الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمال واللسان والسنان، ونحو ذلك من مقتضيات العداوة في الله (1).
المعاملة الواجبة مع الكفار:
وهناك معاملة واجبة مع الكفار مثل الوفاء بالعهد والأمانة، وعدم الغش.
آداب التعامل مع الكفار:
وهناك أخلاق وآداب ينبغي أن يتخلق بها المسلم مع الكافر، ومنها:
1 - لين الجانب في الدعوة إلى الله تعالى، وحسن القول
.
قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)} [النحل: 125].
وقال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} [طه: 44].
قال القرطبي: قال أبو العالية: "قولوا لهم الطيب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تُجازوا به".
وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينًا، ووجهه منبسطًا طَلْقًا مع البر والفاجر، والسُّني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يُرضي مذهبه؛ لأنَّ الله تعالى قال لموسى وهارون:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه: 44]. فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون؛ والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه.
(1) انظر "نواقض الإِيمان القولية والعملية" للدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف (358) ملخصًا بتصرف.
وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل فيّ حِدّة، فأقول لهم بعض القول الغليظ؛ فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى، فكيف بالحنيفي؟ (1)
فحسن القول مع المؤمن والكافر من الأمور التي حض عليها الشارع، قال تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
قوله: للناس: يشمل المؤمن والكافر، فالقول الحسن لجميع الناس من مكارم الأخلاق.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك، وفرعون قد مات"(2).
وعن عُقبة بن عامر الجُهَني: أنَّه مرَّ برجل هيئته هيأة مسلم، فسلم فردَّ عليه: وعليك ورحمة الله وبركاته، فقال له الغلام: إنَّه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: إنَّ رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك وولدك" (3).
قال شيخنا العلامة الألباني - رحمة الله-: "في هذا الأثر إشارة من هذا الصحابي الجليل إلى جواز الدعاء بطول العمر؛ ولو للكافر، فللمسلم
(1)"الجامع لأحكام القرآن"(2/ 16).
(2)
صحيح. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1113)، وصححه شيخنا العلامة الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(848).
(3)
حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1112)، وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(849).