الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذاك يجمع ثروة عظيمة، فتأتي النار فتحرق ماله، فالمصائب ألوان، والله المستعان.
والعاقل من يجعل صبره اختياريًّا، بمعنى أن يرضى بقضاء الله وقدره الواقع به، دون تأفف أو اعتراض باختياره؛ لأنه مؤمن بأنه لا يستطيع له دفعًا، وهو أمر الله سبحانه، وعليه -حتى يكون أمره ممدوحًا- بالصبر والرضا فينبغي التسليم لقضاء الله وقدره، فيكون صبره اختياريًّا حامدًا مولاه على كل حال، وهذا أكمل الصبر.
4 -
التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء:
قال الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} [الفرقان: 77].
وقال -عزَّ اسمه-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [البقرة: 186].
وقال سبحانه:
وقال عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} [الأعراف 55: 56].
وعن النُّعمان بن بَشير قال:
سَمِعتُ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الدُّعَاءُ هُوَ العبادة"، ثُم قَرَأَ
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر: 60](1).
"معنى الدعاءِ، استدعاءُ العبد ربَّهُ عز وجل العناية، واستمدادُهُ منه المعونة"(2).
فلا يتخلى عبد عن دعاء مولاه إلا قانط أو متكبر مستغنٍ، وهذا موجب لغضب الله سبحانه وسخطه، فدعاء العبادة، ودعاء المسألة من الأمور التي يحبها الله سبحانه من عبادة المتقين.
والفرق بينهما أن دعاء المسألة هو طلب ما ينفعُ الدَّاعى بجلب الخير، أو دفع الضر، أمَّا دعاء العبادة فهو الثناء على الله بما هو أهله، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة
قال شيخ الإسلام: "دعاءُ المسألة؛ هو طلبُ ما ينفعُ الداعي، وطلب كشف ما يضره، ودفعه"(3).
وفي الحديث عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَن لم يسأل اللهَ، يَغضَبْ عَلَيْهِ"(4).
وقد أحسن الناظم بقوله:
اللهُ يغضَبُ إِن تَرَكْت سُؤَالَهُ
…
وترى ابنَ آدمَ حينَ يُسألُ يَغضبُ
(1) صحيح. أخرجه أبو داود (1479)، والترمذي (3372) وقالَ: حَسَن صَحِيحْ.
(2)
"شأن الدعاء"(4).
(3)
"مجموع الفتاوى"(15/ 10).
(4)
صحيح. أخرجه الترمذي (3373)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(2418).