الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ3/ 5]
1 -
إعجاز القرآن.
2 -
القصص القرآني في منطوقه ومفهومه.
3 -
من قضايا القرآن.
4 -
النبي محمد إنسان الإنسانية ونبي الأنيباء.
5 -
المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل.
6 -
اليهود في القرآن.
7 -
قضية فلسطين، رأي الإسلام فيها وموقف المسلمين منها.
8 -
مسلمون وكفى (1).
توفي في شهر صفر الخير 1406 هـ/ 1985 م.
ثانيا: التعريف العام بتفسير الخطيب:
يقع هذا التفسير في ستة عشر مجلدًا فسر فيه الخطيب القرآن الكريم كما يفهمه من النص القرآني، غير ملتفت إلى أسباب النزول وما يدور حول النص القرآني من روايات وقد جاء تفسيره تفسيرًا أدبيًا سهل العبارة مفهوم الكلمة خاليًا من المصطلحات الغامضة (2).
وقد فرغ من تأليفه صباح الخميس لتسعة عشر يومًا خلت من جمادى الأولى، سنة تسعين وثلاث مئة وألف من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموافق لليوم الثالث والعشرين من شهر يوليو (تموز) سنة ألف وتسع مئة وسبعين ميلادية.
بدأ الخطيب بمقدمة أشار فيها إلى الجفوة الغليظة المستحكمة بين المسلمين وبين القرآن الكريم في هذا الزمن ويذكر السبب - وراء صرف الأمة عن قرآنها،
(1) منهج التفسير القرآني للقرآن، رسالة ماجستير، ص 11 - 14.
(2)
عبد الكريم الخطيب والثقافة الإسلامية، ص 50.
[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ3/ 5]
ويدعو إلى الفهم الصحيح لكتاب الله عن طريق إطالة التأمل والتدبر لآياته والتذوق لأساليبه وروعة بيانه ويبين كيف السبيل إلى تحقيق هذا الأمر.
واتبع أسلوبًا فريدًا حيث إنه لم يكن يتجاوز النص القرآني لفهمه وتفسيره، يقول الأستاذ:"من أجل هذا كانت صحبتنا لكتاب الله على هذا الوجه الذي لا ننظر فيه إلى غير كتاب الله، وإلى تدبر آياته بعيدًا عن طنين المقولات الكثيرة التي جاءت إلى القرآن من كلّ صوب، وكادت تخفت صوته، وتغيم على الأضواء السماوية المنبعثة منه، إننا في صحبتنا هذه للقرآن لا نقيم نظرنا على غير كلماته وآياته، ولا نخط على هذه الصفحات غير ما يسمح لنا به النظر في كلماته وآياته"(1).
وقد نهج الخطيب في تفسيره نهجًا واضحًا، يبين فيه في مقدمة السورة مكان نزولها أهي مكية أم مدنية، ويبين عدد آياتها وعدد كلماتها وعدد حروفها، ويبين كذلك أسماءها وقد التزم هذا المنهج في تفسير جميع سور القرآن الكريم، ففي بداية سورة الفاتحة يقول: نزولها: مكية، وقيل: إنها نزلت بمكة، ثم نزلت مرّة أخرى بالمدينة ولا وجه لهذا القول، عدد آياتها سبع، وعدد كلماتها خمس وعشرون كلمة، وعدد حروفها مائة وثلاث وعشرون حرفًا، وقد سميت بأسماء كثيرة جاوزت المئة (2).
وقد برز في تفسير الخطيب أسلوب المحافظة على الوحدة الموضوعية للسورة ففي ختام السورة يأتي على موضوعاتها، تلك الموضوعات التي تتسق بعضها مع بعض حيث يلتقي بدء السورة مع ختامها، وكان الخطيب يذكر وجه ارتباط السورة بالتي قبلها، ويربط بداية السورة بنهاية السورة التي قبلها، والموضوعات التي تناولتها السورة، يقول الخطيب معلقًا في آخر سورة المؤمنون:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} [المؤمنون: 117]،
(1) التفسير القرآني للقرآن، ج 1، ص 11.
(2)
التفسير القرآني للقرآن، ج 1 ن ص 17.
[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ3/ 5]
يقول: بهذه الآية والآية التي بعدها تختم السورة الكريمة حيث يلتقي ختامها مع بدئها، فقد بدئت السورة بهذا الإعلان العام {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 1 - 2] ثم جاءت الآيات بعد ذلك تعرض صفات المؤمنين، وما أعد الله لهم في الآخرة من نعيم، حيث يورثهم الجَنَّة، ويطلق أيديهم فيها ينعمون بما يشاؤون منها (1).
ومما ميز تفسير الخطيب أنه كان صاحب دعوة تخاطب العقل والوجدان معًا، فكان كثيرًا ما يفرض التساؤلات ويجيب عليها، وكل تلك التساؤلات التي كان يثيرها إنما يقصد من ورائها تدعيم رأيه وإثبات حجة ما ذهب إليه، كان الخطيب في تفسيره كثيرًا ما يطنب في الرد على الشبه التي تعرض له. فعند تفسيره لقوله تعالى:{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالمِينَ (66)} [غافر: 66] يقول: وهنا سؤال كيف ينهى النبي عن عبادة ما يعبد المشركون وهو - صلوات الله وسلامه عليه - لم يسجد لصنم؟ ..
ويجيب عن هذا التساؤل من وجهين:
1 -
ليس النهي عن الشيء بالذي يلزم منه أن يكون الموجّه إليه النهي مواقعًا له أو متلبسًا به بل يكون أشبه بلافتة تنبه إلى الخطر الكامن فيه، وتحذر الوقوع فيه.
2 -
إن هذا النهي وإن كان موجهًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو موجه في حقيقته إلى كلّ من يؤمن بالله تعالى، فمن يريد الدخول في حظيرة الإيمان عليه أن يخلع ثوب الشرك أولًا ثم يدخل إلى ساحة الإيمان (2).
ومما ميز تفسيره أيضًا ذكره لمناسبة الآيات، وكيف أن هذه الآية قد جاءت في سياق آية أو آيات قبلها مستمدًا من ذلك بعض أسرار القرآن الكريم، كما أنه يربط
(1) التفسير القرآني للقرآن، ج 9، ص 1194.
(2)
التفسير القرآني للقرآن، ج 12، ص 1262 - 1263.