الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُسَين مِنِّي، وَأنا مِن حُسَينِ، أحَب اللهُ مَن أحَبَّ حُسَينًا، حُسَين سِبطٌ من الأَسَباط"(1).
عن ابن مسعود قال: كان رسول الله يصلِّي والحسنُ والحسينُ يلعبانِ ويقعدانِ على ظهرهِ، فأخذَ المسلمونَ يميطونهما، فلما انصرفَ قال:"ذروهما -بأبي وأمي- من أحبني، فليحبَّ هذينِ"(2).
ومن أحب نبيه أحب ما يحب، وأحب جميع محبوباته، وأعلن حبه محبة لنبيه صلى الله عليه وسلم.
11 - تصديقهُ في كل ما أخبر به من أمر الدين والدنيا وشأن الغيب
.
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم تصديقه في كل ما أخبر به، وهذا شأن أهل الإيمان.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أُسري بالنبيِ إلى المسجدِ الأقصى، أصبحَ يتحدثُ الناسُ، فارتد ناسٌ ممن كانوا آمنوا به وصدقوهُ، وسعوا بذلك إلى أبي بكرِ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعمُ أنه أُسري به الليلةَ إلى بيت المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كانَ قال ذلك لقد صدقَ، قالوا: أو تُصدقهُ أنه ذَهبَ الليلةَ إلى بيت المقدسِ وجاء قبلَ أن يُصبحَ؟ قال: نعم، إني لأصدِّقُهُ فيما هو أبعدُ من ذلك، أصدقهُ بخبر السماءِ
(1) صحيح. أخرجه الترمذي (3775)، وابن ماجه (144)، والحاكم (3/ 177)، وصححه ووافقه الذهبي، وجوَّدَ الألباني إسناده في "الصحيحة"(1227).
(2)
صحيح. أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 305)، وصححه الألباني بشواهده كما في "الصحيحة"(4002).
في غدوةٍ أو روحةٍ، فذلك سُميَ أبو بكرٍ الصديق" (1).
وعن عمارة بن خزيمة: أن عمه حدثه -وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرساً من أعرابي، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي، فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه [حتى زاد بعضهم في السوم على ما ابتاعه به منه]، فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس، وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي، فقال:"أوليس قد ابتعُهُ منكَ"؟ قال الأعرابي: لا والله ما بعتُكَهُ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى قد ابتعتُهُ منكَ" فطفق [الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالأعرابي، وهما يتراجعان] وطفق الأعرابي يقول: هَلُم شهيداً [يشهد أني قد بعتكه]، فقال خُزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال:"بما تشهد؟ " قال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين (2).
وفي رواية: "ما حملك على الشهادة ولم تكن معه حاضرًا"؟ قال: صدقتك لما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبهُ"(3).
(1) صحيح. أخرجه الحاكم (3/ 62)، وصححه، ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي في "الدلائل"(2/ 361).
(2)
صحيح. أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
أخرجه البخاري في "التاريخ"، والطبراني والحاكم، وقال الهيثمي: رجاله كلهم ثقات.