الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيف نكتسب الأخلاق الحسنة
؟
للأخلاق الفاضلة منزلة رفيعة في دين الله، ولها ارتباط قوي بقوة الإيمان وحسنه، وتدين المرء وتمسكه بالشريعة؛ لأن الأخلاق يمكن اكتسابها؛ لذا كان من المهم الحديث عن الوسائل التي يمكن من خلالها اكتساب الأخلاق الحسنة، والأمور المعينة على التحلي بها، وهذا ما سيأتي -بإذن الله تعالى-:
ويزعم البعض أن الأخلاق لا يتصور تغيرها، ولو صح ذلك، لبطلت الوصايا والمواعظ والخطب، وكيف ينكر هذا في حق الإنسان وتغير خلق البهيمة ممكن؟! وكم من حيوان نقل من الاستيحاش إلى الاستئناس والسياسة والانقياد كالكلب والفرس الجموح، بل حتى الأسد والنمر والصقر والقرد، وكل ذلك تغير للأخلاق، فأجدر بالإنسان أن تتغير أخلاقه بالتدريب والرياضة.
ولا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طبعت عليها النفس، إلا أن ذلك ليس متعذرًا ولا مستحيلًا، بل إن هناك أسبابًا ووسائل، يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب الأخلاق الحسنة.
ومن ذلك ما يلي:
1 - تصحيح العقيدة:
العقيدة الصحيحة هي التي تصحح الأخلاق، وتحمي الإنسان من الانزلاق، وليس ذلك إلا في عقيدة السلف أهل السنة والجماعة أصحاب
الحديث.
فالسلوك (1) ثمرة لما يحمله الإنسان من معتقد، وما يدين به من دين، والانحراف في السلوك ناتج عن خلل في المعتقد، فالعقيدة هي السنة، وهي الإيمان الجازم بالله تعالى، وبما يجب له من التوحيد والإِيمان بملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرِّه، وبما يتفرع عن هذه الأصول ويلحق بها مما هو من أصول الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا؛ فإذا صحت العقيدة، حَسُنت الأخلاق تبعًا لذلك؛ فالعقيدة الصحيحة (عقيدة السلف) عقيدة أهل السنة والجماعة التي تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق، وتردعه عن مساوئها.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكَمل المؤمنينَ إِيماناً أَحسَنُهُم خُلُقاً"(2).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنينَ إِيماناً أحسَنُهُم خُلُقاً، وخِيَارُكُم خِيَارُكم لِنِسَائِهِم"(3).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أكمَلَ المُؤمِنِينَ إِيماناً أَحسَنُهُم خُلُقاً، وَإِن حُسنَ الخُلُقِ لَيبلُغُ دَرَجَةَ الصومِ وَالصلَاةِ"(4).
(1) السلوك: سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسنُ السلوك، أو سيء السلوك. "المعجم الوسيط"(445).
(2)
صحيح. أخرجه أحمد (2/ 527)، وغيره.
(3)
صحيح. أخرجه الترمذي (1162)، وقال: حسن صحيح، وصححه العلامة الألباني.
(4)
صحيح. أخرجه البزار (35 - كشف) عن أنس، وصححه الألباني في "الصحيحة"(1590).