الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
البعد عن إِيذائهم:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكَلَ من هَذهِ البقلَةِ -البَصَلَ وَالثومَ وَالكراتَ- فَلا يَقرَبَن مَسجدنَا، فَإن المَلاِئكَةَ تَتَأذى مِما يَتَأذى مِنهُ بَنُو آدم"(1).
فالملائكة الكرام تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فعلينا أن نبتعد عن هذا الخلق السيء تجاه الملائكة، والعاقل من وقف عند النص.
ومن صور الإِيذاء:
البصق عن اليمين في الصلاة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عَن النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قَامَ أَحَدُكم إِلَى الصلاة فَلا يَبصُق أَمَامَهُ، فَإِنمَا يُنَاجِي اللهَ مَا دامَ فِي مُصَلاهُ، وَلا عَن يَمِينِهِ؛ فَإِنَّ عَن يَمِينِهِ مَلَكًا، وَليَبصُق عَن يَسَارِهِ، أَو تَحتَ قَدمِهِ فَيَدفِنُهَا"(2).
3 -
البعد عن الذنوب والمعاصي:
ومن الخلق الحسن مع الملائكة البعد عن الذنوب والمعاصي، وعدم إبعاد ملائكة الرحمة عنا، فعلى العاقل أن يحرص على بقاء ملائكة الرحمة معه، فلا يحرم نفسه من مخالطة الملائكة ومجالستهم ودعائهم له، ودخولهم بيته بهذه المنكرات مثل الكلب خاصة، وكذلك تعليق الصور، فالملائكة لا تدخل الأماكن والبيوت التي يعصى فيها الله تعالى، أو التي فيها ما يكرهه الله سبحانه.
(1) أخرجه مسلم (563) في كتاب المساجد، باب: نهي من أكل ثوما أو بصلًا.
(2)
أخرجه البخاري (416 - فتح) في كتاب الصلاة، باب: دفن النخامة في المسجد.
عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَدخُلُ المَلاِئكَةُ بَيتًا فيهِ كَلب وَلا صُورَة"(1).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَصحَبُ الملائكة رُفقَةً فِيهَا كَلب وَلا جَرَس"(2).
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةُ لا تَقرَبُهم الملائكةُ: الجُنُب، والسكرانُ، والمتَضمِّخُ بالخَلوق"(3).
عن عمَّار بن ياسرِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن المَلائكَةَ لا تَحضُرُ جَنَازَةَ الكَافِرِ بِخَيرٍ"(4).
الخلاصة: لا شك أن هذه الرابطة القلبية التي تربط المؤمن بالملائكة، والالتقاء علي عبادة الله وحده سبحانه وتعالى، فالمؤمن يشعر أن كلا من عباد الله، وكل من سار في طريقة هو حبيب له، وقريب منه، والملائكة هم عباد الله تبارك وتعالى، والقائمون بأمره، والذين لا يعصونه، فهم أولى الناس بحب المؤمن، ولا شك أن المؤمن إذا أحبه الله تبارك وتعالى، وحبب فيه ملائكته يشعر بأنه في عالم مؤنس، فبعد أنسه ورضاه ومحبة الله يشعر أن هناك من مخلوقات الله عز وجل من يحبه، ومن يأنس به، فهذا لا شك أنه عبد سعد بلقاء الملائكة وبمجالستهم وبدعائهم له.
(1) أخرجه البخاري (3225 - فتح) في بدء الخلق، ومسلم (2106) في اللباس والزينة.
(2)
أخرجه مسلم (2113) في كتاب اللباس والزينة.
(3)
صحيح. أخرجه البزار (2929 - كشف)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(1804).
(4)
صحيح. أخرجه أحمد (4/ 320)، وأبو داود (4176).