الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن طُرق أكل المال الحرام استغلال المنصب.
قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)} [البقرة: 188].
ومن صورها مصانعة الحاكم لينال بها حق غيره، ومن صور أكل الحرام قبول الرشوة، ومن صورها استئثار الأقرباء بما لا يحق لهم.
9 -
الشورى
.
الشورى لغة: يقال شاورته في الأمر واستشرته: راجعته لأرى رأيه فيه، واستشاره: طلب منه المشورة، وأشار عليه بالرأي.
أما في الاصطلاح: لا يخرج عن المعنى اللغوي (1).
والمدير العاقل من يشاور أهل التخصص، وينتفع بأصحاب الخبرة، فما خاب من استشار، وأما المستبد برأيه، والمنفرد بقراره، فالفوضى على بابه.
قال الناظم:
شاور سواكَ إذا نابتك نائبةً
…
يومًا وإن كنتَ من أهلِ المشوراتِ
فالعينُ تبصرُ منها ما دنا ونأى
…
ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ
10 -
القُدوَةُ الحسنة
.
القدوة لغة: الأسوة، يقال: فلان قدوة، يقتدى به (2).
القدوة الحسنة أسوة لأتباعه يقودهم بالفعل والقول، ويتأثرون بعمله
(1)"معجم المصطلحات الفقهية"(640) وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكوبت.
(2)
"لسان العرب"(2/ 3159).
الجميل، ولفظه الحسن، فيحذون حذوه، فإن كان الصدق مطلوبًا من كل عامل، فإنه في القدوة أكثر طلبًا، وإن كان الجد مطلوبًا من كل مسلم، فإنه في القدوة أكثر حاجة؛ لأن الناس مجبولون على عدم الانتفاع بمن خالف قوله فعله، وأول علامة النجاح في القدوة أن يقوم بما يأمر به، وينتهي عما ينهى عنه.
وكم تحت هذه الآية من كنز؛ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب: 21].
قال الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد -سدده الله-: "ومن دقيق المعنى في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه جعل الأسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحصره في وصف خاص من أوصافه، أو خلق من أخلاقه، أو عمل من أعماله الكريمة، وما ذلك إلا من أجل أن يشمل الاقتداء في أقواله عليه الصلاة والسلام وأفعاله وسيرته كلها، فيقتدى به، صلى الله عليه وسلم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويقتدى بأفعاله وسلوكه من الصبر والشجاعة والثبات والأدب وسائر أخلاقه، كما يشمل الاقتداء بأنواع درجات الاقتداء من الواجب والمستحب وغير ذلك مما هو محل الاقتداء"(1).
قلت: ولو اقتدى كل مسؤول برسوله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله، لكانت النجاحات لنا في كل جانب، وما الإخفاقات إلا بسبب ضعف الاقتداء.
قال تعالى على لسان شعيب -وهو يعظ قومه وأتباعه-: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ
(1)"القدوة"(5) دار الوطن.
أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود: 88].
وقال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44].
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [الصف2: 3].
أكبر علامات فشل المسؤول
إن التناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن أكبر علامة لسقوط. المسؤول، فالرئيس الذي يتحدث عن الأمانة وهو يسرق، والذي يطلب من العاملين معه الالتزام وهو آخر من يحضر -يمحو بتصرفه عشرات الأقوال .. وعلى هذا فقس.
ولهذا قال نبي الله شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
وقد قيل: من لا يستطيع تصحيح أخطاء نفسه، فلا يصح له أن يكون قيمًا على أخطاء الآخرين.
ونظرة ممعنة في القرآن الكريم حول القدوة نجد أن القرآن الكريم فيه من النماذج بالدعوة إلى الاقتداء بالرسل والأنبياء عمومًا.
قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ