الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقسام الرحم
تنقسمُ الرحم إلى ثلاثة أقسام: أصلية وفرعية وعامة، وسوف نقصر الكلام على الرحم الأصلية والفرعية فقط.
أولًا: الرحم الأصلية:
وهما الأبوان وما يتصل بهما من قرابة مثل الأجداد فما علا، والإخوان والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات.
قال سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى} [النساء: 36].
قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 215].
ثانيًا: الرحم الفرعية:
وهم الأبناء والأحفاد، فما نزل، وما ثبت بالرضاع.
قال تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم: 38].
ثالثًا: الرحم العامة:
وهم عموم المسلمين ممن يجمع بينهم كلمة التوحيد.
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71].
وعن النُّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنينَ في تودِّاهم وتراحُمِهِم وتعاطفهم، مثلُ الجسدِ: إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهر والحُمَّى"(1)
(1) أخرجه البخاري (10/ 438)، ومسلم (2586) في كتاب البر والصلة.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَفتَحُونَ أرضًا يُذكَرُ فيها القِيرَطُ، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحما".
وفي رواية: "إنكم ستفتحونَ مصرَ، وهي أرض يُسمَّى فيها القيراط، فإذا افتتحتموها، فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمةً ورحمًا" أو قال: "ذمةً وصهرًا"(1).
قال العلماء: الرَّحمُ التي لهم كونُ هاجر أُمِّ إسماعيلَ صلى الله عليه وسلم منهم، والصهر كونُ مارية أمِّ إبراهيمَ ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.
فالرحم العامة لهم الحقوق المشتركة بين المؤمنين عند ملابسة بعضهم بعضًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق المُسلمِ على المسلم ست: إذا لقيتهُ فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبهُ، وإذا استنصَحَكَ فانصح لَهُ، وإذا عَطَس فَحَمِدَ اللهَ فَسَمَّتهُ، وإذا مَرِضَ فعده، وإذا ماتَ فاتبعهُ"(2).
ومنها: أن يحب لنفسه ما يحب لغيره.
ومنها: نصرته، فلا يسلمه ولا يخذله.
ومنها: أن لا يؤذي أحدًا منهم، فلا يغتابه ولا يهجره فوق ثلاث.
ومنها: قبول هديته، وستره.
وغير ذلك من الحقوق العامة للمسلمين.
(1) أخرجه مسلم (2543) في كتاب فضائل الصحابة.
(2)
أخرجه مسلم (2162) في كتاب السلام.