1)

- ‌55 - باب ما جاء في الشعراء

- ‌56 - باب ما جاء في الدف

- ‌57 - باب الغناء واللعب في العرس

- ‌58 - باب إن من الشعر حكماً

- ‌59 - باب في هجاء أهل الشرك

- ‌33 - كتاب البر والصلة

- ‌1 - باب بر الوالدين

- ‌2 - باب في العقوق

- ‌3 - باب صلة الرحم وقطعها

- ‌4 - باب ما جاء في الأولاد

- ‌5 - باب التسوية بين الأولاد

- ‌6 - باب ما جاء في المساكين والأرامل

- ‌7 - باب ما جاء في الأيتام

- ‌8 - باب ما جاء في الأصحاب والجيران

- ‌9 - باب في أدى الجار

- ‌10 - باب شهادة الجيران

- ‌11 - باب ما جاء في الحلف

- ‌12 - باب حق المسلم على المسلم

- ‌13 - باب في الرحمة

- ‌14 - باب الضيافة

- ‌15 - باب فيمن يُرْجى خيره

- ‌16 - باب قضاء الحوائج

- ‌17 - باب شكر المعروف

- ‌18 - باب مداراة الناس صدقة

- ‌19 - باب لا حليم إلا ذو عثرة

- ‌34 - كتاب علامات النبوة

- ‌1 - باب في عدد الأنبياء والمرسلين وما نزل من الكتب

- ‌2 - باب ذكر أبينا آدم صلى الله على نبينا وعليه

- ‌3 - باب ما جاء في موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌4 - باب ما جاء في زكريا صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌5 - باب ما جاء في داود والمسيح صلى الله على نبينا وعليهما وسلم

- ‌6 - باب مما جاء في نبي الله أيوب صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌7 - باب ما جاء في الخضر عليه السلام

- ‌35 - كتاب علامات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - باب في أول أمره

- ‌2 - باب في أسمائه

- ‌3 - باب في خاتم النبوة

- ‌4 - باب مشي الملائكة خلف ظهره

- ‌5 - باب في عصمته

- ‌6 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته

الفصل: ‌6 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته

‌6 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته

2105 -

أنبأنا الحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة - واللفظ للحسن- قالا: حدثنا محمد بن المتوكل وهو ابن أبي السري، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده قال:

قَالَ عَبْدُ الله بْنُ سَلام: إِنَّ الله تبارك وتعالى لَمَّا أرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَة (1) قَالَ زَيْدٌ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلَاّ اثْنَتَيْنِ لَمْ أخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ

= تقريبه: "صدوق، يهم". وهو من رجال مسلم.

والحديث في الإحسان 8/ 149 برقم (6469) وليس فيه "وأنا محمد" الأولى.

وأخرجه أحمد 2/ 244، والبخاري في المناقب (3533) باب: ما جاء في أسماء رسول الله-صلى الله عليه وسلم،والبيهقي 8/ 252 باب: من قال: لا حدَّ إلا في القذف الصريح، وفي "دلائل النبوة" 1/ 152 من طريق سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وأخرجه أحمد 2/ 340، والنسائي في الطلاق 6/ 159 باب: الإبانة والإفصاح بالكلمة، من طريقين، عن أبي الزناد، بالإسناد السابق.

وأخرجه أحمد 2/ 340 من طريق يونس، حدثنا ليث، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة

وانظر "جامع الأصول" 11/ 216، وفتح الباري 6/ 558. والخصائص الكبرى 1/ 146.

(1)

سعنة، قال ابن ماكولا في الإكمال 5/ 65:"وأما سعنة- بسين مهمله مفتوحة، وعين مهملة ساكنة، ونون".

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 63: "يقال: سعية، والنون أكثر في هذا".

وانظر أسد الغابة 2/ 288 - 289، والإصابة 4/ 54 - 55، وتبصير المنتبه 2/ 782، والمشتبه 2/ 396، والمؤتلف والمختلف للدارقطني 3/ 1387.

ص: 458

حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلا تَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلا حِلْماً. فَلَبِثْتُ أتَلَطَفُ لَهُ لأَنْ أُخَالِطَهُ فَأعْرِفَ حِلْمَهُ وَجَهْلَهُ، فَخَرَجَ يَوْماً مِنَ الْحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَلِي ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَأتَاهُ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَالْبَدْوِيّ فَقَالَ: يَا رسول الله، أهْلُ قَرْيَةِ بَنِي فُلانٍ أَسْلَمُوا وَدَخَلُوا فِي الإِسْلام، وَكُنْتُ أُخْبِرُهُمْ إِنْ أسْلَمُوا، أتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَداً، وَقَدْ أصَابَتْهُمْ سَنَةٌ (1) وَقُحُوطٌ مِنَ الْغَيْثِ، وَأنَا أخْشَى يَا رسول الله أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الإسْلام طَمَعاً، فَإِنْ رَأيْتَ أَن تُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مَا يُعِينُهُمْ، فَعَلْت. فَنَظَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم-إِلَى رَجُلٍ عَنْ جَانِبِهِ- أُرَاهُ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا مُحَمَّدٌ، هَلْ لَكَ أن تَبِيعَنِي تَمْراً مَعْلُوماً مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا؟. قَالَ:"لا، يَا يَهُودِي، وَلكِنْ أبِيعُكَ تَمْراً مَعْلُوماً إِلَى أجَلِ كَذَا" وَكَذَا، وَلا اسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلانٍ". قلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعَنِي صلى الله عليه وسلم، فَاطْلَقْتُ هِمْيَانِي (2) فَاعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ مِثْقَالاً مِنْ ذَهَبِ فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى أجَلِ كَذَا وَكَذَا، فَأعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ: اعْجِلْ عَلَيْهِمْ وَأغِثْهُمْ. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحِلِّ الأجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ وَمَعَهُ أبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ فِىِ نَفَرٍ مِنْ أصْحَابِهِ. فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ،

(1) السنة: الجدب والقحط.

(2)

الهمْيَانُ- بكسر الهاء وسكون الميم وفتح المثناة من تحت بعدها ألف ونون-: المَنْطَقَةُ وَالتِّكَّةُ، والكيس الذي تجعل فيه النفقة.

ص: 459

دَنَا مِنْ جِدَارٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ، ثُمَّ قُلْتُ: ألا تَقْضِينِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي؟، فَوَاللهِ- مَا عَلِمْتُكُمْ- بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُطْلٌ، وَلَقَدْ كَانَ لِي لِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ. قَالَ: وَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب، وَعَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ، كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَانِي بِنَظَرِهِ وَقَالَ. أيْ عَدُوَّ الله، أتَقُولُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا أسْمَعُ وَتَفْعَلُ بِهِ مَا أرَى؟. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، لَوْلا مَا احَاذِرُ فَوْتَهُ لَضَرَبْتُ بسَيْفِي هذَا عُنُقَكَ. وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتَؤُدَةٍ، ثُمَّ قَالَ:"إنَّا كنَّا أحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ: أنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأدَاءِ، وَتَأمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ (1) اذْهَبْ بِهِ يا عُمَرُ فَاقْضِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعاً (167/ 1) مِنْ غَيْرِهِ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ". فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَقَضَانِي حَقِّي، وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا هذِهِ الزَيَادَةُ؟. قَالَ (2): أمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن ازِيَدَكَهَا مَكَانَ مَا رُعْتكَ. قُلْت: اتَعْرِفنِي يَا عُمَرُ؟. قَالَ: لَا، مَنْ أنْتَ؟. قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ. قَالَ: الْحَبْرُ؟. قلْتُ: نَعَمْ، الْحَبْرُ. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إلَى أنْ تَقُولَ لِرَسُولِ الله مَا قُلْتَ، وَتَفْعَلَ بِهِ مَا فَعَلْتَ؟. قُلْتُ: يَا عُمَرُ كُلُّ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ قَدْ عَرَفْتهَا فِي وَجْهِ رَسُولِ

(1) التِّبَاعَة- بكسر المثناة من فوق، وفتج الباء الموحدة من تحت، وفتح العين المهملة-: العاقبة وما يترتب عليها من أثر. ويقال: لي قبل فلاق تباعة: ظلامه

(2)

في (س): "قلت".

ص: 460

الله صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إلا اثْنَتَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا تَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَاّ حِلْماً، فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ انَي قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَباً، وَبالإِسْلامِ دِيناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نَبياً، وَاشْهِدُكَ أن شَطْرَ مَالِي- وَإِنّي لأكثرها مَالاً- صَدَقَةٌ عَلَى أمةِ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُة أوْعَلَى بَعْضِهِمْ، فَإِنَّكَ لا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ. فَقُلْتُ: أوْ عَلَى بَعْضِهِمْ. فَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ زَيْد: اشَهْدُ أن لا إِلهَ إِلَاّ اللهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوُلهُ. وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً. ثُمّ تَوَفِّي فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ (1). رَحِمَ الله زَيْداً (2).

(1) هذه الجملة "ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر" ليست موجودة في رواية أبي زرعة، وهو الصواب لأنه لم يكن قتال في هذه الغزوة. ويحتمل أن يكون المراد: مقبلاً على المدينة، أي: وهم عائدون من هذه الغزوة، والله أعلم.

(2)

إسناده حسن، محمد بن المتوكل بن أبي السري فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (209)، وحمزة بن يوسف بسطنا فيه القول عند الحديث (7496) في مسند الموصلي. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (288) بتحقيقنا.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (48) من طريق أحمد بن حمدان وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 278 - 280 من طريق أبي عمر بن مطر، كلاهما حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (48) من طريق محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، به.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم-وآدابه " ص (81 - 83) من طريق الحسن بن محمد، حدثنا أبو زرعة، وأخرجه الطبراني في الكبير 5/ 222 - 223 برقم (5147)، والحاكم =

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 3/ 604 - 605 من طريق أحمد بن علي الأبار،

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 278 - 280 من طريق خشنام بن بشر بن العنبر، جميعهم حدثنا محمد بن المتوكل، بهذا الإِسناد.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وهو من غرر الحديث، ومحمد بن أبي السري ثقة".

وتعقبه الذهبي بقوله: "ما أنكره وما أركهُ! لا سيما قوله: مقبلاً غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال".

وأخرجه الطبراني برقم (5147) - ومن طريقه أورده المزي في "تهذيب الكمال" 7/ 345 - 347 - من طريق

عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدثنا الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم-وآدابه" ص (81 - 83) من طريق ابن أبي عاصم النبيل، حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وأخرجه -مختصراً- ابن ماجه في التجارات (2281) باب: السلف في كيل معلوم، من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، كلاهما حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة، عن أبيه، عن جده عبد الله ابن سلام

وقال البوصيري في الزوائد: بنفي إسناده الوليد بن مسلم، وهو مدلس".

نقول: لقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 239 - 240 باب: ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته- صلى الله عليه وسلم-وقال:" قلت: روى ابن ماجة منه طرفاً-رواه الطبراني ورجاله ثقات".

وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1388 من طريق القاسم بن إسماعيل الضبي، حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، حدثنا بقية، حدثنا عبد الله بن سالم حدثني محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن رجل من أهل بيته، عن أبيه، عن جده قال: قال زيد بن سعنة:

وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 7/ 347: "هذا حديث حسن، مشهور =

ص: 462

قُلْتُ: يَأْتِي حَدِيثُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيّ فِي إِسْلَامِهِ رضي الله عنه (1) 2106 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون النخعي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأشَجَعِيّ، قَالَ: انْطلَقَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً وَأنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدِهِمْ، وَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يَا مَعْشَرَ الْيَهودِ، أَرُونِيَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً يَشْهَدُونَ أنْ لا إله إِلَاّ الله، وَأني رَسُولُ الله، يُحْبِطِ اللهُ عَنْ كُل يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاء ِالْغَضَبَ الذى كَانَ عَلَيْهِ". قال: فَمَا أجَابَهُ مِنْهُمْ أَحدٌ. ثُمّ ردَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يُجِبْهُ أحَدٌ. ثُمّ ثَلَّثَ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ.

= في (دلائل النبوة). وظاهر هذه الرواية أنه من رواية عبد الله بن سلام، عن زيد بن سَعْنة، والله أعلم".

وقال الحافظ في الإصابة 4/ 54 في ترجمة زيد بن سعنة: "روى قصة إسلامه: الطبراني، وابن حبان، والحاكم، وأبو الشيخ في (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن سلام

". وانظر أسد الغابة 2/ 288 - 289.

وعلى هامش (م) ما نصه: "هذا الحديث رواه هشام بن عمار في كتاب (البعث)، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة، فذكر بعضه معضلاً، لم يقل: عرق أبيه، عن جده.

وتفرد بوصله محمد بن أبي السري، وهو كثير المناكير".

نقول: لم يتفرد به محمد بن المتوكل بن أبي السري، وانظر مصادر تخريجه السابقة. وطبقات ابن سعد 1/ 2/ 87 - 88. وأسد الغابة 2/ 288 - 289.

(1)

برقم (2255) باب: ما جاء في فضل سلمان الفارسي.

ص: 463

فَقَالَ: "أبَيْتُمْ، فَوَالله إِنِّي لأنَا (1) الْحَاشرُ، ؤأنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا المقفَّى، آمَنْتُمْ أوْ كَذَّبْتُمْ". ثُمّ انْصَرَف وَأنَا مَعَهُ حَتَّى دَنَا أنْ يَخْرُجَ، فَإِذَا رَجُل مِنْ خَلْفِنَا يَقُولُ: كَمَا أنْتَ يَا مُحَمَّد. قَالَ: فَقَالَ ذلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُوني فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهود؟. قَالُوا: لا نَعْلَمُ أنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلمَ بِكِتَاب اللهِ، وَلا أفْقَهَ مِنْكَ، وَلا مِنْ أبِيكَ مِنْ (2) قَبْلِكَ، وَلا مِنْ جَدِّك قَبْلَ أبَيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِالله أنَّة نَبِيُّ اللهِ الَّذِي تَجِدونَهُ فِي التَّوْرَاة. قَالُوا: كَذَبْتَ. ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ شَراً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتُمْ، لَنْ يُقْبَلَ قَوْلكُمْ، أمَّا آنِفاً فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أثْنَيْتُمْ، وَأمَّا إِذْ آمَنَ كَذَّبْتُمُوهُ وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ". قَالَ (3): فَخَرجْنَا وَنَحْنُ ثلاثة: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأنَا، وَعَبْدُ اللهِ ابْنُ سَلامٍ. فَأنْزَلَ الله:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} (167/ 2)(4) الآية [الأحقاف:10].

(1) في (س): "أنا".

(2)

لفظه "من" غير موجودة في (س).

(3)

كلمة "قال" ساقطة من (س).

(4)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 146 - 147 برقم (7118) وأخرجه أحمد 6/ 25 من طريق أبي المغيرة (عبد القدوس بن الحجاج الخولاني)، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في التفسير 26/ 11 - 12 من طريق أبي شرحبيل الحمصي، =

ص: 464