الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بذبحها ويتمه.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رَحِم -ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة"(1).
ومن أدب الذبح أن لا يذبح أخرى أمامها، ولا يحد السكين قبل أن يضجعها لحديث ابن عباس أن رجلًا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أتريد أن تميتها موتات؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تُضجِعَها؟ "(2).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة، وهو يحدُّ شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال:"أفلا قبل هذا؟! أو تريدُ أن تميتَها موتتان؟! "(3).
7 -
النهي عن سب الحيوان، أو لعنه
.
والعاقل لا يلعن الحيوانات، فهي بهائم عجماوات، والشرع حرم ذلك.
عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبوا الدِّيكَ؛ فإِنهُ يَدعُو إِلَى الصَّلاةِ"(4).
عن زيد بن خالِدٍ الجُهنيِّ رضي الله عنه قال: "لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا صَاحَ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
(1) حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، والطبراني، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(6261).
(2)
صحيح. أخرجه الحاكم (4/ 233)، وصححه، والألباني في "صحيح الجامع"(93).
(3)
صحيح. أخرجه الطبراني (11916)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(24).
(4)
صحيح. أخرجه أحمد (5/ 192 - 193)، وأبو داود بنحوه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7314).
فَقَالَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَلعَنهُ فإنهُ يَدعُو إِلَى الصَّلاةِ"(1).
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
"يحرم لعن الدابة واللعان للدواب ترد شهادته؛ لأن هذا جرحة له.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فلعنت امرأة ناقةً، فقال:"خذوا ما عليها ودعوها مكانها ملعونة"، فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. رواه أحمد، ومسلم (2).
ولهما عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُصَاحِبنَا نَاقَة عَلَيهَا لَعنَةٌ".
وقال رحمه الله: "وقد بالغت الشريعة في سد باب اللعن عمن لم يستحقه، فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الديك، وعن لعن البرغوث، فعلى المسلم الناصح لنفسه حفظ لسانه عن اللعن"(3).
من لطائف العلماء
ومن لطائف أهل العلم في النهي عن التحقير للحيوان ما جاء عن الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله قوله:
كنتُ يوماً في دهليز دارنا في جماعة، فمر بنا كلب يقطر ماء يكاد يمس ثيابنا، فنهرته وقلت: يا كلب يا ابن الكلب.
وإذا بالشيخ الإمام -يعني والده الشيخ تقي الدين السبكي- يسمعنا من داخل، فلما خرج قال: لم شتمته؟ فقلت: ما قلتُ إلا حقاً، أليس هو
(1) أخرجه أحمد (4/ 115)، والطبراني في "الكبير"(5208)، و"الدعاء"(2054).
(2)
أخرجه مسلم (2595) في كتاب البر والصلة.
(3)
"معجم المناهي اللفظية"(472 و473).