الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسمى بـ "فلسفة الأخلاق"، أو "علم الأخلاق النظري".
وأما علم الأخلاق العملي فهو العمل الذي هو موضوع العلم العملي، كالصدق والعدل ونحوهما؛ ويمكن اعتبار القسم العملي "فنًا" أي: عِلماً تطبيقياً بالنسبة للقسم النظري.
مصادر الأخلاق
المسلمون يستقون مصادر الأخلاق من القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس للبشرية أيضاً بديل عن هذين المصدرين.
وفي حياة الصحابة، والتابعين معين ثرّ، وميراث زاخر من الأخلاق المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء مما يغني عن الأعراف أو التقاليد، أو أي خلق دخيل.
"والنظم العالمية اليوم، والدول القديمة والحديثة لها مسار في الأخلاق، وكل دولة تُربي شعبها على الأخلاق التي تريد، فما نعتبره نحن حسنًا قد يعتبره آخرون قبحاً، فنحن مثلًا نعتبر العفة في الفتى وفي الفتاة خلقاً كريماً، ينبغي أن يُربى وينمى ويحافظ عليها، وهذه العفة شذوذ عند العالم الأوربي والأمريكي، والحياء والستر عندنا خلق كريم، بينما هو في المجتمع الغربي كبت وتقييد ذميم.
كذلك بعض الغرائز غير معترف بها عند (النظام الشيوعي)، فهو يرى أنها انحراف فطري، ينبغي أَن تُحارب، مثالُ ذلك المِلكيةُ الخاصة، فالنظامُ الشيوعي لا يعترفُ بهذه الغريزةِ، ويعتبرُها انحرافًا فطريًّا، ينبغي أن
يُحارب، وليس هناك شيء اسمه غريزة تملك. بينما (النظام الرأسمالي) يُنمِّي هذه الغريزة، وُيربي الإنسان على حب التملك إلى أبعد حد، ولا مانع من أن يستغل الآخرين لتحقيق هذه الغاية.
فالشعوبُ ليسوا بمنزلةِ واحدة في نظرتهم إلى الأخلاق، وأسبابُ اختلاف هذه النظرة عندهم تعودُ إلى الأهداف، فكلُّ نظامِ له أهداف معينة، فلا بد أن يصبغَ الشعب بصبغة معينة، فكلُّ حكومةِ ترى أن تُربي أبناءَها بأنواعٍ من التربية، ولذلك تضع مناهج التعليم، ومن خلال مناهج التعليم تصنع مناهج تربوية، والغرض إيجاد ما يُسمَّى بالمواطن الصالح، فمواصفاتُ هذا المواطن ينبغي أن تكون بهذه الصفات؛ ولذا نجد بعض الدول تعتني بالمعلم لأنه مهندس الإنسان، فهو أغلى شيء عندهم أغلى من المال، والبناء، ومقدم على كل شيءِ، فكل حكومةِ، وكل سلطةِ تريد أن تبني الناس بناء على مرادها وهواها تقوم بذلك" (1).
وعلى الصعيد الشخصي إذا كان لك هدف معين فأنت تبني نفسك بما يتلاءم مع هذا الهدف، بمعنى أن تتخلق بأخلاق تتناسب مع الهدف الذي تريد الوصول إليه.
وهدف الإسلام يختلف عن ذلك كله، فالرب -جل وعلا- له مراد من خلقه الإنسان، فمن مراده أن يُعبد وحده لا شريك له.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
(1)"الأخلاق في ضوء الكتاب والسنة"، للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق (مخطوط) بترتيبي (بتصرف).