الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال صلاح الدين الصفدي:
من ضيع الحزمَ لم يظفر بحاجته
…
ومن رمى بسهامِ العُجبِ لم يَنَلِ
12 -
عدم الاستماع للوشاة
.
الوشاة: أصحاب السعاية بالنميمة.
الرئيس الذكي: هو الذي لا يستمع للوشاة الذين ينقلون كلام الناس للإضرار بهم وإيقاع العداوة بينهم على جهة التفريق والإفساد، لا سيما الأقران في العمل، فلا ينقل العيب إلا معيب، ومن نم لك نم بك، وفاعل ذلك نمام، ويقال له قتات.
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أنبئكُم ما العَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ القَالَةُ بَينَ النَّاسِ"(1).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدخُلُ الجَنَّةَ نَمَّام"(2).
قال الأعشى الكبير:
ومن يُطِع الواشينَ لا يتركوا لهُ
…
صديقًا وإن كان الحبيبَ المُقَرَّبَا
وقال آخر:
لا تقبلنَّ نميمةً بُلّغتها
…
وتَحَفَّظنَّ من الذي أَنبَاكها
إنَّ الذي أَهدى إليك نَميمةً
…
سينمٌ عنك بمثلها قد حَاكَهَا
13 -
قبول النصيحة
.
عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة".
(1) أخرجه مسلم (6636) في كتاب البر والصلة، باب: تحريم النميمة.
(2)
أخرجه مسلم (105) في كتاب الإيمان، باب: بيان غلظ تحريم النميمة.
قالوا: لِمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"(1).
الموفق من يقبل النصيحة، والمرء مهما سمت أخلاقه، فهو بحاجة إلى النصيحة، فالنصيحة هي الكلمة الطيبة الخالصة قولًا وعملًا، وبذل الجهد في إصلاح المنصوح، والرئيس العاقل من يقبل نصيحة الغير لتصحيح المسار.
كان سفيان الثوري يقول: "أدركنا النَّاس وهم يحبون من قال لهم: اتق الله تعالى، وقد صاروا اليوم يتكدرون من ذلك".
والرئيس الموفق كما ينصح غيره، فيجب عليه أن يقبل نصيحة الغير، وكما يحب أن يعاملوه معاملة حسنة، فينبغي أن يعامل غيره معاملة حسنة.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه"(2).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أحبَّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتى إليه"(3).
وتأمل كيف ذم الله سبحانه الذين يعاملون الغير على عكس ما يحبون أن يعاملو به.
(1) أخرجه مسلم (55) في كتاب الإيمان، باب: ببان أن الدين النصيحة.
(2)
أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45).
(3)
أخرجه مسلم (1844) في كتاب الإمارة، باب: وجوب الوفاء ببيعة الخليفة.