الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفهيم القرآن
الجزء الأول: من الفاتحة إلى آل عمران
حياته:
أبو الأعلى المودودي: (1321 - 1399 هـ / 1903 - 1979 م)، وُلد بمدينة أورنك أباد في ولاية حيدر أباد بالهند، من أسرة فاضلة اشتهرت بالدين والفضل والعلم، تُعرف بالأسرة الودودية، نسبةً إلى الشيخ قطب الدين مودودي جشتي رحمه الله، مؤسسة الطريقة الجشتية في الهند المتوفى سنة 527 هـ.
لم يعلّمه أبوه في المدارس الإنكليزية، واكتفى بتعليمه في البيت، وكان أبوه هو معلمه الأول، وقد حرص على تنشئته تنشئة دينية، فتعلم اللغة العربية والقرآن والحديث والفقه واللغة الفارسية، ويقول المودودي عن أبيه:"إن والدي شملني بالتربية السليمة والتوجيه الشديد، وكان يلقي عليّ في الليالي حكايات الأنبياء، وأحداث تاريخ الإسلام، والوقائع الشهيرة في تاريخ الهند، ما أزال أشعر بفائدة تلك التربية حتى اليوم"، وكان يصحبه إلى مجالس أصحابه من العلماء، فتفتَّحت ملكاته، وظهر نبوغه وذكاؤه منذ حداثة سنِّه.
عمل بالصحافة، بعد وفاة والده، وتولى منصب رئاسة تحرير جريدة "تاج" الصادرة في جبل بور، وجريدة "مسلم"، وجريدة "الجمعية" الصادرة في دلهي، ومجلته الخاصة "ترجمان القرآن" التي بدأ صدورها سنة 1923 م، وهي تعدّ من أكبر المجلات الإسلامية في العالم.
بدأ المودودي حركته الإسلامية التي تهدف إلى تعميق الإسلام لدى طبقة المفكرين المسلمين والدعوة إلى الإسلام، حتى أسس الجماعة الإسلامية في لاهور، وتم انتخابه أميرًا لها في (3 من شعبان 1360 هـ/ 26 أغسطس 1941 م).
ومع إعلان قيام دولة باكستان في (1366 هـ/ 1947 م)، انتقل المودودي مع زملائه إلى لاهور؛ حيث أسس مقرّ الجماعة الإسلامية بهها، وبعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر، ألقى المودودي أول خطاب له في كلية الحقوق، وطالب بجعل القانون الأساسي لباكستان قائمًا على الشريعة الإسلامية، وأن تقوم الحكومة الباكستانية بتحديد سلطتها طبقًا لحدود الشريعة، وظلّ المودودي يلح على الحكومة بهذه المطالب، التي كانت سببًا في اعتقاله هو وبقية أعضاء الجماعة الإسلامية مرات عديدة، إلا أن ذلك لم يصرف المودودي وبقية أعضاء الحركة عن الاستمرار في المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.
إلى أن حُكم عليه بالإعدام، وهو ما أدى إلى حدوث ثورة من الغضب الشديد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتوالت البرقيات من كل مكان تشجب هذا الحكم، حتى اضطرت الحكومة إلى تخفيف حكم الإعدام إلى السجن مدى الحياة، ولكن ردود الفعل الرافضة لهذا الحكم أدت إلى إصدار حكم بالعفو عن المودودي في (1374 هـ/ 1955 م).
وقد كان المودودي رحمه الله يقضي فترات سجنه ومرضه بالتأليف، فكان له من المؤلفات ما يقرب المئة، بين رسائل وكتب في السياسة والقانون والدستور والتربية والاقتصاد والاجتماع والأخلاق والتاريخ وما إلى ذلك من مشكلات اليوم والقضايا العصرية المعقدة.
ومن أشهر كتبه كتاب "تفهيم القرآن"، وهو تفسير للقرآن الكريم صدرت منه أربعة مجلدات من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الفتح، ومنها كتاب "الجهاد في الإسلام"، وقد فصّل فيه موضوع الجهاد، بحيث لا يبقى لقارئه أي شبهة حول
قضية الجهاد في الإسلام، وهذا الكتاب يقع في أكثر من 500 صفحة، ومما يذكر عن أسباب تأليفه المباشرة، أنه ألّفه للردّ على قول الزعيم الهندي المعروف "المهاتما غاندي" في تصريحاته العديدة بأن الإسلام لم ينتشر إلا بقوة السيف، ولا شك أن هذا الكتاب قد جعل له مكانة عظمى في صفوف العلماء، وكان موقع تقدير نبيل من أقطاب العلماء والمثقفين والمفكرين.
ومن الجدير بالذكر أن بعض مؤلفاته الشهيرة نقلت إلى اللغات العالمية العربية والإنكليزية والفرنسية والتركية والألمانية وغيرها من اللغات المحلية، مثل البنغالية والتاملية والمراتية والكندية والمليالمية والهندية والتلنكية، وأعجب من هذا أن بعض مؤلفاته نقلت إلى سبع عشرة لغة، وقد نقلت من كتبه إلى اللغة العربية أكثر من 45 كتابًا، ومن أشهر مؤلفاته التي ظهرت في اللغة العربية:
1 -
المصطلحات الأربعة في القرآن.
2 -
الحجاب.
3 -
تفسير سورة النور.
4 -
الإسلام والجاهلية.
5 -
نظرية الإسلام وهديه في السياسة والدستور والقانون.
6 -
القانون الإسلامي.
7 -
نحن والحضارة الغربية.
8 -
المسألة القاديانية.
9 -
مبادئ أساسية لفهم القرآن.
10 -
حركة تحديد النسل في ميزان النقد.
11 -
مسألة ملكية الأرض في الإسلام.
12 -
أسس الاقتصاد بين الإسلام والنُّظُم المعاصرة.
13 -
الربا.