الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوصافه:
كان رحمه الله متوسط القامة، حنطي اللون، أبيض الوجنتين، كث اللحية، مستدير الوجه، فيه طول قليلًا، أزج الحاجبين مفرق ما بينهما، أقنى الأنف، طويل الصمت، جميل السمت، قليل الكلام، ولا يتحدث إلا بما يعنيه، وكان مرتبًا في حياته كلها.
كان منتظم الأكل والشرب، حيث كان يباعد بين الوجبتين، وبين الوجبة وشرب الماء، فكان يجعل بين الوجبة والأخرى ست ساعات، ولا يشرب الماء إلا بعد مرور ساعتين، لا يجمع على المائدة أكثر من صنف من الطعام، وإن كان، لا يأكل إلا من صنف واحد، وإذا كان الأكل من ذوات العدد كالتمر والزيتون وما شابه ذلك، كان أكله وترًا، وهو في ذلك يحاول اقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال لي ولده: لم يمرض في حياته قط.
أما اللباس، فكان يلبس لكل فصل لونًا من اللباس؛ فللصيف اللون الأبيض، وللخريف اللون البني، وللشتاء اللون الأسود، وللربيع اللون الرمادي.
لقد ورث الشيخ العلم والتقوى خلفه، ولم يمنعه ذلك من أن يورث لأولاده ما يكفيهم، حيث ورَّث لكل ولد وبنت (1) بيتًا يسكنه، وبيتًا يؤجره، فكان رمز الإنصاف والوسطية في حياته كلها.
حوار مع ولده:
سئل ولده: هل صحيح ما ادعاه بعضهم: أن الوالد كان صوفيًا؟ قال: لقد لازمته حياتي كلها، فلم أره يعمل شيئًا مما يعمله المتصوفة يومها، لكنه كان يذهب إلى شيخ الطريقة النقشبندية، وكان يستضيفه في بيتنا، فلأجل هذه العلاقة قيل
(1) وهم ست بنين وسبع بنات، من زوجتين، في حين زوجته الثالثة توفاها الله حين ولدت، مع وليدها، وقد رأى الشيخ جميع أحفاده في حياته، إلا أبناء ولده عبد المعين.
ذلك، ولكنه لم يفتأ ينكر على الصوفية ما يقومون به من شعوذة وبدع؛ كضرب الشيش وغيرها.
ولما سئل عن سلفية والده في التفسير، قال: لا تستطيع أن تصفه بأنه سلفي مطلقًا، ولا أشعري مطلقًا، لقد كان صاحب فكر حر، إلا أنه كان يغلب عليه الطبع السلفي.
كان رحمه الله حنفي المذهب.
أما عن سبب تأثره بالآلوسي، وكثرة نقله عنه، فقال: إن الآلوسي من بلدة آلوس، وهي محاذية لبلدة عانة مسقط رأس الشيخ، وهي تبعد عن بكمان -موطن الشيخ- ما يقرب من مائة وخمسين كيلومترًا.
وحول أقاربه في دير الزور، وعلاقتهم بآل حويش في العراق، قال: بحكم الوظيفة بقي الشيخ عبد القادر وأخوه سعيد في دير الزور، في حين انتقل إخوته الثلاث: عبد المجيد (1)، وأحمد (2)، ومحمد رشيد (3)، إلى بغداد، وآل حويش هناك يعرفهم القاصي والداني.
أما شأنه، فكان لا يفتر عن القراءة في التفاسير والقرآن الكريم، ولما سألت ولده: هل كان يحفظ القرآن؟ قال: لم أجرؤ على سؤاله عن هذا، إلا أنه كان يؤم الناس، ولم يستعجم عليه القرآن مرة، وبقي يقرأ القرآن من المصحف حتى بعد أن ضعف بصره ولبس النظارة في آخر حياته، وقد شارف على الثامنة والتسعين.
(1) والد الشيخ نوري، الذي بنى مسجدًا يسمى باسمه في حي الجامعة ببغداد، كان خطيبًا لجامع الكرخ إلى أن توفاه الله في بداية الثمانينات، وله من الأبناء غير الشيخ نوري: إسماعيل وإبراهيم.
(2)
والد الشيخ حامد، وثابت، وعبد الله -والد عبد التواب-، ولعبد الله هذا مسجد بجانب المستنصرية ببغداد، بناه على نفقته الخاصة واسمه "جامع عبد الله ملا حويش".
(3)
والد عبد الوهاب، وياسين، وطه.